ذلك الماظ في الرجال وفي التاريخ صقر وزعزع وقيامه
تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT
عبدالله علي إبراهيم
للشاعر: محمد المكي ابراهيم
طالب بجامعة الخرطوم
إلى روح الشهيد عبد الفضيل الماظ بطل ثورة 1924م السودانية
وجدت هذه القصيدة للأستاذ محمد المكي إبراهيم بين اوراقي مما صورته من دار الوثائق المركزية. وهي مما نشره في 1963 في ملحق الرأي العام الأدبي الذي أشرف عليه الأستاذ أحمد علي بقادي. وكان الملحق حدثاً.
كان في كتفه النجوم أشواق أرضنا المستهامة
وعلى صدره العريض الشوك واصطبار الخزامى
كان ملء العيون شكلا وقامة
الدخيل الذي يكمم الشعب في عينيه تجسد ذاما
واللهيب الذي يجيش في قلبه يفح ضراما
ذلك الماظ في الرجال وفي التاريخ زعزع وقيامه
****
عزّ أن يُبصر الدخيل يسوم الناس خسفا وذلة وهوانا
يشرب الخمر بالجماجم والاشلاء يقتات من دموع الحزانى
عز أن تقنع النسور بسفح التل مأوى وترتضيه كنانا
هاج في صدره الجحيم تسعرت الأحقاد فارت تفجرت بركانا
فانبرى يحشد العزائم والاجناد: هيا نحرر السودانا
ومشى أول المواكب يخطو ثابت الكف والخطى والجنانا
سار من خلفه الجنود وسارت دعوات لحوحة ولهانة
ربنا انصر الرجال على الأعداء ارحم دموعنا الهتانة
****
وأصاب الدخيل من ثور الحقد ومن سورة الخنا ما أصابا
فمضى يحشد الكتائب تترى ويزجي المدافع الصخابة
فإذا الأرض غابة من رجال أثمرت أنفسا وآتت خرابا
العيون الخضراء في الرهج المدموم ترنو للأعين المغضابة
“سلموا أيها الجنود ومنا لكم العهد والوعود الكذابا” “تسمع المحصنات من نسوة السودان بل نشرب المنون شرابا”هكذا صاح ذلك البطل المغوار في قوة وفرط صلابة
*****
طوقوا جيشنا ودمدمت النيران ترمي من الجحيم فنونا
اللظى ظلل الكتائب حتى صارت الأرض والسماء أتونا
والردى سابق القذائف للأرواح يشتار هالكا أو طعينا
وعلى ساحة القتال تجلى الماظ موتا مجنحا مجنونا
ملأ الأرض والجهات على الأعداء قلبا ويسرة ويمينا
“إن يأكل الرجال” يقول البيض “لا يخرق الرصاص جبينه”
******
جيشنا أثخن الدخيل وأصلاه فكادت قنانه أن تلينا
العتاد العتاد قد نفد البارود والماء بالجلود تسرب
“اذهبوا أيها الجنود جزيتم ألف شكر من البلاد مطنب
هذه الجولة انخذلنا ولكن ثأرنا الجريح سيُطلب”
ومضى الجند لم يظل بساح الموت الاه والخلود المذهب
احتمى داخل البناية( [1]) يرغو النار حتى فم السلاح تلهب
وعلى كفه تجسدت الآمال والمدفع السخي تصلب
عجزوا عنه والمبادئ والأفكار قد تُعجز الخميس المؤلب
أدنياء في حربهم لا يراعون عهودا قد أبرموا أو ذماما
أخرجوا الشعب من مدينة الخرطوم كيما يقارفوا الآثاما
واستقلوا به – البطل المحصور حامي المدينة المقدامة
قصفوا تلك البناية حتى صيروها حجارة وركاما
ثم هبوا ينبشون لدى الانقاض عن مأتم الندى والكرامة
وجدوه تحت الحجارة والأنقاض في كفه السلاح استقاما
واللهيب الذي يجيش بقلب الشعب في قلبه يفح ضراما
والضياء الذي يضوي أفق الشعب في عينيه استراح وناما
ذلك الماظ في الرجال وفي التاريخ صقر وزعزع وقيامه
هي مستشفى النهر في يومها ويقال إنها مستشفى العيون على شارع النيل.
الوسومعبدالله علي إبراهيم
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: عبدالله علي إبراهيم
إقرأ أيضاً:
نشرة المرأة والمنوعات| عادة في رمضان تؤدي إلى الموت المفاجئ.. لماذا يصبح الرجال بدناء بعد الزواج؟
نشر موقع “صدى البلد”، عددًا من الأخبار المهمة في مجالي المرأة والمنوعات خلال الساعات الماضية، حيث تم التطرق إلى أهم الموضوعات التي أثارت الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وشهدت اهتمامًا من قبل مُتابعي السوشيال ميديا، ومن أبرزها: عادة في رمضان تؤدي إلى الموت المفاجئ، وجود قطة في حياتكم يغني عن وجود الشريك الرومانسي، لماذا يصبح الرجال بدناء بعد الزواج؟، طرق إنقاص الوزن في أسبوع، «الهربس» خطر يهدد حياة الرضع ويفقدهم البصر، وغيرها.
نشرة المرأة والمنوعاتتسمم المياه.. عادة في رمضان تؤدي إلى الموت المفاجئ
دراسة: وجود قطة في حياتكم يغني عن وجود الشريك الرومانسي
لماذا يصبح الرجال بدناء بعد الزواج؟ باحثون يكشفون السبب
قبلة عمياء تفقد طفلًا عينه.. «الهربس» خطر يهدد حياة الرضع ويفقدهم البصر
جمال وأنوثة.. ريم البارودي تتألق بفستان أسود قصير
تخلصي من الدهون.. طرق إنقاص الوزن في أسبوع