هل تحولت ليبيا إلى ممر دولي لتهريب المعدن الاصفر؟
تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT
أفاد تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، أن ليبيا هي إحدى مناطق استخراج الذهب الحر الرئيسية، وقد اجتذبت الآلاف من التشاديين والمهاجرين غير النظاميين.
وفي مقابلة تلفزيونية، زعم الرئيس التشادي المنتخب، محمد إدريس ديبي، أن قيمة الذهب المستخرج في بلاده تبلغ 57 مليار فرنك أفريقي، (نحو 95 مليون دولار)، ويجرى تهريبه من تشاد إلى ليبيا كل أسبوع.
وقدرت تشاد أن هناك ما لا يقل عن 63 ألفا و772 شخصا من عمال تعدين الذهب الحرفي في البلاد، ينتجون 8 آلاف و254 كيلوغراما من الذهب، ومعظمه غير مرخص، وبالتالي غير قانوني.
وأكدت الهيئة الأممية أن تدفقات تجارة الذهب في النيجر وتشاد، تتمتع بمراكز ثقل مختلفة، وتتحرك نحو البلدين نفسهما، وكذلك نحو ليبيا.
ووفقا لمنظمة غير حكومية، تعد مدينة القطرون بالجنوب الليبي من أكبر مراكز تجارة الذهب، حيث يوجد بها تجار من بنغازي وطرابلس ودبي، ويجرى نقل الذهب عبرها، لكن يواجه المتجه إليها خطرا كبيرا للسرقة.
وفي العام 2022، أفادت وكالة الأنباء النيجرية الحكومية باختفاء 125 كيلوغراما من الذهب، كانت برفقة الحرس الوطني، بين حقل الذهب في جادو بشمال البلاد وأغاديز.
وكشف تحقيق في النيجر أن شركة متخصصة في تحويل الأموال فتحت منافذ شراء الذهب غير المرخص، وكانت الشركة تغسل عائدات الجريمة عن طريق شراء الذهب بأعلى من أسعار السوق، ثم تنقله عبر الحدود إلى ليبيا.
ويشهد نشاط استخراج الذهب في تيبستي نموا متزايدا، وسط تهديد أمني من مسلحين تشاديين متمركزين في ليبيا، حيث تشن المجموعات التي تربطها علاقات مجتمعية وسياسية مع تلك الجهات المتورطة في تعدين الذهب والاتجار بالبشر وتهريب المخدرات والأسلحة هجمات، منها الجبهة من أجل التناوب والوفاق في تشاد (فاكت) التي هاجمت مواقع عسكرية في المنطقة.
كما أكد فريق خبراء الأمم المتحدة المعني بالسودان أن هناك عددا كبيرا من المجندين السودانيين المسلحين في الأراضي الليبية.
وجاءت تلك المجموعات من مجتمع الحرفيين في دارفور، الذين يعملون في مواقع تعدين الذهب على الحدود بين تشاد وليبيا، ولا سيما منطقة كوري بوقودي.
وأبلغت مصادر الفريق الأممي بأن المجموعات تنشط أيضا في منطقة أم الأرانب بالجنوب الليبي، حيث يذهب عمال المناجم في كثير من الأحيان للراحة، والتزود بالإمدادات بها.
ووفقا لتقرير إحدى المنظمات غير الحكومية، قامت جماعات مسلحة تشادية متمردة بجمع الأموال، وتجنيد مقاتلين جدد في مواقع الذهب بشمال النيجر وشمال تشاد. وفور تجنيدهم، يسافر هؤلاء الأعضاء الجدد إلى جنوب ليبيا.
يأتي ذلك بعد كشف منظمة «ذا سنتوري» الأميركية أيضا، في تحقيق لها، تحول ليبيا إلى منطقة عبور لتهريب سبائك الذهب إلى دول خليجية وتركيا، إذ لا يوجد إنتاج كبير للذهب في البلاد، بل منصات تداول ونقاط عبور متعددة، بما في ذلك موانئ ومطارات زليتن وبنغازي ومصراتة.
ووفقا لتحقيقات المنظمة غير الحكومية، يأتي الذهب بشكل رئيسي من تشاد والنيجر وبوركينا فاسو ومالي، حيث لا تزال التجارة في هذا الذهب الحرفي غامضة للغاية.
وفيما يخص واقعة مطار مصراتة، فإن القيمة المالية للذهب المضبوط في الواقعة تقدر بنحو 1.8 مليار دولار، بحسب الأسعار الحالية عالميا.
وصدر أمر حبس المتورطين، لتعمُّدهم الإسهام في ارتكاب واقعة تحقيق منافع مادية غير مشروعة لغيرهم، وتسبُّبهم في إلحاق ضرر بالاقتصاد الوطني، وفق بيان النيابة العامة.
وأعلنت النيابة، مطلع العام الحالي، التحقيق في القضية، خاصة أن المخول له بعمليات الاتجار في الذهب وتصديره هو مصرف ليبيا المركزي فقط، وذلك طريق شركات مرخصة، ووفق شروط محددة.
وأواخر العام 2023، أعلن جهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، التابع للمجلس الرئاسي، إحباط تهريب ثلاثة ملايين يورو و25 كيلو ذهب في مطار معيتيقة الدولي عن طريق رئيس طاقم الضيافة بشركة الخطوط الأفريقية، وذلك على متن الرحلة رقم 430 المتجهة لمطار القاهرة الدولي.
وتحتل ليبيا المرتبة الثالثة عالميا في احتياطي الذهب بامتلاكها 117 طنا من الذهب خلال العام 2023، حسب موقع “بيزنس إنسايدر أفريكا”.
المصدر: عين ليبيا
إقرأ أيضاً:
استقرار أسعار الذهب بعد ارتفاع استمر ليومين
استقرت أسعار الذهب بعد ارتفاع استمر ليومين، حيث تم تداول المعدن النفيس بالقرب من 2660 دولاراً للأونصة.
جاء هذا الاستقرار بعد تحقيق مكاسب بنسبة 0.5% يوم الأربعاء، بدعم من تقرير أظهر تباطؤ التوظيف ونمو الأجور في القطاع الخاص الأميركي خلال ديسمبر.
ويتعين على بنك الاحتياطي الفيدرالي إحداث توازن لهذا التباطؤ مع المخاوف المتجددة بشأن التضخم عند اتخاذ قرارات بشأن خفض أسعار الفائدة. وأظهرت محاضر اجتماع البنك المركزي الشهر الماضي نهجاً أكثر حذراً تجاه تخفيف السياسة النقدية.
عادةً ما تكون تكاليف الاقتراض المنخفضة إيجابية بالنسبة للذهب، الذي لا يقدم فوائد. ويحوّل المتداولون أنظارهم الآن إلى بيانات الأجور لشهر ديسمبر، والمتوقع صدورها يوم الجمعة، والتي يُتوقع أن تظهر تباطؤاً معتدلاً، مع استمرار النمو القوي في سوق العمل التي يتوقع الاقتصاديون استمرارها في عام 2025.
وحقق الذهب ارتفاعاً بنسبة 27% العام الماضي في موجة قياسية مدفوعة جزئياً بتخفيف السياسة النقدية الأميركية. ومع ذلك، فقد المعدن هذا الزخم بعد فوز دونالد ترمب في الانتخابات الأميركية الذي دعم الدولار.
يواجه المستثمرون الآن احتمالية تحقيق مكاسب أقل هذا العام، حيث أبطأت مجموعة “غولدمان ساكس” هدفها لوصول الذهب إلى 3000 دولار للأونصة إلى منتصف عام 2026، بسبب التوقعات بخفض محدود لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
بحلول الساعة 8:14 صباحاً بتوقيت سنغافورة، انخفض الذهب الفوري بنسبة 0.1% ليصل إلى 2660.57 دولار للأونصة. في حين استقر مؤشر بلومبرغ للدولار. ولم تسجل الفضة والبلاديوم تغييرات كبيرة، بينما انخفض البلاتين بشكل طفيف.
آخر تحديث: 9 يناير 2025 - 12:26