ماذا يحدث في النيجر؟.. انقلاب بنكهة شعبية يتحدى «الاستعمار الجديد» (تقرير)
تاريخ النشر: 1st, August 2023 GMT
تثار التساؤلات حول أسباب أزمة النيجر التي تشهد محاولة انقلاب على الرئيس المنتخب، محمد بازوم، منذ الأربعاء، دعمها الجيش، وهل جاء الانقلاب على بازوم مدفوعا بصراع على السلطة بين طرفي الدولة العميقة ( الرئيس المطاح به، وسلفه محمد إيسوفو)، اللذان ينتميان للحزب ذاته أم محاولة لإنقاذ البلاد من انهيار تدريجي وحتمي، جراء نهب ثرواتها لصالح باريس وانصياعها للغرب.
أخبار متعلقة
إجلاء الرعايا الأوروبيين من النيجر بعد تأييد 3 بلدان للانقلاب.. ومخاوف من اتساع الصراع غربي إفريقيا
عقوبات اقتصادية لإنهاء الانقلاب على رئيس النيجر وسط مظاهرات مؤيدة لعزله
الكرملين يدعو أطراف أزمة النيجر لضبط النفس والعودة للشرعية.. واتهامات لموسكو بمساندة الانقلاب
وشهدت النيجر تطورات دراماتيكية متسارعة أمنيا وسياسيا، منذ بدء الحرس الجمهوري، محاولة إنقلاب على الرئيس محمد بازوم، الأربعاء الماضي، دعمها الجيش عقب ثلاثة أيام بدعوى أن ذلك حقنا للدماء ودرءا للانقسام في البلاد التي تشهد حالة غضب شعبي من إدارة الرئيس بازوم الذي يصفه معارضوه بأنه «حليف قوى الاستعمار»، في إشارة إلى فرنسا التي تعتمد على إدارة 70% من قطاع الطاقة في الداخل الفرنسي على اليوانيوم الذي نتتجه النيجر فيما العائد على البلد الغارقة في الفقر «غير عادل»، وأيضا الولايات المتحدة التي تقيم على أراضي النيجر 14 قاعدة عسكرية.
مؤيدون ورافضون.. تدخلات أجنبية.. و3 جماعات إرهابية
وفي قراءة للصحف المحلية في النيجر، تذهب اتجاهات الرأي العام هناك إلى اتجاهين أحدهما داعم للانقلاب مؤيد لعزل الرئيس، والآخر رافض له. وبدت مظاهر تأييد الانقلاب على «بازوم» في مظاهرات حاشدة أمام مقر السفارة الفرنسية في نيامي، وأخرى أمام مقار الحزب الحاكم شابهما أعمال عنف.
ويعلل المؤيدون لانقلاب النيجر بأنه استجابة للرفض الشعبي للتدخل الأمريكي والفرنسي في شؤون البلاد بذريعة القضاء على الإرهاب في منطقة الغرب الإفريقي، فيما تعبث 3 جماعات إرهابية خطرة بأمن النيجر هي «بوكو حرام» و«القاعدة» و«تنظيم الدولة الإسلامية».
مظاهرات مؤيدة للانقلاب على رئيس النيجر وعزله - صورة أرشيفية
عوامل الأزمة.. انهيار أمني ودعم روسي ورئيس «بلا شرعية»
وتعود أسباب الأزمة في النيجر لعدة عوامل أولها تزايد انعدام الأمن ونقص النمو الاقتصادي وتصاعد االمعادية لقوى الاستعمار؛ ومن هنا اعتبر المجلس العسكري المنقلب أن تدخله لعزل «بازوم» كان ضروريا لتجنب الانهيار التدريجي والحتمي لبلادهم.
وفقا لتحليل، نشره أولينكا أجالا، الخبير في تحليل النزعات والأمن الدولي، وأستاذ العلاقات الدوليىة بجامعة «ليدز بيكيت» البريطانية، بموقع «ذا كونفرزيشن» المختص بالشأن الأفريقي، هناك عوامل عديدة أدت لتدعيم الانقلاب على «بازوم» بينها تردي الأوضاع الأمنية؛ فرغم زيادة أعداد القوات الأجنبية، والقواعد العسكرية في النيجر، ما زالت جماعات مثل تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية، وكذلك جماعة بوكو حرام نشطة بها.
ويرى «أجالا» أن هذا الأمر يشكك في الروايتين الفرنسية والأمريكية بأن وجودهم هدفه محاربة الإرهاب، وعزّز الاعتقاد الشعبي بأن الجيش، بدعم من روسيا و«فاجنر»، سيقوم بعمل أفضل في محاربة المتمردين، كما أن حالة الجدل المثارة حول عرقية وشرعية الرئيس بازوم والتي كانت موضوعًا شائكا خلال حملة الانتخابية الأخيرة كانت عاملا في رفضه؛ إذ ينحدر الرئيس من أقلية عربية لذا يصفه معظم شعبه بأنه من أصول أجنبية ويشككون في شرعيته.
صراع بين طرفي «الدولة العميقة» أم استجابة للغضب الشعبي؟
وتعليقا على ذلك، قالت الدكتورة أماني الطويل، الباحثة المتخصصة في الشأن الإفريقي، أن أزمة النيجر «مركبة»، فجانب منها مرتبط بصراع على السلطة بين طرفي الدولة العميقة، وجانب آخر متعلق بحالة الغضب الشعبي، ورفض الشارع لما يسمى «الاستعمار الجديد»، الأمر الذي انعكس على تفاعلات الجيش وأدى لانقلاب.
واضافت «الطويل» في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»: «هذه البيئة المشحونة والغاضبة من التدخل الفرنسي الأمريكي استدعت حالة الصراع الدولي على بلدان الساحل وإفريقيا جنوب الصحراء -لاسيما- أن هناك انقلابين سابقين في مالي وبوركينا فاسو كانا ناتجان عن ميل النخبة العسكرية واختراقها لصالح روسيا».
قادة انقلاب النيجر شكلوا «مجلسا عسكريا حاكم» معلنين عزل الرئيس بازوم
هل تخرج النيجر من عباءة أمريكا وفرنسا؟
وحول مصير النيجر، وهل تثني العقوبات الغربية المنقلبين عن قراراتهم، ترى «الطويل» أن رفع الاتحاد الأوروبي ملياري دولار مساعدات سنوية عن النيجر يعد «سلاحا ذو حدين»؛ نظرا لأن هناك أطرافا دولية قد تقدم مساعدات بديلة لسحب النفوذ الفرنسي الأمريكي منها، موضحة أن تلك العقوبات لن تكون مؤثرة إلا حال في لم تتدخل أطراف أخرى لتعويضها.
وتابعت «الطويل»: اتجاهات النخب في النيجر ستحكمها العروض الدولية لا سيما في ظل حالة الغليان في منطقة الساحل ضد الاستعمار الجديد في هذا البلد الذي يتذيل مؤشر التنمية كأحد آخر 3 دول، فيما دخل الفرد لا يتجاوز 2 دولار رغم أنها سابع دولة في إنتاج اليورانيوم.
وأضافت: «رغم أن النخبة العسكرية في النيجر لم تحسم تحالفاتها بعد؛ إلا أن خروج النيجر من عباءة فرنسا وأمريكا سيخلف خسائر لكل من باريس التي تنزح ثروات النيجر واشنطن التي تقيم بها 14 قاعدة عسكرية بدعوى محاربة الإرهاب»
ورجّحت الطويل أن يستمر الانقلاب، إلا أن الضغوط الدولية ستسفر عن إعلان فترة انتقالية والوعد بانتخابات.
وفيما يتعلق بالإرهاب، اعتبرت «الطويل» أن الغرب يروج لف التراجع الواقع الأمني في المنطقة متردي فيما التحالف مع الغرب لم يسفر عن أي تقدم أو تحسين البيئة الأمنية في كل بلدان غرب أفريقيا، كما أن تصاعد انهيار البيئة الأمنية في هذه المنطقة مرتبط أكثر بانهيار ليبيا أكثر من غيرها من بلدان المنطقة.
إجلاء الرعايا الأوروبيين.. و3 دول تدعم الانقلاب
وفي آخر تطورات الأزمة بدأت فرنسا حملة إجلاء للرعايا الأوروبيين من النيجر، وذلك بعدما لحقت مالى وبوركينا فاسو بدولة غينيا في دعم الانقلاب، واعتبرتا في مشترك أن أي «تدخل عسكرى أجنبى» في نيامى أو اعتداء على سيادتها سيكون بمثابة «إعلان حرب»، وذلك في خطوة تكتيكية لحماية الانقلاب على الرئيس محمد بازوم، وتصعيدًا لدعم «تغيير النظام» في النيجر.
وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان مقتضب، أمس، بدء عملية إجلاء فرنسى وأوروبى فورى من النيجر، وسط مخاوف من تزايد التوتر الداخلى في البلاد التي تشهد مظاهرات مؤيدة لعزل الرئيس الذي يصفه معارضوه بأنه «حليف قوى الاستعمار» وتكهنات بأن أي تدخل عسكرى سيؤدى إلى اتساع رقعة الصراع في منطقة غرب ووسط إفريقيا التي تدار معظم بلدانها من قبل حكومات عسكرية أعقبت 9 انقلابات ناجحة في العقدين الماضيين، بينها 3 أعلنت رسميا دعم انقلاب النيجر هي غينيا ومالى وبوركينا فاسو.
المصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين انقلاب النيجر أزمة النيجر بوركينا فاسو زي النهاردة انقلاب النیجر الانقلاب على انقلاب على من النیجر فی النیجر
إقرأ أيضاً:
صفقات جديد على الرادار ورحيل نجم الفريق.. ماذا يحدث بالزمالك؟
يبحث نادي الزمالك عن صفقات جديدة لإعادة ترتيب صفوف الفريق الأول لكرة القدم.
رحيل نجم الزمالكوأكدت إدارة نادي الزمالك رحيل المهاجم الفلسطيني عمر فرج، خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، إذ لم يحصل على فرصة المشاركة بشكل كبير.
وقال الإعلامي محمد الليثي عبر راديو أون تايم سبورت إف إم: "مسؤولو الزمالك سيطيحون بعمر فرج، وجرى وضع اللاعب تحت التقييم خلال الأيام المقبلة لحسم موقفه من البقاء أو الرحيل على سبيل الإعارة لنادٍ آخر في فترة الانتقالات الشتوية المقبلة".
واضاف الليثي، "تركت إدارة الزمالك للمدير الفني كريستيان جروس قرار تحديد مصير عمر فرج من البقاء أو الرحيل في يناير المقبل، إلا أن هناك نية للإطاحة باللاعب".
صفقات جديدة داخل الزمالكوواصل الليثي: "مسئولو الزمالك يدرسون حاليا مجموعة من الأسماء المطروحة لمهاجين أجانب جرى عرضهم على كريستيان جروس للتعاقد مع صفقة هجومية جديدة في الميركاتو الشتوي المقبل بناء على توصية منه".
عواد أساسي لحراسة الزمالكواختتم الليثي، أن كريستيان جروس استقر على بقاء حارس المرمى محمد عواد في تشكيل الزمالك الأساسي في المواجهات المقبلة في ظل تألقه وحصوله على إعجاب مدربه في التدريبات الأخيرة وكذلك في لقاء الزمالك الأخير أمام سيراميكا.
التشكيل المتوقع للزمالكحراسة المرمى: محمد عواد.
خط الدفاع: أحمد فتوح، محمود حمدي "الونش"، حسام عبد المجيد، عمر جابر.
خط الوسط: محمد شحاتة، عبد الله السعيد، كونراد ميشالاك.
خط الهجوم: مصطفى شلبي، ناصر منسي، أحمد سيد "زيزو".
يدخل الزمالك المباراة وهو يحتل المركز الثاني في جدول الترتيب برصيد 10 نقاط، بينما يتواجد طلائع الجيش في المركز التاسع برصيد 7 نقاط.