ناقش قسم القانون المدني بكلية الحقوق جامعة الزقازيق بمحافظة الشرقية، رسالة دكتوراة بعنوان "الآليات القانونية لاستقرار العقد الإلكتروني" (دراسة مقارنة القانون المصرى والفرنسي) والمقدمة من الباحث المقدم حسن عبد المنعم محمد إبراهيم دسوقي الضابط بمديرية أمن الشرقية.

تكونت لجنة الإشراف والحكم على الرسالة من الأستاذ الدكتور ممدوح محمد خيرى المسلمي أستاذ القانون المدني وعميد كلية الحقوق بالزقازيق، مشرفًا وعضواً، والأستاذ الدكتور محمد عادل عبد الرحمن أستاذ القانون المدني بكلية الحقوق بالزقازيق، رئيساً ومناقشًا والمستشار الدكتور محمود عبد القادر محمود نائب رئيس مجلس الدولة عضواً مناقشاً.

تضمن موضوع الرسالة ضرورة أن يُولي اَلمُشرع التَّصرُّفات القانونيَّة الرَّقْميَّة اَلتِي تُسابق الزَّمن لِتطوُّرهَا المسْتمِر اِهْتماماً أَكبَر لِأَجل إِصدَار نُصوصًا تشْريعيَّة تَتفِق مع خُصوصيَّتهَا وَتهدِف إِلى تَحقِيق التَّوازن الموْضوعي والْعقْدي الكامل بَيْن أطْرافهَا، مع وَضْع الآليَّات والْقواعد اَلتِي تَكفَّل تَطوِير الذَّكَاء الاصْطناعيِّ فِي ظِلِّ هذَا التَّطَوُّر الهائل وَفِي إِطَار أخْلاقي قَائِم على القيم وَحقُوق الإنْسان معتبرة أنَّ الخلَاص اَلوحِيد لِبناء مَركَز ثَبَات فِي حَالَة هذه السُّيولة التَّامَّة، يَكُون من خلال الاتِّفاق على قَواعِد قانونيَّة مُوَحدَة تَحفظ ثَبَات اَلنَّص القانوني وَحركَة مَعْنَاه، تَقُوم على مَبادِئ لَا خِلَاف عليْهَا نُوَاجِه بِهَا هَذِه الحرَكة المسْتمرَّة، فنثبِتهَا وَنبنِي حوْلهَا رُؤيَة نُخَاطِب بِهَا المجْتمع وعلاقاته دَائِمة الحرَكة والتَّطوُّر.

وطالب الباحث في رسالته باسْتحْداث مَنصِب فِي الحكومة يَكُون "وزيرًا لِلتِّجارة الإلكْترونيَّة " يَتَولَّى دَورُه عمليَّات التَّقاطع والتَّآزر والتَّخيُّل اللَّازمة، وَيكُون بِمثابة اَلقُوة المحرِّكة دَاخِل الحكومة لِلْحفَاظ على اِسْتمْرار قُوَّة الدَّفْع وَيكُون المتحدِّث اَلرسْمِي على اَلصعِيد اَلدوْلِي، وَذلِك لِمَا لِلتِّجارة الإلكْترونيَّة مِن دَوْر فَعَّال فِي القضَاء على النُّموِّ الاقْتصادي اَلبطِيء والاخْتلال المالي والْعَجْز التِّجاري دُون جُهْدٍ شاق، وأن يَتِم التَّوَسُّع فِي الجزاءات البديلة فِي اَلعُقود الإلكْترونيَّة على حِسَاب الفسْخ، كالتَّعْويض وَتخفِيض الثَّمن وإنْقَاص الالْتزامات، والْأَخْذ بِمَا جاءتْنَا بِه التِّجارة الدَّوْليَّة مِن وَسائِل تَحفُّظ بَقَاء العقْد وَتسهِم فِي تنْفيذه عِنْد تَغيُّر الظُّروف وَذلِك عن طريق إِعادة النَّظر وشرْط الثَّمن المتغيِّر.

أكد الباحث في دراسته على أن اللحظة التي نمر بها هي تغير جذري لم يسبق لها من قبل، حيث تعمل الثورة التكنولوجية على تحول حياتنا بسرعة هائلة، ومن ثم تتغير الطرق التي نعمل ونتعامل بها، وقد انعكست تلك الثورة على علاقات الأفراد وامتدت إلى علاقات الدول أيضا، فأضحت المعاملات الإلكترونية محورها، مشيرا إلى أنه يرجِع ذَلِك إِلى الاسْتخْدام المتزايد لِلذَّكَاء الاصْطناعيِّ اَلذِي أَدَّى إِلى تَحوُّل الاقْتصاد العالميِّ بِوتيرة مُتزايدة فِي اَلآوِنة الأخيرة، حَيْث كان مُتَوقَّع أن يَصِل حَجْم الإنْفاق العالميِّ عليْه إِلى 97، 9 بِلْيون دُولار فِي عام 2023، ويولِّد ناتجًا اِقْتصاديًّا عَالمِيا إِضافِيًّا يَبلُغ نَحْو 13 تِريلْيون دُولار بِحَول عام 2030، وَهذَا التَّحَوُّل النَّاتج عن اِسْتخْدام الذَّكَاء الاصْطناعيِّ فِي التِّجارة لَيْس فِي المنْتجات والْخدْمات اَلتِي يَجرِي الاتِّجار بِهَا فحسْب، بل أيْضًا مِن حَيْث الأنْشطة المتَّصلة بِالتِّجارة كإدارة الإمْداد، وتسوُّق السِّلع والْخدْمات عَبْر المنصَّات الإلكْترونيَّة، وأيْضًا تَكوِين اَلعُقود وتنْفيذهَا.

أضاف الباحث في دراسته" لمَّا كَانَت اَلعُقود الإلكْترونيَّة تَدخُّل فِي زُمرَة اَلعُقود التَّقْليديَّة وَالتِي لَا مِريَة فِي أَنهَا مِن أهمِّ مَصادِر الالْتزام والطَّريق الأمْثل لِانْتقال الأمْوال، وأنَّ الأصْل فِي اَلعُقود أَنهَا أَبرَمت كيْ يَتِم تَنفِيذ اِلتزاماتهَا، فَإِن عدم تنْفيذهَا يُعَد إِخْلالاً شديدًا بِالْمراكز العقديَّة وَمَضيعَةً لِلْوقْت والْجُهْد وإهْدارًا لِلنَّفقات فضْلا عن أَنهَا تَمُس الوظيفة الأساسيَّة اَلتِي يَقُوم عليْها العقْد وَهِي التَّبادل الاقْتصادي.

وتاتي أهمية تِلْك الدِّراسة من حيث بَيَان الآليَّات اَلتِي تَحفَّظ على العقْد الإلكْترونيِّ اِسْتقْرارُه وتُحقِّق أهْدافه اَلتِي أُبْرِم لِأجْلِهَا مِن خِلَال تَنفِيذ اِلتزاماته، مُسْتصْحبين فِي ذَلِك القواعد والنَّظريَّات اَلتِي أتتْ بِها التَّشْريعات الدَّاخليَّة والْقانون اَلمُوحد، لا سِيَّما وأنَّ النُّظم القانونيَّة تَسعَى دائمًا لِلتَّقْليل مِن حالات البطلان والْفَسْخ، والاسْتفادة مِن اَلعُقود بِمَا يُؤْمِن تَحقِيق غايات العقْد الاقْتصاديَّة والاجْتماعيَّة.

وقد منحت لجنة المناقشة والحكم علي الرسالة الباحث درجة الدكتوراه فى الحقوق بقسم القانون المدني بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى.

حضر المناقشة عدد من أعضاء هيئة التدريس بجامعة الزقازيق وطلبة الدراسات العليا، ولفيف من القيادات الشعبية والتنفيذية بالشرقية.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: كلية الحقوق محافظة الشرقية جامعة الزقازيق القانون المدنی

إقرأ أيضاً:

عاجل | مندوب إيران لدى الأمم المتحدة: خطاب واشنطن التحريضي انتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة

عاجل | رويترز: إيران تعلن في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي رفضها وتنديدها بالتصريحات المتهورة والاستفزازية من ترامب
عاجل | رويترز عن رسالة إيران لمجلس الأمن: الحوثيون وسلطات اليمن يتخذان قراراتهما وإجراءاتهما بشكل مستقل
عاجل | رويترز عن رسالة إيران لمجلس الأمن: لم ننتهك حظر الأسلحة على اليمن ولم نشارك بأي أنشطة تزعزع استقرار المنطقة

عاجل | مندوب إيران لدى الأمم المتحدة: نطالب مجلس الأمن بدعوة واشنطن إلى الوفاء بالتزاماتها وفق ميثاق الأمم المتحدة
عاجل | مندوب إيران لدى الأمم المتحدة: ندعو مجلس الأمن لاتخاذ موقف واضح ومبدئي بإدانة تصريحات واشنطن التحريضية
عاجل | مندوب إيران لدى الأمم المتحدة: خطاب واشنطن التحريضي انتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة
عاجل | مندوب إيران لدى الأمم المتحدة: سندافع بحزم عن سيادتنا وسلامة أراضينا ومصالحنا الوطنية ضد أي عدوان
عاجل | مندوب إيران لدى الأمم المتحدة: ملتزمون بتعهداتنا تجاه السلم والأمن الدوليين
عاجل | مندوب إيران لدى الأمم المتحدة: ندين بشدة التصريحات العدائية الأخيرة من ترامب والمسؤولين الأميركيين
عاجل | مندوب إيران لدى الأمم المتحدة: واشنطن توجه لطهران اتهامات لا أساس لها وتهدد باستخدام القوة
عاجل | مندوب إيران لدى الأمم المتحدة: تصريحات المسؤولين الأمريكيين خطوة يائسة لتبرير العدوان على اليمن

إعلان

إيران تصف تصريحات ترامب بأنها "متهورة واستفزازية" في رسالة لمجلس الأمن

17 مارس آذار (رويترز) – أبلغت إيران مجلس الأمن الدولي في
رسالة اليوم الاثنين أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومسؤولين
أمريكيين آخرين أدلوا بتصريحات "متهورة واستفزازية"، وجهوا من
خلالها "اتهامات لا أساس لها"، وهددوا باستخدام القوة ضد طهران.

وكتب السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني في
الرسالة التي اطلعت عليها رويترز "ترفض إيران بشدة وبشكل قاطع أي
اتهام بانتهاك قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بحظر الأسلحة في اليمن،
أو التورط في أي أنشطة مزعزعة للاستقرار بالمنطقة".

 

التفاصيل بعد قليل..

مقالات مشابهة

  • عاجل | مندوب إيران لدى الأمم المتحدة: خطاب واشنطن التحريضي انتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة
  • بعد تطبيقها.. عقوبة الممتنعين عن زيادة الإيجار القديم
  • هل يجوز للمرأة المريضة التداوي عند طبيب غير مسلم؟.. اعرف ضوابط الشرع
  • 15 % .. على من تطبق زيادة الإيجار القديم السنوية
  • حرب الإقتصاد… زيادة الرسوم الجمركية بين أميركا وأوروبا تهدد بـ9.5 تريليون دولار سنوياً
  • المغرب يضع مشروع قانون إطار جديد لحماية حقوق الأطفال
  • "الدولة" يناقش منع مختصين "حقوق ذوي الإعاقة"
  • تدارس مشروع قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بمجلس الدولة
  • حماية المستهلك: تسوق أكثر شفافية وعدالة
  • الحرمان من رؤية الأطفال.. هل يعاقب القانون الزوجة؟