تناول اثنان من الباحثين الأميركيين تأثير الحرب في غزة على العلاقات الأميركية الإسرائيلية، وتساءلا إن كانت التوترات الحالية بين البلدين ستنتهي بالعودة إلى ما قبلها أم إن تغييرا غير مسبوق سيحدث فيها؟

وقال الكاتبان آرون ديفيد ميلر، كبير الباحثين بـ"مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي"، ودانيال سي كورتزر، السفير الأميركي السابق لدى مصر وإسرائيل والمحاضر في الدبلوماسية وحل النزاعات بكلية الشؤون العامة والدولية في جامعة برينستون الأميركية، إن حالات التوتر في العلاقات بين البلدين ليست أمرا جديدا، وكانت تنتهي دائما بالعودة إلى ما قبلها، إلى ما سمياه بنظام التشغيل التقليدي للعلاقات بين البلدين.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2منهم مؤسس ستاربكس.. رجال أعمال أميركيون حرضوا الشرطة لقمع حراك الجامعاتمنهم مؤسس ستاربكس.. رجال أعمال ...list 2 of 2نيويورك تايمز: المشهد داخل إسرائيل أصبح لا يطاقنيويورك تايمز: المشهد داخل ...end of list

وأوضحا أنهما يواجهان ضغوطا شديدة للإدلاء بإجابة بسيطة، لكنهما قلقان من استخلاص استنتاجات رئيسية من الوضع الحالي.

ظروف غير مسبوقة

وقالا إن المؤكد أن التوترات الحالية بين إسرائيل وأميركا تحدث في ظروف غير مسبوقة، لكنها أيضا يُحتمل أن تكون مؤقتة، فمن ناحية نجد أن نظام التشغيل التقليدي، الذي أبقى العلاقة بين الجانبين خالية من الكسور، يعمل بشكل مقبول منذ هجوم طوفان الأقصى، وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أكثر دعما لإسرائيل وأهداف الحرب الإسرائيلية من أي رئيس آخر في تاريخ الولايات المتحدة.

ومن ناحية أخرى، يضيف الكاتبان، هناك قوى تلعب دورا تثير تساؤلات جدية حول العلاقة بين البلدين في المستقبل، فقد استندت هذه العلاقة إلى 3 ركائز حاسمة ترتبط ارتباطا وثيقا: القيم المشتركة، والمصالح المشتركة، وقاعدة قوية من الدعم المحلي، واليوم تتعرض هذه الركائز لضغط أكثر من أي وقت آخر في تاريخ العلاقة.

3 ركائز

أولا، لا تشارك الإدارة الأميركية ومعظم الأميركيين القيم مع الحكومة اليمينية الحالية الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل، فحتى قبل طوفان الأقصى، اتبعت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سياسات تتعارض مع القيم والمصالح الأميركية على وجه الخصوص، مثل ما سُمي بالإصلاح القضائي الذي يُعد محاولة للحد بشدة من سلطة القضاء الإسرائيلي، خاصة محكمته العليا، ويبدو أن طموحات التحالف الحاكم تقوض التزام إسرائيل بالديمقراطية.

ثانيا، لا يزال دعم الحزبين في أميركا الذي استمر لعقود قويا، لكن الجمهوريين والديمقراطيين منقسمون الآن أكثر من أي وقت مضى حول نوع إسرائيل التي يجب أن يدعموها، كما أصبح الديمقراطيون منقسمين بشكل متزايد، مع عدد صغير ولكن متزايد من التقدميين الذين يريدون فرض قيود وتكاليف على حكومة نتنياهو لمعاملتها للفلسطينيين.

ثالثا، على عكس أي حرب عربية إسرائيلية سابقة، وبشكل غير متوقع، فقد أدى الطابع الفريد للحرب الحالية في غزة إلى تعميق الانقسام الداخلي في أميركا، ويبدو الأمر كما لو أن المتظاهرين نسوا هجوم طوفان الأقصى القاتل على إسرائيل.

3 قضايا

واستمر الباحثان في القول إن هناك 3 قضايا قسّمت إسرائيل وإدارة بايدن نتيجة للسياسات والإجراءات الإسرائيلية، وهي: كيفية القيام بحملة عسكرية تقلل الخسائر في صفوف المدنيين، كيفية ضمان تقديم مساعدات كافية لمنع وقوع كارثة إنسانية، وماذا يحدث في اليوم التالي لانتهاء القتال؟

وأوضحا أنه على الأرجح، سيجد (نظام التشغيل الأميركي الإسرائيلي) طريقة لإدارة هذه القضايا -خاصة في عام الانتخابات- دون انقطاع مستمر أو كسر في العلاقة، ولكن ما مسارات توجهات الرأي العام داخل أميركا وخارجها؟ وإلى أي مدى تضررت صورة إسرائيل وسمعتها نتيجة للطريقة التي تنفذ بها الحرب في غزة؟ وهل ستتطور البيئة السياسية في الولايات المتحدة إلى النقطة التي يتساءل فيها عدد متزايد من الأميركيين الأصغر سنا عما إذا كانت إسرائيل تشكّل عبئا أكثر من كونها نافعة لمصالح الولايات المتحدة؟

وختم الكاتبان تحليلهما بالقول إن الإجابة على هذه الأسئلة أمر صعب، ولا توجد طريقة للتنبؤ بأي قدر من اليقين أو الدقة بمسار العلاقات الأميركية الإسرائيلية، ولا يمكن لأي عنصر واحد أن يكون حاسما، ولكن هناك شيء واحد يبدو واضحا تماما: تغيير القيادة في إسرائيل ستكون نقطة جيدة للبدء، وعلى الإسرائيليين أن يكفوا عن الاعتقاد بأن بإمكانهم الحصول على السلام والأمن دون مواجهة تداعيات الاحتلال، وعلى الفلسطينيين أن يكفوا عن الاعتقاد بأن إلحاق الألم بإسرائيل سيحقق بطريقة ما تقرير المصير والاستقلال الذي يستحقونه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات بین البلدین فی غزة

إقرأ أيضاً:

مجلس الأمن الذي لم يُخلق مثله في البلاد!

(في أمر جلل يهز العالم والإنسانية: 93,3% نعم و 6,7% لا. فنطبق على العالم حكم %6,7 !!!)

هل عرف العالم إفلاسا أكثر من هذا للمنظومة الدولية، أخلاقيا وفكريا وديمقراطيا وقانونيا، عندما يعارض طرف واحد إجماع 14 عضوا في مجلس "الأمن" قرارا إنسانيا بالدرجة الأولى لوقف الإبادة الجماعية لشعب أعزل، إلا من قوة إرادته على الصمود والثبات في أرضه ومنازلته للمحتل بأقصى مما جاد الله عليه من ذكاء ووسائل إصرار وتوفيق في التصويب والتنكيل بالعدو!؟

يتجلى الإفلاس الأخلاقي عندما يرى العالم هذه الفظائع من الإجرام تطال  النساء والأطفال بالدرجة الأولى (70 بالمائة من ضحايا الحرب)، ثم يسلم لعنجهية الراعي والداعم المستمر للإبادة في غزة، الإدارة الأمريكية.

إذن سموه ما شئتم إلا أن يكون مجلس "أمن" ! أين الأمن للضعفاء وللمحرومين وللمضطهدين! هذا مجلس تواطؤ ومجلس شرعنة قانون الغاب ومجلس تكريس منطق دوس القيم وكل المثل الانسانية من أجل شهوة متعطشين لسفك الدماء! ينبغي لأحرار العالم من دول ومنظمات وهيآت دولية ومجتمعية الثورة على هذا المنطق الاستعماري الذي تكوى به الانسانية منذ عقود من الزمن!

يتجلى الإفلاس الأخلاقي عندما يرى العالم هذه الفظائع من الإجرام تطال النساء والأطفال بالدرجة الأولى (70 بالمائة من ضحايا الحرب)، ثم يسلم لعنجهية الراعي والداعم المستمر للإبادة في غزة، الإدارة الأمريكية.ويدل هذا التصويت على الإفلاس الفكري للمنظومة الحداثية الغربية التي صدعت العالم لعشرات السنين، بعد الحرب العالمية الثانية بمشروعها "المبشر" بإنقاذ البشرية من التخلف ومن الكراهية ومن القمع والاستبداد ومن الإرهاب، فإذا هي تكشف عن حقيقتها بالدوس على ذلك كله، وإستدعاء عمقها الصليبي الاستعماري بتوظيف القوة، كل أنواع القوة المادية والاستخباراتية والابتزازية وغيرها من أجل التنكيل الممنهج بكل مطالب بحقه في الحرية وفي الانعتاق من الظلم والاستغلال والاحتلال.

كما يدل هذا التصويت على الإفلاس الديمقراطي السياسي، إذ كيف تتحكم نسبة 6,7% تمثلها الإدارة الأميركية في مصير شعب بأكمله تحت الإبادة الجماعية المستمرة  وترفض إيقاف الحرب ونتجاهل 93,3% من أصوات ممثلي باقي دول العالم التي صوتت لإيقاف الحرب!!

كما يعبر هذا التصويت عن الإفلاس القانوني للمنظومة الدولية حين تعطل المحاكم الدولية كالمحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية ومهام المقررين الأمميين من أجل نزوات استعلائية تسلطية استعمارية موروثة من عهد بائد سيء الذكر، لخمسة من دول العالم، ويتم تجاهل رأي 188 دولة أخرى من بين 193 دولة عضوة الآن في الأمم المتحدة.

وإنك لتعجب أشد العجب وأنت تفتح الموقع الرئيس للأمم المتحدة على الأنترنيت وتجد التقديم التالي بالأحرف الكبيرة:

"الأمم المتحدة: السلام والكرامة والمساواة على كوكب ينعم بالصحة.

تعريف بنا: مكان واحد حيث يمكن لدول العالم أن تجتمع معا، وتناقش  المشكلات الشائعة
و تجد حلولا مشتركة".

﴿أَلَمۡ تَرَ كَیۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ۝٦ إِرَمَ ذَاتِ ٱلۡعِمَادِ ۝٧ ٱلَّتِی لَمۡ یُخۡلَقۡ مِثۡلُهَا فِی ٱلۡبِلَـٰدِ ۝٨ وَثَمُودَ ٱلَّذِینَ جَابُوا۟ ٱلصَّخۡرَ بِٱلۡوَادِ ۝٩ وَفِرۡعَوۡنَ ذِی ٱلۡأَوۡتَادِ ۝١٠ ٱلَّذِینَ طَغَوۡا۟ فِی ٱلۡبِلَـٰدِ ۝١١ فَأَكۡثَرُوا۟ فِیهَا ٱلۡفَسَادَ ۝١٢ فَصَبَّ عَلَیۡهِمۡ رَبُّكَ سَوۡطَ عَذَابٍ ۝١٣ إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلۡمِرۡصَادِ ۝١٤﴾ [الفجر ]

*مسؤول مكتب العلاقات الخارجية بجماعة العدل والإحسان/ المغرب

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: صواريخ أتاكمز الأميركية ستنفجر بوجه واشنطن
  • مجلس الأمن الذي لم يُخلق مثله في البلاد!
  • 6 عادات صباحية للزوجين لتعزيز العلاقات الحميمة
  • صواريخ حزب الله أصابت مبنى في إسرائيل... شاهدوا حجم الدمار الذي لحق به (فيديو)
  • العاهل الأردني يؤكد ضرورة تكثيف الجهود الدولية لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان
  • عراقجي: سنقف إلى جانب سوريا ضد التهديدات الإسرائيلية
  • إيران: سنقف إلى جانب سوريا ضد التهديدات الإسرائيلية
  • إصابات في هجوم صاروخي من لبنان على شمال ووسط إسرائيل.. وجيش الاحتلال يعترف
  • جورج قرداحي.. الوزير الذي هزّ موقفه الحق علاقات لبنان بالخليج
  • ما هو phubbing وكيف يؤثر على العلاقات والزواج؟