الحرب تؤسس للمرحلة المقبلة.. وفي لبنان كل الملفات مؤجّلة!
تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT
بالتوازي مع استمرار التّصعيد العسكري في الجنوب والذي يأخذ بين يوم وآخر منحنيات أكثر خطورة، يصبح الحديث عن الأزمة الداخلية اللبنانية أمراً ثانوياً، خصوصاً أنّ بعض القوى السياسية عن حسُن نيّة أو ربّما عن سوء نيّة باتت تربط كلّ الاستحقاقات بالمعركة الحاصلة في غزّة ونتائجها.
ليس "حزب الله" وحده من يربط المعركة ونتائجها بالمرحلة المقبلة في لبنان، بل هناك أفرقاء آخرون يترقّبون مُجمل التطورات حتى وقف إطلاق النار، وهؤلاء بمعظمهم من خصوم "الحزب".
يتلاقى "حزب الله" مع خصومه في لبنان حول فكرة تأجيل الحسم في لبنان إلى ما بعد الحرب، لأنّ خصوم "الحزب" يعتبرون أيضاً أن نتائج المعركة في حال حصول تسوية في غزّة وجنوب لبنان قد تؤدّي الى تواضع "حزب الله" في الداخل اللبناني وبالتالي قد يُقدم على تقديم تنازلات جديّة يستفيد منها خصومه في بناء سلطة توازن بينهم وبينه.
تقول مصادر سياسية مطّلعة أن هذه القناعة تؤجّل أي عملية تسوية قريبة، رغم أن خصوم " حزب الله" يحاولون التأكيد دائماً بأنهم أكثر تمسّكاً بالتسوية السريعة، لكنّ الواقع يشير الى أن هذه التسوية تحتاج الى نضوج فعلي خصوصاً أنها مرتبطة بعدّة ملفّات تؤسس لتوازنات المرحلة المقبلة، وهي رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب وغيرها من الاستحقاقات. حتى أن خصوم "الحزب" يعتبرون أن نهاية المعركة قد تُعيد تركيب التحالفات التي اختلطت في الأشهر الأخيرة؛ فمثلاً القوى السنيّة ستستجمع توازنها ولن تكون مرتبطة "بحزب الله" بشكل كامل. كذلك الحال مع "الحزب التقدمي الاشتراكي" الذي لن يكون حليفاً للحزب الذي يراعيه اليوم بحُكم الأزمة الراهنة.
لذلك فإنّ نهاية الحرب ستؤسس لمرحلة جديدة يعاد فيها تنظيم صفوف المعارضة وتعزيز قدرتها النيابية وإعادة "حزب الله" الى حجمه الداخلي في لبنان. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله فی لبنان
إقرأ أيضاً:
المرحلة الأخيرة.. هل نحن على أعتاب نهاية الحرب في السودان؟
كيكل، الانصرافي، الكيزان، درع السودان، العدل والمساواة، وبقية الحركات.. الخلافات التي نشهدها اليوم بين هذه الأطراف ليست سوى انعكاس طبيعي لما يحدث بعد تجاوز خطر مشترك، وهو في حالتنا “مليشيات الدعم السريع”.
أنا متفائل استراتيجيًا بظهور هذه الخلافات في هذا التوقيت المبكر، فهي مؤشر قوي على اقتراب الحرب من نهايتها، لكنها في الوقت ذاته تُحذّرنا مما قد يحدث في حال غياب التخطيط والتنبؤ بالمشكلات المقبلة.
التحدي الأكبر الآن هو كيفية إدارة هذه المرحلة الحساسة حتى لا تتحول هذه التباينات إلى انقسامات تُعيق الاستقرار وتعرقل عملية إعادة البناء والتعمير. التعامل مع مرحلة ما بعد الحرب يجب أن يبدأ الآن، قبل أن تضع الحرب أوزارها، عبر رؤية وطنية شاملة تتضمن:
-خطة توافقية مُعلنة لإعادة دمج القوات المساندة في منظومة أمنية وطنية وفق معايير واضحة.
-بناء مؤسسات سياسية قوية تستوعب الاختلافات وتحوّلها إلى فرص لحوار مثمر وبنّاء.
– وضع خطط اقتصادية تنموية تمنع نشوء نزاعات جديدة نتيجة التنافس على الموارد.
إن تم التخطيط بحكمة وعدالة وكثير من الوطنية، فستكون هذه لحظتنا التاريخية للانتقال إلى مرحلة البناء والتعمير بسلاسة، دون معوقات أمنية أو سياسية.
السؤال الأهم: هل نحن مستعدون لهذه المرحلة؟
ام ما زلنا ننجذب للتراشقات والأكشن والدراما والصراعات الشبيهة بصراعات القونات !
البعشوم
إنضم لقناة النيلين على واتساب