أكدت “المربع الجديد”، إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة، الرائدة في المشاريع العملاقة في المملكة العربية السعودية، التزامها بتطوير مستقبل الرياض، وتعزيز التنمية الحضرية العالمية، وذلك خلال مشاركتها في قمة مشاريع “جيجا” السعودية 2024، وقمة البناء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي اختتمت أعمالها مؤخرًا في مدينة الرياض.


وناقشت القمة التي جمعت أصحاب المصلحة الرئيسيين، من الجهات الحكومية، والمطورين، والمقاولين، وقادة الفكر في قطاع البناء، الرؤية الشاملة لبرنامج مشاريع “جيجا” القائمة حاليًا في المملكة العربية السعودية، والبالغة قيمتها 880 مليار دولار أمريكي.
واستعرض المدير التنفيذي لإدارة الإنشاءات في “المربع الجديد”، سلمان الحبيس، رؤية “المربع الجديد”، وأهمية هذه الوجهة في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، خلال مشاركته في جلسة بعنوان: “خطط التطوير الرئيسية لمشاريع (جيجا)

توماس نيلسون المدير التنفيذي لإدارة الانشاءات في المربع

السعودية”.
وقال الحبيس: “حققنا تقدمًا كبيرًا في وضع الأساس للمبنى الأيقوني المكعب، الذي سيكون في قلب وجهة المربع الجديد؛ إذ تم حفر أكثر من 5 ملايين متر مكعب، مما يشير إلى توجهنا القوي في مراحل البناء، واستقطاب المستثمرين”.
وشارك في هذه القمة عدد من قادة التنمية في المربع الجديد، من خلال حلقة النقاش التي أجراها الحبيس، وريموند رايس، رئيس إدارة المخطط الرئيسي، الذي تناول تفاصيل الداون تاون الحديث.
كما شارك المدير التنفيذي لإدارة الإنشاءات، توماس نيلسون، في جلسات عدة، تناولت الشرح عن هيكل أيقونة المكعب، والجدول الزمني لتطويره.
وسيوفر المربع الجديد مركزًا أساسيًا جديدًا للمنطقة، بوضع معايير جديدة لجودة الحياة والتنمية الحضرية في المنطقة وخارجها، في وقت تشير فيه التوقعات إلى وصول عدد سكان الرياض إلى 10 ملايين نسمة بحلول عام 2030.
ويجسد المربع الجديد جوهر رؤية السعودية 2030، من خلال تعزيز التنمية المستدامة، وتشجيع الابتكار، وإنشاء مركز نابض بالحياة للمقيمين والشركات والزوار. ويعتبر من أولى الوجهات التي تتيح الفرصة لكل ساكن وزائر للوصول إلى المرافق الرئيسية (المدارس والمستشفيات ومراكز التسوق والمساجد) خلال 15 دقيقة سيرًا على الأقدام.

سلمان الحبيس المدير التنفيذي لإدارة الإنشاءات في المربع الجديد

وقال مايكل دايك، الرئيس التنفيذي لشركة تطوير المربع الجديد: “لا تقتصر أهمية المربع الجديد على تطوير جزء من الرياض فحسب، بل يتعلق بإعادة تعريف مفهوم المدينة الحديثة. وتتمثل رؤيتنا في إنشاء وجهة يعيش فيها مجتمع نابض بالحياة، ويعمل ويزدهر، ويحصل على كل ما يحتاجه بشكل سهل. إن وجهة المربع الجديد تمثل التطوير الحضري النمودجي، كونها بوابة إلى عالم آخر، تركز على جودة الحياة للوصول إلى مستقبل أفضل.”
يذكر أن مشاركة شركة تطوير المربع الجديد في القمة كانت بمنزلة منصة لمشاركة التحول في الرياض، وإنشاء وجهة نابضة بالحياة ومستدامة.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية المربع الجدید

إقرأ أيضاً:

إعادة بناء القرية السودانية: رؤية لمستقبل مستدام بعد الحرب

مقدمة:
في أعقاب الحروب وما تخلفه من دمار، تصبح عملية إعادة البناء ضرورة إنسانية ووطنية ملحة. كنا قد تلقينا رسالة من أحد الأساتذة الأفاضل الذي أبدى اهتمامه بما كتبناه عن دور المرأة السودانية ومقدراتها ورغم تواضع كلماتنا أمام علمه، غير أننا آلينا على أنفسنا أن ندلي بدلونا، إيمانًا بدور الكلمة في رسم ملامح المستقبل..
لقد كان هدفنا هو أن نشير الي تنمية القرية بعد الحرب، ونحن نؤمن إن إعادة بناء القرى السودانية ليست مجرد عملية مادية لترميم المباني والجسور وتسوية الطرق، بل هي مشروع لإحياء مجتمع بكامل نسيجه من خلال رؤية متكاملة للتنمية المستدامة. فالقرية تمثل نواة الحياة السودانية، ومن دونها تذبل الروح الإنتاجية، ما يدفع السكان نحو النزوح إلى المدن، فتتفاقم المشكلات الاقتصادية والاجتماعية.
من المهم لا يمكن أن يتحقق هذا الإعمار إلا بتضافر الجهود المحلية والدولية، مع ضرورة الحفاظ على الهوية والاستقلالية، لتجنب الارتهان للمساعدات دون تحقيق تنمية حقيقية. من هذا المنطلق، نطرح فيما يلي محاور أساسية ونأمل أن تُناقش بعقلانية وواقعية، سعيًا للوصول إلى نتائج إيجابية:

1. الأثر النفسي والاجتماعي للحرب:
الحروب لا تدمر البنية التحتية فحسب، بل تمزق النسيج الاجتماعي وتخلّف صدمات نفسية عميقة. لا بد من وضع الإنسان في قلب عملية إعادة البناء عبر:
* برامج الدعم النفسي: ودوره المهم لتجاوز آثار الصدمات من خلال جلسات الإرشاد الجماعي والفردي، مع تدريب كوادر محلية لضمان استمرارية الدعم.
*الحوار المجتمعي: إنشاء منصات للحوار يشارك فيها شيوخ القبائل والقادة المحليون والنساء والشباب، لتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي.
* إعادة دمج النازحين: توفير عودة آمنة وتأمين سبل العيش من خلال توفير فرص عمل وتعليم، وضمان الحق في السكن الملائم.
2. إعادة تأهيل البنية التحتية والخدمات:
القرية بدون خدمات أساسية كالجسد بلا روح، لذا يُعد تأهيل البنية التحتية حجر الأساس في عملية الإعمار:
* المرافق الصحية والتعليمية:
الاهتمام ببناء المدارس والمستشفيات وفق معايير حديثة، مع توفير الأدوات التعليمية والطبية الضرورية.
*شبكات المياه النظيفة والصرف الصحي: إنشاء محطات لتنقية المياه، وتدريب السكان على صيانتها لضمان ديمومتها.
* الطرق والكهرباء: ربط القرى بالمدن لتسهيل حركة السكان والبضائع، مع توفير حلول طاقة مستدامة مثل الطاقة الشمسية.

3. التعليم والتدريب المهني:
لا يمكن النهوض بالمجتمع دون الاستثمار في الإنسان. ويُعد التعليم حجر الزاوية في هذا المسار عبر:
*مراكز التدريب المهني: لتعليم المهارات الحرفية كالحدادة والنجارة والخياطة، إضافة إلى مهارات جديدة في التكنولوجيا والطاقة المتجددة. وتشجيع الفتيات لاهمية التدريب
المهني جنب الي جنب مع الفتيان..
*دعم التعليم النظامي: توفير منح دراسية وبرامج محو الأمية، مع التركيز على تعليم الفتيات.
*المشاريع الريادية: تمويل مشاريع صغيرة تعزز الاكتفاء الذاتي، مع التركيز على تحسين الإنتاج الزراعي وتطوير سلاسل القيمة.

4. التنمية الاقتصادية والزراعية:
تعتمد القرى السودانية بشكل أساسي على الزراعة، لذلك يجب إعادة الحياة لهذا القطاع عبر:
* توفير المدخلات الزراعية: من بذور محسّنة وأدوات زراعية ومبيدات آمنة بيئيًا.
* تقنيات الري الحديثة: كهندسة قنوات الري وإدخال أنظمة حديثة مثل الري بالتنقيط، لضمان الاستفادة القصوى من الموارد المائية.
* تعزيز التعاونيات الزراعية: وذلك عن طريق تشجيع إنشاء جمعيات تعاونية تُمكّن المزارعين من الوصول للأسواق مباشرة بأسعار عادلة، مع توفير منصات إلكترونية للتسويق.

5. تمكين المرأة ودورها في الإعمار:
المرأة السودانية كانت وما زالت عماد المجتمع، ودورها محوري في البناء من خلال:
* التعليم والتمكين الاقتصادي: تدريب النساء في مجالات الزراعة والحرف اليدوية، وإنشاء مشاريع صغيرة مدعومة.
* مبادرات القيادة النسائية: تشجيع النساء على المشاركة في اتخاذ القرار في المجالس القروية، لتعزيز دورهن في التنمية المحلية.
* برامج الصحة الأسرية: توفير رعاية صحية شاملة للأمهات والأطفال، مع التوعية بقضايا الصحة الإنجابية.

6. دور المجتمع الدولي دون انتقاص السيادة:
الدعم الدولي يمكن أن يسهم بشكل كبير في إعادة الإعمار، شرط أن يُبنى على احترام السيادة الوطنية عبر:
* الشراكة لا الهيمنة: وضع استراتيجيات مشتركة تُحدد فيها أولويات التنمية من قبل المجتمع المحلي. وترك الأمر لقادة المجتمع
بعد تدريبهم..
* نقل المعرفة: عبر برامج تدريب وتأهيل تهدف لبناء قدرات أهل القرى، ليصبحوا قادرين على إدارة مشاريعهم بأنفسهم.
* آليات المراقبة والشفافية: لضمان وصول المساعدات لمستحقيها، عبر لجان رقابة محلية تعمل بشفافية ومصداقية.

خاتمة:
إعادة بناء القرى السودانية ليست حلمًا بعيد المنال، بل مشروع واقعي يتطلب رؤية واضحة وإرادة سياسية ومجتمعية. التركيز على الإنسان أولاً، وربط الجهود المحلية بالدعم الدولي الذكي، يمكن أن يحول المأساة إلى فرصة لنهضة تعتمد على الكرامة والاستدامة. وكما قال البروفيسور عبد الفتاح، المستقبل يبدأ من القرية.

ملحوظة:
هذه المقالة نواة لسلسلة تناقش تفاصيل كل محور بدعم من خبراء في مختلف المجالات، لتتحول إلى دليل عملي يساهم في إعادة إعمار السودان، حيث يكون للمرأة والشباب والإنسان عمومًا دور محوري في صياغة مستقبل مستدام.

عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة

osmanyousif1@icloud.com  

مقالات مشابهة

  • جناح المملكة في بولونيا يقدم ندوة “التفكير الفلسفي في السعودية”
  • خطّة “إسرائيلية” لإطلاق مشروع خط نفطي يربط السعودية بفلسطين المحتلة وأوروبا
  • ترتيب المنتخبات العربية في تصنيف “الفيفا” الجديد
  • شاهد بالفيديو.. تركها “الدعامة” وهربوا.. الجيش يحصل على غنائم ثمينة بحي الرياض بالخرطوم عبارة عن منظومة دفاع جوي متطورة ومدافع ثقيلة كان تستخدمها المليشيا في إسقاط الطائرات وتدوين أم درمان
  • حلاق نجوم كرة القدم.. شاب تونسي يخطف الأنظار في الرياض
  • إعادة بناء القرية السودانية: رؤية لمستقبل مستدام بعد الحرب
  • صور| بالعرضة السعودية.. جمعية التنمية الأهلية في الجفر تحتفي بعيد الفطر
  • الاتحاد يقلب الطاولة على الشباب في “ريمونتادا مثيرة” ويبلغ نهائي كأس السعودية
  • “القبة الفولاذية” التركية تحمي مدينة نيوم السعودية
  • المدير التنفيذي لمشروعات التنمية الزراعية المستدامة يتفقد العمل في سحارة الحكمة