الشارقة - الرؤية

نظمت "هيئة الشارقة للكتاب" جلسة حوارية بعنوان "الأدب المعاصر في الإمارات واليونان: الاتجاهات والأهداف وتحديات المستقبل"، استضافت الكاتبة الإماراتية هند سيف البار، والكاتب اليوناني ذيميتريس سوتاكيس، وأدارها الدكتور خالد رؤؤف، لمناقشة اتجاهات أدب الشباب المعاصر في كلٍّ من دولة الإمارات العربية المتحدة، واليونان، والأهداف العامة التي يسعى إلى تحقيقها، إلى جانب الإضاءة على أبرز التحديات المستقبلية التي سيواجهها في ظل التطور الذي يشهده العالم، وسبل التغلب على تلك التحديات.

 

جاء ذلك في ضمن برنامج فعاليات "الشارقة ضيف شرف معرض سالونيك الدولي للكتاب" في يومه الثاني باليونان، حيث تناولت الجلسة، التي أقيمت في جناح إمارة الشارقة المشارك في المعرض، فرادة محتوى أدب الشباب في العصر الحالي، ومدى قدرة موضوعاته المطروحة على تأكيد حضورها، والتغلب على التحديات المستقبلية.

 

وفي معرض إجابتها عن سؤال يتعلق بالسبب الذي دفعها للكتابة، أشارت الكاتبة الإماراتية هند سيف البار، الحاصلة على جائزة المرأة الإماراتية في الآداب والفنون "رابطة أديبات الإمارات"، إلى أنها كانت تحب الرسوم المتحركة منذ طفولتها، لا سيما "بائعة الكبريت"، لكنها لم تكن تعلم أن هذه الرسوم المتحركة مقتبسة من قصة، وحين اكتشفت أنها قصة، أدركت أن الكتّاب قادرون على صناعة شخصيات وأبطال، وأن تلك القصة ألهمتها لاختراع شخصيات يتعلق بها الآخرون، كما تعلقت هي بشخصية بائعة الكبريت.

 

وحول وضع المتلقي في الذهن أثناء الكتابة، أكدت هند سيف البار أن هناك خصائص معينة يجب أن يمتلكها الكاتب، وأن تلك الخصائص تؤهله للكتابة لليافعين أو الصغار، لأن هذه الفئات العمرية حساسة وتشهد تغيرات كثيرة، لذلك يجب أن نراعي هذه الفئة، وهذا ينطبق على مستوى الموضوع، فعلى الرغم من أن المواضيع تصلح لكل الفئات، إلا أن هنالك أسلوباً وطريقة مناسبة لاستهداف القرّاء.

 

ونوّهت سيف البار إلى تعدد مصادر الأفكار، إذ يمكن للأفكار أن تأتي من الأشخاص من حولنا، من الأطفال واليافعين، والبيئة، أو حتى من الأفلام، وبكل تأكيد من القراءة نفسها، وأضافت: "أعيش بالقرب من الجبل، وفي هذه المنطقة تنتشر الكثير من حكايات الجن، وأنا أحب هذه الحكايات، ولهذا أردت من خلال بطل روايتي أن أصنع شخصية مغايرة عما هو سائد عن الجن، لذلك عكست القصة السائدة عن الجني الذي يحقق أمنيات الإنسان، وجعلتُ الإنسان من يحقق أمنيات الجن".

 

من جانبه، قال الكاتب اليوناني ذيميتريس سوتاكيس: "عندما أكون بمفردي أعيش عزلتي لوحدي، أريد أن أفعل شيئاً جميلاً، وهذه ميزة الكتابة؛ الألفة، فأنا أشعر بالألفة مع عالم الكتابة، وتتملكني الرغبة بصناعة عالم ما، وأرى أن هذا هو الهدف من الكتابة؛ أن تعبّر عما في داخلنا، وكانت الكتابة هي هذه المساحة التي أتاحت لي التعبير عما يختلج في نفسي وجوارحي".

 

وحول موضع القارئ من عملية الكتابة، أضاف سوتاكيس: "إذا كان لا بد لي من تخيّل قارئ ما، فيجب أن يكون مجموعة من القرّاء، فأنا أصنع قارئاً غير موجود في الواقع، لكن مكوناته وذائقته مصنوعة من سلسلة انطباعات وردود قرّائي السابقين، وهذا يضع القارئ في خطر، فقد يتحوّل القارئ إلى سلطة تفرض عليه فكرة أو أسلوباً أو قالباً معيناً".

 

يشار إلى الشارقة تحل أول ضيف شرف عربي على "معرض سالونيك الدولي للكتاب"، ويأتي اختيارها لهذا اللقب تقديراً لمساهمتها في النهوض بواقع الثقافة العربية والعالمية، ودورها في دعم مسار التنمية القائمة على الاستثمار بمقومات المعرفة من مؤلفين، وناشرين، ومترجمين، وفنانين، ومكتبات، ومؤسسات، وهيئات ثقافية، وتنظم الشارقة خلال مشاركتها في المهرجان سلسلة فعاليات ثقافية وإبداعية وعروضاً فنية تجسد ثراء الثقافة المحلية والعربية أمام جمهور المعرض من اليونان وكافة أنحاء العالم.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

22 دار نشر مصرية تشارك في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تترأس الهيئة المصرية العامة للمعارض والمؤتمرات، بالتعاون مع اتحاد الناشرين المصريين، المشاركة المصرية المتميزة في "معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024"، الذي انطلقت فعالياته اليوم في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة.

 تأتي هذه المشاركة المصرية الواسعة من خلال جناح يمتد على مساحة 315 مترًا مربعًا ويضم 22 دار نشر، بما يعكس دور مصر الريادي في دعم الكتاب والثقافة على المستويين العربي والدولي.

ويستمر المعرض حتى 17 نوفمبر الجاري، والذي يعد منصة هامة لدور النشر المصرية في منطقة الخليج، ما يعزز الحضور الثقافي المصري الراسخ في العالم العربي.

دور مصر الريادي في دعم الثقافة

وأكد اللواء شريف الماوردي، رئيس الهيئة المصرية العامة للمعارض والمؤتمرات، على أهمية الدور المصري في المشهد الثقافي العربي، مشيرًا إلى أن مصر تتمتع بتاريخ عريق كمركز إشعاع للثقافة والفنون، وتعتبر المشاركة في هذا الحدث فرصة لتعزيز هذا الدور الثقافي الهام، وتقديم الإبداع المصري الغني والمتنوع للجمهور العربي والعالمي.

 وأوضح، أن المشاركة المصرية في المعرض تهدف إلى عرض أحدث الإصدارات الأدبية والنشر، وإتاحة الفرصة لتبادل الأفكار والخبرات مع القراء والمتخصصين من مختلف أنحاء العالم، بما يسهم في تعزيز مكانة مصر كداعم رئيسي للثقافة العربية.

الكتاب المصري وأثره في الثقافة العربية

وأضاف اللواء الماوردي، أن معرض الشارقة الدولي للكتاب يشكل فرصة كبيرة لدور النشر والمؤلفين المصريين، ما يسهم في إيصال الأدب المصري لأكبر عدد من القراء في المنطقة، ويؤكد عمق وقوة مصر كقوة ناعمة رائدة في عالم الأدب والفكر.

وأشاد الماوردي بمستوى التنظيم العالي للمعرض، والذي يتيح فرصة مهمة للقاء دور النشر والأدباء والمفكرين، مضيفًا أن هذه الفعاليات الثقافية الكبرى تشجع على نشر ثقافة القراءة وتعزز من حب الكلمة المقروءة.

معرض الشارقة الدولي للكتاب

يعتبر معرض الشارقة الدولي للكتاب من أبرز المعارض السنوية العالمية، ويصنف ضمن أهم ثلاثة معارض للكتاب على مستوى العالم.

 يُنظم على مدار 11 يومًا ويضم أكثر من 500 فعالية ثقافية، بمشاركة 134 ضيفا من 32 دولة، بينهم 49 ضيفاً عالمياً و45 ضيفاً عربيا، إلى جانب 40 متحدثا إماراتيا. 

ويُعنى المعرض بتنظيم فعاليات ثقافية متنوعة تشمل الندوات والجلسات الحوارية والأمسيات الشعرية، إلى جانب الأنشطة الخاصة بالأطفال، ما يجعله محطة هامة في دعم وترويج الكتاب والثقافة العربية.

مقالات مشابهة

  • اتحاد كتّاب الإمارات يشارك في «الشارقة للكتاب»
  • «الشارقة للكتاب» يعلِّم الفتيات تقنيات التلي
  • فعاليات ثقافية متنوعة لاتحاد كتّاب الإمارات في "الشارقة للكتاب"
  • مجلس حكماء المسلمين يشارك في معرض الشارقة للكتاب
  • 22 دار نشر مصرية تشارك في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024
  • بالفيديو| سلطان يفتتح معرض الشارقة الدولي للكتاب بدورته الـ 43
  • سلطان يفتتح معرض الشارقة الدولي للكتاب بدورته الـ 43
  • الأرشيف والمكتبة الوطنية يشارك في «الشارقة للكتاب 2024»
  • مجلس الإمارات للإعلام يشارك في معرض الشارقة الدولي للكتاب
  • الأرشيف والمكتبة الوطنية يشارك في معرض "الشارقة الدولي للكتاب 2024"