"معاريف": الأمريكيون مقتنعون ببقاء حماس في اليوم التالي بعد الحرب
تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT
نقلت صحيفة "معاريف" عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الأمريكيين متأكدون من أن حماس ستبقى بشكل أو بآخر في غزة في "اليوم التالي" للحرب، وبالتالي فإن الهدف هو إضعافها ودفعها نحو الهامش.
إقرأ المزيد "واينت" عن مصادر: مفاوضات غزة في مأزق والسبيل لتقدمها يكمن بتضييق الخناق على السنواروقال المسؤول الكبير للصحيفة، وهو منخرط بشكل كبير في الحوار مع الأمريكيين، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن توصلت إلى حقيقة مفادها أن حماس لن تختفي على الأرجح من القطاع، وأن الاتجاه الصحيح من وجهة نظر بايدن هو "حماس ضعيفة ومحشورة في الزاوية إلى جانب قوة فلسطينية بديلة قوية".
وتابع المسؤول أن هدف الأمريكيين هو إضعاف حماس بشدة عندما يهدأ غبار الحرب، مما يعني أن حماس لن تكون قادرة على تنفيذ هجوم عسكري آخر مثل ذلك الذي حدث في 7 أكتوبر. لكنهم على يقين من أن حماس ستبقى، بشكل أو بآخر، في غزة في اليوم التالي.
وقال: "في نفس الوقت الذي يتم فيه دفع حماس إلى الهامش، فإن الهدف هو تعزيز إسرائيل، من بين أمور أخرى، لمستوى العلاقات مع جيرانها العرب، مع التركيز على السعوديين. هذه هي الطريقة التي يأمل بها الأمريكيون القضاء على تهديد حماس دون أن تضطر إسرائيل إلى مواصلة الحرب إلى أجل غير مسمى واستمرار معاناة الولايات المتحدة من الضرر".
وكشف المسؤول أن البديل الذي يطرح في المناقشات التي يجريها الأمريكيون مع الدول العربية هو نقل السلطة في غزة إلى السلطة الفلسطينية المتجددة والمعززة، وإلى أن يحدث ذلك فإن إدخال قوات الأمم المتحدة أو القوات المشتركة للدول العربية الموالية للغرب هو أمر لا مفر منه. والعائق الرئيسي في هذا الاتجاه هو إصرار إسرائيل على حرية العمل للجيش الإسرائيلي داخل القطاع، على غرار الوضع في الضفة الغربية بعد عملية الجدار العازل.
وأضاف: "لا السعودية ولا الإمارات ولا أي دولة عربية أخرى مستعدة لأن تصبح المقاول التنفيذي لإسرائيل. إنهم ليسوا مستعدين للسماع عن إدارة وإعادة تأهيل غزة طالما أن إسرائيل موجودة وتحتفظ بالحق في شن الغارات والقصف".
وفي هذا السياق، تساءلت الصحيفة ماذا يريد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؟ وما هي استراتيجيته الحقيقية وراء عدم وجود مبادرة لليوم التالي بعد الحرب؟
أحد العاملين في الدائرة المقربة من نتنياهو يعبر عن ذلك بالكلمات التالية: "في كل ما يتعلق بالجانب السياسي للحرب، في اليوم التالي - بيبي (بنيامين نتنياهو) يلعب الشطرنج دون أن يقول ذلك بصوت عال. إنه يلعب مع الجميع. وهو يفعل ذلك على أساس أنه في النهاية، على ما يبدو، سوف نتوصل إلى تسوية تشمل عودة المختطفين، وإنهاء القتال، وربما التوصل إلى اتفاق مع السعوديين. ومن الواضح له أنه إذا هو أقدم على المبادرة فسيبدو متحمسا، وبالتالي فلن تتم التسوية ببساطة أو ستكون سيئة بالنسبة لإسرائيل.. فإذا كان الوضع هو أن جميع الحلول ليست جيدة بالنسبة لنا، ناهيك عن أنها سيئة، فلماذا يجب علينا أن نأتي بخطط بمبادرة منا ونلتزم بها؟ دعها تأتي إلينا، وسنقوم بدراسة المقترحات".
في هذا الصدد لفتت الصحيفة إلى أنه لعدة أشهر، كان أعضاء فريق بايدن يجهدون عقولهم في محاولة لمعرفة بالضبط ما يريد نتنياهو أن يحدث في غزة. إلا أنه بالمقابل كان مستعدا لتزويدهم بالكثير من التفسيرات بشأن ما لا يريده وليس مستعدا أن يحدث في القطاع.. ولكن عندما يصلون إلى مسألة البدائل، فإن الشريك الإسرائيلي يختفي بالنسبة لهم مرارا وتكرارا.
وفي هذا الشأن ذكر أحد المقربين من دائرة نتنياهو أن "الاستراتيجية الحقيقية لرئيس الوزراء الإسرائيلي هي إضاعة الوقت".
المصدر: معاريف
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار أمريكا الحرب على غزة بنيامين نتنياهو جو بايدن حركة حماس طوفان الأقصى قطاع غزة الیوم التالی أن حماس فی غزة فی هذا
إقرأ أيضاً:
أخيرًا.. نتنياهو يجثو على ركبتيه!
بعد 15 شهرا كاملا من المكابرة والعناد والغطرسة، جثا نتنياهو أخيرًا على ركبتيه، كما توعّده أبو عبيدة في أكتوبر 2023، وقبِل صاغرًا وقف الحرب، وعقد صفقة تبادل أسرى وفق أغلب شروط المقاومة.
طيلة 15 شهرا، ظلّ مجرم الحرب نتنياهو يهرب إلى الأمام، ويصرّ على مواصلة الحرب وارتكاب المجازر، وتجويع الفلسطينيين، والتدمير المنهجي لغزة، أملا في تحقيق “النصر المطلق”، وتحرير أسراه بالقوة، والقضاء على المقاومة، وإسقاط حكم حماس، وتهجير سكان القطاع إلى سيناء في خطوة كبيرة لتصفية القضية الفلسطينية وحسم الصراع لصالح الاحتلال نهائيّا.
وحينما فشل في مخطط التطهير العرقي والتهجير الشامل، حاول تنفيذ تهجير جزئي لشمال غزة وطرد سكانها إلى الجنوب، وإعادة استيطانه، وشرع في تنفيذ “خطة الجنرالات” منذ أزيد من 100 يوم، ارتكب خلالها مجازر مروِّعة ونسف جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا من الوجود، لكنّ الخطة فشلت؛ فعشراتُ الآلاف من السكان أصروا على البقاء في منازلهم المهدَّمة رغم الجوع والقصف، والمقاومة صمدت وزاد لهيبُها في الأسابيع الأخيرة، وخسائر الاحتلال تراكمت، فتوصّل نتنياهو في الأخير إلى قناعة بضرورة وقف الحرب عند هذا الحدّ والقبول بخطة بايدن التي رفضها في أواخر ماي الماضي.
خلال هذه المدة الطويلة من الحرب، قصف الاحتلال غزة بنحو 100 ألف طن من القنابل والمتفجِّرات (100 مليون كلغ)، أي ما يعادل خمس قنابل نووية، وغزا القطاع بـ360 ألف جندي ومرتزق، ومع ذلك صمدت المقاومة وبقيت تقاتل وتوجّه ضربات موجعة للعدوّ حتى آخر لحظة، ولو استمرّت الحرب لبقيت المقاومة صامدة رغم اختلال التوازن العسكري كلّيا لصالح العدوّ، وهذا في حدّ ذاته إعجازٌ حربيٌّ سيخلّده التاريخ بالكثير من الإعجاب والذّهول.
إنّ قراءة سريعة في نصّ اتفاق وقف إطلاق النار تُظهر بوضوح لأيِّ متتبّع منصف أنّ المقاومة قد فرضت أغلب شروطها المتعلقة بوقف الحرب وانسحاب جيش الاحتلال، ولو مرحليًّا، وعودة السكان إلى أحيائهم في الشمال بلا قيود، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بلا عراقيل، وعقد صفقة تبادل تحرِّر بموجبها 1737 أسير فلسطيني في المرحلة الأولى وقد تحرِّر أكثر من هذا العدد في المرحلة الثانية مقابل جنود العدوّ وهم أكثر أهمية من المدنيين..
صحيحٌ أنّ المقاومة لم تحقِّق شرطها بتبييض سجون العدوّ، لكن ليس بالإمكان أفضل ممّا كان؛ إذ طال أمدُ هذه الحرب وحان الوقت ليتوقف نزَفُ دم سكان غزة، ويستريحوا من أهوالها، ويلتقطوا أنفاسهم، ويعودوا إلى ديارهم ولو كانت مهدَّمة، ويشرعوا في تضميد جراحهم، واستئناف حياتهم، بعد 15 شهرا كاملا من الموت والتشرّد والجوع والمعاناة…
وهنا لا بدّ أن يهبَّ مليارَا مسلم، وفي مقدّمتهم 46 مليون جزائري، لنجدة إخوانهم في غزة بما يستطيعون تقديمه من أغذية وأدوية وأفرشة وأغطية وبيوت جاهزة وخيم ومواد إغاثية أخرى… فالحدود مفتوحة ولا يُقبل منهم أيُّ تقاعس أو عدم اكتراث منذ الآن، لأنّ معركة أخرى بدأت وهي الضّغط على حماس وابتزازها بالمساعدات الإنسانية وملفّ إعادة الإعمار لترك حكم غزّة لعملاء الاحتلال.
نبارك للمقاومة الفلسطينية نصرها التاريخي على الاحتلال وكسر شوكته وإجباره على وقف الحرب بشروطها، ونبارك لـ2.2 مليون فلسطيني بغزة صمودهم الأسطوري في أراضيهم وإفشال مخطط العدوّ لتهجيرهم.. لقد انتصرت المقاومة بشهادات بلينكن وثلاثة وزراء من حكومة الاحتلال وهم جدعون ساعر، وبن غفير، وسموتريتش، وكذا رئيس الموساد السابق تامير باردو، وصاحب “خطة الجنرالات” المشؤومة غيورا آيلاند، وعدد كبير من المحللين الصهاينة، في حين يصرّ المرجفون العرب على أنّ حماس هي التي خسرت بقياس فاسد وهو الخسائر البشريّة الكبيرة والدّمار الكبير الحاصل في غزة، وكأنّ الثورات التي انتصرت في التاريخ على المستعمِرين لم تدفع تضحياتٍ جسيمة.
نتنياهو جثا على ركبتيه أخيرا، ومشروعه القائم على تغيير الشرق الأوسط، تبخّر، وقريبًا ستنتهي حياته السياسية ويحاكَم ويُسجَن بتهم فساد سابقة، أو يبقى مطارَدًا من المحكمة الجنائية الدولية، وجيشُه هُزم، وعددٌ من وزرائه بكوا في جلسة الحكومة للتّصديق على اتفاق وقف إطلاق النار، ما يدلّ على مدى وقع الهزيمة في نفوسهم، أما سكّانُ غزة فقد احتفلوا طويلا بالنصر على حرب الإبادة والتهجير، وردّدوا نشيد “سوف نبقى هنا” وتكبيراتِ العيد وكأنّه يوم عيد، كما انتشرت شرطة حماس في عموم أنحاء القطاع، في رسالةٍ واضحة تؤكّد أنّ “اليوم التالي” للحرب، هو بقاء حكم حماس ورسوخه أكثر، ولا عزاء للصّهاينة وحلفائهم المتصهينين الذين كانوا يتداعون إلى دخول قوّات عربية ودولية لحكم غزّة بعد نهاية الحرب.
الشروق الجزائرية