رأى خبير عسكرى حول معارك الفاشر
تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT
صلاح جلال
(١)
مدينة الفاشر هى حاضرة شمال دارفور المدينة الوحيدة المتبقية خارج نطاق سيطرة الدعم السريع بعد إستيلائه على نيالا وزالنجى والجنينة والضعين ، إنفجرت المواجهات المسلحة فى داخل مدينة الفاشر بعد عدة شهور من التعايش الحذر بين المتحاربين القوات المسلحة فى قيادة الفرقة السادسة وحركتى مناوى وجبريل المساندة لها فى داخل المدينة غرباً وحولها من كل الجهات شرق المدينة يتمركز الدعم السريع والمليشيات المعاونة له (أم باغة) من خارج المدينة ،
(٢)
إنقطعت كافة خطوط الإمداد عن مدينة الفاشر بعد إستيلاء الدعم السريع على مدينة مليط وقيادة الفرقة السادسة تعتمد على الإسقاط الجوى للذخائر والطعام كل المستشفيات والمراكز الصحية بالمدينة خارج الخدمة وكان آخرها مركز بابكر نهار للأطفال الذى دمره القصف الجوى عدا المستشفى الجنوبى الذى يعمل و يعانى من نقص الأدوية والمستهلكات الطبية، فقد ذكرت الصحفية زمزم خاطر فى تقرير لها عن الأحوال المذرية للمصابين خاصة من المدنيين الذين تجاوز عدد القتلى منهم الأربعين فرد من الأطفال والنساء والرجال أورد تقرير صادر بإسم لجان مقاومة الفاشر أسمائهم ومواقع سكنهم وعدد من الجرحى والمصابين ووصف لحالة سكان الفاشر ومعاناتهم فى الحصول على الغذاء والدواء .
(٣)
تواصلت مع ضابط عظيم بالقوات المسلحة بالمعاش لمعرفة رؤيته لحرب الفاشر قال كلام مقلق جداً ، أن التكتيك العسكرى المتبع فى الفاشر معقد جداً
خليط بين العمليات الحربية والحصار للمدينة بقفل طرق الإمداد ،وأن الدعم السريع يعتمد نظام الموجات هجوم وإنسحاب لهز الدفاعات نفس أسلوبه الذى إتبعه فى نيالا والخرطوم القوات المسلحة فى المقابل متخندقة والحركات المساندة مهاجمة والمواطن المدنى بين سندان
الطيران الذى مازال عشوائي فى عمليات القصف الجوى ومطرقة المدفعية الغبية من كل الأطراف المتحاربة .
(٤)
يقدر سكان مدينة الفاشر الآن بحوالى ٨٠٠ ألف نسمة قطاع واسع من المدنيين منهم يرغبون فى مغادرة المدينة التى تعانى مخاطر الحياة والموت المجانى و نقص فى الغذاء والدواء ، سيغادرون إ إذا وجدت هدنة وممرات آمنة تحت رعاية دولية أو إقليمية ، وقال الخبير العسكرى أنه يعتقد أن *المعركة فى الفاشر قد تستمر لمدة أقلها ثلاثة أشهر قادمة* لتفادى خسائر مدمرة وسط المدنيين إذا تم إجتياح مستمر للمدينة فى ظرف زمنى ضيق .
(٥)
ختامة
نقول لاحول ولا قوة إلا بالله
لقد تم إختطاف قرار إستمرار الحرب من الشعب السودانى وأصبح أمرها فى يد مجموعة من الجنرالات المغامرين ، *يجب على الشعب السودانى عبر منظماته المدنية أن ينهض لتجريد الجنرالات المغامرين من السيطرة على قرار الحرب وإفقادها للشرعية عبر الوقفات الإحتجاجية فى الداخل والخارج وعبر المذكرات والتواصل مع المجتمع الإقليمى والدولى ومنظماته لمناشدته الإطلاع بدوره فى حماية المدنيين والتدخل الإنسانى العاجل لمواجهة مخاطر المجاعة وحمل أطراف النزاع عبر مزيد من العقوبات التى تستهدف كبار جنرالات الحرب وقيادات المليشيات المساندة لهم وحصارهم بكل الوسائل لعدم الوصول* لسوق السلاح الدولى وإلزام كل الأطراف الإقليمية والدولية بالتدخل الحميد لوقف الحرب وعدم إمداد أى طرف بالسلاح والمعينات القتالية *على المنظمات الإقليمبة والاسرة الدولية إبراز جدية وأسنان لوقف الحرب بعمليات بسيطة *مثل إغلاق ميناء بورتسودان فيما عدا السفن التى تحمل معونات إنسانية ووقف الطيران الحربى سيجبر المتعنتين والرافضين للتفاوض على قبول الحلول التفاوضية* بقطع الأمل أمام أى طرف لكسب الحرب مهما طالت والعودة بجدية لمنبر جدة ، وعزل المتطرفين الذين إختطفوا قرار الجيش لصالح حسابات وخصومات سياسية ، أوقفوا هذه الحرب العبثية فوراً هذه البلاد التى تدمرونها تخصنا .
١٧ مايو ٢٠٢٤م
الوسومصلاح جلال
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: صلاح جلال الدعم السریع مدینة الفاشر
إقرأ أيضاً:
الكشف عن مقبرة جماعية ومركز تعذيب بالسودان.. واتهامات للدعم السريع
كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية، عن وجود أدلة تم الكشف عنها تظهر مركز تعذيب ومقبرة جماعية شمالي العاصمة السودانية الخرطوم، مشيرة إلى أن المركز كان واقعا تحت سيطرة قوات الدعم السريع، فيما قال الناجون الذين تم إنقاذهم إنهم تعرضوا للتعذيب والتجويع وموت سجناء كانوا معهم.
ويقدر أن أكثر 500 شخصا تعرضوا للتجويع وماتوا نتيجة للتعذيب، ثم تم دفنهم في مقبرة سرية في شمال الخرطوم، حسب الأدلة التي أطلعت عليها "الغارديان" في تقرير ترجمته "عربي21".
وبعد زيارة تمت بعد فترة قصيرة من مغادرة قوات الدعم السريع وقام بها الجيش السوداني، عثر على مركز سري وتنتشر فيه الأصفاد المعلقة من الأبواب وغرف يبدو أنها استخدمت للتعذيب وأرضية الغرف الملوثة بالدم.
ووصف أشخاص اعتقلوا في المركز، التعذيب المستمر الذي مارسه جلاديهم عليهم. ووجد إلى جانب المركز مقبرة بـ 550 قبرا بدون شواهد وبعضها حفرت حديثا ومقابر تحتوي على أعداد من الأشخاص.
ويعتبر الموقع أكبر مقبرة مؤقتة يعثر عليها في السودان، أثناء الحرب الأهلية، ولو تم التأكد منها فستكون أسوأ جريمة حرب ترتكب في الحرب السودانية الوحشية.
وقال الأشخاص الذين تم إنقاذهم من المركز في الجزء الجنوبي للقاعدة العسكرية التي تبعد 40 ميلا عن العاصمة أن الكثيرين ماتوا فيها ودفنوا في مقابر قريبة، حسب التقرير.
ولاحظ الأطباء الذين فحصوا الناجين علامات تعذيب وتوصلوا إلى نتيجة أنهم تعرضوا للتجويع. وسيطرت قوات الدعم السريع على القاعدة الواقعة قرب غاري، والتي استخدمها كمركز تدريب وتحكم بعد اندلاع القتال مع الجيش السوداني في 15 نيسان/أبريل 2023.
وتسببت الحرب بأسوأ مجاعة إنسانية في العالم وقتل فيها عشرات الألاف وشردت أكثر من 14 مليون شخصا. وقالت منظمة "هيومان رايتس ووتش" التي حققت في انتهاكات خلال الحرب السودانية، إن الموقع قد يكون واحدا من "أكبر مشاهد الجرائم التي ترتكب في السودان منذ بداية الحرب".
ووجد الدكتور هشام شيخ الذي قام بفحص 135 رجل عثر عليهم هناك بعد سيطرة القوات السودانية المسلحة على المكان في نهاية كانون الثاني/يناير. وقال إن الأدلة السريربة تظهر تعذيبا وتجويعا مزمنا للمعتقلين.
وقال شيخ لـ "الغارديان"، إن الرجال وكلهم مدنيون كانوا في حالة من الصدمة عندما تم اكتشافهم ولم يكونوا قادرين على الكلام، مضيفا "عندما وصلنا إلى هناك، لم يكونوا قادرين على المشي، وكان علينا حملهم وعليهم علامات خطيرة بسبب الضرب والتعذيب".
وأشار إلى أن "بعضهم كان يعاني من جراح سيئة بسبب التعذيب، وقد أصيب بعضهم برصاص في الساق وتعرضوا للضرب بالعصي التي تركت علامات: ندوب مستقيمة نظيفة من الضرب. وتعرضوا جميعا للتعذيب".
وتعرض أحد الرجال للضرب بشكل متكرر من قبل حراس قوات الدعم السريع لدرجة أنه اتخذ وضعية الجنين لفترة طويلة لحماية نفسه. وقال في بيان لطاقم طبي عسكري سوداني: "ضربوني صباحا وليلا واستهدفوني واعتدت على الجلوس وركبتي مثنيتين لدرجة أنني الآن لا أستطيع فرد ساقي للمشي".
وبحسب التقرير، فإن هذه النتائج تثير تساؤلات حول مصداقية قوات الدعم السريع، بعد أيام من توقيعها على ميثاق سياسي في كينيا لإنشاء حكومة سودانية موازية في المناطق التي تسيطر عليها.
وتؤكد صور الأقمار الإصطناعية للقاعدة أن القبور لم تظهر إلا بعد بدء الحرب وبعد احتلال قوات الدعم السريع للموقع. وتظهر صورة التقطت بعد أسابيع من بدء الحرب عدم وجود أي أثر لتلال الدفن بجانب طريق أحادي المسار في القاعدة. وتكشف صورة أخرى لنفس الموقع، تم التقاطها بعد عام في 25 مايو 2024، عن عدد كبير من التلال الممتدة على مسافة حوالي 200 مترا.
وقال النقيب جلال أبكر من الجيش السوداني إنه خدم في قاعدة غاري حتى اندلاع الحرب في عام 2023، وأضاف أنه لم يكن هناك موقع دفن حينها: "كنت هناك حتى رمضان في ذلك العام [22 أذار/مارس إلى 20 نيسان/أبريل 2023]، ولم تكن هناك مقبرة".
وقال الرقيب محمد أمين، الذي يعمل الآن في غاري: "كل الجثث المدفونة هناك ماتت في القاعدة"، حسب الغارديان.
وأضاف شيخ أن الناجين تحدثوا عن وفاة أسرى آخرين، مردفا "قال لي الكثير منهم إن الكثير ماتوا في الداخل وأن عددا منهم ماتوا بسبب التعذيب".
وقال ضابط كبير في الجيش السوداني، وهو العقيد بشير تاميل، إن المعتقلين عثر عليهم مقيدين بأيديهم وأرجلهم معا. وأضاف: "كانوا في حالة سيئة للغاية مع علامات على أجسادهم وإصابات".
وقال جان بابتيست غالوبين، من قسم الأزمات والصراع والأسلحة في منظمة "هيومان رايتس ووتش"، إنه من الضروري أن تعامل السلطات التي تسيطر على القاعدة باعتبارها موقعا محتملا لجرائم الحرب وأن تبذل "جهودا فورية لتأمين وجمع وحماية الأدلة التي قد تكون حاسمة لجهود المساءلة".
وحتى الآن، يبدو أن الموقع محفوظ بالكامل بدون وصول عام حيث يحمي الجيش السوداني الموقع لحماية الأدلة. ويأمل خبراء المقابر الجماعية الدوليون أن يسمح للمحللين المستقلين بالوصول إلى الموقع. وقد وقعت العديد من الفظائع الأكثر في الصراع بالمنطقة الغربية من دارفور، حيث اتهمت قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها بالتطهير العرقي.
وفي وقت سابق من هذا العام، اتهمت الولايات المتحدة المجموعة شبه العسكرية بالإبادة الجماعية. وتحقق المحكمة الجنائية الدولية في الانتهاكات في دارفور. ويتم تسليم أدلة الجرائم ضد الإنسانية التي كشفت عنها صحيفة "الغارديان" إلى المدعي عام المحكمة الجنائية الدولية.
كما اتهم الجيش السوداني بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين، حيث فرضت الولايات المتحدة عقوبات على قادته.
وتعتقد مصادر عسكرية أن قوات الدعم السريع لم تتوقع أبدا العثور على مركز الاحتجاز ومقبرة بالقرب من غاري. وحتى وقت قريب، احتلت المجموعة الكثير من الأراضي في المنطقة لدرجة أنها ربما اعتقدت أن الموقع آمن من الهجوم.
وتم الاتصال بقوات الدعم السريع للتعليق. وعندما اتهمت بارتكاب انتهاكات في الماضي، ردت المجموعة بإرسال مدونة سلوك تحظر إساءة معاملة المعتقلين وقالت إنها لديها لجنة للتحقيق في الانتهاكات ومقاضاة المسؤولين عنها، وفقا لتقرير "الغارديان".