بقلم د. طبيب عبدالمنعم عبدالمحمود العربي
في المدينة العتيقة الكبيرة الساحلية
كانت ليلة الشتاء دهماء استثنائية
كنت فيها والكون فى نوم عميق
وعبر المسافات وموجات الأثير
جاءتني "طائرةً" من العدم رسالة
من ثنايا محطات وقصور بابلية
المظروف ابيض عليه الطابع الفريد
"الجَمَّالى القديم نفسه " ساعى البريد
وبقلم "الكوبيا" مكتوباً بإختصار
بخطه المعهود العريض
"عون عاجل"
هكذا واضحاً قد جاء السؤال
رغم التواصل الجد محال
فيا ترى ما يعنى ذلك الخال
ذاك الحبيب فى عالم عنا بعيد
"برزخاً غامضاً" كنهه لا نعرفه
ياترى ماذا بالعون يريد؟
أيريد أن يلقاني هناك
هناك عنده فى دار الخلود ؟
أيعيش وحشة برزخ "ان كانت"
يناشدني الدعاء بالذكر المجيد
أيريد تكرارا اعيده وأزيد
أم ياترى السؤال لكل رحم قريب
أم هو للجار والصاحب البعيد
أم صدقة يرجوها زاداً للطريق
لكن شمس الدين "يعاين" من بعيد
" ضاحكاً يقول"
هذه الرسالة قد جاءت للجميع
أظنه يطلب تكثيف دعاء الصباح
واكثاره عند حلقات الذكر وأوراد المساء
لكي تتفتح عندها أبواب السماء
وملائكة تجيئه مبشرةً بقبول الدعاء
محمد الربيع "خالنا" زين الرجال
لابس "المركوب" والثوب النظيف
كان في دنيانا مواسم أفراح الخريف
كان حلو النغم وكل الجمال كان الربيع
يشجونا بالالحان والأنس الظريف
يبهجنا منجذباً بمدح الرسول
فيطرب كل محب ذو قلب رهيف
يارب أرحمه أسكنه علياء الجنان
لا ننساه وإن بعد الزمن والمكان
محمد عبدك "الانسان" بن الربيع
اجب دعائي له يا كريم يا سميع
ــــــــــــــــــــــــــ
هامش توضيحي : هذه الكلمات ترجمة لرؤية منامية قد عشتها حقيقة ليلة شتاء طالت ساعاتها حسب النظام الكوني وكان السكون فيها من ضوضاء المدن قد خيم مهيبا على الأرض اليابسة المكتظة بأهلها، وحتى البحر العريض تقاصرت أمواجه وهدأت بحلول الظلام ولكن كان ساعتها للأرواح شأن آخر عندما تفارق أجسادها مسافرة في لحظة من لحظات الإنطلاق الأثيري تستغل فيها تلك الظروف في حضرة الموت الأصغر ، تسبح في السماء والفضاء الغير محسوس فتلتقي بمحبين رحلوا إلى السماء أو تجوب عوالم غريبة وإن كانت مدنها وبحارها وشخوصها لم تولد بعد.
الجمَّالى" أول طابع" بريد سودانى قيل فد خرج من مكتب بريد بربر المدينة السودانية التاريخية إلى الخرطوم ( رسم فني تصويري وجميل لجمل مسرع راكبا علية ساعي البريد يقال هو الساعي حينها إبراهيم ود الفراش، وأخراج حمولة البريد تتدلي من على ظهر ذلك البعير). كان الطابع يستعمل حتي الثمانينات من القرن الماضي قبل موت البريد السوداني وهجران مكاتبه متميزة العمارة الجميلة
"الكوبيا" نوع من الأقلام التي لا يمكن مسح مادتها إطلاقاً أو إزالتها بل تظهر اكثر وتثبت إذا تبلل بالماء المكتوب وكانت تستعمل في كل مكاتب الحكومة والبريد
و"محمد الربيع" هو خالنا الذى مات بعد عمر حافل بالبهجة والجمال وحسن السيرة ولم يكتب الله له ذرية فلم بجذع أو يتكدر . عمل موظفاً بقسم مكافحة الحشرات حتي عهد نميري. كان جميلا شكلاً ومظهراً حتي في شيخوخته ولصوته نغم حلو يطرب الأسماع وهو يرتل القرآن أو ينشد روائع القصائد من أدب المدائح.
و"شمس الدين" هو ابن خالنا الأستاذ الحسين الطاهر الربيع وقد رحل عنا سريعا وهو في ريعان شبابه قبل أعوام مضت، الرسالة كانت بدون توقيع لكن خط يده المميز كان البصمة الشاهدة على أنه هو!. عليهم جميعاً رحمة الله
القارئ العزيز قيل في حديث منسوباً لأبي هريرة"إن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف " وفي ظني أن استدامة ذلك التعارف والحب في الله والصفاء بين الأرواح لا يحجبها الموت عن التواصل لأن حب المرء الحقيقي للذين رحلوا عن دنياه حتما لا ينقطع حتى بعد الموت والتواصل معهم بالدعاء والتصدق مطلوب منا فارجو أن لا تنسي عزيري الراحلين من أهلك وأصدقائك فكلهم في حاجة إلي دعائك خاصة نحن اليوم نعيش في عالم نعوذ بالله من تداعيات ظروفه وشروره الجاهلية الغير طبيعية بل إستعمارية فيها تزكم الأنوف روائح الموت الكريهة وصار الدمار طوفان عادي يستهدف الممتلكات والبنية التحتية في البلاد وصار الموت شيئا عاديا ورخيصة فيه روح الإنسان للأسف بثمن طلقة نارية واحدة. فالذي يؤمن بالله واليوم الآخر والحساب والعقاب سوف لا يجرأ أبدا أن يقتل نفساً بغير حساب وحق معلوم مثبت أو أن يتعدى على الحق وممتلكات الغير أو المصالح العامة. ما يحدث في العالم خاصة السودان وغزة هول تشيب له الولدان شيباً. يا رب ترد للسودان كينونته وحريته وتماسكه وعودة مظفرة لكل نازح ومظلوم . هدر الروح قطعاً حرام وجريمة نكراء .
شكراً حفظكم ورعاكم الله
drabdelmoneim@yahoo.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
سفير كمبوديا يتفقد معرض ديارنا زهور الربيع | صور
حرص السفير أوك سارون سفير مملكة كمبوديا بالقاهرة على تفقد أروقة معرض "ديارنا زهور الربيع"، والذي تنظمه وزارة التضامن الاجتماعي بالتزامن مع النسخة الـ92 من معرض زهور الربيع الذي تنظمه وزارة الزراعة بالتعاون مع منظمة " الفاو" بمشاركة بعض الدول العربية.
وتفقد سفير مملكة كمبوديا أروقة المعرض مع أفراد جالية مملكة كمبوديا الذين حرصوا على الحضور والمشاركة في فعاليات معرض "ديارنا زهور الربيع".
كما حرص سفير كمبوديا على متابعة المنتجات المقدمة داخل جناح كمبوديا المشارك في المعرض، حيث يشهد المعرض هذه المرة مشاركة فعالة من البعثات الدبلوماسية المتواجدة داخل جمهورية مصر العربية.
مصر بتتكلم حرفيويقام معرض "ديارنا زهور الربيع" تحت شعار "مصر بتتكلم حرفي" بالمتحف الزراعي بالدقي بالشراكة مع بنك الإسكندرية تحت مبادرته الرائدة "إبداع من مصر " لدعم الحرف، ويستمر حتي 12 مايو المقبل، حيث يقام على مساحة 2000 متر مربع، ويضم عدد 60 جناحاً من حرف الأسر المنتجة المتنوعة، كما يضم ولأول مرة عدد 2 جناح خاص بالبعثات الدبلوماسية بجمهورية مصر العربية.
وتحل محافظة أسيوط ضيف شرف المعرض هذا العام، حيث يتم عرض أبرز المنتجات التي تتميز بها المحافظة خلال فعاليات المعرض، كما يقدم الهلال الأحمر المصري الخدمات الإغاثية.