هل توسع إسرائيل الحرب على لبنان بعد وقف إطلاق النار في غزة؟
تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT
تمكنت إسرائيل في الايام الماضية من طيّ صفحة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حتى مسألة التفاوض مع حماس باتت مؤجلة في المدى المنظور، وهذا ما يظهر من خلال إشتداد حدة المواجهات في معظم مناطق القطاع، ومن خلال اخذ القرار النهائي بإجتياح رفح بغطاء اميركي واضح إذ عادت شحنات الأسحلة والذخائر الاميركية تصل إلى تل ابيب بشكل منتظم بحسب التقارير المنشورة.
وعليه بات وقف الحرب مؤجلاً أقله لعدة أسابيه مقبلة مع ما يحمله ذلك من مخاطر وتبعات بدأ بعضها يظهر علناً.
وفق تصريحات قيادة "حزب الله" فإن الجبهة الجنوبية في لبنان ستبقى مشتعلة حتى وقف اطلاق النار في غزة، وأن وقف الحرب في القطاع سيؤدي تلقائياً إلى وقف الحزب لاعماله القتالية ضدّ إسرائيل إنطلاقاً من الجنوب، وعليه فإن المرحلة المقبلة، التي من الواضح أنها ستشهد تصعيداً عملياً، ستمهد لمرحلة ما بعد الهدنة أو وقف إطلاق النار داخل فلسطين، لكن بالرغم من ذلك هناك من بدأ يتحدث في الاعلام الاسرائيلي بأن الحرب لن تتوقف في لبنان حتى لو توقفت في غزة، وهذا ما لمح إليه بعض قادة العدو.
ترى إسرائيل أنه وبغض عن النظر عن شكل التسوية التي سيتم التوصل إليها مع حماس، وبغض النظر عن موعد التوصل إلى هذه التسوية فقد إستطاعت إسرائيل تحقيق انجازات تكتيكية مهمة وأنهت الخطر الداهم على الداخل الاسرائيلي الآتي من غزة، وعليه حتى لو كان الإتفاق لمصلحة حماس يمكن لإسرائيل التعايش معه مهما كان سيئاً، غير أن التعايش مع خطر "حزب الله" بات مستحيلاً في ظل الإمكانيات التي أظهرها الحزب في الاسابيع الماضية، وعليه فإن أي إتفاق مع "حزب الله" مهما كان جيداً لا يمكن لإسرائيل التعايش معه.
لا يمكن لتل ابيب الذهاب إلى وقف إطلاق نار مع "حزب الله" وفق التوازنات الحالية، وعليه قد تلجأ، وفق إحدى السينايوهات إلى اكمال عملياتها العسكرية حتى بعد إنتهاء الحرب في غزة، وهذا سيشكل ضغطاً جدياً على الحزب ويجعله يقدم تنازلات وإن كانت شكلية، تستفيد منها تل ابيب وتراكم عليها مكتسبات ميدانية، لكن مثل هذا السيناريو لم يلتفت لفكرة ان المعركة يومها ستصبح ذات طابع لبناني كامل، وعليه سيتمكن الحزب من المناورة بشكل كبير نظراً للغطاء الداخلي الذي سيتمتع به عندها.
وفق هذا السيناريو لن تكتفي إسرائيل بمدى المعركة الحالي، بل ستوسع الاشتباك مع الحزب ليطال عمق الجنوب، اذ ان فتح معركة شاملة وقصف الضاحية وبيروت سيؤدي حتماً إلى إستهداف "حزب الله" لتل ابيب ومنطقة غوش دان وهذا ما لا تريده اسرائيل ابدا، لذلك من المتوقع ان توسع اسرائيل، وفق هذا السيناريو، حملتها لتطال غالبية الجنوب اللبناني مما سيؤدي إلى رد من قبل الحزب، ليتحول الكباش العسكري الى مستوى أكثر خطورة وعندها يصبح التوصل إلى تسوية أكثر واقعية وإلحاحاً.
علما ان مؤشرات توسع الاشتباك باتت واضحة، فـ"حزب الله" يستهدف نقاطا بعيدة نحو ٤٠ كلم عن الحدود وكذلك اسرائيل عادت لتنفيذ غارات في عمق الجنوب في الوقت الذي بات فيه استهداف الجولان السوري المحتل امرا روتينيا في المعركة اليومية. اذا بات الميدان جاهزا لمستوى اعلى من التصعيد وهذا ما يفتح الباب امام التطورات الكبيرة في الايام المقبلة.. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: وقف إطلاق حزب الله وهذا ما فی غزة
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست: إسرائيل تكثف هجماتها على لبنان رغم جهود وقف إطلاق النار
ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية ، اليوم السبت ، أن القوات الإسرائيلية تواصل قصف العاصمة اللبنانية بيروت بكثافة رغم الجهود الدولية بوقف إطلاق النار بعدما أدت هذه الحرب إلى انزلاق المنطقة إلى المزيد من الاضطرابات وزادت من التوترات بين الخصمين اللدودين إسرائيل وإيران.
واشنطن ترد على اتهام إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة الأمم المتحدة: حرب إسرائيل على غزة تتوافق مع خصائص الابادة الجماعيةوأوضحت الصحيفة في تقرير إخباري أن الجيش الإسرائيلي أسقط في وقت مبكر من أمس الجمعة قنبلة تزن 2000 رطل مزودة بمجموعة توجيه أمريكية الصنع على مبنى مكون من 11 طابقًا في بيروت بقلب العاصمة اللبنانية، وذلك في الوقت الذي كان يفكر فيه المسؤولون هناك في مسودة جديدة لمقترح وقف إطلاق النار المدعوم من الولايات المتحدة.
وأدى الهجوم، الذي شهده مراسل صحيفة واشنطن بوست، إلى انهيار المبنى في حي الطيونة ، مما أدى إلى إرسال كرة نارية إلى السماء وعمود من الدخان فوق أكبر حديقة في بيروت كما يأتي القصف في الوقت الذي كثفت فيه إسرائيل ضرباتها على الضاحية الجنوبية للمدينة في الأيام الأخيرة.
وأضافت الصحيفة أن ثلاثة باحثين في مجال الأسلحة حددوا المتفجرات على أنها قنبلة تزن 2000 رطل مزودة بمجموعة توجيه أمريكية الصنع بينما قال ريتشارد وير، الباحث في الأزمات والصراعات والأسلحة بعد مراجعة الصور: "السلاح المستخدم في هذه الضربة يحتوي على مكونات تتوافق مع قنبلة من فئة 2000 رطل مزودة بمجموعة توجيه أمريكية الصنع من نوع ذخيرة الهجوم المباشر المشترك".
وتابعت الصحيفة أن إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية، تبادلا الضربات عبر الحدود لعدة أشهر في صراع ربطته الجماعة بالحرب التي شنتها إسرائيل في قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي. ولكن في سبتمبر الماضي، صعدت إسرائيل حملتها العسكرية ضد الجماعة في لبنان، ووسعت نطاق ضرباتها، وقتلت زعيمها حسن نصر الله.
ونوهت الصحيفة بأن الحرب أدت إلى انزلاق المنطقة إلى مزيد من الاضطرابات وزادت من التوترات بين الخصمين اللدودين إسرائيل وإيران فيما سعت الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، إلى تهدئة القتال، وتكثيف المفاوضات للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقال مسؤولون لبنانيون يوم أمس الجمعة إنهم يراجعون أحدث اقتراح أمريكي وأرسلوا نسخة إلى حزب الله، الذي فوض قادته رئيس مجلس النواب نبيه بري بالتفاوض نيابة عنهم.
ونقلت الصحيفة عن مستشار لحزب أمل الذي ينتمي إليه رئيس مجلس النواب، والذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بمناقشة الاقتراح قوله إن لبنان سينقل رده إلى الولايات المتحدة يوم السبت.
وقال مسؤولون إن الاقتراح يستند إلى حد كبير إلى قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، الذي أنهى الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006. ويدعو القرار حزب الله إلى الانسحاب من جنوب لبنان ويقول إن الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة فقط هي التي يجب أن تعمل في المنطقة التي تقع على الحدود مع إسرائيل. ورفضت المتحدثة باسم السفارة الأمريكية في بيروت التعليق.
وفي اجتماع يوم أمس الجمعة مع أحد كبار مستشاري المرشد الأعلى الإيراني، حث رئيس الوزراء اللبناني المؤقت نجيب ميقاتي الوفد الإيراني على دعم لبنان في جهوده للتوصل إلى وقف إطلاق النار.
وفي وقت لاحق، في مؤتمر صحفي في بيروت، قال المستشار الإيراني علي لاريجاني إن إيران ستدعم أي قرار تتخذه الحكومة اللبنانية. وقال "لسنا هنا لتقويض أي مبادرة"، مضيفًا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو الذي "يزعزع استقرار المنطقة".