خشية من استمرار دفع الثمن.. تحذيرات إسرائيلية من التورط أكثر في غزة
تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT
من الواضح أن فداحة الأثمان البشرية الباهظة التي يدفعها الاحتلال أمام المقاومة في غزة، تعيد إلى أذهان أوساطه الكابوس الذي عاشوه في لبنان طيلة 18 عاما منذ احتلال جنوبه في 1982، حتى انسحابهم المهين منه في عام 2000.
لكن المعطيات الجارية، لدى حكومة الاحتلال تؤكد أنها لم تتعلم الدرس من لبنان، بدليل أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، سيقوم بإنشاء قطاع أمني ضخم في غزة، مع أن الجيش يعرف أن ثمن الدم الذي دفعه في لبنان سيكون صغيرا في ضوء ثمن الدم الذي سيدفعه في غزة، يوما بعد يوم.
أريئيلا رينغل هوفمان، وهي الكاتبة في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أكدّت أنه "بعد وقت قصير من اتخاذ قرار الانسحاب الإسرائيلي من لبنان، في يناير 1985، أنشأ الاحتلال نقطة مراقبة في القطاع الشرقي من الشريط الأمني، وكان فريق من المراقبين يغادر كل ليلة من القاعدة الأم في فلسطين المحتلة، ويستقر في المنطقة قبيل شروق الشمس، وينفذ المهمة نهارا وليلا بعد عودته هناك مجددا".
وأضافت، في مقال ترجمته "عربي21" أن "المهمة الرئيسية لذلك الموقع كانت تحديد قوات حزب الله التي تتحرك في المنطقة، وإعادة البيانات، وفي مرحلة معينة، تقرّر تحسين الموقع، وتم زرع خيمة مموّهة جيدا بدلا من ذلك".
وأوضحت أنه "بمرور الوقت، أصبحت الخيمة موقعًا راسخًا، ثم تطور ليصبح موقعًا استيطانيًا ضخمًا، وبدلا من المائة جندي الباقين هناك لمساعدة الجيش، فقط بقي ألف جندي، واستمرت الأعداد في التزايد، حتّى انسحب بصورة مهينة في مايو 2000 بعد أن دفع خسائر بشرية كبيرة في صفوف قواته".
وأشارت إلى أن "التواجد العسكري الاسرائيلي، اليوم، في غزة، بدعوى حماية مستوطني الغلاف، هو شعار فارغ، ويحمل في طياته مزيدا من الإخفاقات العسكرية، ولن ينجح في القضاء على حماس، كما لم ينجح التواجد في لبنان بالقضاء على حزب الله، حيث قُتل هناك 1404 جنديا على مدار 18 عاما، وأصيب 3750 آخرون، وهذا بالضبط ما سوف ينشئه نتنياهو في غزة، مع العلم أن الجيش يعرف أكثر من سواه أن ثمن الدم الذي دفعه في لبنان، سيكون أقل بالنظر لثمن الدم الذي سيدفعه في غزة".
وأردفت بأن دولة الاحتلال الإسرائيلي "ليست مجبرة لدفع هذه الأثمان البشرية في غزة، يوما بعد يوم، في حرب تقرّر أنها ستستمر لأجل غير مسمى، من قبل حكومة كثير من أعضائها لم يخدموا في الجيش، وأبناؤهم ليسوا مع الجنود أيضا، مما يطرح السؤال: متى ستنشأ "حركة الأمهات الأربع" على نمط 2024، لأن الهاجس الذي يشغل بال كل أم اسرائيلية ابنها في غزة هل سيعود أم لا، ولذلك من الصعب أن أجد الكلمات لوصف رعبهن اليومي".
وفي سياق متصل، أكّد أمنون ليفي أنه "يقرأ طوال الوقت عن الثمن الباهظ الذي يدفعه الجيش في غزة مما يستدعي نهاية عاجلة لهذه الحرب العمياء، لأن الوقت قد حان فعلا، قبل نشوب موجة هجرة عكسية جديدة من الدولة إلى خارجها، وقبل أن يفقد سكانها الأمل في العيش فيها، بعد ما يقرب من عام من الثورة المهتزة والاحتجاج العنيف، وسبعة أشهر من الحرب، التي بدأت بهزيمة عسكرية، واستمرت إلى انهيار سياسي وأخلاقي، مما يستدعي السؤال: هل نحن ضائعون في هذا المكان؟".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وترجمته "عربي21" أن "قيادة الدولة لا ترى حجم الأزمة القائمة، وهي تواصل ترديد ذات النغمة بضرورة القضاء على ما تبقى من كتائب حماس القليلة، بزعم تحقيق "النصر المطلق"، مع أن كل من لديه عينين يبتسم ساخرا حين يسمع هذه العبارة".
وتابع: "يبدو أن مجلس الحرب يرى التحركات العسكرية اللازمة على الجبهة، دون رؤية الأزمة على الجبهة الداخلية، والأكثر إحباطا أنهم مقيّدين بالتزامات حزبية، والخوف من ردة فعل القواعد الحزبية، وماذا سيحدث لو سقطت الحكومة، وماذا سيفعل بن غفير، وكيف سنتغلب على قانون التجنيد".
وأشار: "لسنا في أيام عادية، نحن أمام السقوط العظيم، ممّا يطرح التساؤل عن مصدر "العمى الرهيب" الذي يعانيه السياسيون، والأمر الأكثر إثارة للقلق هو كيف لا يجبرهم عامة الإسرائيليين على إنهاء الحرب، والآن".
وأبرز "لعل جزءاً من الإجابة يكمن في الإغفال الكبير من قبل المراسلين والمذيعين والمشرفين والمعلقين، لأنهم تجاوزوا واجبهم بالامتناع عن تقديم المعلومات الأساسية عن الحرب، بعد الصدمة التي تسببت بها أحداث السابع من أكتوبر لدرجة أننا غضضنا الطرف عما حدث بعد ذلك في غزة".
وأكد: أن "الرغبة في الانتقام أعمت أعيننا، وجعلتنا نكمل، بل ونشجع في بعض الأحيان، الضرر الفظيع الذي لحق بأكثر من مليوني فلسطيني هناك، من تدمير منازلهم، وتجويع أطفالهم، وإصابة حياتهم بجروح مميتة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية غزة فلسطين فلسطين غزة قطاع غزة المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدم الذی فی لبنان فی غزة
إقرأ أيضاً:
تقرير لبناني: الجيش الإسرائيلي سوّى بالأرض 37 بلدة جنوبية ودمّر أكثر من 40 ألف وحدة سكنية
لبنان – أفاد تقرير لبناني، امس الثلاثاء، بأن 37 بلدة جنوبية لبنانية قد سويت بالأرض جراء العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي وأن أكثر من 40 ألف وحدة سكنية دمرت تدميرا كاملا.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أنه “في إطار الحرب التدميرية التي يشنها العدو الإسرائيلي على لبنان عموما والجنوب خصوصا، والغارات والأعمال العسكرية التدميرية، يقوم جيشه بتفخيخ وتدمير أحياء في مدن وبلدات بكاملها” .
وأضافت أن “أكثر من 37 بلدة تم تسويتها بالأرض وتدمير منازلها وأن أكثر من 40 ألف وحدة سكنية دمرت تدميرا كاملا”.
وأوضحت أن هذا يحدث في منطقة في عمق 3 كيلومترات تمتد من الناقورة حتى مشارف الخيام في جنوب لبنان.
وقال محمد شمس الدين الباحث في “الشركة الدولية للمعلومات” لصحيفة “الشرق الأوسط” إن “نحو 29 قرية ومدينة تمتد على طول 120 كيلومترا من الناقورة غربا إلى شبعا شرقا دُمّرت معظمها بشكل كلي”، مضيفا أن “عدد الوحدات السكنية المدمرة هناك يبلغ نحو 25 ألف وحدة”.
ويزعم الجيش الإسرائيلي أنه يستهدف فقط المباني التي تستخدمها الفصائل اللبنانية كمخابئ أو مستودعات للأسلحة.
هذا، وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي ظهر وعصر الثلاثاء على عدد من المناطق في جنوب لبنان وعلى بلدة حوش الرافقة في البقاع شرق لبنان.
وأوضحت الوكالة الوطنية للإعلام أن الطيران الحربي الإسرائيلي شن عصر الثلاثاء غارة على بلدتي صير الغربية الجنوبية، والبرغلية في جنوب لبنان، ما أدى إلى مقتل سوري وجرح فلسطينيين اثنين.
كما شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات على بلدات عيتيت، و خربة سلم، وعنقون، ودير الزهراني، ووادي جيلو، ويحمر الشقيف، وأرنون في جنوب لبنان.
وأغار على منزل في بلدة حوش الرافقة في البقاع شرق لبنان، فيما قصفت المدفعية الإسرائيلية المنطقة الواقعة شرق بلدة يحمر الجنوبية.
واستهدفت غارة إسرائيلية شقة سكنية في مبنى في بلدة الجية في جبل لبنان، وأسفرت عن سقوط 7 جرحى في حصيلة أولية.
يذكر أن الطائرات الحربية الإسرائيلية بدأت منذ 23 سبتمبر الماضي شن سلسلة واسعة من الغارات لا تزال مستمرة حتى الساعة استهدفت العديد من المناطق في جنوب لبنان والبقاع شرق لبنان والعاصمة بيروت والضاحية الجنوبية لبيروت وجبل لبنان وشماله، وفي 1 أكتوبر بدأ الجيش الإسرائيلي عملية برية في جنوب لبنان.
المصدر: وكالة الأنباء اللبنانية + د ب أ