عربي21:
2025-01-31@02:01:56 GMT

احتفال الكرامة.. تقييم لتركيبة الجيش ومسؤوليته

تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT

ما كان استعراض الجيوش والتهليل لها محل سخرية وسخط كما هو الحال منذ السابع من أكتوبر الماضي وبعد انتفاضة الأقصى، فالجيوش العربية يعد عناصرها بالملايين وعتادها يقيم بمئات المليارات من الدولارات، إلا أنها خارج معادلة التدافع اليوم، وبعضها يوظف لخدمة العدوان الإسرائيلي.

لقد دمرت قوة غير نظامية في غزة أسطورة الجيش الذي لا يهزم، وبالنظر إلى تجربة عملية الكرامة في الشرق الليبي، فإن انتصارها في حرب بنغازي خلال الأعوام 2014 ـ 2017م تحقق بفعالية المجموع الكبير من المقاتلين غير النظاميين، وصرح أبرز القادة الميدانيين، العقيد فرج البرعصي، من أن عدد العسكريين ممن شاركوا في العمليات العسكرية في حرب بنغازي لم يتجاوز 5 ـ 10%.

وحين تحول الجيش إلى النمط النظامي العسكري التقليدي، أخفق في هزيمة مجموعات مسلحة غير نظامية، وذلك في حرب الجيش على العاصمة العام 2019م، برغم التفوق الكبير في العتاد وبرغم وجود عناصر أجنبية مدربة، هم قوات فاغنر،، فقد استمات المدافعون، والكثير منهم مدنيون، في إفشال خطة دخول العاصمة طرابلس أشهرا،  قبل أن ينقلب الدفاع إلى هجوم بدعم من الاتراك.

ما يزال الاعتماد على الجيوش والإنفاق عليها بسخاء أساسيا لدى الأنظمة العسكرية الشمولية، وبرز نموذج الجيش "البزناس" الذي يدير مشروعات تجارية وشركات بناء وتشييد ومصانع وغيرها، ويبدو أن الجيش التابع لمجلس النواب يسير على خطى التجربة المصرية في هذا الصدد، ليصبح السؤال المشروع: ما هي مهمة الجيش ومسؤوليته وقد ثبت أنه عاجز عن تحقيق انتصارات على الأرض، ومنسحب من معركة الأمة، وتشوهت رسالته، وانحرف عن مهمته؟

في الحالة الليبية اليوم، فإن الدور الذي اعتبره غالبية أنصار الجيش في الشرق بناء وذلك بعد العام 2014م، من خلال محاربة "الإرهاب"، صار محل شك لدى كثير من مؤيديه بعد أن أعيد تشكيله تحت سيطرة الأسرة المتنفذة، ودخل في عملية غربلة وفقا لمعايير بعيدة عن الأسس الصحيحة لبناء الجيوش، واتجه إلى تحقيق غايات سياسية من المفترض أن ينأى الجيش بنفسه عنها.من يدافعون عن الجيش بشكله وتركيبته الحالية في الشرق الليبي باستماته ينقسمون إلى أقلية هم أصحاب منفعة، وأغلبية يعتقدون أن الجيش هو ضمانة الاستقرار والأمان وبناء الدولة، والحقيقة أن هذا الفهم مغلوط، فالاستقرار الأمني فترة النظام السابق الذي دام عقودا لا علاقة للجيش به، بل فرضته أجهزة وكتائب أمنية، وهذا هو الحال في أغلب الأنظمة الاستبدادية المغلقة التي حكمت، ولا تزال، العالم العربي.

وبالعودة للتجربة الليبية ومسؤولية الجيش في الأزمات والملامات، لم يكن للقوات المسلحة النظامية دور سلبي أو إيجابي العام 2011م، فمن اعتمد عليهم النظام السابق في حربه على من طالب بإسقاطه معظمهم كتائب أمنية ومتطوعون، ومن ساهم بدرجة كبيرة في مقاومته ثم إسقاطه جُلهم ليسوا عسكريين.

التجربة السورية لا تخلو من أمثلة موافقة لهذا التحليل، واليمن أكثر وضوحا في هذا الصدد، فبغض النظر عن الموقف الصحيح للمتحاربين سياسيا وأخلاقيا، فإن إرادة القوات النظامية، السعودية والإماراتية ومن ناصرهم من دول أخرى، والمجهزة تجهيزا كبيرا والمدعومة بالطيران والدبابات والمدافع والقواذف الحديثة تكسرت أمام قوة غير مصنفة ضمن الجيوش، وهم الحوثيون.

من ناحية أخرى، فقد ثبت أن الارتكان للجيوش تحول إلى توظيف سياسي هدام، وهذا حال الأنظمة العسكرية خلال العقود الست الماضية، ومثاله الأوضح في الوقت الراهن هو مصر، وفي الحالة الليبية اليوم، فإن الدور الذي اعتبره غالبية أنصار الجيش في الشرق بناء وذلك بعد العام 2014م، من خلال محاربة "الإرهاب"، صار محل شك لدى كثير من مؤيديه بعد أن أعيد تشكيله تحت سيطرة الأسرة المتنفذة، ودخل في عملية غربلة وفقا لمعايير بعيدة عن الأسس الصحيحة لبناء الجيوش، واتجه إلى تحقيق غايات سياسية من المفترض أن ينأى الجيش بنفسه عنها.

أرجع إلى تقييم خبراء عسكريين ومحللين ومخططين استراتجيين عسكريين وأمنيين لما وقع ويقع الآن في غزة ستصل إلى خلاصة مهمة تتعلق بالأهداف التي من أجلها تشكلت الجيوش والتي تتمحور حول الدفاع عن البلاد من العدوان الخارجي، وأن النمطية التي على أساسها تبنى الجيوش والأغراض التي من أجلها تتشكل لا تحقق هذه الغاية، والنبراس ليس فقط غزة، فالشواهد التاريخية  والمعاصرة كثيرة، وعندما تكون القضية عادلة والحق أبلج فإن الدفاع عنها سيكون عقيدة يهب الإنسان روحه لأجلها، أما إذا دخلت المصالح الضيقة على الخط، وصار الجيش أداة في الصراع الداخلي، فإن النتاج جسم بيروقراطي مترهل وعبئ على الخزانة والدولة وكيان بعيد عن المصلحة الوطنية.

أختم بالقول إن هذا التقييم لا مفهوم مخالفة له، أي لا يفيد بدعم الوضع الأمني والعسكري في المنطقة الغربية في البلاد واعتباره نموذجا سليما، بل هو وضع بائس ونموذج سيء، والكلام في هذا المقال له مناسبة هي الاستعراض العسكري الكبير احتفالا بذكري عملية الكرامة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الجيش ليبيا جيش احتفالات رأي مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الشرق

إقرأ أيضاً:

لقاءات وورش ضمن احتفال ثقافة الفيوم بعيد الشرطة المصرية

أقام فرع ثقافة الفيوم، عدد من اللقاءات والورش الفنية، ضمن برامج الهيئة العامة لقصور الثقافة تحت إشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة.

جاء ذلك ضمن احتفالات الفرع بالذكرى ال 73 لعيد الشرطة المصرية، في إطار برامج وزارة الثقافة، المنفذة بقصر ثقافة الفيوم والمكتبات الفرعية بالقرى والمراكز.

عقد قصر ثقافة الفيوم أمسية ثقافية، بمكتبة الفيوم العامة، أدارها الشاعر عبد الكريم عبد الحميد، مشيدا فيها بدور رجال الشرطة المصرية، وما يقدمونه من بطولات وتضحيات من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار.

ثم ناقش الروائي محمد جمال الدين أسباب اختيار يوم 25 من يناير من كل عام، للاحتفال بعيد الشرطة المصرية، موضحا مشاهد وحكايات تؤكد عظمة الشخصية المصرية، وبسالة أبنائها في الدفاع عن الوطن، ورغم قوة الإحتلال بكامل معداته، في معركة الإسماعيلية، إلا أنها فشلت في مواجهة صمود الشرطة المصرية وتضامنها مع الشعب المصري في مواجهة الاحتلال، مؤكدا أن يوم 25 يناير من الأيام الخالدة في تاريخ الوطن، وأن الوفاء طبعا أصيلا في الشخصية المصرية، وأن الشرطة المصرية جزءا رئيسيا من المكون المصري، وامتدادا لكل مؤسسات الدولة.

واختتمت الأمسية بقصيدة بعنوان "الصبا والوطن" للشاعر عبدالحميد سرحان، ثم قصيدة من شعر العامية بعنوان "الفداء" للشاعر سيد الليموني. 

حوار مفتوح حول مستقبل الطاقة النظيفة بفرع ثقافة الفيوم 

شهدت مكتبة منية الحيط حوارا مفتوحا حول مستقبل الطاقة النظيفة في مصر، أوضح فيه مصطفى محمد محمود، مدير المكتبة، أن الطاقة النظيفة تشكل أحد أضلاع مثلث الإحتياجات الأساسية للحياة البشرية مثل؛ الماء والغذاء، و الطاقة عصب الحضارة الحديثة وأساس التنمية الاقتصادية والاجتماعية لأي دولة وتبحث الدول دائما على مصادر متنوعة ومتجددة من الطاقة لرفع عجلة التنمية الاقتصادية، ورفع مستوى المعيشة للسكان وترتكز على إيجاد مصادر جديدة للطاقة، وترشيد استهلاكها لتأمين مستقبل البلاد اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، كما تناول مصادر الطاقة المتجددة المتاحة في مصر من طاقة شمسية وطاقة الرياح وطاقة الكتلة الحيوية وطاقة نووية وطاقة كهرومائية، الطاقة الحرارية من باطن الأرض وطاقة البحار والطاقة من الهيدروجين بالإضافة إلى زراعة أنواع نباتية تحوي مواد عضوية يمكن تحويلها إلى مواد بترولية.

وإستمرارا لإحتفالات الذكرى ال 73 لعيد الشرطة المصرية، والذي يوافق يوم 25 يناير، وضمن الأنشطة المقامة بإشراف إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد برئاسة لاميس الشرنوبي، وينفذها الفرع بإدارة سماح دياب، نظم بيت ثقافة طامية محاضرة بعنوان دور الشرطة في حماية الوطن، تحدث فيها عاطف سعيد، مدير الموقع، عن الدور الأساسي والحيوي للشرطة المصرية في توفير الأمن والأمان للمواطنين، ومنع الجرائم والتصدي لها، وتأتي هذه الذكرى تخليدا لذكرى تصدي قوات الشرطة المصرية لقوات الاحتلال البريطاني، ومنعهم من اقتحام مبني محافظة الاسماعيلية، واستشهاد عدد كبير منهم فداء للوطن، أعقبها ورشة فنية، نفذها الفنان كارم ماهر دسوقي مع مجموعه من الأطفال. 

مقالات مشابهة

  • “سدايا” تستعرض مستقبل الذكاء الاصطناعي العام والتحديات التي تواجهه بمشاركة أكثر من 16 جهة حكومية
  • مؤسس الرهبنة.. تعرف على الأنبا انطونيوس في احتفال الكنيسة بذكرى نياحته
  • ضابط كبير يكشف التحدي الحقيقي الذي يواجه الجيش الإسرائيلي
  • «مسعود» يناقش التحديات التي تواجه عمل الشركات والحقول والموانئ النفطية
  • ماسترز سيجنتشر: احتفال تاريخي بفن صناعة العطور في جميرا برج العرب
  • شمال غزة وجنوب لبنان.. عودةٌ تُعيد الكرامةَ والأمل
  • دراسة حديثة تعيد تقييم الفرضيات السابقة حول قمر أوروبا
  • لقاءات وورش ضمن احتفال ثقافة الفيوم بعيد الشرطة المصرية
  • بوشكيان مثّل الرئيسين عون وبري في احتفال العيد الوطني للهند
  • شبان يتفاعلون مع الأنغام بسعادة بالغة في احتفال دخون الإمارتية بيوم التأسيس .. فيديو