سرايا - اندلعت اشتباكات عنيفة، منذ فجر اليوم السبت، بين المجموعات المسلحة بمدينة الزاوية الواقعة غرب العاصمة الليبية طرابلس، أدت إلى توقيف الدراسة وتسبّبت في ترويع السكان.

وقالت مصادر محلية، إن المواجهات اندلعت بين ميليشيا "الإسناد الأولى" التابعة لمحمد بحرون الملقب بـ"الفار"، و"جهاز دعم الاستقرار" بالزاوية بقيادة حسن بوزريبة، بسبب اعتقال عناصر تابعين للفار.



وسمع على نطاق واسع دوي انفجارات وأصوات إطلاق الرصاص وقنابل يدوية، وسط أنباء عن سقوط جرحى بين المدنيين جراء سقوط قذائف عشوائية على الأحياء السكنية، في حين تتواصل المحاولات لإنهاء هذا النزاع.

وفي هذا السياق، ناشد الهلال الأحمر فرع الزاوية، الأطراف المتنازعة بالمدينة الدخول في هدنة إنسانية مؤقتة، وذلك بهدف إخراج العائلات العالقة في مناطق الاشتباكات، مشدداً على أن المتطوعين والمسعفين والأطباء ليسوا عرضة للاستهداف، داعيا المتنازعين إلى تسهيل مهمة دخول فريق الطوارئ.

وفي الأثناء، أعلن اتحاد طلبة جامعة الزاوية تعليق الدراسة، اليوم السبت، بسبب التوترات والاشتباكات القريبة من الجامعة.

وجاءت هذه الاشتباكات بعد ساعات من خروج مظاهرات شعبية أمام مديرية الأمن بالمدينة، للاحتجاج على تردي الوضع الأمني وللتنديد بتنامي ظاهرة جرائم القتل وضعف الأجهزة الأمنية الرسمية وبغياب أي دور للحكومة مقابل تغوّل الميليشيات المسلحة الخارجة عن القانون وسيطرتها على كل المرافق.

ويقدم هذا التوتر الأمني دليلا واضحا على عجز السلطات في ليبيا على كبح جماح وكسر شوكة الميليشيات المسلحة التي تعتبر الأطراف الفاعلة والرئيسية في العنف المتصاعد بالبلاد، كما يظهر إلى حد كبير فشلها في إصلاح قطاع الأمن.


 
إقرأ أيضاً : طبيب أميركي بغزة: أغلب الإصابات لأطفال وإغلاق المعابر يفاقمهاإقرأ أيضاً : بقاذف الياسين .. القسام تستهدف دبابة ميركافا شرقي رفحإقرأ أيضاً : رئيس وزراء سلوفينيا: سنعترف بالدولة الفلسطينية الشهر المقبل


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

إقرأ أيضاً:

روسيا في سوريا... انتكاسة ومرونة استراتيجية أيضاً

اعتبر البعض في الغرب انهيار نظام بشار الأسد في سوريا، وقرار روسيا بالوقوف جانباً والسماح بحدوث ذلك، مؤشراً على التمدد الإمبراطوري المفرط لموسكو وتراجع نفوذها الإقليمي.

سقوط الأسد يمثل انتكاسة لروسيا، ولكنه أيضاً انعكاس لمرونة الكرملين

وحسب هذا التفكير من الواضح أن "العملية العسكرية الخاصة" الجارية التي يشنها الكرملين في أوكرانيا تضغط على الجيش الروسي إلى درجة جعلته عاجزاً عن وقف المد المتدحرج للمتمردين، فكان عاجزاً وغير راغب بدعم النظام أكثر من ذلك.

ورغم جاذبية هذه الرواية، دعا الباحث البارز في معهد الأمن القومي بجامعة ميسون جوشوا هيومينسكي المحللين الغربيين إلى الحذر من التركيز الكبير على فكرة أن روسيا كانت عاجزة عن المساعدة ومن عدم التركيز بشكل كاف على واقع بسيط مفاده أنها كانت غير راغبة بذلك.

وبحسب الكاتب فإن من المرجح أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رأى في دعم روسيا للأسد ترتيباً منخفض الكلفة نسبياً وعالي التأثير، لكن مع تقدم المتمردين، خسر فائدته.

استخفاف بالدب الروسي

وكتب هيومينسكي في موقع "بريكينغ ديفنس" أن الاستراتيجية تتلخص أساساً في المقايضات، وهنا يبدو أن موسكو اتخذت قراراً واضحاً بأن الفائدة المترتبة على مواصلة دعم نظام الأسد لم تكن تستحق الكلفة. 

وشكل سقوط بشار الأسد انتكاسة لموسكو، فمنذ التدخل في سوريا سنة 2015، قدم الكرملين دعماً مالياً وسياسياً كبيراً للأسد، وهذا الاستثمار يعد صغيراً نسبياً عند تقييمه بالمقارنة مع الموارد التي ضختها أمريكا في المنطقة مثلاً، وبالمقابل اكتسب الكرملين موطئ قدم في الشرق الأوسط وشرق البحر الأبيض المتوسط. وكانت قواعده البحرية في البلاد بمثابة محطة لإعادة التزود بالوقود في البحر المتوسط ونقطة انطلاق للعمليات في أفريقيا.

احتمالان متساويان

وسارع البعض للإشارة إلى تأثير أوكرانيا على العمليات الروسية في سوريا، لكن بحسب الكاتب، يشكل هذا سوء فهم لدور موسكو في البلاد، الذي اقتصر إلى حد ما على توفير القوة الجوية والمستشارين، مع بعض المقاولين العسكريين من القطاع الخاص.

والسؤال هو هل كانت روسيا لتكون أكثر استعداداً لمواجهة تقدم المتمردين دون الحرب الأوكرانية؟ هذا محتمل بحسب الكاتب، لكن من المحتمل أيضاً أن النظام قد أصبح قضية خاسرة، فالسرعة التي انهار بها، تعكس ضعفاً عسكرياً وتنظيمياً وتكتيكياً كبيراً، وأي هجوم مضاد بالنيابة عن النظام سيكون باهظ الثمن مادياً وعسكرياً.

كما أثبت نظام الأسد لموسكو أنه شريك متقلب وصعب، إذ رفض التعامل مع المعارضة،  جعل البلاد جزءاً من نفوذ إيران.

مصير القوات الروسية

ويضيف الكاتب أنت الموقف الروسي الجديد في سوريا ما زال غير معروف، وتشير التقارير الأولية إلى أن القوات الروسية تعيد تموضعها داخل قاعدة حميميم الجوية وميناء طرطوس، وربما تخلي البلاد بالكامل.

ومن المرجح وفق الكاتب أن تلعب الكراهية المؤكدة تجاه روسيا بسبب قسوتها بالنيابة عن نظام الأسد، وتمكينه من البقاء في السلطة، دوراً في التطورات.

ومع ذلك، لا يوجد ما يضمن أن تسعى هيئة تحرير الشام إلى طرد القوات الروسية بشكل دائم من البلاد، بل قد تسعى إلى تحويل موسكو من خصم إلى مجرد طرف محايد.

انتكاسة ومرونة وبحسب الكاتب فإن تقاعس الكرملين عن دعم الأسد، يرسل رسالة إلى الأنظمة الأوتوقراطية في أفريقيا، بأن موسكو مستعدة لمواصلة دعم النظام طالما كان فائزاً وقادراً على الاحتفاظ بالسلطة ــ وراغباً بالاستماع إلى نصيحة الكرملين. وعندما يصبح النظام غير قادر على القيام بذلك، يتخذ الكرملين قراراً استراتيجياً ويغير مساره.
ويختم الكاتب أن سقوط الأسد يمثل انتكاسة لروسيا، لكنه أيضاً انعكاس لمرونة الكرملين الاستراتيجية. والتركيز فقط على الانتكاسة وتفويت المرونة يخاطر بمفاجأة استراتيجية سواء في سوريا أو في أماكن أبعد.

مقالات مشابهة

  • اشتباكات مسلحة في السليمانية
  • إصابة 8 عمال إثر اندلاع حريق فى مصنع فوم بمدينة العاشر من رمضان بالشرقية
  • ببدلة رسمية وربطة عنق.. الشرع يصوب نحو الميليشيات الإيرانية في سوريا
  • اشتباكات عنيفة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين في الضفة الغربية
  • اشتباكات عنيفة في جنين بين أمن السلطة ومقاومين ومظاهرة رفضا للحملة
  • اشتباكات مسلحة داخل مجلس كركوك.. دلالات على خروج صراع النفوذ عن السيطرة
  • قتلى وجرحى في اشتباكات قبلية مسلحة بمحافظة شبوة
  • اشتباكات عنيفة بين المقاومة وأمن السلطة بمخيم جنين
  • روما تحتضن اجتماع 5+5: دعم وقف إطلاق النار وتعزيز التعاون الأمني بين شرق وغرب ليبيا
  • روسيا في سوريا... انتكاسة ومرونة استراتيجية أيضاً