عربي21:
2025-04-07@14:25:53 GMT

احتفال الكرامة.. تقييم لتركيبة الجيش ومسؤوليته

تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT

ما كان استعراض الجيوش والتهليل لها محل سخرية وسخط كما هو الحال منذ السابع من أكتوبر الماضي وبعد انتفاضة الأقصى، فالجيوش العربية يعد عناصرها بالملايين وعتادها يقيم بمئات المليارات من الدولارات، إلا أنها خارج معادلة التدافع اليوم، وبعضها يوظف لخدمة العدوان الإسرائيلي.

لقد دمرت قوة غير نظامية في غزة أسطورة الجيش الذي لا يهزم، وبالنظر إلى تجربة عملية الكرامة في الشرق الليبي، فإن انتصارها في حرب بنغازي خلال الأعوام 2014 ـ 2017م تحقق بفعالية المجموع الكبير من المقاتلين غير النظاميين، وصرح أبرز القادة الميدانيين، العقيد فرج البرعصي، من أن عدد العسكريين ممن شاركوا في العمليات العسكرية في حرب بنغازي لم يتجاوز 5 ـ 10%.

وحين تحول الجيش إلى النمط النظامي العسكري التقليدي، أخفق في هزيمة مجموعات مسلحة غير نظامية، وذلك في حرب الجيش على العاصمة العام 2019م، برغم التفوق الكبير في العتاد وبرغم وجود عناصر أجنبية مدربة، هم قوات فاغنر،، فقد استمات المدافعون، والكثير منهم مدنيون، في إفشال خطة دخول العاصمة طرابلس أشهرا،  قبل أن ينقلب الدفاع إلى هجوم بدعم من الاتراك.

ما يزال الاعتماد على الجيوش والإنفاق عليها بسخاء أساسيا لدى الأنظمة العسكرية الشمولية، وبرز نموذج الجيش "البزناس" الذي يدير مشروعات تجارية وشركات بناء وتشييد ومصانع وغيرها، ويبدو أن الجيش التابع لمجلس النواب يسير على خطى التجربة المصرية في هذا الصدد، ليصبح السؤال المشروع: ما هي مهمة الجيش ومسؤوليته وقد ثبت أنه عاجز عن تحقيق انتصارات على الأرض، ومنسحب من معركة الأمة، وتشوهت رسالته، وانحرف عن مهمته؟

في الحالة الليبية اليوم، فإن الدور الذي اعتبره غالبية أنصار الجيش في الشرق بناء وذلك بعد العام 2014م، من خلال محاربة "الإرهاب"، صار محل شك لدى كثير من مؤيديه بعد أن أعيد تشكيله تحت سيطرة الأسرة المتنفذة، ودخل في عملية غربلة وفقا لمعايير بعيدة عن الأسس الصحيحة لبناء الجيوش، واتجه إلى تحقيق غايات سياسية من المفترض أن ينأى الجيش بنفسه عنها.من يدافعون عن الجيش بشكله وتركيبته الحالية في الشرق الليبي باستماته ينقسمون إلى أقلية هم أصحاب منفعة، وأغلبية يعتقدون أن الجيش هو ضمانة الاستقرار والأمان وبناء الدولة، والحقيقة أن هذا الفهم مغلوط، فالاستقرار الأمني فترة النظام السابق الذي دام عقودا لا علاقة للجيش به، بل فرضته أجهزة وكتائب أمنية، وهذا هو الحال في أغلب الأنظمة الاستبدادية المغلقة التي حكمت، ولا تزال، العالم العربي.

وبالعودة للتجربة الليبية ومسؤولية الجيش في الأزمات والملامات، لم يكن للقوات المسلحة النظامية دور سلبي أو إيجابي العام 2011م، فمن اعتمد عليهم النظام السابق في حربه على من طالب بإسقاطه معظمهم كتائب أمنية ومتطوعون، ومن ساهم بدرجة كبيرة في مقاومته ثم إسقاطه جُلهم ليسوا عسكريين.

التجربة السورية لا تخلو من أمثلة موافقة لهذا التحليل، واليمن أكثر وضوحا في هذا الصدد، فبغض النظر عن الموقف الصحيح للمتحاربين سياسيا وأخلاقيا، فإن إرادة القوات النظامية، السعودية والإماراتية ومن ناصرهم من دول أخرى، والمجهزة تجهيزا كبيرا والمدعومة بالطيران والدبابات والمدافع والقواذف الحديثة تكسرت أمام قوة غير مصنفة ضمن الجيوش، وهم الحوثيون.

من ناحية أخرى، فقد ثبت أن الارتكان للجيوش تحول إلى توظيف سياسي هدام، وهذا حال الأنظمة العسكرية خلال العقود الست الماضية، ومثاله الأوضح في الوقت الراهن هو مصر، وفي الحالة الليبية اليوم، فإن الدور الذي اعتبره غالبية أنصار الجيش في الشرق بناء وذلك بعد العام 2014م، من خلال محاربة "الإرهاب"، صار محل شك لدى كثير من مؤيديه بعد أن أعيد تشكيله تحت سيطرة الأسرة المتنفذة، ودخل في عملية غربلة وفقا لمعايير بعيدة عن الأسس الصحيحة لبناء الجيوش، واتجه إلى تحقيق غايات سياسية من المفترض أن ينأى الجيش بنفسه عنها.

أرجع إلى تقييم خبراء عسكريين ومحللين ومخططين استراتجيين عسكريين وأمنيين لما وقع ويقع الآن في غزة ستصل إلى خلاصة مهمة تتعلق بالأهداف التي من أجلها تشكلت الجيوش والتي تتمحور حول الدفاع عن البلاد من العدوان الخارجي، وأن النمطية التي على أساسها تبنى الجيوش والأغراض التي من أجلها تتشكل لا تحقق هذه الغاية، والنبراس ليس فقط غزة، فالشواهد التاريخية  والمعاصرة كثيرة، وعندما تكون القضية عادلة والحق أبلج فإن الدفاع عنها سيكون عقيدة يهب الإنسان روحه لأجلها، أما إذا دخلت المصالح الضيقة على الخط، وصار الجيش أداة في الصراع الداخلي، فإن النتاج جسم بيروقراطي مترهل وعبئ على الخزانة والدولة وكيان بعيد عن المصلحة الوطنية.

أختم بالقول إن هذا التقييم لا مفهوم مخالفة له، أي لا يفيد بدعم الوضع الأمني والعسكري في المنطقة الغربية في البلاد واعتباره نموذجا سليما، بل هو وضع بائس ونموذج سيء، والكلام في هذا المقال له مناسبة هي الاستعراض العسكري الكبير احتفالا بذكري عملية الكرامة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الجيش ليبيا جيش احتفالات رأي مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الشرق

إقرأ أيضاً:

أسعار الذهب تواصل الانخفاض مع تقييم الأسواق لمخاطر رسوم ترامب

واصل الذهب انخفاضه عند افتتاح الأسبوع، مع تقييم المستثمرين لمخاطر الحرب التجارية التي تقودها الولايات المتحدة.

وانخفض سعر السبائك للتسليم الفوري بنسبة 1.3% ليصل إلى 3.000.37 دولار للأونصة، بعد أن تراجع بأكثر من 2% يوم الجمعة.

وتأثرت الأسواق المالية، من الأسهم إلى السلع، بموجة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، بالإضافة إلى الإجراءات الانتقامية من دول مثل الصين.

متهما حماس.. أول تعليق من ترامب على مذ.بحة المسعفين في غزةترامب يضخ مليارات الدولارات لاستغلال معادن الكونجوتأجيل طلبات الحجز المسبق لـSwitch 2.. أول جهاز يتأثر بتعريفة ترامب الجمركيةخبير سياسة دولية: المجتمع الأمريكي غير مستعد لتغييرات ترامب السريعةترامب يمدد مهلة تيك توك بعد تعثر صفقة البيع بسبب التعريفات الجمركية​تحمل أبعادًا اقتصادية .. خبير إقتصادي يعلق على قرارات ترامبفخري الفقي يكشف سبب قرارات ترامب الجمركية

في حين أن المعدن النفيس يستفيد عادةً من فترات الاضطراب، إلا أنه يمكن بيعه خلال فترات الاضطراب الشديد في السوق، حيث يسعى المستثمرون إلى تغطية خسائرهم في أسواق أخرى. ولا يزال سعر السبائك مرتفعاً بنحو 15% هذا العام، بعد أن حقق سلسلة من الأرقام القياسية.

وقلل وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت في مقابلة أخرى مع شبكة "إن.بي.سي نيوز" من أهمية تراجع سوق الأسهم منذ إعلان ترامب الرسوم الجمركية، وقال إنه "لا يوجد سبب" لتوقع حدوث ركود استنادا إلى الرسوم الجمركية.

وأدى إعلان ترامب عن الرسوم الجمركية، الأربعاء، إلى ارتباك أسواق الأسهم العالمية بشدة، حيث خسرت شركات مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ما قيمته 5 تريليونات دولار من قيمتها السوقية عند إغلاق يوم الجمعة، وهو انخفاض قياسي على مدى يومين. وتراجعت أسعار النفط والسلع، بينما لجأ المستثمرون إلى السندات الحكومية كملاذ آمن.

ومن بين الدول التي طُلب منها أولا دفع رسوم جمركية بنسبة 10 بالمئة أستراليا وبريطانيا وكولومبيا والأرجنتين ومصر والسعودية.

مقالات مشابهة

  • أسعار الذهب تواصل الانخفاض مع تقييم الأسواق لمخاطر رسوم ترامب
  • مدير تعليم قنا يشدد على تقييم موضوعي للتلاميذ
  • بالأرقام.. حجم الإنفاق العسكري لـ«الجيوش العربية» وتصنيف قوتها العسكرية
  • اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت
  • محافظ السويداء يلتقي حكمت الهجري.. ووزير الدفاع يجتمع بـرجال الكرامة (شاهد)
  • المعابر والحدود: تعديل ساعات عمل معبر الكرامة الأحد المقبل
  • جنرال إيراني: نحن من أقوى الجيوش في العالم ولن نسمح للعدو أن يقترف أي شر
  • اجتماع لقائد الجيش مع قادة الأجهزة الأمنية
  • الأردن..الآلاف يحاولون حصار السفارة الأمريكية ومطالبات بتحرك الجيوش العربية لنصرة غزة
  • الذهب ينخفض مع إعادة تقييم المستثمرين للمخاطر