يجد أشخاص كثيرون صعوبة شديدة في التخلص من ممتلكاتهم، حتى تلك التي لا قيمة لها أو لم تعد تُستخدم، وعلى الرغم من ميل البعض إلى الاحتفاظ بالأشياء القديمة أو تلك التي تحمل ذكرياتٍ معينة، فإن الأمر يصل لدى البعض الآخر إلى درجة الاضطراب النفسي والرغبة غير المُبَررة في الاحتفاظ بالأشياء كافة، وهو ما يُعرف في علم النفس بالاكتناز القهري.

ما هو الاكتناز القهري؟

الاكتناز القهري أو التخزين القهري هو اضطراب نفسي يشعر المُصاب به برغبة شديدة وغير مُبَررة في الاحتفاظ بممتلكاته مهما بلغت بساطتها أو كانت لا قيمة لها، ما يؤدي إلى تراكم كميات هائلة من الممتلكات في المنزل لدرجة تعيق حركة الأشخاص واستخدامهم للمساحات، وغالبًا ما يشعر الأشخاص المُصابون بهذا الاضطراب بثلاثية من المشاعر، حسب توضيح الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، وهي:

1- الخوف الشديد من التخلص من أي شيء، حتى لو كان تالفًا أو غير مُستخدم.

2- الشعور القوي بالحاجة إلى امتلاك مزيد من الأشياء، حتى لو لم يكن لديهم مساحة كافية لتخزينها.

3- الشعور بالضيق الشديد عند التفكير في التخلص من أي شيء حتى لو كان ذلك ضروريًا.

أعراض الاكتناز القهري

وأضاف «هندي» خلال حديثه لـ«الوطن»، موضحًا أن أعراض الإصابة باضطراب الاكتناز القهري تتمثل في:

صعوبة التخلص من أي شيء، حتى لو كان تالفًا أو غير مُستخدم. الشعور القوي بالحاجة إلى امتلاك المزيد من الأشياء. الشعور بالضيق الشديد عند التفكير في التخلص من أي شيء. الانعزال الاجتماعي وتجنب دعوة الآخرين للزيارة. مشكلات صحية ونفسية، مثل القلق والاكتئاب. أسباب الاكتناز القهري

وعلى الرغم من عدم معرفة سبب محدد للاكتناز القهري، فهناك اعتقاد أنه ناتج عن مزيج من العوامل الوراثية والبيئية، وتشمل بعض العوامل المُحتملة ما يلي:

العوامل الوراثية: أظهرت الدراسات أنّ الاكتناز القهري قد يكون أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين لديهم أفراد من العائلة يُعانون من نفس الاضطراب. العوامل العصبية: قد تلعب بعض التغيرات في وظائف الدماغ دورًا في تطور الاكتناز القهري. العوامل النفسية: قد يكون الاكتناز القهري طريقة للتأقلم مع الصدمات أو التجارب المؤلمة، مثل الإهمال أو الإساءة.

طرق علاج الاكتناز القهري

لا يوجد علاج نهائي للاكتناز القهري، لكن يمكن علاجه بفعالية من خلال العلاج النفسي، وغالبًا ما يُستخدم العلاج السلوكي المعرفي لمساعدة الأشخاص على تغيير أفكارهم وسلوكياتهم المتعلقة بالتخلص من ممتلكاتهم، كما أن هناك مجموعة من النصائح يُفضَل اتباعها عند التعامل مع اضطراب الاكتناز القهري، منها:

طلب المساعدة المهنية من معالج نفسي متخصص في علاج اضطرابات الوسواس القهري. التدرج في التخلص من الممتلكات، وعدم محاولة التخلص من كل شيء دفعة واحدة، بل البدء ببعض الأشياء الصغيرة. طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء لتنظيف المنزل والتخلص من الممتلكات. الانضمام إلى مجموعات الدعم المُخصصة لدعم للأشخاص الذين يُعانون من الاكتناز القهري، ويمكن أن تكون هذه المجموعات مصدرًا رائعًا للمعلومات والدعم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: اضطراب نفسي الوسواس القهري فی التخلص من حتى لو

إقرأ أيضاً:

بلا دولة... الفلسطينيون كلهم لاجئون

«اقترح الرئيس ترامب على الأردن ومصر استقبال عددٍ كبيرٍ من الغزيين بصورةٍ مؤقتةٍ أو دائمة».

ووفق التجربة، فالمؤقت في حياة الفلسطينيين إذا كان مأساوياً فهو دائم.
منذ وجد أول مخيم فلسطيني في عام 1948، وإلى أيامنا هذه، واصل المخيم إثبات حضوره في الحياة الفلسطينية، ليس ملاذاً لأناسٍ هجروا من ديارهم، لتنفق عليهم وكالة الغوث الدولية، بل بوصفه عنواناً لظاهرة اللجوء التي تطورت واتسعت لتشمل الفلسطينيين جميعاً، سواء من يحمل البطاقة الزرقاء الممنوحة من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، أو من يعيش في أي مكان داخل فلسطين وخارجها.
الذين بقوا في مدنهم وقراهم التي احتلت في عام 1948 وأقيمت عليها دولة إسرائيل، هم لاجئون في الواقع ما داموا غير متساوين في الحقوق والواجبات، وما دام يُنكَر عليهم حقيقة أنهم أهل البلاد الأصليون، وهذه حالهم منذ أن كانوا يعدّون بالآلاف حتى صاروا يعدون بالملايين.
حين أُعلن عن تأسيس الدولة العبرية لجأ كثيرون إلى أقرب الأمكنة التي أتيحت لهم، وكان مقصدهم الضفة الغربية وغزة أولاً، ثم لبنان وسوريا، وبعدد أقل مصر، ومع أن الذين لجأوا إلى الضفة لم ينظر إليهم على أنهم غرباء إلا أن إقامتهم في مخيمات أسستها وكالة الغوث، فرضت عليهم تميزاً سلبياً عن أشقائهم، وبفعل اتحاد الضفتين الغربية والشرقية، امتلأت المملكة الأردنية الهاشمية بالمخيمات، وكانت الجنسية الأردنية الكاملة التي حصل عليها الجميع عامل توحيد للحالة، ولكنها لم تكن كذلك في الشعور.
خارج المملكة التي قامت على الضفتين، وأسست لوحدة ناجحة بين شعبين وكيانين، انتشر المخيم واللاجئون بكثافة في ذلك البلد، وكذلك في لبنان وسوريا دون أن يحصل ساكنو المخيم في البلدين الشقيقين على الحقوق والواجبات التي حصل عليها نظراؤهم في الأردن، ذلك عمّق شعور اللاجئ في النفوس، واتحد فيه كل فلسطيني مع فلسطيني آخر أينما وجد ومهما علا شأنه الوظيفي في البلد المضيف.
طول أمد اللجوء وانتشار الفلسطينيين خارج المخيمات بما شمل العالم كله، وفّر لهم بفعل النظم التي تحكم البلدان التي عاشوا فيها، فرصاً للتميز في كل المجالات، وفي بلدان كثيرة وصل اللاجئ الفلسطيني إلى مرتبة رئيس دولة، ورئيس حزب، ورئيس وزراء، وما حول ذلك وما دونه من مراتب.
غير أن الفلسطيني ظل يشعر في قرارة نفسه بأنه لاجئ، ذلك لأنه لم يحمل وثيقة تؤكد انتماءه الأصلي سوى أن أجداده كانوا من تابعيات مختلفة ليس منها الانتماء لدولة فلسطينية معترف بها، وليس له من كل ذلك سوى إشارة إلى مكان الميلاد.
اللجوء حالة شعورية، تبقى في الروح على نحو لم تفلح كل الامتيازات والمكانات في إنهائها، كان الجذر الأعمق الذي دفع اللاجئين الذين هم كل الفلسطينيين لأن يفكروا في الثورة، وكان منطلقها من أكثر الأماكن التي وفّرت فرصاً وثروات لهم وهي دول الخليج العربي، وما إن أعلن بلاغها الأول حتى سرت الثورة في النفوس سريان النار في الهشيم.
اندفع الفلسطينيون الذي يوحدهم الشعور بأنهم لاجئون إلى المشاركة في الثورة دون حساب للخسائر التي سيتكبدونها، ولو راجعت سجل الشهداء والجرحى والمعاقين الذين يعدون بمئات الألوف، في مسيرتهم الثورية الراشحة بالدم فسوف تجد أنهم جميعاً إمّا طلبة في الصفوف النهائية بالمدارس والجامعات، أو مهنيون مختصون في كل المجالات، وإذا دققت في وضعهم الاقتصادي فقلما تجد فقيراً دفعه العوز إلى الذهاب إلى الثورة كي يتقاضى مخصصات تعينه على الحياة. شعور اللاجئ استبد بنفوس الفلسطينيين وازداد تعمقاً كلما فشلت تجربة خاضوها، ذلك بفعل أن الفشل أنتج أكثر من لجوء جديد، ودون استعراض تاريخي لوقائع الفشل وما أنتج، فلنلقِ نظرة على الواقع الراهن، والمكان الأكثر دلالة هو المكان الفلسطيني والفشل الأوضح هو فشل تجربة أوسلو.
من يعيشون على أرض الوطن راودهم ذات يوم، شعورٌ بأن أفقاً انفتح سيؤدي إلى دولة واستقلال، ونُسب ذلك للثورة التي قادها عرفات، ووصل بها إلى غزة ثم الضفة، وبدا كما لو أن تسوية قضية القدس مسألة وقت.
فشلت التجربة أخيراً ليعود الشعور باللجوء حالة مشتركة بين كل الفلسطينيين أينما وجدوا، إذ لا فرق في هذا الشعور بين ساكن المخيم وساكن القرية والمدينة، بين أهل غزة وأهل الضفة، وبين الخارج والداخل، فكلهم بالشعور وواقع الحياة لاجئون.
لا فكاك من هذه الحالة إلا أن تنتهي سطوة الشعور باللجوء بحصول الفلسطيني على ما يساويه بكل شعوب الأرض، أن يضع في جيبه بطاقة هوية وجواز سفر صادراً عن دولته، ساعتها ينتهي الشعور باللجوء القسري الذي يعيشه كل الفلسطينيين، ليحل محله شعور مواطن عادي في دولة عادية.
أخيراً أقول للرئيس ترامب: هل تعالج القضية الفلسطينية بلجوء جديد ومخيمات جديدة؟

مقالات مشابهة

  • بلا دولة... الفلسطينيون كلهم لاجئون
  • العناية بالبشرة وأهمية الترطيب للحفاظ على نضارتها
  • النمر يوضح العوامل التي تزيد من حدوث الرجفان الأذيني
  • بدأت من الحلويات وانتهت بجريمة قتل.. سيدة تكشف تفاصيل التخلص من سائق بالوراق
  • استشاري يكشف العوامل والدلائل التي تكشف سبب الإصابة بالاكتئاب.. فيديو
  • أميرة التاجي توقع "حكاوي نوّارة" بمعرض الكتاب
  • 5 علامات تدل على اضطراب الجهاز الهضمي.. ابتعد عن الوجبات السريعة
  • سموم تلوث العراق.. كيف يتم التخلص من نفايات المؤسسات الصحية؟
  • المصابون البالغون باضطراب ADHD لديهم متوسط عمر أقصر
  • بريطانيا.. ارتفاع صادم في اضطراب الهوية الجنسية بين الأطفال