تمر محافظة الاسكندرية بفترة عصيبة من التدهور الفنى والثقافى بعد أن كانت منارة الثقافة والفكر ليس فى مصر وحدها بل على مستوى العالم منذ القدم حيث شيد المسرح الرومانى فى القرن الرابع الميلادى الى ان جاء 
مسرح زيزينيا و هو اول مسرح قطاع خاص انشأه الكونت دى زيزينيا حيث كان تاجر للقطن و قنصل لبلچيكا فى مصر .

وقام بتصميمه المهندس الطليانى بترو أفوسكانى و أنشأ مسرحين هما زيزنيا الصيفى و زيزينيا الشتوى ، مسرح زيزينيا الصيفى أصبح حاليا  فندق سان ستيفانو الشهير وحاليا فندق الفور سيزون، و مسرح زيزينيا الشتوى اتحول ل تياترو محمد على سنة 1918 و بعدها لمسرح سيد درويش سنة 1962 وبعدها اتحول لدار الأوپرا فى اسكندريه 2004  
وعلى هذا المسرح قدم الفنان جورج أبيض ومثلت ساره بيرنار حينما زارت مصر سنة 1908 وهذا يعنى ان للإسكندرية جذور ثقافية عميقة خاصة بالمسرح الذى كان يضخ النور الثقافى فى المحافظة وايضا كان هناك مسرح التسلية والترفيه

" وداعا لمسرح الاسكندرية "

وعلينا الان أن نقول  وداعًا للإسكندرية، كما قال "كفافيس" شاعرها الشهير، خاصة بعد هذا الكم من الخراب والتشويه فلو تحدثنا عن المسرح حاليا فنجد بقايا زمن فى سلة مهملات المسئولين ففى العصر الحديث ونهايات القرن الماضى بالتسعينيات وهو الزمن القريب كان كبار نجوم الفن يتسابقون لعرض روايتهم المسرحية فى الاسكندرية أولا وهو الدستور الفنى الذى وضعه الفنان الراحل اسماعيل ياسين الذى أسس مسرحه بمنطقة كامب شيزار ليبنى عن طريق مقاول برج سكنى كبير أسفله مسرح ضيق المساحة تعرض عليه اسكتشات فنية فى بعض الاحيان غير أنه طوال العام الدراسى تحول الى سنتر تعليمى للدروس الخصوصية

" سمير غانم ..اسكندرية اولا " 
فى المقابل كان الفنان سمير غانم اسطورة الكوميديا يقول جملته الشهيرة " لو نجحت المسرحية فى الاسكندرية ستنجح فى أى مكان تعرض فيه " وكان يعرض معظم مسرحياته على مسرح العبد الذى تحول الان الى ارض مهجورة استعدادا لطرحها برج سكنى وهو ذات المسرح الذى عرضت عليه الفنانة شيريهان آخر مسرحياتها مع وحش الشاشة الفنان فريد شوقى وهى مسرحية " شارع محمد على "

"الزعيم وريا وسكينة والسلام "

أما الزعيم عادل إمام فقد كان تخصص مسرح السلام الذى يجهز حاليا لعمل فندق وجراج كبير بعد أن كان علامة مميزة بتصميمه المعمارى حيث عرض عليه لسنوات طويلة فى نهاية الثمانينيات مسرحية " الواد سيد الشغال " وهو نفس المسرح الذى وقفت عليه كل من النجمتين شادية وسهير البابلى لعرض مسرحية " ريا وسكينة "

فى الوقت نفسه نجد مسرح لونا بارك بشارع لاجيتيه بالابراهيمية وهو المسرح الذى عرض عليه مسرحية " مدرسة المشاغبين" قد تحول الى سوق عشوائى لبيع الاحذية والملابس الداخلية


اما مسرح جلال الشرقاوي بالمنتزة فقد تم غلقه منذ ربع قرن تقريبا وكان اخر عرض عليه مسرحية " باللو " للفنانة اسعاد يونس ورانيا فريد شوقى وحسن الاسمر

وايضا الفنان محمد نجم كان يؤجر مسرح على أسمه فى منطقة كامب شيزار تحول الان الى قاعة افراح درجة تالتة

" الجمهور الريفي بدلا من الخليجى "
وكان يعرض فى الصيف مالا يقل عن ٧ عروض مسرحية لكبار النجوم غير العروض البسيطة والان يهل الصيف على الاسكندرية ونجد محاولات طفيفة على مسرح محمد عبد الوهاب الصيفى والذى يقدم عروض استعراضية لفرقة رضا والمسرح الصيفى بعروض لأنصاف النجوم وبعض الشباب لتسلية المصطافين الذين نزحوا الى الاسكندرية من الريف والقرى المجاورة ليتغير نوع " زبون" المسرح الذى كان يأتى لعروس البحر من المحيط الى الخليج لمشاهدة النجوم عادل امام وشريهان وسمير غانم وبالتالى ضعف الاقبال على المسرح وتحول الامر الى حسبة تجارية

ولكن مسرح الليسيه ومسرح بيرم التونسى فيقدمان عروض البيت الفنى للمسرح فى فترة وجيزة لا تتعدى ثلاثة اسابيع من الصيف تبدأ من بعد نهاية امتحانات الثانوية العامة

"تجربة بدرية طلبة "
فى المقابل قامت الفنانة الاسكندرانية بدرية طلبة بتأجير أحد مسارح الاسكندرية الكائنة بشارع فؤاد وتقوم بتأجيره للشباب ولطلبة الجامعات لعرض عروضهم المسرحية فى تجربة جديدة على عروس البحر

وهذا ليس آخرًا ولا أخيرا وكما ظلت قضية فيلا ابو الغار الذى طرحها الرائع اسامة انور عكاشة فى مسلسل الراية البيضاء عن سيطرة مافيا العقارات على التراث المعمارى فهناك ناقوس خطر آخر بسيطرة مافيا هدم التراث الفكرى مثلما هدد آتيلية الاسكندرية الثقافى لتحويله لمول تجارى ليبقى الصراع مستمرا بين التجارة والثقافة

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: منارة الثقافة ة أنور عكاشة الإسكندرية المسرح عادل أمام تياترو قاعة أفراح المسرح الذى

إقرأ أيضاً:

المواطنون يطالبون بتمديد فترة استبدال العملة بالقضارف

رصدت وكالة السودان للأنباء، خلال جولة صباح السبت في ولاية القضارف، مشهداً من التكدس الكبير للمواطنين أمام البنوك والمصارف، حيث تدافعوا بشكل ملحوظ لفتح الحسابات والإيداع النقدي لاستبدال العملة. ونتيجة لهذا الازدحام، اضطرت بعض البنوك إلى نصب خيام خارجية لخدمة العملاء.

طالب العديد من المواطنين، الذين التقتهم الوكالة، الحكومة المركزية بتمديد فترة استبدال العملة، مشيرين إلى ضيق الفترة الزمنية ووجود كميات كبيرة من النقد خارج النظام المصرفي. كما أشاروا إلى نقص البنوك في المحليات والمناطق النائية، خصوصاً في مناطق التعدين وقرى الشريط الحدودي مع إثيوبيا، فضلاً عن ضعف شبكات الاتصالات أو انعدامها في بعض المناطق.

وأوضح المواطن عبد الله الأمين أحمد أن سكان الولاية يدعمون توجه الدولة لاستبدال العملة، إلا أن الفترة الممنوحة ليست كافية، خاصة للمزارعين والرعاة الذين ينتشرون في أنحاء الولاية. كما أشار إلى قلة عدد البنوك العاملة في القضارف، والتي تجد صعوبة في استيعاب التدافع الكبير، على الرغم من تمديد ساعات عملها يومياً.

من جهته، ذكر المواطن مروان عجباني، وهو موظف، أنه لم يتمكن حتى الآن من استبدال عملته بسبب ازدحام البنوك، مما أثر على قدرته في تلبية احتياجاته اليومية، لا سيما بعد أن رفضت بعض المحلات التجارية في القضارف قبول العملة القديمة. وأعرب عن الحاجة الملحة لتمديد فترة الاستبدال، مع فتح المزيد من النوافذ المصرفية في المؤسسات والأسواق الطرفية لتسهيل العملية على المواطنين.

سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • استبدال 176 ألف كشاف تقليدي بإنارة موفّرة للطاقة
  • المواطنون يطالبون بتمديد فترة استبدال العملة بالقضارف
  • اليوم السادس لمهرجان الرياض للمسرح: حوارات فكرية وعروض مسرحية متنوعة
  • "أثنا عشر شخصًا غاضبًا" و"الحارس" في مستهل عروض نوادي المسرح بإقليم القناة وسيناء
  • ننشر أماكن أسوق اليوم الواحد في الإسكندرية
  • ميناء الاسكندرية: استمرار فتح البوغاز وانتظام حركة الملاحة
  • أموريم: أحب أن أسمع أغاني جمهور اليونايتد في مسرح الأحلام
  • أماكن مبادرة حياة كريمة لبيع اللحوم والدواجن في الدقهلية اليوم
  • مزاد «2 يناير» لبيع سيارات وبضائع جمارك الإسكندرية ومطروح والسلوم
  • حفلات رأس السنة 2024| بين مصر ولبنان ..غزارة غنائية على مسارح الإمارات