تأمُلات
كمال الهِدَي
تفتكروا صفحة (انحرافييهم) دي أُغلِقت من فراغ!!
منذ أول يوم لهذه الحرب، وانقسام الناس (بجهالة) حولها، واستغراب الكثيرين من موقفي، حيث رأى العاطفيون والسذج أن المفهوم بالنسبة لهم هو أن أدعم الجيش، منذ ذلك اليوم قلت لمن أساءوا وشتموا بأنني سأظل أكتب (الجنجويد) وأرجو ألا يتراجعوا هم في يوم ويعودوا لنغمة (الدعم السريع)، ولا أستبعد أن نكون قد بدأنا رحلة التراجع هذه، ومن غير المستبعد أن (يلحس) الكثيرون كلامهم الذي أوردنا المهالك ويعودوا للحق (وقف الحرب) وهو ما نتمناه، لكن السؤال: بعد (قلة الأدب) دي كلها والفصاحة بغير علم والشتائم وإتهام الشرفاء والوطنيين حقيقة برضو يا ترى سننسى ونقول "خلونا في الحاضر ودي مواقف راح وقتها" ، علماً بأن الغباء والسذاجة والخيانة والإرتزاق كلفتنا أرواحاً بالآلاف وممتلكات ودماراً يستحيل ترميمه!!
هل سيغفر هذا الشعب العاطفي للكتاب واللايفاتية الذين تكسبوا كثيراً من إثارة الفتن وتأجيج النيران وسفك الدماء!!
هل سيستمر الإعيسر ومزمل وضياء والهندي ومحمد عبد القادر وطرحة وأم وضاح ورشان وعائشة وبقية الأبواق في الكتابة، أم سيتجه كل منهم لإصدار حائطية من داخل شقته أو بيته إن توقفت هذه الحرب بالتفاوض وليس بالقضاء على آخر جنجويدي طبعا.
قطعاً سيتلونون ويتحورون كما عهدناهم، لكن هل تتوقعون أن يرفض شعبنا تلونهم هذه المرة؟! شخصياً لا أستبعد أن يقبلهم الناس مجدداً، ألم يقبل المثقفون والمعارضون لحكومة الكيزان بمحمد لطيف الذي صار نجماً بتسجيلاته في الأسابيع الأخيرة لدرجة أن تسمعه يقول " هذا دأب الكيزان" وكأن الرجل لم يكن من أهل الحظوة خلال عهدهم البغيض.. المضحك المبكي أنني سمعته اليوم يطرح أسئلة عديدة كان من بينها " هل كان هناك تواطؤ بين طرفي الحرب"؟! معقول يا ناس صحفي سمعنا به منذ كنا تلاميذ، ومحلل سياسي يتبادل الناس تحليلاته بحماس جاي بعد سنة من القتل والدمار وفقدان الأرواح يطرح سؤالاً يفترض أن أكثر ربات البيوت بساطة تعرف إجابته جيداً!!
منذ ساعات الحرب الأولى ردد العديد من العقلاء عبارة" حرب عبثية لازم تقيف" وده معناه شنو يا محلل يا (بارع) إن لم يكن التواطؤ..!!
كمال الهِدَي
kamalalhidai@hotmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الصراصير !!
ظلت قصة الروائي الشهير كازن تزاكي بعنوان “الصرصار” مُبهمة وغير مفهومة، لأنها تحكي أن رجلاً كان لديه مسكن وأسرة وأولاد وفجأة تحول إلى صرصار ، وإذا بالأسرة في حيرة من أمرها كلما قدم عليهم شخص للزيارة أو لقضاء أي شيء يبادرون إلى وضع ذلك الصرصار في وعاء ويحكمون الغطاء عليه لكي لا يشاهده الزائر أو تصدر منه روائح نتنة، والبعض سخر من هذه القصة وهذا التشبيه إلى أن جاء زمن المخبرين والخونة والعملاء فاتضحت الصورة، كيف أن الرجل يكون مُهاباً ومحترماً من الناس وفجأة يتحول إلى صرصار، أي مخبر أو عميل أو خائن، كيف يعافه الناس وترفضه حتى أسرته وتتأفف من وجوده بل وتحاول إخفاءه عن الناس والخلاص منه بأي طريقة، لأنه تحول إلى حشرة مؤذية وغير مقبولة.
هذا ما يُمكن أن نصف به جوقة العملاء والخونة وقد تأكد عندي المعنى أكثر عندما شاهدت زميلاً قديماً صحفياً سبق أن رأس صُحف معارضة للنظام وحظي باحترام الناس جميعاً إلى أن تحول إلى نعل يمتطيه أدنى مخبر في المخابرات السعودية، في تلك اللحظة تأكد معنى الصرصار على هذا النوع من البشر، فالرجل كان متحمساً وغير عادي في وصف نظام صنعاء الوطني الباحث عن الحرية والسيادة والاستقلال بأوصاف غير حقيرة، رغم أنه كان من أول من كتب عن الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي ووصفه بالمُصلح الاجتماعي صاحب البصيرة الثاقبة، لكنه اليوم وبلا خجل يحرض أمريكا على ضرب بلاده، وقال بالحرف الواحد عبر قناة الحدث الأكبر “على أمريكا أن تضرب الحوثيين – بحسب وصفه – وتحولهم إلى سدح مدح” لا أدري كيف انتزع هذه العبارات ومن أين أتى بها لكنه نطق بها بملء فمه مباهياً بذلك وهكذا من هم على شاكلته يحرضون الآخرين على ضرب اليمن بل ويتشفون عندما يتم الإعلان عن أي ضربة أمريكية أو بريطانية، بما يعني أنهم منذ بداية حياتهم صراصير ارتبطوا بالمخابرات البريطانية منذ زمن مُبكر، وقد اتصلت بأحد الزملاء في قناة العربية فأجاب ” نحن لا نحترم هذا النوع وهم أيضاً ليس لهم أي وجهة نظر ويتهافتون على الظهور في قناة الحدث مقابل المائتي دولار التي يحصلون عليها عن كل إطلالة، لذلك تجدهم لا يتحدثون إلا بما يملى عليهم من القناة ذاتها التي تعكس توجه النظام السعودي ورغباته تجاه اليمن، فتجد الكثير منهم وكلهم يعيشون في بلاد الشتات إما في القاهرة أو اسطنبول أو الرياض وأقلهم ضرراً يعيش في عدن، والكل يتحدثون عن أمريكا وكيف أنها لا تسلح الشرعية – بحسب وصفهم – غير مُدركين أن الكثير ممن كانوا يسمون أنفسهم بالتحالف قد تحدثوا مراراً عن أساليب الارتزاق لدى من يسمون أنفسهم بالشرعية وكيف أنهم باعوا حتى الأسلحة التي قُدمت إليهم في زمن مُبكر، أي أنهم مجرد عملاء وخونة ومرتزقة موغلين في الفساد وكلها صفات حقيرة تجعل الإنسان فعلاً لا يصفهم إلا بالصراصير التي ينال المرء عليها أجراً إن قام بإبادتها والخلاص منها .
وهنا لا أستغرب كثيراً إلا ممن لا يزالون يتحدثون عن هؤلاء الناس وعن طموحاتهم في العودة إلى اليمن غير مدركين أن مثل هذه العودة ستكون وبالاً عليهم في المقام الأول، فالجماعة أوغلوا في الفساد وتلطخت أيدهم بالدماء وأصبحوا مجرد كائنات تصدر روائح نتنة تتأفف منها الأنوف ويرفضها كل إنسان عاقل مؤمن بهذا الوطن وبالحفاظ على سيادته واستقلاله.
في الأخير أوجه كلمة صادقة إلى أولئك المرتزقة والخونة فأقول، أسأل الله لكم حُسن الختام، فهذه الخاتمة مُفزعة وغير سوية، غادروا عالم الصراصير إلى عالم البشر والنفوس السوية الباحثة عن الأمل فعلاً، لا تظلوا قابعين في أوكار الخيانة والارتزاق فسيكون المصير مجهولاً وغير طبيعي، أما اليمن فستظل صامدة وسيعمل أبناؤها الشرفاء على تحرير الأرض التي تعج بالمستعمرين الجُدد وكلاء أمريكا وبريطانيا، والغريب أنكم لا تستحون وتسمونها المناطق المحررة، عجبي لمثل هذا الأسلوب، لكن نقول إنها صراصير مؤذية لتقل ما شاءت فإن قدرها محتوم .. والله من وراء القصد ..