الولايات المتحدة تضغط على الاحتلال الإسرائيلي عبر السعوديين
تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT
يتوجه مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، إلى الشرق الأوسط، وسيزور السعودية ودولة الاحتلال الإسرائيلي، والهدف الرئيسي هو مناقشة ما يحدث حول غزة. ومع ذلك؛ فإنه يخطط أيضًا للنظر في احتمالات الإسراع بإبرام صفقة تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب، وهو الأمر الذي يسعى إليه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، منذ السنوات القليلة الماضية.
سوف يأتي للزيارة
ونشرت صحيفة "إزفستيا"، تقريرًا، ترجمته "عربي21"، قالت فيه إن جيك سوليفان، مساعد الأمن القومي الأمريكي، سيزور السعودية ودولة الاحتلال الإسرائيلي، خلال عطلة نهاية الأسبوع، وسط تصاعد التوترات بشأن استمرار العدوان الإسرائيلي في رفح، ومن المتوقع أن تتم مناقشة الوضع في قطاع غزة وآفاق التطبيع في الشرق الأوسط؛ حيث يواصل البيت الأبيض محاولاته لثني تل أبيب عن شن عملية عسكرية واسعة النطاق، في المدينة التي تقع جنوب غزة.
وبحسب الصحيفة؛ فقد أفادت مصادر لموقع "أكسيوس" أن إدارة بايدن توصلت إلى اتفاق مع حكومة بنيامين نتنياهو يقضي بعدم قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي بتوسيع العملية في رفح قبل زيارة سوليفان. وبخلاف ذلك؛ فإن توسيع القتال في المنطقة قد يؤدي إلى زيادة الضغط الداخلي على الديمقراطيين.
ويشير موقع "أكسيوس" إلى أن "رحلة مستشار الأمن القومي الأمريكي هي أيضًا محاولة طويلة المدى لإحراز تقدم نحو "صفقة ضخمة" أمريكية سعودية تشمل تطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية ودولة الاحتلال الإسرائيلي".
وبحسب سوليفان، فإن "أمن إسرائيل على المدى الطويل يعتمد على الاندماج في المنطقة والعلاقات الطبيعية مع الدول العربية، بما في ذلك السعودية"، موضحًا موقفه بقوله: "علينا ألا نفوت الفرصة التاريخية لتحقيق مفهوم إسرائيل الآمنة، المحاطة بشركاء إقليميين أقوياء، الذين يمثلون جبهة قوية لردع العدوان والحفاظ على الاستقرار الإقليمي".
وكان من المقرر أصلا أن تتم زيارة المسؤول رفيع المستوى في أوائل نيسان/ أبريل، ولكن تم تأجيلها في اللحظة الأخيرة لأن سوليفان أصيب بكسر في أحد الأضلاع، وخلال هذا الوقت، تدهورت العلاقات بين حكومة الاحتلال الإسرائيلية والسلطات الأمريكية بشكل خطير.
وعلى وجه الخصوص، أوقف بايدن إمدادات الأسلحة إلى تل أبيب وأعلن أيضًا عن "خطوط حمراء" في حالة قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بعملية برية كبيرة في رفح؛ حيث أفاد موقع "أكسيوس" أن "البيت الأبيض أكد لنتنياهو أن العملية في مدينة رفح سوف تضر بفرص التوصل إلى اتفاق سلام تاريخي مع السعودية"، لكن لا يوجد حتى الآن حديث عن وقف كامل للدعم الأمريكي لإسرائيل.
هل الصفقة ممكنة؟
وأفادت الصحيفة أن سوليفان يعتقد أن فرص التوصل إلى "صفقة ضخمة" ضئيلة للغاية؛ حيث أوضح مساعد الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي أنه: "ومع ذلك، يواصل البيت الأبيض العمل على مسودة معاهدة الدفاع الأمريكية السعودية".
وأخبرت السعودية، إلى جانب ممالك خليجية أخرى، الولايات المتحدة أن غزو الاحتلال الإسرائيلي واسع النطاق لرفح من شأنه أن "يقوض اتفاقيات إبراهيم"، ولكن الإدارة في واشنطن لم تفقد الأمل بعد؛ حيث تخطط للتوصل إلى اتفاقيات ثنائية مع السعوديين، وبعد ذلك تقديم هذه الخطة إلى نتنياهو.
ومن جانبه فإن هذا لا يعني ضمناً الاتفاق على وقف الأعمال العدائية في غزة فحسب، بل ويعني أيضاً إنشاء دولة فلسطينية، وإلا فإنه بحسب ممثلي السلطات الأميركية قد يفقد دعمهم.
وبحسب صحيفة "الغارديان"؛ فإن الرياض تشعر بخيبة أمل من مفهوم إبرام "صفقة ضخمة" مع تل أبيب وتسعى إلى نسخة مبتورة من الاتفاقيات؛ فقط تلك التي تأخذ في الاعتبار مصالح المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة.
وعلى وجه الخصوص، ترغب المملكة في الشرق الأوسط في إبرام اتفاقية ثنائية مع واشنطن بشأن التعاون العسكري، فضلاً عن المساعدة النشطة من الولايات المتحدة في إنشاء برنامج نووي مدني وتطويره تدريجيًّا.
ويجب أن يتضمن جزء آخر من الاتفاقيات، كما خططت لها الرياض، إضعاف الضوابط الأمريكية على تصدير رقائق الكمبيوتر المستخدمة في تطوير الذكاء الاصطناعي إلى السعودية، وهذا يصب في مصلحة المملكة أن تصبح مركزًا لتطوير التقنيات العالية في الشرق الأوسط.
وقد أحرز المسؤولون في واشنطن والرياض تقدماً كبيراً في المفاوضات؛ وبحسب أكسيوس: "في هذه الحالة، سيواجه نتنياهو خيارا: إذا وافق، فيمكنه أن يصبح وسيطا في التوصل إلى اتفاق سلام تاريخي مع السعودية".
أوقفوا الصين
ونقلت الصحيفة عن أندريه أونتيكوف، الناشر والمستشرق ومؤلف قناة "البوابة الشرقية" على تلغرام، قوله إن المطالب التي طرحتها السعودية لوقف إطلاق النار وإقامة دولة فلسطينية هي "إشادة بالوضع في قطاع غزة"، مضيفًا: “إذا تخيلنا أن المملكة تعقد الآن اتفاقية تطبيع مع إسرائيل، بينما القنابل تتساقط على الفلسطينيين، فإن ذلك سيسبب خسائر فادحة في السمعة في العالم العربي الإسلامي".
وذكرت الصحيفة أن لأمريكيين يروجون بنشاط لهذه الصفقة؛ ففي أعقاب قمة مجموعة العشرين في نيودلهي؛ حيث تم الإعلان عن خطط لإنشاء ممر نقل من الهند عبر أراضي السعودية وأراضي الاحتلال الإسرائيلي وإلى أوروبا، وشدد الخبير على أنه من الواضح أن ممر النقل هذا يجب أن يصبح منافسًا لـ "حزام واحد - طريق واحد"، الذي يروج له الصينيون حاليًا.
وتحاول الولايات المتحدة تشكيل مبادرتها الخاصة، وبالإضافة إلى ذلك؛ هناك الآن تقارب جدي بين واشنطن ونيودلهي؛ حيث يعتقد أونتيكوف أن حجر العثرة أمام هذا الممر هو عدم تطبيع العلاقات بين السعودية ودولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار إلى أنه أنه قبل الصراع في قطاع غزة، "قام الأمريكيون بالفعل بعمل جدي في هذا الاتجاه"؛ حيث "تم بالفعل حل كل شيء عمليًا، وتمت إزالة المشاكل الرئيسية لتطبيع العلاقات بين الدولتين، وفجأة بدأ التصعيد حول قطاع غزة".
اتفاق جماعي
وتابعت الصحيفة مع فاسيلي أوستانين جولوفنيا، وهو الباحث في قسم الشرق الأوسط وما بعد الاتحاد السوفيتي في مؤسسة "إينيون راس"، في مقابلة مع "إزفستيا"، قوله أنه لا يستطيع الموافقة على عرض السلام على دولة الاحتلال الإسرائيلي مع السعودية مقابل وقف إطلاق النار، منذ ذلك الحين ولا تتمتع الرياض بنفس التأثير على الفصائل الفلسطينية التي يمكنها إلقاء أسلحتها بعد إشارة من المملكة.
ويعتقد جولوفنيا أنه لا مصر ولا الأردن يتمتعان بثقل سياسي كبير، وهذا لا يترك لدولة الاحتلال الإسرائيلي إلا تركيا، التي تتحدث بقسوة شديدة ضد تل أبيب، وإيران، التي هي في مواجهة مباشرة ومفتوحة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، والسعودية، التي أظهرت، بحسب جولوفنيا، أنه منذ بداية هذه الجولة من المواجهة بين إسرائيل وفلسطين، اعتدالاً مذهلاً بمعايير الشرق الأوسط؛ حيث تدعو الجميع منذ البداية إلى التسوية السلمية.
وفي رأيه، يبدو التوصل إلى اتفاق مباشر بين السعودية ودولة الاحتلال الإسرائيلي شبه مستحيل، لأن مثل هذه الوثيقة تعني تخلي الرياض فعلياً عن مطالبتها بالقيادة الإقليمية ومطالبتها بالقيادة في العالم الإسلامي.
واختتمت الصحيفة، التقرير، باقتراح جولوفنيا افتراضيًا أن تنضم المملكة إلى نوع من الاتفاق الجماعي أو مجرد مذكرة لمراجعة نهج بناء الأمن في المنطق، مشيرًا إلى أنه "من غير المرجح أن يكون هناك أي حديث عن اتفاق ثنائي".
ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة، بالطبع، ترغب في رؤية نوع من الانفراج على المسار الفلسطيني عشية الانتخابات. ذلك أن تعاطف الجمهور الليبرالي اليساري، الذي يشكل الثقل الانتخابي للحزب الديمقراطي، يقف إلى جانب فلسطين، لكن هنا كل شيء يعتمد على السعودية، ومن غير المرجح أن توافق على ذلك.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية السعودية غزة رفح فلسطينية فلسطين السعودية غزة رفح المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دولة الاحتلال الإسرائیلی تطبیع العلاقات بین الولایات المتحدة الأمن القومی الشرق الأوسط التوصل إلى إلى اتفاق قطاع غزة تل أبیب
إقرأ أيضاً:
لماذا تحظر الولايات المتحدة استيراد هواتف موتورولا؟
قضت لجنة التجارة الدولية الأمريكية ITC، بأن شركة موتورولا موبيليتي التابعة لشركة “لينوفو” الصينية، قد انتهكت براءات اختراع التكنولوجيا اللاسلكية 5G الخاصة بـ “إريكسون”.
ويؤدي هذا الانتصار الأولي لشركة إريكسون، إلى تهديد مستقبل شركة موتورولا في سوق الهواتف الذكية في الولايات المتحدة، بسبب أن حكم لجنة التجارة الدولية الأمريكية (ITC)، يمهد الطريق لحظر محتمل لواردات هواتف موتورولا إذا تم تأييده في القرار النهائي.
بأسعار تنافسية.. موتورولا تغزو الأسواق بهواتف جديدةلو موبايلك موتورولا.. اعرف إزاى تحصل على أندرويد 15لماذا تحظر الولايات المتحدة استيراد هواتف موتورولا؟هذه التطورات تأتي في خضم صراع قانوني مستمر بين شركة إريكسون السويدية وموتورولا، حول حقوق براءات الاختراع، حيث تتبادلان الاتهامات بشأن الانتهاكات في أسواق عالمية متعددة، فقد اتهمت إريكسون موتورولا بانتهاك براءات اختراع خاصة بالتكنولوجيا اللاسلكية 5G، تتعلق بشكل أساسي بمجموعة هواتف مثل Moto G وEdge وRazr.
مما أدى إلى تصعيد النزاع الدولي بشأن ترخيص براءات الاختراع بين الشركتين، ومن المقرر أن تصدر اللجنة الكاملة حكمها النهائي في شهر أبريل القادم، ومع ذلك، في قضية ذات صلة الشهر الماضي، حكم قاضٍ آخر في مركز التجارة الدولية لصالح لينوفو.
وفي الوقت الحالي، تخوض الشركتان أيضا نزاعات بشأن براءات الاختراع في جميع أنحاء أمريكا الجنوبية والمملكة المتحدة وكارولينا الشمالية.
وفي أمريكا الجنوبية، حصلت إريكسون على أوامر قضائية أولية تقيد بيع هواتف لينوفو الذكية في البرازيل وكولومبيا بسبب انتهاكات براءات الاختراع المزعومة، وفي شهر أكتوبر الماضي، أعادت محكمة الاستئناف الأمريكية طلب لينوفو لمنع تنفيذ حظر المبيعات في أمريكا الجنوبية.
وخلال العام الماضي، اشتكت شركة إريكسون إلى مركز التجارة الدولية ومقره واشنطن، متهمة هواتف موتورولا Moto G وEdge وRazr بانتهاك براءات الاختراع المرتبطة بالاتصالات اللاسلكي، ومع ذلك، فقد دحضت لينوفو هذه الادعاءات.
كيف يمكن أن يضر حظر الاستيراد هذا بشركة لينوفووفقا لتقرير الحصة السوقية الصادر عن شركة Counterpoint لشهر نوفمبر، استحوذت شركة موتورولا المملوكة لشركة لينوفو على 14% من سوق الولايات المتحدة في الربع الثالث من عام 2024، هذا النمو، الذي عززته مبيعات جهاز Moto G Play 2024، قد يتعرض للتهديد في حال تم فرض حظر على الواردات.
ومع وجود موطئ قدم كبير كهذا في سوق الهواتف الذكية بالولايات المتحدة، قد يكون لحظر المبيعات المحتمل عواقب وخيمة على شركة موتورولا، ومع ذلك، كما هو شائع في نزاعات براءات الاختراع، يجوز للشركتين التفاوض على تسوية قبل فرض أي حظر شامل.
وعلى الرغم من أن الحكم لا يزال قيد المناقشة، إلا أنه يشكل تحديا حقيقيا لشركة لينوفو، المالكة لموتورولا، وبالرغم من أن قرار حظر الواردات ليس مؤكدا، إلا أن هناك احتمالا أن تتوصل الشركتان إلى تسوية قبل وصول القرار النهائي، مما يجعل معركة براءات الاختراع هذه واحدة من أبرز الصراعات التقنية في التاريخ.