شبكة اخبار العراق:
2025-03-28@20:01:15 GMT

هل احتفل عليٌّ.. بالغدير؟!

تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT

هل احتفل عليٌّ.. بالغدير؟!

آخر تحديث: 18 ماي 2024 - 9:34 صبقلم: رشيد الخيّون بين حين وآخر، تُطلق في سماء بغداد مذنبات حارقة، وكأن «مدينة السّلام»، يعوزها سَعير الحرب. خرج مَن دعا إلى اعتبار «الغدير» عيداً، وزاد بوصفه وطنياً، بعد أنْ كان يلوم مَن دعا إليها مِن قَبل، لأنه، حسب تصريحاته، عدَّ نفسه صمام أمان العِراق، بينما اعتبار مناسبة تخص طائفة، عيداً في الدّولة تعسفاً للآخرين، بل لفريق مِن الشّيعة، مِن أهل الوئام والسّلام، الذين لا ينتصرون لمثل هذه الدَّعوة.

لكن العِراقَ «ومِن عجبِ أنَّ الذين تكفلوا/ بإنقاذ أهليه هم العثراتُ»(الجواهري، الرَّجعيون 1929). يُثار السؤال: هل احتفل عليّ بن أبي طالب بالغدير عيداً، وكان حاكماً(35-40هجرية)، وأنتم تعتبرونه «تتويجاً إلهيّاً»، وهو بحاجة لتكريسه، أكثر مِن حاجتكم، بسبب النّزاع بالبصرة(36هجرية)، وصفين(37هجرية)، ناهيك عما كان بينه و«الخوارج»، وقد أعلنوا خلعه، وكانوا رجاله؟ كما لم يذكره لا اسماً، ولا مناسبةً، في أدبه المجموع في «نهج البلاغة»، الذي تعتبرونه «أخو القرآن» (الطَّهراني، الذريعة)، ولا في القرآن نفسه. حتّى «فدك» التي تحولت إلى فضائيات للكراهية لم تكن تعنيه، «وما أصنع بفدك وغير فدك والنفسُ مظانها في غدٍ»(النهج). كيف يكون التّتويج سياسياً إلهيَّاً، وحفيده زيد بن عليّ بن الحُسين(قُتل: 122 هجرية)، اعتبر ما أصطلح عليه بالوصية، إمامة فقه، حتَّى أتته الخلافة (ابن المرتضى، المُنية والأمل).هذا وعليٌّ نفسه، لا يقر بسلطة إلهية، ذلك في ردَّه على شعار «لا حكم إلا لله»: «كَلِمَةُ حَقٍّ يُرَادُ بِهَا بَاطِلٌ! نَعَمْ إِنَّهُ لا حُكْمَ إِلاَّ للهِ، هؤُلاَءِ يَقُولُونَ: لاَ إِمْرَةَ، فَإِنَّهُ لاَبُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ أَمِير بَرّ أَوْ فَاجِر»(نفسه)، فحكم الله ليس الإمرة السِّياسية، إنما القضاء والقدر(ابن أبي الحديد، شرح النهج). أخيراً إذا كان تتويجاً إلهيّاً فيكون مِن تدبير الله، لا يمنعه أحدٌ مِن البشر! أليس هذا هو المنطق المعقول؟! ذُكرت خطبة الوداع (10 هجرية)، عند غدير خُم، بين مكة والمدينة، ومنها: «فمَنْ كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والِ مَنْ والاه وعاد مَنْ عاداه»(اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي). أما الطَّبري(ت: 310هجرية) فسماها «حِجَّة الوداع» و«حِجَّة البلاغ»، وأورد فيها وضع الدِّماء التي كانت على الجاهلية، ووصية بالنِّساء، والالتزام بالأشهر الحُرم، دون ذكر الموالاة. لكنها موجودة، في كتب السُّنة والشِّيعة، والقصد منها العلم، حسب التفسير الزّيدي والصوفيّ، وتأنيب مَن تهجم على عليٍّ عندما كان باليمن، حسب المصادر الأُخر(الآلوسيّ، روح المعاني). ليس المراد من تكريس الوئام الاجتماعي، حجب الاحتفال بهذه المناسبة أو تلك، فكثرة الأفراح تعمر الأوطان. لكن، ألا تكون سبباً لعاصفةٍ «طوى لها النَّسرُ كشحيه فلم يطرِ»! بمسألة الإمامة التي قال فيها إخوان الصفا(الرَّابع الهجري): «كثر فيها القيل والقال، وبدت بين الخائضين العداوات والبغضاء…»(الرِّسالة الأولى من الآراء والديانات). أقول: ماذا لو استعادت الطَّائفة الأخرى، ما حدث السَّنة (389هجرية)، وأعلنت يوم «الغار» عيداً مثلما جعله أتراك الزَّمن الماضي (السلاجقة)! مواجهةً «للغدير»(ابن الأثير، الكامل في التّاريخ)، مثلما سنه عيداً صفويو الزَّمن الماضي أيضاً(البويهيون)! والطَّرفان يعرفان جيداً أنه لا شأن للغدير ولا الغار بسياسة الأمس واليوم، فإذا كان السّاسة يتبارون بالمناسبات الطّائفيّة، لم يبق غير القول: «كنا رأينا النُّور في أحلامنا/لو أطبقت جفوننا على المُقل/أظلمت الآفاق في وجوهنا/حتَى ولا بارقة مِن الأمل»(الخاقانيّ، شعراء الغري). ها وقد عدمتم، خلال العقدين والنصف الماضيين بارقة الأمل، ونشأ جيلٌ مشوهٌ باستدراج الماضي، فأخذ الشَّباب يعيشون أحداثه بحذافيرها، عبر المنابر، مفخخات العقول.ختاماً، لو خرج عليٌّ، وشاهد ما شاهد باسمه، لخصف نعله، وكررها على ساسة اليوم، وهم يسنون «الغدير» عيداً: «والله لهي أحب إلى مِن إمرتكم، إلا أنْ أقيم حقاً، أو أدفع باطلاً»(النهج)، فأي حقٍّ أقمتم، وباطلٍ دفعتم؟!

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

حقيقة تجديد جسم الإنسان نفسه كل 7 سنوات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

انتشرت معلومة خلال فترة من الزمن عن أن جسم الإنسان يجدد نفسه مرة كل سبع سنوات، وتوصل العلماء بأن المعلومة السابقة ليست صحيحة ووفقا لموقع iflscience كشف عن الحقيقة وما يحدث لجسم الإنسان بعيدا عن الخرافات الشائعة، حيث يعود غالبًا أصل المعلومة السابقة إلى ورقة بحثية نُشرت عام 2005 لأسلوب دراسة كان جديدًا حينذاك، واستخدم تحديد عمر خلايا جسم الإنسان، إذ أبلغ أحد مؤلفي الورقة البحثية السابقة، مع أخذ جميع أنواع الخلايا البشرية بالاعتبار، بأن متوسط فترة حياة خلايا الجسم تتراوح من 7 إلى 10 سنوات تقريبًا.
وتضمنت الشائعة شيئًا من الحقيقة إذا كان جسم الإنسان يتكون من نوع واحد فقط من الخلايا، ما يعني أن كل خلية من خلايا الجسم ستشكل خلية جديدة وتموت هي ذاتها في الوقت نفسه مرة كل سبع سنوات تقريبًا، بشكل متسق ومنظم، وفي الواقع يحتوي جسم الإنسان على الكثير للغاية من أنواع الخلايا، لكل منها وظائف واحتياجات خاصة بها، تجتمع معًا لتشكل أعضاء تؤدي أدوارًا مختلفة وتتطلب احتياجات مختلفة. 

وبعض أنواع خلايا جسم الإنسان تجدد نفسها بمعدل أسرع من بعض الأنواع الأخرى، ولم يتمكن العلماء حتى الآن من تحديد معدل وسطي لجميع الأنواع، ومثلًا خلايا الطبقة الأولى من بطانة المعدة التي تُسمى الطبقة المخاطية السطحية تتمثل وظيفة هذه الخلايا بإنتاج المخاط الذي يحمي بطانة المعدة من حمضها القوي المسبب للتآكل، وتتطلب الوظيفة الدفاعية المهمة التي تؤديها هذه الخلايا أن تكون في أفضل حال دائمًا، ما يفسر معدل التجدد العالي لهذه الخلايا، الذي يبلغ مرة كل 10 أيام.


أما الخلايا الظهارية المعدية المعوية، وهي الخلايا التي تبطن كامل جهاز الهضم وليس فقط المعدة، فتمثل نحو 12% من عمليات التجديد والتبدل التي تحدث في جسم الإنسان يوميًا، وتتجدد يوميًا نحو 330 مليار خلية ضمن جسم الإنسان، ما يبرز أهمية النسبة السابقة، وتحتل خلايا الدم، تحديدًا كريات الدم الحمراء، التي يقدر متوسط عمرها بنحو 120 يومًا، المركز الأول ضمن معدل التجديد اليومي في الجسم بنسبة 65%، في حين تشكل جميع أنواع خلايا الدم معًا 90%.

ويحوي جسم الإنسان خلايا تحافظ على ذاتها طوال العمر دون تجدد، مثل خلايا الجهاز العصبي المركزي. يفسر ذلك الخطورة العالية لأذيات الدماغ والنخاع الشوكي، إذ لا تتجدد الخلايا العصبية تلقائيًا مثل معظم أنواع الخلايا، وتحافظ الخلايا العصبية في الحالات الطبيعية على ذاتها طوال فترة أداء جسم الإنسان وظائفه، ويعتقد بعض العلماء أن الخلايا العصبية قد تواصل أداء عملها حتى بعد زرعها في جسم إنسان آخر.

مقالات مشابهة

  • انتحار رجل باطلاق النار على نفسه داخل منزله في حي العامل ببغداد
  • الإيثار بين المهاجرين والأنصار.. قيمة إيمانية راسخة
  • رحم الله نفوسًا تائهة وأبدانًا أعياها المرض
  • حقيقة تجديد جسم الإنسان نفسه كل 7 سنوات
  • لاعب عراقي شاب يطرح نفسه مدرباً لـأسود الرافدين بدلاً من كاساس
  • المطران ابراهيم احتفل في عيد البشارة
  • العيد الذي لم يعد عيداً ..!
  • بين الواجب الديني والوشاية يقع أحمد عبد الحميد في صراع نفسي في ظلم المصطبة
  • أطفال الشوارع !
  • فهد البطل الحلقة 25.. أحمد العوضي ينجو من ملعوب بدارة