الشارقة - الرؤية
استضافت "هيئة الشارقة للكتاب" الكاتب والشاعر والناقد الإماراتي علي العبدان، في ندوة حوارية بعنوان "تحديات القصة القصيرة في زمن الرواية"، حاوره فيها الكاتب اليوناني ميخاليس بيتنيس، عضو مجلس إدارة جمعية كُتّاب سالونيك، ضمن برنامج اليوم الثاني من فعاليات "الشارقة ضيف شرف معرض سالونيك الدولي للكتاب" باليونان.

 

وأضاءت الندوة، التي أقيمت في جناح الإمارة المشارك في المعرض، على واقع القصة القصيرة العربية والإماراتية في زماننا الحاضر، الذي فرضت فيه الرواية سطوتها على معظم الأنواع الأدبية، حتى أُطلق عليه مجازاً "زمن الرواية"، وعلى الصراع الوجودي التي تخوضها القصة القصيرة لتعزيز مكانتها وتأكيد حضورها الأدبي واستقلالية موقعها، بهدف التغلب على التحديات التي تواجهها في ظل هيمنة الرواية.

 

هل الرواية ديوان العرب الجديد؟

وقدم الناقد الإماراتي علي العبدان رؤيته المعمقة حول مكانة الأدب السردي في الثقافة العربية، مستعرضاً تاريخ السرد وتطوره، وموقفه من الصورة النمطية المرتبطة بالأدب العربي، رافضاً القول بأن "الرواية هي ديوان العرب الجديد"، مؤكداً أن الشعر لا يزال يحظى بمكانة مرموقة في الوطن العربي، وخصوصاً في منطقة الخليج، بدعم من شخصيات بارزة مثل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.

وأشار العبدان إلى أن القصة القصيرة واجهت تحديات في البداية أمام الشعر، لكنها استطاعت أن تجد طريقها إلى القراء بفضل جهود كتاب كبار مثل تشيخوف، مشدداً على ضرورة أن يكون المقياس في الإقبال على نوع أدبي دون الآخر هو المادة والموضوع، وليس مجرد كثرة وجود الرواية في معارض الكتب.

لكل أدب جمهوره

وأكد العبدان أنه لا يوجد صراع بين الرواية والقصة القصيرة، فكل منهما له جمهوره الخاص. وحول مجموعته القصصية "الشقيقتان" المترجمة إلى اليونانية، والتي تضم قصصاً خيالية وواقعية سحرية، أشار إلى تأثره بالكاتب فوتيرس الذي ينشر مجموعات قصصية متنوعة.

 

وأكد العبدان ضرورة أن يظل السرد مخلصاً لجوهره، مشيراً إلى أنه كتب قصة قصيرة مكونة من خمسة أسطر لإثبات أن القصص القصيرة جداً لا يجب أن تكون شعرية.

 

يشار إلى الشارقة تحل أول ضيف شرف عربي على "معرض سالونيك الدولي للكتاب"، ويأتي اختيارها لهذا اللقب تقديراً لمساهمتها في النهوض بواقع الثقافة العربية والعالمية، ودورها في دعم مسار التنمية القائمة على الاستثمار بمقومات المعرفة من مؤلفين، وناشرين، ومترجمين، وفنانين، ومكتبات، ومؤسسات، وهيئات ثقافية، وتنظم الشارقة خلال مشاركتها في المهرجان سلسلة فعاليات ثقافية وإبداعية وعروضاً فنية تجسد ثراء الثقافة المحلية والعربية أمام جمهور المعرض من اليونان وكافة أنحاء العالم.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: القصة القصیرة

إقرأ أيضاً:

مؤتمر مصطفى ناصف وأسئلة الثقافة العربية ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب

أحمد بهي الدين: مصطفى ناصف كان دائمًا ينظر إلى النقد الحديث بعين عربية


سامي سليمان: مصطفى ناصف كان فيلسوفًا للنقد العربي الحديث والمعاصر


أحمد مجاهد: مصطفى ناصف قدم رؤية جديدة للنقد الأدبي من خلال كتاباته

شهدت قاعة الصالون الثقافي في الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم، مؤتمر "مصطفى ناصف وأسئلة الثقافة العربية"، الذي أدار جلسته الافتتاحية الإعلامي محمد بدوي عبده.


في بداية المؤتمر، رحب الإعلامي محمد بدوي عبده بالحضور، وأشاد بإقامة المؤتمر تكريماً لقامة كبيرة مثل الدكتور مصطفى ناصف، قائلاً: "المحبة شرط للمعرفة، ولكن المعرفة ليست شرطاً للتعبير عن المحبة". 


وأضاف عبده أن هذا اللقاء يعكس محبة الجميع لقطب من أقطاب النقد العربي، مشيرًا إلى أن أعمال ناصف ما زالت تثير الدهشة والتفكر حتى اليوم. 


وذكر عبده أن أستاذه مصطفى الخولي أطلق عليه لقب "فلاح علم"، الذي يرى فيه الكثير من صفات ناصف، الذي كان دائم السعي وراء العلم، مثل الفلاح الذي يزرع البذور وينتظر حصادها. 


وأكد عبده أن الراحل مصطفى ناصف قد أثرى الثقافة العربية بما يزيد عن 20 كتاباً وحصل على أرفع الجوائز المصرية والعربية. كما أشار إلى إيمان ناصف بالحداثة الثقافية، لكن من منظور عربي يعكس هويتنا الثقافية.


من جانبه، أعرب الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة العامة للكتاب، عن سعادته بإقامة هذا المؤتمر احتفاءً بمسيرة الناقد الكبير مصطفى ناصف، مؤكدًا أن هذه الاحتفالية ليست مجرد تكريم له، بل هي أيضًا إيمان بدوره الفاعل والمؤثر في الثقافة المصرية والعربية. 


وأشار إلى أن الاحتفالية الحقيقية هي قراءة أعماله وتحليلها من قبل أكاديميين كبار، موضحًا أن ناصف كان دائمًا ينظر إلى النقد الحديث بعين عربية، ربطًا بين الحداثة والأصالة. 


كما أشاد الدكتور بهي الدين بأعماله التي تدعو للتفكير وتعلمنا كيفية التفكير بشكل نقدي.


من جهته، عبر الدكتور سامي سليمان عن شكره للهيئة العامة للكتاب على إقامة هذه الاحتفالية، مشيرًا إلى أن الدكتور مصطفى ناصف يعد من كبار النقاد الأدبيين في مصر والعالم العربي. 


وأضاف سليمان أن ناصف كان فيلسوفًا للنقد العربي الحديث والمعاصر، وأفنى أكثر من ستين عامًا في دراسة الأدب العربي بمختلف عصوره، مشيرًا إلى أن نقده قد أثر في فهم الخطابات الأدبية المختلفة.


كما قالت دكتورة حنان كامل، عميد كلية الآداب جامعة عين شمس، إن هذه الاحتفالية ليست مجرد تكريم للدكتور مصطفى ناصف، بل هي أيضًا تكريم لكلية الآداب التي احتضنت مسيرته الأكاديمية. 


وأضافت أن ناصف كان ناقدًا يؤمن بالحداثة ولكن بما يتناسب مع الحفاظ على نصوصنا الثقافية.


وفي مداخلته، قال الدكتور أحمد مجاهد، الأستاذ بجامعة عين شمس ورئيس الهيئة العامة للكتاب السابق، إنه يشعر بسعادة كبيرة للمشاركة في الاحتفالية، مشيرًا إلى أن ناصف قدم رؤية جديدة للنقد الأدبي من خلال كتاباته، ومنها قراءته للشعر الجاهلي التي كانت تعكس نهجًا مختلفًا عن طه حسين.


وفي ختام المؤتمر، شكر حمدي ناصف، نجل الدكتور مصطفى ناصف، الهيئة العامة للكتاب والدكتور أحمد بهي الدين على هذه الاحتفالية وعلى نشر أعمال والده. 


وأوضح ناصف الابن أنه ليس أكاديميًا مثل باقي المتحدثين، ولكنه سيتحدث عن العلاقة العقلية والقلبية التي كانت تربط والده بأستاذه مصطفى الخولي. 


وأضاف أن والده بدأ مسيرته النقدية بكتاب "النقد والبلاغة" عام 1952، واستمرت رحلته في الكتابة حتى عام 2011، بعد ثلاث سنوات من رحيله.

مقالات مشابهة

  • "أبوظبي للغة العربية" يفتح باب التسجيل في"ورشة القصة القصيرة"
  • جناح الفجيرة يستعرض أبرز الفعاليات الثقافية في «القاهرة للكتاب»
  • “اللجنة” لصنع الله إبراهيم: كيف تسائل الرواية أنظمة القهر؟
  • كراميل وبشميل تجذب الأطفال في معرض القاهرة الدولي للكتاب
  • مؤتمر مصطفى ناصف وأسئلة الثقافة العربية ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب
  • «الشارقة للكتاب» تضيء على المشهد الأدبي الإماراتي في «القاهرة للكتاب»
  • شواطئ.. القصة القصيرة في مصر.. تحولات النقد والإبداع
  • معرض القاهرة الدولي للكتاب يناقش تاريخ الأدب البولندي وحركة الترجمة إلى العربية
  • «ندوة الثقافة والعلوم» تناقش الكاريكاتير في الصحف ووسائل التواصل
  • «مجلس اقتصادية الشارقة» يستعرض فرص تعزيز الشراكات مع المستثمرين