تنفيسة| مأساة منتفعي التأمين الصحي
تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT
أتحدث هنا عن عيادات التأمين الصحي المنتشرة بكثير من الأحياء والمحافظات، التي لم تنل حظها من التحول والالتحاق بمنظومة التأمين الصحي الشامل. حيث يٌعاني بتلك العيادات عدد ليس بقليل من منتفعي التأمين الصحي، إن لم يكن الجميع، من مشكلات روتينية لأوراقهم وملفاتهم تستنفذ طاقتهم دون داعي هذا على المستوى الإداري، أما على المستوى الطبي فحدث ولا حرج، فلا يوجد عيادة من عيادات التأمين الصحي إلا وبها نقص من الأطباء الاستشاريون والاختصاصيون.
بل هناك عيادات خاوية بلى اختصاصيون لتخصصات حرجة وهامة، مثل اختصاص القلب والعصبية والنفسية وغيرها من الاختصاصات التي يلزم لأحد المنتفعين إن أراد أن يُجري كشفًا أو يسمع استشارة طبيب، أن يذهب لمكان آخر غير المكان المقيم فيه، وهو الشيء السائد الآن في الكثير من العيادات، وعلى المنتفع أن يتحمل مشقة التنقلات من جهد بدني وعصبي وتكلفة موصلات. نحتاج هنا لوقفة ضمير، لا بل صحوة ضمير، لنسأل المسؤولين عن عيادات التأمين الصحي، هل هناك شيئًا آخر يمكننا أن نهتم به أكثر وأثمن من الصحة؟ أين هم الأطباء القائمون على تشخيص حالات هؤلاء المنتفعين؟ الأطباء الذين قلت اعددهم، وتقل باستمرار.
فنحن أمام كارثة أو إن شئت قل قنبلة أوشكت على الانفجار، فأصبح فتيلها ملتهبًا وجهاز للانفجار بأي ثانية، أما عن الأدوية الناقصة فهذا شيء آخر يسترعي من المسؤولين الانتباه إليه، فهناك عددًا كبيرًا من العقاقير اللازمة لأمراض خطيرة مثل القلب، والتهاب الأعصاب، والأوعية الدموية، وضغط الدم، وغيرها من العلاجات الهامة والضرورية لمثل هذه الحالات، والتي تؤخذ بصفة دورية – شهريًا – غير متوفرة بأغلب صيدليات العيادات، مما سيؤثر بالسلب على أصحاب هذه الأمراض من حيث تفاقم الوضع الصحي لهم، وازدياده سوءً.
الناظر في حقيقة الأمر، لا يجد أمامه إلا قولًا واحدًا، إذا كانت هذه العيادات بهذا الشكل المضني من عدم الكفاءة الطبية، أضف إلى ذلك سوء المعاملة غير الآدمية من الأطباء وموظفي تلك العيادات، إذًا فمن المسؤول عن تطبيب وتخفيف آلام هؤلاء المنتفعين، أهناك وزارة أخرى غير وزارة الصحة مسؤولة عن هذا الدور؟ من المسؤول عن هذا الإهمال والتقاعس الذي أصبح مشاع بكثير من عيادات التأمين الصحي؟
تلك العيادات التي تضم أكثر من خمسة وسبعون بالمئة من منتفعيها من أصحاب المعاشات، هؤلاء كانوا كوادر وعمال خدموا مصرنا الحبيبة بقطاعات عديدة الحكومي منها والخاص، هل مقابل عدد سنوات الخدمة التي قدموها هؤلاء الأفاضل، أن يُعاملوا بمثل هذه القسوة وعدم الرحمة؟! فهناك منتفعين تزداد أعمارهم فوق السبعون والثمانون عامًا، ويُعاملوا من موظفي تلك العيادات بتجهم شديد، دون مراعاة لفارق السن. ما يرجوه كل مصري يعيش على هذه الأرض، من السادة المسؤولون بقطاعات وزارة الصحة، أن يكون ضمن برنامجهم اليومي زيارات مفاجئة لعيادات التأمين الصحي، دون علم مسبق لمديري تلك العيادات، فانا أثق أتم الثقة أنكم سترون ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. وستدركون أن كلماتي هذه كانت بمثابة لحن جميل، وسط غوغائية وعشوائية إدارة تلك العيادات.
فلا يوجد عيادة تابعة للتأمين الصحي إلا وبداخلها أصوات مشاجرات، بين المنتفعين وموظفي تلك الوحدة أو هذه، ناجمة عن غياب النظام، الأمر الذي يجعلك تُدرك من تلك الأصوات، أن هذا الشارع أو ذاك به عيادة تابعة للتأمين الصحي. هذا الوضع يدفع الكثير من المنتفعين بالنداء، ورفع كفوفهم للسماء منادين بأصوات عالية أغثينا يا الله... أغيثنا يا وزير الصحة. فهل من مغيث لهؤلاء؟ وتبقى كلمة الحق تبارك وتعالى: (هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ).
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: عيادات التأمين الصحي
إقرأ أيضاً:
هزة أرضية عنيفة تضرب إسطنبول.. هل تتكرر مأساة زلزال تركيا 2024؟
هزة أرضية عنيفة تضرب إسطنبول.. هز زلزال قوي مدينة إسطنبول شمال غربي تركيا وولايات تركية مجاور، صباح اليوم الأربعاء عند الساعة 12:49 بالتوقيت المحلي، وشوهد الكثير من الأشخاص يغادرون المباني لحظة وقوع الزلزال.
وفي هذا الصدد قال مركز أبحاث العلوم الجيولوجية الألماني (جي.إف.زد) إن زلزالا بقوة 6.02 درجة ضرب تركيا، وأضاف أن مركز الزلزال على عمق 10 كيلومترات، وبحسب معلومات منشورة على موقع إدارة الكوارث والطوارئ التركية آفاد، وقع مركز الزلزال في منطقة سيليفري شمالي إسطنبول.
وأضافت «آفاد» أن الزلزال عمقه 6.92 كيلومتر، وأن ولايات مجاورة شعرت به أيضا، من جانبه قال وزير النقل والبنية التحتية، عبد القادر أورال أوغلو: لم يتم رصد أي ضرر أو وضع سلبي في طرقنا البرية، أو مطاراتنا، أو القطارات والمترو، فرقنا تواصل أعمال المسح العام والتفتيش ميدانيا.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغانوقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: «أتمنى السلامة لمواطنينا ونتابع التطورات عن كثب، في أول رد فعل على الزلزال».
وفي هذا السياق قال وزير الداخلية التركي علي كايا، إن فرق إدارة الكوارث والطوارئ في تركيا والجهات المتخصصة بدأت مسحا ميدانيا لمتابعة آثار زلزال إسطنبول الذي شعرت به ولايات مجاورة.
وفي وقت لاحق، أعلنت آفاد التركية عن وقوع هزة أرضية ارتدادية بقوة 4.4 درجات قبالة سواحل بويوك تَشَكْمَجَة شمالي إسطنبول عند الساعة 12:51 بالتوقيت المحلي.
وفيما بعد أعلنت آفاد وقوع هزة ارتدادية ثانية بقوة 4.9 درجات قبالة سواحل بويوك تَشَكْمَجَة شمال إسطنبول عند الساعة 13:02 بالتوقيت المحلي.
وحذرت آفاد المواطنين من الدخول للمباني المتضررة من الزلزال أو الوجود في محيطها وتدعو لاستخدام الرسائل النصية أو مواقع التواصل من المكالمات للتواصل مع الآخرين.
اقرأ أيضاًعاجل| زلزال بقوة 6.02 درجة على مقياس ريختر يضرب تركيا
زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب ولاية هندية
بقوة 4 درجات.. زلزال يضرب ولاية وان شرق تركيا