تامر أفندي يكتب: آهٍ من بُعد تلك المسافة بين "واو" العطف و"واو" المعية!
تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تعالى معي قليلًا!..
نتريض.. نٌفكر.. نجلس.. كيفما تٌحب..
ليس لدي اقتراح محدد، لكني استيقظت اليوم وأشعر أن حجر جاثم على صدري أود أن تدفعه معي، شريطة ألا تأخذه أنت على صدرك.
بالأمس يا صديقي كنت مهمومًا بعض الشئ، لكني أول أمس كُنت سعيدًا، ولا أعرف على ما سأكون اليوم!
«لا كنت إن كنت أدري كيف كنت.
قبل أن نتحدث عن اليوم.. دعني اٌخبرك أن أول أمس حينما كنت سعيدًا لم أكتسب شيئًا أكثر من اليوم السابق له، لم يتغير شئ في ترتيب يومي، سوى أنني ذهبت وصليت في "مسجد السيدة نفيسة".. أنا لا أدخل في جدلية الأضرحة ولا اختلاف الشيعة والشيوعية والماركسية والوهابية ولا أصحاب التجديد ولا يعنيني اختلاف لون العمائم يا صاحبي.. لا أُلقي بالًا بما يحدث حولي في العالم فيما يخص الله ودينه، فأنا ضعيف..أحرى به أن يطلب هو النجدة من ربه.. لكن لتلك النجدة شرط.. نقاء الروح.. وهنا.. هنا.. هنا الحرب!.
ستتعجب إذا قُلت لك أنني مُغرم بنموذج “عم عبد الواحد” فلاح قريتنا البسيط الذي يُصلي على رأس أرضه ويُسبح ربه بما حفظه من كلمات، ويٌخاطب الله كصاحبه، ويستنجد ويستعيذ به من كل خاطرة ونكبة وشاردة كأنه أبيه!.. وستتعجب أكثر أنني كلما قرأت "تٌوهت" فرجعت مُسرعًا إلى نهج عم عبد الواحد.. وقلت لنفسي: ماذا يريد الله منا!.
أنت الذي حزت كل أين
بنحو لا أين.. فأين أنت
وفي فنائي فنا فنائي
وفي فنائي وجدت أنت
ألست معي يا صاح أن كل الملل وكل ما عليه اتفاق واختلاف وكل ما قيل وما سيقال ليوم الدين لا يخرج عن كلمتين.. كل هذا الجدال والتناحر والاقتتال والمطلوب من الإنسان "ذكر وشكر"..
أما الذكر يا صديقي فليس في عدد حروفه ولا في كثرة كلماته ولا في طول أوقاته.. أليست "الله" من روحك إذا قٌلتها تكفي.. إن قٌلتها وأثلجت صدرك وابتهجت روحك فقد علت منك إليه.. سمعها منك كما يُحب أن يسمعها.. هو لا يُريدك أن تكون ببغاء تٌردد العبارات.. وإنما خلقك من روحه لتنفخ أنت من تلك الروح في الحرف فيصير حيًا..
أحرف أربع بها هام قلبي
وتلاشت بها همومي وفكري
ألف تألف الخلائق بالصنع
ولام على الملامة تجري
ثم لام زيادة في المعاني
ثم هاء أٌهيم بها..أتدري!
أم زلت معي يا صاح أم أخذك شيئًا من الدنيا عني!..إن كان حدث فلك ألف عُذر، فأنا كلما ألزمت روحي شغلتها نفسي عني، ولا أٌنكر أنه بين "الذكر والشكر" ثمة واو للعطف أحاول جاهدًا أن أجعلها "واو معية" حتى لا أصل قبل روحي أو لا تصل روحي قبل مني.. وبيني وبين روحي.. نفسي!.
عليك يا نفس بالتسلي
العز بالزهد والتخلي
عليك بالطلعة التي
مشكاتها الكشف والتجلي
قد قام بعضي ببعض بعضي
وهام كلي بكل كلي
آه يا صاحبي.. حينما أخبرتك عن أمس الذي كٌنت فيه مستاءً، لم يكن هناك من بدل سكينتي وسعادتي إلى سوءٍ، سوى كلمة تأت لك من "لسان طائش" كسيارة مسرعة، تصدم روحك ثم تستمر في طريقها،.. ربما يكون سائقها "أبله"..
لكن لماذا يترك الله الكلمات على ألسنة "البلهاء"!.. أقول لك أنا: لأننا جميعا نكون بلهاء في بعض الأوقات وحكماء في أوقات أخرى!.. فالطريق بين "البلاهة والحكمة" هو الموزاي للطريق بين "الذكر والشكر" و"واو العطف" و"واو المعية".
تركت للناس دنياهم ودينهم
شٌغلا بحبك يا ديني ودنياي
على رسلك يا صاحبي.. سأتركك تذهب لكن خذ هذه مني: "سيٌحبك من كتب الله له أن يُحبك حتى وإن لم تكن أهلًا لهذا الحٌب، ستمرض إن أراد وستُشفى إذا شاء.. ستنال رزقك كما قسمه لك وإن قتلت نفسك سعيًا مازاد.. سيعيش أبنائك وفق مشيئته مهما كان حرصك.. ستلتقي وتفترق وفق ما وقته لا وفق ساعتك.. فلماذا تقتل روحك بشك "أو" وبسببية "الفاء" وتنشغل عن "واو" المعية!..
كانت لقلبي أهواء مفرقة
فاستجمعت مذ راءتك العين أهوائي
فصار يحسدني من كنت أحسده
وصرت مولى الورى
منذ صرت مولائي
…………………..
نٌكمل حديثنا الأسبوع القادم.. إذا شاء لنا الله..
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مقالات الله مسافة
إقرأ أيضاً:
أيمن رياض يكتب: المواطن أولاََ.. مواصلات بكرامة
منذ توليه مسؤولية محافظة المنيا، أثبت اللواء عماد كدواني أن المواطن يأتي أولاً، وأن كرامته وراحته على رأس أولوياته، وفي خطوة طال انتظارها لعقود، جاء قراره الجريء والحاسم باستبدال سيارات الـ"بيك أب" أو ما تُعرف بـ"الربع نقل" بوسائل نقل آدمية تتمثل في سيارات الميكروباص، كأحد أبرز القرارات التي لاقت ترحيبًا شعبيًا واسعًا، واستجابت إلى مطلب جماهيري تم تجاهله من محافظين سابقين.
هذه السيارات، التي لطالما كانت بمثابة "علبة سردين" متنقلة، تفتقد لأدنى شروط السلامة أو الكرامة، وتُستخدم في غير موضعها، إذ أن مالكها يعلم علم اليقين تراخيصها لنقل البضائع لا الركاب.
وبرغم ذلك تعد وسيلة التنقل الوحيدة لآلاف من المواطنين البسطاء في القرى والمدن، ما جعل معاناتهم لا تُحتمل.
إضافة إلى ممارسات سائقي هذة السيارات، فسائق السيارة يلزم الركاب بأن لا يتحرك من الموقف، إلا أن يكون 6 أشخاص على الكرسي الواحد، واثنين في المنتصف، ووصل جشعه وعدم إنسانيته إلى 2 على الباب ليصل عدد الركاب داخل السيارة إلى 16 فردا، بالإضافة إلى الوقوف على الأبواب والتسطيح، فكانت بمثابة “علبة سردين”، ولهذا يستغرق وقت التحميل ما يقرب من نصف ساعه وأكثر، سواء في البرد القارس بفصل الشتاء أو الحر الشديد في الصيف، ومفرش السيارة لا يسمن ولا يغني من برد أو حر، بالإضافة إلى حوادثها المتكررة والتي يروح ضحيتها عشرات المواطنين الأبرياء ما بين موتي ومصابين.
ومن المبكيات المضحكات أن تحجز كابينة السيارة لأصحاب السعادة والصفوة، وأن يحاسب بأجرة مضاعفة، كل ما سبق كان جزءا من معاناة المواطنين البسطاء من سيارات الربع نقل، التي لا تليق أبدا بالمواطن المنياوي.
إن القرار الذي اتخذه المحافظ بإلغاء هذا النوع من النقل غير الآدمي واستبداله بميكروباصات حديثة؛ يعكس حرصه الشديد على تحسين جودة الحياة للمواطنين، وتوفير وسيلة نقل تليق بآدميتهم.
فليس من المقبول أن يتحمل المواطن كل هذا العناء، بينما يحق له أن ينعم بوسائل مواصلات آمنة، ومحترمة، وحضارية.
كما أننا نشرنا على مدار سنوات.. عشرات التحقيقات الصحفية في الصحف والمواقع الإخبارية لنقل صوت المواطنين ومعاناتهم من مساوئ هذه السيارات واستبدالها بمنظومة نقل حضارية تليق بالمواطنين، وقدمنا حلولاََ لهذة المأساة لعدم توافر الميكروباص، بأن يتم تخصيص أوتوبيسات من مشروع النقل الجماعي للمحافظة لكل قرية رأفة بطلاب المدارس وطلاب الجامعات والموظفين، فالطلاب والموظفين يجلسون وسط الأغنام والماعز والدواجن التي يتم نقلها من القرية إلى سوق المدينة، هذه المساويء جزء مما نشاهده ونرصده يومياً من سيارات "الربع نقل" فبعض أهالي القرى كانوا يحسدون قرى أخرى لوجود ميكروباص بقراهم، وصلنا إلى هذا الوضع بالفعل، وكان القرار بعيد المنال.. حتى جاء اللواء عماد كدواني، ليضع حدًا لهذه المأساة التي استمرت لعشرات السنين، وبدأ بالفعل في تطبيق منظومة نقل حضارية، تسعى لتغطية كافة القرى والنجوع، لتُصبح المواصلات جزءًا من كرامة المواطن لا عبئًا على يومه.
واليوم، نرى الحلم يتحقق، لتصبح وسائل المواصلات في المنيا راقية وحضارية.
شكرًا للواء عماد كدواني الذي استمع لمطالب المواطنين، واستجاب، وقرر.