سودانايل:
2024-07-04@13:12:11 GMT

رسالة من عالم البرزخ

تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT

بقلم د. طبيب عبدالمنعم عبدالمحمود العربي

في المدينة العتيقة الكبيرة الساحلية
كانت ليلة الشتاء دهماء استثنائية
كنت فيها والكون فى نوم عميق
وعبر المسافات وموجات الأثير
جاءتني "طائرةً" من العدم رسالة
من ثنايا محطات وقصور بابلية
المظروف ابيض عليه الطابع الفريد
"الجَمَّالى القديم نفسه " ساعى البريد
وبقلم "الكوبيا" مكتوباً بإختصار
بخطه المعهود العريض
"عون عاجل"
هكذا واضحاً قد جاء السؤال
رغم التواصل الجد محال
فيا ترى ما يعنى ذلك الخال
ذاك الحبيب فى عالم عنا بعيد
"برزخاً غامضاً" كنهه لا نعرفه
ياترى ماذا بالعون يريد؟
أيريد أن يلقاني هناك
هناك عنده فى دار الخلود ؟
أيعيش وحشة برزخ "ان كانت"
يناشدني الدعاء بالذكر المجيد
أيريد تكرارا اعيده وأزيد
أم ياترى السؤال لكل رحم قريب
أم هو للجار والصاحب البعيد
أم صدقة يرجوها زاداً للطريق

لكن شمس الدين "يعاين" من بعيد
" ضاحكاً يقول"
هذه الرسالة قد جاءت للجميع
أظنه يطلب تكثيف دعاء الصباح
واكثاره عند حلقات الذكر وأوراد المساء
لكي تتفتح عندها أبواب السماء
وملائكة تجيئه مبشرةً بقبول الدعاء

محمد الربيع "خالنا" زين الرجال
لابس "المركوب" والثوب النظيف
كان في دنيانا مواسم أفراح الخريف
كان حلو النغم وكل الجمال كان الربيع
يشجونا بالالحان والأنس الظريف
يبهجنا منجذباً بمدح الرسول
فيطرب كل محب ذو قلب رهيف
يارب أرحمه أسكنه علياء الجنان
لا ننساه وإن بعد الزمن والمكان
محمد عبدك "الانسان" بن الربيع
اجب دعائي له يا كريم يا سميع

ــــــــــــــــــــــــــ
هامش توضيحي : هذه الكلمات ترجمة لرؤية منامية قد عشتها حقيقة ليلة شتاء طالت ساعاتها حسب النظام الكوني وكان السكون فيها من ضوضاء المدن قد خيم مهيبا على الأرض اليابسة المكتظة بأهلها، وحتى البحر العريض تقاصرت أمواجه وهدأت بحلول الظلام ولكن كان ساعتها للأرواح شأن آخر عندما تفارق أجسادها مسافرة في لحظة من لحظات الإنطلاق الأثيري تستغل فيها تلك الظروف في حضرة الموت الأصغر ، تسبح في السماء والفضاء الغير محسوس فتلتقي بمحبين رحلوا إلى السماء أو تجوب عوالم غريبة وإن كانت مدنها وبحارها وشخوصها لم تولد بعد.

هكذا كانت حصيلة ليلتي تلك وما أجمل الحسن نفسه عندما يصحبك أنسه اللطيف مع أقارب وأصدقاء كثيرين رحلوا إلى دار الخلود فترتاح نفسك وقد غمرتها السلوى وإن كنت تغط في نوم عميق. ًيبق تفكرنا يدور في حلقة مفرغة عن النوم وما تتخلله من أحلام وعن الروح نفسها تفكرا ودراسة علمية هل هي مجرد كهرباء الجسد تتوقف أم أمر آخر، فنعجز ونقول "ستوب " والقران يجيب "ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلأ " الإسراء أية ٨٥، صدق الله العظيم

الجمَّالى" أول طابع" بريد سودانى قيل فد خرج من مكتب بريد بربر المدينة السودانية التاريخية إلى الخرطوم ( رسم فني تصويري وجميل لجمل مسرع راكبا علية ساعي البريد يقال هو الساعي حينها إبراهيم ود الفراش، وأخراج حمولة البريد تتدلي من على ظهر ذلك البعير). كان الطابع يستعمل حتي الثمانينات من القرن الماضي قبل موت البريد السوداني وهجران مكاتبه متميزة العمارة الجميلة
"الكوبيا" نوع من الأقلام التي لا يمكن مسح مادتها إطلاقاً أو إزالتها بل تظهر اكثر وتثبت إذا تبلل بالماء المكتوب وكانت تستعمل في كل مكاتب الحكومة والبريد
و"محمد الربيع" هو خالنا الذى مات بعد عمر حافل بالبهجة والجمال وحسن السيرة ولم يكتب الله له ذرية فلم بجذع أو يتكدر . عمل موظفاً بقسم مكافحة الحشرات حتي عهد نميري. كان جميلا شكلاً ومظهراً حتي في شيخوخته ولصوته نغم حلو يطرب الأسماع وهو يرتل القرآن أو ينشد روائع القصائد من أدب المدائح.
و"شمس الدين" هو ابن خالنا الأستاذ الحسين الطاهر الربيع وقد رحل عنا سريعا وهو في ريعان شبابه قبل أعوام مضت، الرسالة كانت بدون توقيع لكن خط يده المميز كان البصمة الشاهدة على أنه هو!. عليهم جميعاً رحمة الله

القارئ العزيز قيل في حديث منسوباً لأبي هريرة"إن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف " وفي ظني أن استدامة ذلك التعارف والحب في الله والصفاء بين الأرواح لا يحجبها الموت عن التواصل لأن حب المرء الحقيقي للذين رحلوا عن دنياه حتما لا ينقطع حتى بعد الموت والتواصل معهم بالدعاء والتصدق مطلوب منا فارجو أن لا تنسي عزيري الراحلين من أهلك وأصدقائك فكلهم في حاجة إلي دعائك خاصة نحن اليوم نعيش في عالم نعوذ بالله من تداعيات ظروفه وشروره الجاهلية الغير طبيعية بل إستعمارية فيها تزكم الأنوف روائح الموت الكريهة وصار الدمار طوفان عادي يستهدف الممتلكات والبنية التحتية في البلاد وصار الموت شيئا عاديا ورخيصة فيه روح الإنسان للأسف بثمن طلقة نارية واحدة. فالذي يؤمن بالله واليوم الآخر والحساب والعقاب سوف لا يجرأ أبدا أن يقتل نفساً بغير حساب وحق معلوم مثبت أو أن يتعدى على الحق وممتلكات الغير أو المصالح العامة. ما يحدث في العالم خاصة السودان وغزة هول تشيب له الولدان شيباً. يا رب ترد للسودان كينونته وحريته وتماسكه وعودة مظفرة لكل نازح ومظلوم . هدر الروح قطعاً حرام وجريمة نكراء .
شكراً حفظكم ورعاكم الله

drabdelmoneim@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

حب الدنيا وكراهية الموت.. استمرار العون من الله

 

أنشأ الكيان الصهيوني – الجامعة الإسلامية- في فلسطين المحتلة وهي جامعة خالصة وخاصة لتدريس المتميزين من اليهود أصول الدين الإسلامي، تشرف عليها المخابرات الإسرائيلية- وتمنح الخريجين منها أسماء والقاب مستعارة إسلامية ظاهرا يهودية باطنا، وذلك في إطار خطة استراتيجية لمواجهة الإسلام من خلال نشر الأكاذيب الاشاعات وتشكيك المسلمين في عقيدتهم وإيمانهم حتى يسهل السيطرة عليهم، وليست هذه الخطة جديدة فقد سبقهم في ذلك المستشرقون الذين اعتمد عليهم الاستعمار الحديث، والحملات الصليبية قبل الاستيلاء على فلسطين سابقا وقبل احتلال أقطار الوطن العربي والإسلامي في العصر الحديث، رغم أن بعضهم بدأ بهدف الإساءة لكنه تحول إلى الإسلام، وأثبت هدف الدراسات الاستشراقية وابعادها، من اليهود والنصارى، واليوم تتضافر جهودهم من خلال أقسام الدراسات الإسلامية في جامعات دول الغرب، والجامعة الإسلامية في تل أبيب لتكرار الأمر ذاته.
خلال الأحداث الماضية من الحرب والحصار أطل المتحدث باسم الجيش الصهيوني افيخاي أدرعى يروى أحاديث نبينا المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ويصف حركة الجهاد وحماس وغيرهما انهم خوارج، وكأن إسرائيل أصبحت تمثل الإسلام، ويتهم أيضا بأنهم يمارسون أساليب وإجرام الجماعات الاستخباراتية التي مولتها دول الغرب لخدمتها ولتحقيق أهدافها.
بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتفكك مكوناته وضع الغرب الإسلام العدو الذي يجب هزيمته فكريا وثقافيا وسياسيا واقتصاديا وعسكريا وفي كافة المجالات حتى يتم الاستئثار بكل تلك الخبرات ومنها مصادر الطاقة والثروة والمواصلات، وكان تصفية القضية الفلسطينية أهم هدف لتحقيق الهيمنة الصهيونية وربط الكيانات المطبعة والعميلة وجودا وعدما، لكن الحلول الظالمة المفروضة على المقاومة أوجد نوعا من الإحباط واليأس والعودة إلى خيار الجهاد والمقاومة من جديد.
يدرك ساسة الغرب وصناع القرار السياسي فيها، وأيضا اليهود أهمية التمسك بالدين الإسلامي وما يشكله من عامل قوة وممانعة لانتشار أفكارهم ومبادئهما لذلك فهم يعملون على تشويه الإسلام سواء في أوساط مجتمعاتهم وفي أوساط المجتمعات العربية والإسلامية، وهي توجهات صريحة يؤكدها ساسة الغرب دونما حياء أو خجل أو خوف، من ذلك تصريح رئيس المجموعة الوزارية الأوروبية وزير الخارجية الإيطالي: حينما سئل عن مبررات بقاء حلف الأطلسى- بعد انهيار الاتحاد السوفيتي الذي أنشأ من أجله الحلف فقال: المواجهة المقاومة مع العالم الإسلامي، وسئل مرة أخرى ما السبب لوقف هذه المواجهة قال: إن يقبل الأخر بالنموذج الغربي، مما يؤكد أن القيم والمثل التي ينادى الغرب إليها ويدعى حمايتها والكفاح من أجلها ليست سوى دعاوى زائفة وأكاذيب يروجها لتحقيق مصالحه وأهدافه، مع أن أبسط المبادئ الديمقراطية تعني حرية الاختيار واحترام ومعتقدات الطرف الآخر، فالغرب لا يحترم سوى مصالحه ولا يهتم بالضحايا الذين سيتم إبادتهم من أجل تحقيقها، والعالم العربي والإسلامي اليوم يمثل البعد القومي لإمبراطوريات الغرب الهالكة والحالية، لذلك يسعى لكل جهوده وإمكانياته للسيطرة التامة على كافة المجالات اقتصاديا وسياسيا- عسكريا وثقافيا ودينيا- فالانتصار العسكري والتنكوجي الذي تحقق له خلال السنوات الماضية اغراه لأن يسعى جاهدا لتحقيق الانتصار والتفوق في بقية المجالات حتى نستديم له السيطرة والاستمرار مع أن الحقائق تؤكد أن تلك الإنجازات هي نتائج الثروات التي استولى عليها بالقوة والإبادة والحروب التي خلقت الملايين من الضحايا لإرضا، شهوات الانتقام، ولاء ثبات البطولات المدعاة أمام تلك الجماهير.
المفكر الأمريكي- برناردلويس- أحد أهم صنائعي- القرار السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية- قدم مقترحاته- لتقسيم الشرق الأوسط إلى أكثر من ثلاثين دولة أثنية ومذهبية- لحماية الصالح الأمريكية واليهودية، تجزئة العراق إلى ثلاث دول وإيران إلى أربعه، وسوريا إلى ثلاث، والأردن دولتين ولبنان خمس والسعودية إلى عدة دول، وهذا المقترح قدمه بناء على خبرته الاستشراقية في دراسة التاريخ الإسلامي، ونشره في مجلة وزارة الدفاع الأمريكية عام 2003م وهو بهذا يضمن هيمنة وتفوق الكيان الصهيوني، واستمرار تدفق الثروات إلى الغرب والشرق وبقاء الفرقة والشتات لدول الوطن العربي أكبر قدر ممكن، حتى أن أطماع أمريكا بثروات العراق عبر عنها جورج بوش الأب 1990م في تصريح أدلى به لإحدى الإذاعات الفرنسية بقوله: (أن مناصب الشغل لدينا، ونمط حياتنا، وحريتنا وأيضا حرية الدول الصديقة لنا عبر العالم ستتأثر سلبيا إذا ما سقط أكبر مخزون للنفط في العالم بين يدي صدام حسين) وهذا الاستعلاء الغربي الذي تقوده أمريكا والصهيونية العالمية قد حذر منه رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يوشك الأمم أن تتداعى عليكم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل ومن قله نحن يومئذٍ قال (صلى الله عليه وآله وسلم، بل أنتم يؤمئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت” سلسلة الأحاديث الصحيحة.
إن الغرب يعمل جاهدا من خلال وسائله وأدواته التي زرعها في الدول العربية حكاما ومسؤولين خونة وعملاء على زعزعة الثقة بالله والإيمان به واستمداد العون منه، لأن ذلك يضمن له بقاء حالة الانهزام والاستسلام والسيطرة، والتحكم وهي حالات لا تتفق مع الإيمان الصحيح والثقة والتوكل على الله- فالإيمان عزة واستعلاء على الإجرام والطغيان ومواجهة واقتحام، وما أصدق ما قاله الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي- رسول الله يريد لنا أن نكون أعزاء كما كان عزيزا” أما الاستسلام لطغيان أمريكا والصهاينة والخونة والعملاء فذلك هو عين الذل والخسارة والهوان، وصدق المجاهد القسامي أبو عبيدة (تتوعدنا بما ننظريا بن اليهودية أنه لجهاد نصرا واستشهاد ” وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ”.

مقالات مشابهة

  • رسالة من بو صعب إلى الأمم المتحدة.. هذا ما جاء فيها
  • يورو 2024.. لفتة رائعة من منتخب رومانيا بعد توديع البطولة
  • رسالة فرنسية - أميركية لإسرائيل تخصّ لبنان.. ماذا فيها؟
  • حقيقة رؤية ملك الموت عند خروج الروح.. الإفتاء توضح
  • استشاري نفسي يوضح مخاطر الألعاب الإلكترونية التي بها جرائم على الطفل .. فيديو
  • بعد ضبط 320 قضية.. المؤبد والمشدد عقوبة الاتجار فى الكيف
  • «خربت بيوت كتير».. عالم أزهري يكشف حكم لعبة 1xbet
  • دعاء بحسن الخاتمة.. اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل
  • حب الدنيا وكراهية الموت.. استمرار العون من الله
  • "شر مستطير".. عالم أزهري يحذر من ظاهرة منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي