تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تعالى معي قليلًا!.. 
نتريض.. نٌفكر.. نجلس.. كيفما تٌحب.. 
ليس لدي اقتراح محدد، لكني استيقظت اليوم وأشعر أن حجر جاثم على صدري أود أن تدفعه معي، شريطة ألا تأخذه أنت على صدرك.
بالأمس يا صديقي كنت مهمومًا بعض الشئ، لكني أول أمس كُنت سعيدًا، ولا أعرف على ما سأكون اليوم! 
«لا كنت إن كنت أدري كيف كنت.

. لا كنت إن كنت أدري كيف لم أكن».. لكني كعادتي أستبشر خيرًا.

قبل أن نتحدث عن اليوم.. دعني اٌخبرك أن أول أمس حينما كنت سعيدًا لم أكتسب شيئًا أكثر من اليوم السابق له، لم يتغير شئ في ترتيب يومي، سوى أنني ذهبت وصليت في "مسجد السيدة نفيسة".. أنا لا أدخل في جدلية الأضرحة ولا اختلاف الشيعة والشيوعية والماركسية والوهابية ولا أصحاب التجديد ولا يعنيني اختلاف لون العمائم يا صاحبي.. لا أُلقي بالًا بما يحدث حولي في العالم فيما يخص الله ودينه، فأنا ضعيف..أحرى به أن يطلب هو النجدة من ربه.. لكن لتلك النجدة شرط.. نقاء الروح.. وهنا.. هنا.. هنا الحرب!.
ستتعجب إذا قُلت لك أنني مُغرم بنموذج “عم عبد الواحد” فلاح قريتنا البسيط الذي يُصلي على رأس أرضه ويُسبح ربه بما حفظه من كلمات، ويٌخاطب الله كصاحبه، ويستنجد ويستعيذ به من كل خاطرة ونكبة وشاردة كأنه أبيه!.. وستتعجب أكثر أنني كلما قرأت "تٌوهت" فرجعت مُسرعًا إلى نهج عم عبد الواحد.. وقلت لنفسي: ماذا يريد الله منا!.

أنت الذي حزت كل أين
بنحو لا أين.. فأين أنت
وفي فنائي فنا فنائي
وفي فنائي وجدت أنت

ألست معي يا صاح أن كل الملل وكل ما عليه اتفاق واختلاف وكل ما قيل وما سيقال ليوم الدين لا يخرج عن كلمتين.. كل هذا الجدال والتناحر والاقتتال والمطلوب من الإنسان "ذكر وشكر".. 
أما الذكر يا صديقي فليس في عدد حروفه ولا في كثرة كلماته ولا في طول أوقاته.. أليست "الله" من روحك إذا قٌلتها تكفي.. إن قٌلتها وأثلجت صدرك وابتهجت روحك فقد علت منك إليه.. سمعها منك كما يُحب أن يسمعها.. هو لا يُريدك أن تكون ببغاء تٌردد العبارات.. وإنما خلقك من روحه لتنفخ أنت من تلك الروح في الحرف فيصير حيًا..

أحرف أربع بها هام قلبي
وتلاشت بها همومي وفكري
ألف تألف الخلائق بالصنع
ولام على الملامة تجري
ثم لام زيادة في المعاني
ثم هاء أٌهيم بها..أتدري!
 

أم زلت معي يا صاح أم أخذك شيئًا من الدنيا عني!..إن كان حدث فلك ألف عُذر، فأنا كلما ألزمت روحي شغلتها نفسي عني، ولا أٌنكر أنه بين "الذكر والشكر" ثمة واو للعطف أحاول جاهدًا أن أجعلها "واو معية" حتى لا أصل قبل روحي أو لا تصل روحي قبل مني.. وبيني وبين روحي.. نفسي!.

عليك يا نفس بالتسلي
العز بالزهد والتخلي
عليك بالطلعة التي
مشكاتها الكشف والتجلي
قد قام بعضي ببعض بعضي
وهام كلي بكل كلي

آه يا صاحبي.. حينما أخبرتك عن أمس الذي كٌنت فيه مستاءً، لم يكن هناك من بدل سكينتي وسعادتي إلى سوءٍ، سوى كلمة تأت لك من "لسان طائش" كسيارة مسرعة، تصدم روحك ثم تستمر في طريقها،.. ربما يكون سائقها "أبله".. 
لكن لماذا يترك الله الكلمات على ألسنة "البلهاء"!.. أقول لك أنا: لأننا جميعا نكون بلهاء في بعض الأوقات وحكماء في أوقات أخرى!.. فالطريق بين "البلاهة والحكمة" هو الموزاي للطريق بين "الذكر والشكر" و"واو العطف" و"واو المعية".

تركت للناس دنياهم ودينهم
شٌغلا بحبك يا ديني ودنياي

على رسلك يا صاحبي.. سأتركك تذهب لكن خذ هذه مني: "سيٌحبك من كتب الله له أن يُحبك حتى وإن لم تكن أهلًا لهذا الحٌب، ستمرض إن أراد وستُشفى إذا شاء.. ستنال رزقك كما قسمه لك وإن قتلت نفسك سعيًا مازاد.. سيعيش أبنائك وفق مشيئته مهما كان حرصك.. ستلتقي وتفترق وفق ما وقته لا وفق ساعتك.. فلماذا تقتل روحك بشك "أو" وبسببية "الفاء" وتنشغل عن "واو" المعية!..

كانت لقلبي أهواء مفرقة

فاستجمعت مذ راءتك العين أهوائي

فصار يحسدني من كنت أحسده

وصرت مولى الورى

منذ صرت مولائي
…………………..

نٌكمل حديثنا الأسبوع القادم.. إذا شاء لنا الله..

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مقالات الله مسافة

إقرأ أيضاً:

محمد كركوتي يكتب: الطاقة النظيفة في الصين

يبدو واضحاً النمو الكبير والمتسارع في التحول الصيني المحلي نحو مصادر الطاقة النظيفة. وهذه نقطة مهمة للغاية، في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وفي بلد اعتمد لعقود على الوقود الأحفوري والفحم، إلى جانب الواردات من النفط والغاز. 
البعض ينظر إلى هذه المسألة، على أنها «ثورة»، لكن في الواقع هي حاجة ملحة للصين، في ظل التحولات المناخية السلبية على المستوى الدولي. بات الأمر الآن أكثر إلحاحاً للوصول إلى المستوى الذي يتناغم مع احتياجات البلاد للطاقة، والالتزامات العالمية بخصوص التغير المناخي بشكل عام. ولأن الأمر كذلك، تطلق الحكومة في بكين سلسلة من البرامج الداعمة للتحول باتجاه الطاقة النظيفة، بحيث بلغت استثماراتها في هذا الميدان، ما فاق حجم استثمارات باقي الدول مجتمعة. 
الصين أصبحت اليوم أكبر منتج للطاقة من مصادر «طاقات» الرياحية والشمسية والكهرومائية على مستوى العالم، وترجح التوقعات استثمارات محلية تصل إلى 6 تريليونات دولار في مشاريع الطاقة النظيفة بحلول عام 2040. 
وبالرغم من هذه التوجهات والإنجازات، ستبقي البلاد وتيرة الطلب على النفط حتى عام 2050. فالحراك التنموي الصيني يتطلب زخماً كبيراً من كل مصادر الطاقة في العقدين المقبلين على الأقل. لكن بلا شك، ستواصل بكين تقدمها في ساحة الطاقة النظيفة، مدعومة في السنوات المقبلة، من السيطرة على التقنيات المستخدمة في هذا النطاق، إلى جانب التوجه الأميركي الراهن في ظل الرئيس دونالد ترمب، الذي يركز بقوة على الوقود الأحفوري، بما ذلك استخدام تقنية التكسير التي تواجه سيلاً من الانتقادات حول العالم. 
في عام 2023، بلغت الاستثمارات العالمية في الطاقة النظيفة 700 مليار دولار، وكانت حصة الصين منها مرتفعة جداً. ماذا أدى ذلك؟ أدى إلى ارتفاع حصة التقنية الخضراء بأكثر من 10% من نمو الاقتصاد الصيني العام الماضي. وفي السنوات الماضية، تفوقت بكين على أوروبا من جهة إنتاج الطاقة الشمسية، وفي عام 2023. بلغ إنتاج البلاد ضعف الإنتاج الأوروبي من طاقة الرياح. مسار الطاقة النظيفة يمضي بسرعة في الصين البلد الذي كان يوصف، بأنه الأكثر مساهمة في التلوث عبر اعتماده المفرط على الطاقة غير النظيفة.

أخبار ذات صلة 30 مليار درهم استثمارات «مصدر» خلال 2024 سناتور أميركي يلتقي رئيس وزراء الصين في بكين

مقالات مشابهة

  • صلاح الدين عووضة يكتب.. روق يا هيثم !!
  • محمد حامد جمعة يكتب: عافية
  • عبد السلام فاروق يكتب: مصر.. العبقرية التاريخية واستحقاقات الجغرافيا
  • كأنك فقدت ضلع من روحك.. حسين الجسمي يرثي شقيقيه بكلمات مؤثرة
  • اللواء الركن نصر الدين عبد الفتاح يكتب عن الشهيد المقدم حسن إبراهيم
  • أخدمك بقلبي.. تامر حسني يرد على تصريحات أحمد السقا
  • محمد كركوتي يكتب: الطاقة النظيفة في الصين
  • كامل الوزير يتابع جاهزية المرحلة الأولى من مشروع الأتوبيس الترددي "BRT"
  • عادل الباز يكتب: ماذا يعني تحرير القصر؟
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: مَنْهَجُ اَلْأُمُوُمَةِ