تثار التساؤلات حول أسباب أزمة النيجر التي تشهد محاولة انقلاب على الرئيس المنتخب، محمد بازوم، منذ الأربعاء، دعمها الجيش، وهل جاء الانقلاب على بازوم مدفوعا بصراع على السلطة بين طرفي الدولة العميقة ( الرئيس المطاح به، وسلفه محمد إيسوفو)، اللذان ينتميان للحزب ذاته أم محاولة لإنقاذ البلاد من انهيار تدريجي وحتمي، جراء نهب ثرواتها لصالح باريس وانصياعها للغرب.

أخبار متعلقة

إجلاء الرعايا الأوروبيين من النيجر بعد تأييد 3 بلدان للانقلاب.. ومخاوف من اتساع الصراع غربي إفريقيا

عقوبات اقتصادية لإنهاء الانقلاب على رئيس النيجر وسط مظاهرات مؤيدة لعزله

الكرملين يدعو أطراف أزمة النيجر لضبط النفس والعودة للشرعية.. واتهامات لموسكو بمساندة الانقلاب

وشهدت النيجر تطورات دراماتيكية متسارعة أمنيا وسياسيا، منذ بدء الحرس الجمهوري، محاولة إنقلاب على الرئيس محمد بازوم، الأربعاء الماضي، دعمها الجيش عقب ثلاثة أيام بدعوى أن ذلك حقنا للدماء ودرءا للانقسام في البلاد التي تشهد حالة غضب شعبي من إدارة الرئيس بازوم الذي يصفه معارضوه بأنه «حليف قوى الاستعمار»، في إشارة إلى فرنسا التي تعتمد على إدارة 70% من قطاع الطاقة في الداخل الفرنسي على اليوانيوم الذي نتتجه النيجر فيما العائد على البلد الغارقة في الفقر «غير عادل»، وأيضا الولايات المتحدة التي تقيم على أراضي النيجر 14 قاعدة عسكرية.

مؤيدون ورافضون.. تدخلات أجنبية.. و3 جماعات إرهابية

وفي قراءة للصحف المحلية في النيجر، تذهب اتجاهات الرأي العام هناك إلى اتجاهين أحدهما داعم للانقلاب مؤيد لعزل الرئيس، والآخر رافض له. وبدت مظاهر تأييد الانقلاب على «بازوم» في مظاهرات حاشدة أمام مقر السفارة الفرنسية في نيامي، وأخرى أمام مقار الحزب الحاكم شابهما أعمال عنف.

ويعلل المؤيدون لانقلاب النيجر بأنه استجابة للرفض الشعبي للتدخل الأمريكي والفرنسي في شؤون البلاد بذريعة القضاء على الإرهاب في منطقة الغرب الإفريقي، فيما تعبث 3 جماعات إرهابية خطرة بأمن النيجر هي «بوكو حرام» و«القاعدة» و«تنظيم الدولة الإسلامية».

مظاهرات مؤيدة للانقلاب على رئيس النيجر وعزله - صورة أرشيفية

عوامل الأزمة.. انهيار أمني ودعم روسي ورئيس «بلا شرعية»

وتعود أسباب الأزمة في النيجر لعدة عوامل أولها تزايد انعدام الأمن ونقص النمو الاقتصادي وتصاعد االمعادية لقوى الاستعمار؛ ومن هنا اعتبر المجلس العسكري المنقلب أن تدخله لعزل «بازوم» كان ضروريا لتجنب الانهيار التدريجي والحتمي لبلادهم.
وفقا لتحليل، نشره أولينكا أجالا، الخبير في تحليل النزعات والأمن الدولي، وأستاذ العلاقات الدوليىة بجامعة «ليدز بيكيت» البريطانية، بموقع «ذا كونفرزيشن» المختص بالشأن الأفريقي، هناك عوامل عديدة أدت لتدعيم الانقلاب على «بازوم» بينها تردي الأوضاع الأمنية؛ فرغم زيادة أعداد القوات الأجنبية، والقواعد العسكرية في النيجر، ما زالت جماعات مثل تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية، وكذلك جماعة بوكو حرام نشطة بها.

ويرى «أجالا» أن هذا الأمر يشكك في الروايتين الفرنسية والأمريكية بأن وجودهم هدفه محاربة الإرهاب، وعزّز الاعتقاد الشعبي بأن الجيش، بدعم من روسيا و«فاجنر»، سيقوم بعمل أفضل في محاربة المتمردين، كما أن حالة الجدل المثارة حول عرقية وشرعية الرئيس بازوم والتي كانت موضوعًا شائكا خلال حملة الانتخابية الأخيرة كانت عاملا في رفضه؛ إذ ينحدر الرئيس من أقلية عربية لذا يصفه معظم شعبه بأنه من أصول أجنبية ويشككون في شرعيته.

صراع بين طرفي «الدولة العميقة» أم استجابة للغضب الشعبي؟

وتعليقا على ذلك، قالت الدكتورة أماني الطويل، الباحثة المتخصصة في الشأن الإفريقي، أن أزمة النيجر «مركبة»، فجانب منها مرتبط بصراع على السلطة بين طرفي الدولة العميقة، وجانب آخر متعلق بحالة الغضب الشعبي، ورفض الشارع لما يسمى «الاستعمار الجديد»، الأمر الذي انعكس على تفاعلات الجيش وأدى لانقلاب.

واضافت «الطويل» في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»: «هذه البيئة المشحونة والغاضبة من التدخل الفرنسي الأمريكي استدعت حالة الصراع الدولي على بلدان الساحل وإفريقيا جنوب الصحراء -لاسيما- أن هناك انقلابين سابقين في مالي وبوركينا فاسو كانا ناتجان عن ميل النخبة العسكرية واختراقها لصالح روسيا».

قادة انقلاب النيجر شكلوا «مجلسا عسكريا حاكم» معلنين عزل الرئيس بازوم

هل تخرج النيجر من عباءة أمريكا وفرنسا؟

وحول مصير النيجر، وهل تثني العقوبات الغربية المنقلبين عن قراراتهم، ترى «الطويل» أن رفع الاتحاد الأوروبي ملياري دولار مساعدات سنوية عن النيجر يعد «سلاحا ذو حدين»؛ نظرا لأن هناك أطرافا دولية قد تقدم مساعدات بديلة لسحب النفوذ الفرنسي الأمريكي منها، موضحة أن تلك العقوبات لن تكون مؤثرة إلا حال في لم تتدخل أطراف أخرى لتعويضها.

وتابعت «الطويل»: اتجاهات النخب في النيجر ستحكمها العروض الدولية لا سيما في ظل حالة الغليان في منطقة الساحل ضد الاستعمار الجديد في هذا البلد الذي يتذيل مؤشر التنمية كأحد آخر 3 دول، فيما دخل الفرد لا يتجاوز 2 دولار رغم أنها سابع دولة في إنتاج اليورانيوم.

وأضافت: «رغم أن النخبة العسكرية في النيجر لم تحسم تحالفاتها بعد؛ إلا أن خروج النيجر من عباءة فرنسا وأمريكا سيخلف خسائر لكل من باريس التي تنزح ثروات النيجر واشنطن التي تقيم بها 14 قاعدة عسكرية بدعوى محاربة الإرهاب»

ورجّحت الطويل أن يستمر الانقلاب، إلا أن الضغوط الدولية ستسفر عن إعلان فترة انتقالية والوعد بانتخابات.

وفيما يتعلق بالإرهاب، اعتبرت «الطويل» أن الغرب يروج لف التراجع الواقع الأمني في المنطقة متردي فيما التحالف مع الغرب لم يسفر عن أي تقدم أو تحسين البيئة الأمنية في كل بلدان غرب أفريقيا، كما أن تصاعد انهيار البيئة الأمنية في هذه المنطقة مرتبط أكثر بانهيار ليبيا أكثر من غيرها من بلدان المنطقة.

إجلاء الرعايا الأوروبيين.. و3 دول تدعم الانقلاب

وفي آخر تطورات الأزمة بدأت فرنسا حملة إجلاء للرعايا الأوروبيين من النيجر، وذلك بعدما لحقت مالى وبوركينا فاسو بدولة غينيا في دعم الانقلاب، واعتبرتا في مشترك أن أي «تدخل عسكرى أجنبى» في نيامى أو اعتداء على سيادتها سيكون بمثابة «إعلان حرب»، وذلك في خطوة تكتيكية لحماية الانقلاب على الرئيس محمد بازوم، وتصعيدًا لدعم «تغيير النظام» في النيجر.
وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان مقتضب، أمس، بدء عملية إجلاء فرنسى وأوروبى فورى من النيجر، وسط مخاوف من تزايد التوتر الداخلى في البلاد التي تشهد مظاهرات مؤيدة لعزل الرئيس الذي يصفه معارضوه بأنه «حليف قوى الاستعمار» وتكهنات بأن أي تدخل عسكرى سيؤدى إلى اتساع رقعة الصراع في منطقة غرب ووسط إفريقيا التي تدار معظم بلدانها من قبل حكومات عسكرية أعقبت 9 انقلابات ناجحة في العقدين الماضيين، بينها 3 أعلنت رسميا دعم انقلاب النيجر هي غينيا ومالى وبوركينا فاسو.

انقلاب النيجر أزمة النيجر غضب شعبي من التدخل الفرنسي في النيجر نهب ثروات بوركينا فاسو

المصدر: المصري اليوم

كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين انقلاب النيجر أزمة النيجر بوركينا فاسو زي النهاردة انقلاب النیجر الانقلاب على انقلاب على من النیجر فی النیجر

إقرأ أيضاً:

إحصائية بالخسائر التي خلفتها حرب الإبادة  الإسرائيلية على غزة .. تقرير

 

 

الجديد برس|

 

كشفت معطيات إحصائية جديدة حجم ما ألحقته آلة القتل والتدمير الإسرائيلية في القطاع غزة على مدار 470 يومًا من حرب الإبادة الجماعية التي طاولت كل مقومات الحياة الإنسانية.

 

وقدر المكتب الإعلامي الحكومي في تقرير إحصائي نشره اليوم الثلاثاء، الخسائر الأولية المباشرة للحرب بأكثر من 38 مليار دولار، فيما بلغت نسبة الدمار 88%.

وبين أن جيش الاحتلال ألقى طوال فترة الحرب على غزة 100 ألف طن من المتفجرات، استشهد على إثرها 46 ألفًا و960 مواطنا، بينهم 17 ألفًا و861 طفلًا منهم 214 رضيعًا و808 أطفال دون عمر السنة، بالإضافة لارتقاء 12 ألفًا و316 امرأة، مشيرا إلى نسبة الأطفال والنساء تشكل 70% من إجمالي عدد الضحايا.

 

وسجل الإعلام الحكومي 14 ألفًا و222 مفقودًا، ونحو 110 آلاف و725 إصابة، بينهم 15 ألفًا بحاجة لعمليات تأهيل طويلة الأمد، و4 آلاف و500 حالة بتر، موضحا أن 18% من إجمالي حالات البتر سجلت بين الأطفال، فيما يحتاج 12 ألفًا و700 جريح للعلاج في الخارج.

 

وأوضح الإعلام الحكومي أن 38495 طفلًا يعيشون بدون والديهم أو بدون أحدهما، فيما فقدت 13901 من النساء أزواجهن خلال الحرب.

 

وفي تفاصيل ممارساته الإجرامية، ارتكب الاحتلال مجازر مروّعة ضد العائلات الفلسطينية طيلة أشهر الحرب، حيث أباد 2092 عائلة بمجموع عدد أفراد 5967 شهيدًا، في حين أنّ 4889 عائلة أخرى فقدت جميع أفرادها باستثناء فرد واحد (الناجي الوحيد)، ليصل عدد شهداء هذه العائلات إلى أكثر من 8980 شهيدًا.

 

النزوح والجوع

 

في حين أجبرت حرب الإبادة مليونين من مواطني قطاع غزة البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع مأساوية مع شح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء، حسب إحصاءات المكتب الإعلامي الحكومي. وأشار إلى أنّ 110 ألف خيمة اهترأت وأصبحت غير صالحة للنازحين، فيما أُصيب أكثر من مليونين و136 ألفًا بأمراض معدية نتيجة النزوح، فيما انتقلت عدوى التهابات الكبد الوبائي لنحو 71 ألفًا و338 نازحًا.

وفي غزة، شدد المكتب على أن “الناس ماتت جوعًا ومن البرد أيضًا”، إذ استشهد 8 فلسطينيين بينهن 7 أطفال من شدة البرد في الخيام، فيما استشهد 44 نتيجة سياسة التجويع التي انتهجها الاحتلال خلال أشهر الحرب ضد سكان القطاع تحديدًا محافظتي غزة وشمالها لحملهم على الهجرة القسرية، ولا يزال الموت يتهدد نحو 3 آلاف و500 طفل في القطاع بسبب سوء التغذية.

 

وعلى مدار أكثر من 15 شهرا من الإبادة التي ارتكبها الاحتلال بغزة، لم يسلم القطاع الصحي من دائرة الاستهداف المباشر والحصار المشدد، حيث وصل عدد شهداء الطواقم الطبية ألف و155 شهيدًا ونحو 360 معتقلًا أعدم منهم 3 أطباء داخل السجون.

 

المستشفيات والدفاع المدني

 

ومنذ السابع من أكتوبر ألو 2023، طال العدوان 34 مستشفى في قطاع غزة من خلال حرقها أو الاعتداء عليها أو إخراجها من الخدمة، فيما تعمل بقية المستشفيات بقدرات محدودة للغاية.

 

وأدى العدوان، وفي معطيات الإعلام الحكومي، لإخراج 80 مركزا صحيا عن الخدمة بشكل كامل، كما استهدف الاحتلال 162 مؤسسة صحية أخرى، فضلًا عن استهداف وتدمير 136 سيارة إسعاف مما أدى إلى شلل كبير بقدرة الطواقم الطبية على الاستجابة لحالات الطوارئ.

 

أما طواقم الدفاع المدني فقد استشهد منهم 94 عاملًا، واعتُقل 26 آخرين من إجمالي 6 آلاف و600 حالة اعتقال نفذها الاحتلال في قطاع غزة منذ بادية الحرب، ووضعتهم تحت ظروف قهرية بدنية ونفسية قاسية، ومارست عليهم شتى أنواع التعذيب والتنكيل، وواجه بعضهم عمليات اغتصاب وتحرش جنسي.

 

وخلال الحرب دمر الاحتلال 19 مقبرة بشكلٍ كلي وجزئي من أصل 60 مقبرة، وانتهك حرمة الأموات بسرقة ألفي و300 جثمان من المقابر. كما اكتشفت الطواقم المختصة 7 مقابر جماعية أقامها الاحتلال داخل المستشفيات، جرى انتشال 520 شهيدًا منها.

 

كما لم تسلم بيوت العبادة من العدوان، حيث تعرض 823 مسجدًا للهدم الكلي بفعل الاستهداف المباشر، و158 مسجدا بشكلٍ بليغ بحاجة لإعادة ترميم، إلى جانب استهداف وتدمير 3 كناس في القطاع، و206 مواقع أثرية.

 

وشدد الإعلام الحكومي على تعمد جيش الاحتلال منذ بداية الحرب، استهداف الصحفيين وملاحقتهم في محاولة لطمس الحقيقة التي أصروا على نقلها رغم المخاطر التي أحاطت بهم، إذ أسفرت الغارات الإسرائيلية عن استشهاد 205 صحفيين، إصابة 400 آخرين، واعتقال 48 صحفيًا معلومة هوياتهم.

 

البنية التحتية السكانية والخدماتية

 

ووفق الإحصاءات، تعرضت 161 ألفًا و600 وحدة سكنية في قطاع غزة للهدم الكلي بفعل القصف الإسرائيلي، إلى جانب 82 ألفا أخرى أصحبت غير صالحة للسكن، و194 ألفًا تضررت بشكل جزئي بدرجات متفاوتة.

 

وهدم جيش الاحتلال 216 مقرًا حكوميًا بشكل كلي، وارتكب 150 جريمة استهدف فهيا عناصر شرطة وتأمين مساعدات، خلّفت 736 شهيدًا. وطالت سياسة التدمير القطاع التعليمي في غزة، حيث هدم الاحتلال كليًا 137 مدرسة وجامعة، فيما تضررت 357 مدرسة وجامعة بشكلٍ جزئي.

 

أما ما عدد ما قتله الاحتلال من طلبة ومعلمين وأساتذة وباحثين، فقد أحصى “الإعلام الحكومي” استشهاد 12 ألفًا و800 طالب وطالبة، و760 معلمًا وموظفًا تربويًا في سلك التعليم، و150 عالمًا وأكاديميًا وأستاذًا جامعيًا وباحثًا.

مقالات مشابهة

  • تكتل الأحزاب اليمنية يحث الرئاسي على التقاط فرصة تصنيف الحوثيين لإنهاء الانقلاب وإستعادة الدولة
  • ماذا يحدث لجسمك عند تناول الكاكاو
  • ما الذي يحدث في الضفة الغربية؟
  • رئيس الدولة يستقبل مساعدة الرئيس الإيراني التي تقوم بزيارة عمل إلى الدولة
  • تصعيد جديد ضد حقوقيي مصر.. ماذا يحدث مع حسام بهجت؟
  • ماذا يحدث عند الصلاة على النبي في رجب؟.. علي جمعة: 10 عجائب
  • أخطرها الإدمان.. ماذا يحدث لجسمك عند تناول المشروبات الغازية؟
  • إحصائية بالخسائر التي خلفتها حرب الإبادة  الإسرائيلية على غزة .. تقرير
  • قناة بنما تتعرض للتهديد بسبب ترامب .. ماذا يحدث؟
  • عن عملية الاحتلال العسكرية في جنين.. ما الذي يحدث وما علاقة السلطة؟