درجات الحرارة المتوقعة في مختلف المحافظات اليمنية
تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT
درجات الحرارة المتوقعة في مختلف المحافظات اليمنية.
المصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
كيف تسهم البرامج الثقافية المتنقلة بين مختلف المحافظات في تنمية الوعي ؟
د. بدرية الوهيبية: البرامج تسهم في إثراء التنويع الثقافي والتمازج القيمي والحضاري والانتماء الوطني والتماسك المجتمعي
محمد تبوك: مركز الشباب يسعى إلى تنمية المهارات في مجالات مختلفة مثل ريادة الأعمال والتكنولوجيا والحرف اليدوية
إدراكا من سلطنة عمان أن الثقافة ركيزة أساسية لأي نهضة تنموية، فهي تولي عناية فائقة لتعزيز الهُوية الوطنية وغرس القيم الثقافية الأصيلة في نفوس الأجيال الصاعدة. ولذلك، تعمل جاهدة على صقل مهارات الشباب وتنمية قدراتهم، وترسيخ الانتماء الوطني في وجدانهم، إيمانا منها بأن ذلك سينعكس إيجابا على حاضر البلاد ومستقبلها.
في هذا الاستطلاع، سنستعرض أدوار «صالون المواطنة الثقافي» و»مركز الشباب»، وكيف يمكن لكل منهما أن يسهم في نمو الوطن ثقافيا ومعرفيا؟
صالون المواطنة الثقافي:
ترسيخ الهُوية الوطنية
يمثل «صالون المواطنة الثقافي» إحدى هذه المبادرات وهي منصة تفاعلية غير ربحية تم تأسيسها تحت مظلة وزارة الثقافة والرياضة والشباب، إذ تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز القيم الوطنية وترسيخ الهُوية الثقافية العمانية، بما يتماشى مع «رؤية عُمان 2040». ويتضمن البرنامج مجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية الموجهة للشباب والأطفال يتيح لهم الفرصة لمشاركة آرائهم وأفكارهم حول مواضيع تتعلق بالمواطنة والهُوية والثقافة الوطنية، مما يعكس الانفتاح على الأفكار ويشجع الحوار المجتمعي الفعّال، ويسهم في بناء مجتمع متماسك يمتاز بالوعي الثقافي والوطني.
وتقول الدكتورة بدرية الوهيبية رئيسة صالون المواطنة الثقافي: «إنّ صالون المواطنة الثقافي مبادرة ثقافية غير ربحية تحت مظلة وزارة الثقافة والرياضة والشباب، وتعدّ ضمن المبادرات الوطنية الساعية لترسيخ مفاهيم المواطنة وتعزيز القيم والهُوية العمانية الأصيلة بما يتوافق وروح العصر، وتسعى إلى تحقيق جملة من الأهداف التي تعكس اهتمام
جلالةالسلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه - بضرورة ترسيخ الثقافة الوطنية باعتبارها من أهم معززات الانتماء والولاء الوطني، وتنبثق أهداف الصالون من «رؤية عُمان 2040» المتمثلة في تنفيذ أهداف أولوية المواطنة والهُوية والتراث والثقافة الوطنية».
وتضيف: «تكمن أهمية الصالون في دعمه للدور الثقافي في تنمية الشباب والأطفال وتعزيز الانتماء الوطني لديهم، ومشاركته المؤسسات الحكومية المعنية بالثقافة والتنمية المجتمعية في توجيه الأطفال والشباب حول دورهم في تحقيق أولوية المواطنة والهُوية والتراث والثقافة الوطنية، وتجذير الشعور بالانتماء الوطني وتنشئة أبناء المجتمع على حب الوطن وروح الاعتزاز والفخر بمنجزاته ومكوناته الثقافية، ومعرفة دور التاريخ الوطني في تخليد أمجاد عمان وتراثها الثقافي».
وتحدثت الدكتورة بدرية عن مبادرة «عُمان الفخر» وهي أحد البرامج المتنقلة التي ينظمها الصالون قائلة: « كانت مبادرة «عُمان الفخر» أول أعمال الصالون في عام 2022، والتي جاء من ضمنها أول معرض ثقافي متنقل في سلطنة عمان وبمشاركة أكثر من 80 مبدعا ومبدعة، حيث شمل الصناعات الإبداعية والثقافية والحرفية، والورش الإبداعية والثقافية، وعرضا لمعروضات المتاحف المنزلية، ويصحبه مهرجان الألعاب الشعبية والفنون التشكيلية والمسرح الثقافي، وكان تدشين النسخة الأولى في مكتب محافظ مسقط، والنسخة الثانية في مطعم روزنة التراثي، وكان التركيز فيه على صاحبات الصناعات الثقافية والمتاحف المنزلية، حيث كان بمناسبة يوم المرأة العمانية فكانت أغلب المشاركات من النساء، والنسخة الثالثة ركزت على فن الخط العربي في مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، وصحبت المعارض جلسات حوارية تعبر عن المناسبة وتناقش التحديات والتوصيات، كجلسة (المواطنة اللغوية) التي صحبت المعرض في نسخته الثالثة، كما تم تدشين أغنية وطنية «عُمان الفخر» بمناسبة ذكرى تولي السلطان هيثم بن طارق - أعزه الله - مقاليد الحكم باني النهضة المتجددة وهذا إهداء
من الصالون». وأضافت الوهيبية: كما كانت لنا مشاركة في مهرجان «ليالي مسقط»، ووضعنا في خطة الصالون المشاركة به في محافظة ظفار ومحافظة مسندم ومحافظة الداخلية، وفي مواقع تراثية عدة في محافظة مسقط ومنها ولاية مطرح. كما تم إعداد دراسة (واقع إدماج أولوية المواطنة والهوية والتراث والثقافة الوطنية في التعليم المدرسي (قيم المواطنة في المناهج التعليمية وبرامجها أنموذجا)، وإعداد ورش تدريبية للأطفال في مجال الفنون التشكيلية والابتكار والصناعات الثقافية استهدفت 120 طفلا وطفلة وإعداد برنامج صيفي تدريبي للأطفال بعنوان (صفة المبدعين) في محافظتي الداخلية ومسقط استهدف 320 طفلا وطفلة لنسختين. كما أعد الصالون أغنية (بالدم أنا عماني) وتم تدشينها في معرض مسقط الدولي للكتاب برعاية وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي.
وحول أهمية البرامج المتنقلة في تعزيز الهوية الثقافية تقول الوهيبية: تعد مثل هذه البرامج مسؤولية الجميع في إثراء التنويع الثقافي والتمازج القيمي والحضاري والانتماء الوطني والتماسك المجتمعي، وتسهم في تعزيز قيم العمل الجماعي والتطوعي من أجل رفعة الوطن وترابط المجتمع وتماسكه، كما أن مثل هذه التظاهرات الثقافية تسهم بنتاج ثقافي مستدام وتعزز التعارف والتثاقف بين الشباب والمجتمعات، وتعزز لدى الأسر والفنانين والموهوبين استثمار تراثهم ثقافيا واقتصاديا. والاختلاف الثقافي حسب البيئات يثري الحياة الاجتماعية ويكسب الأفراد مجالات كسب وثقافة متنوعة، ويعزز جانب الابتكار والتبادل الثقافي وتقبل الآخر وينشر قيم التسامح والتعايش المجتمعي. كما أن مثل هذه المعارض الثقافية المتنقلة تبرز ما تتميز به المحافظات من ميزة تنافسية ومكون محلي وفنون شعبية وتراثية وأدبية، وتنشر الثقافة العمانية والهوية الوطنية والثقافية على مستوى جميع المحافظات بما تحويه من ثروات زراعية وحرفية وصناعية وكنوز ثقافية وقصص شعبية، وتسهم في نشر الثقافة المحلية المتنوعة والصناعات الثقافية والإبداعية، مؤكدة اهتمامهم بأن تلقى هذه المبادرات
اهتمام المسؤولين ودعم القطاع الخاص لها كونها تعزز من الانتماء الوطني والتماسك المجتمعي وتنشر مفاهيم المواطنة المسؤولة، وتعزز القيم الأخلاقية وتنشر الثقافة الوطنية ومختلف الفنون العمانية، وتبرز الهوية العمانية الثابتة على مر العصور وتبرز التاريخ العماني والحضاري، وتنهض بالمستوى الفكري والمعرفي والأدب العماني، فالتركيز عليها وإبرازها هي من الأولويات الوطنية التي تبنتها سلطنة عمان ونأمل دعمها فنيا وماليا، كما نتطلع بأن تكون مبادرة «عُمان الفخر» مبادرة ثقافية مستدامة عابرة للحدود، وتنتقل بما تحمله من رسالة ومخزون ثقافي وفني إلى آفاق دولية وعالمية فتكون معرضا عالميا، ووجهة سياحية ثقافية تقام سنويا في إحدى الدول الخارجية؛ لإيصال رسالتها في المحافظة على الثقافة العمانية واستثمارها اقتصاديا وسياحيا ونشرها عالميا، وإيصال رسالتها في المواطنة والقيم والسلام والتعايش المجتمعي، وإثراء التنويع الثقافي والتمازج الحضاري ونقل التاريخ العماني بطرق مبتكرة إبداعية.
مركز الشباب:
تنمية المهارات وتعزيز الهُوية
في الجانب الآخر، يسعى «مركز الشباب» إلى تقديم تجارب تعليمية وتطويرية متكاملة للشباب، من خلال برامج متنوعة تشمل المعسكرات الشبابية المتنقلة التي تركز على اكتساب المهارات في مجالات مختلفة مثل ريادة الأعمال والثقافة المالية وغيرها من مهارات المستقبل، ويعكس المركز التزامه بإعداد شباب مستعدين لمواجهة التحديات، مع تعزيز روح الهُوية الوطنية في نفوسهم، كما تستهدف هذه المبادرات جمهورا متنوعا من الشباب الموجود في مختلف محافظات سلطنة عمان، مع التركيز على تعزيز الانتماء الوطني وتقديم التجربة الثقافية.
ووفقا لمحمد عامر تبوك، أخصائي برامج في مركز الشباب، فإن المعسكرات الشبابية المتنقلة التي ينظمها مركز الشباب تهدف إلى تزويد الشباب بمهارات وتجارب مختلفة في
مجالات مختلفة منها: ريادة الأعمال، والمعسكرات التقنية، والثقافة المالية وجرب مهارة، وتحديات شبابية. حيث يتم تصميم هذه البرامج بما يتماشى مع طبيعة كل محافظة ونسبة الشباب فيها، وكذلك اهتمامات شبابها والمجالات التي يسعون لتطوير مهاراتهم فيها، مشيرا إلى أن البرامج المتنقلة تسعى إلى تعميق الانتماء الوطني من خلال الأنشطة الثقافية والأنشطة التعليمية التي تركز على تاريخ البلد، وقيمه الوطنية ومرتكزاته الثقافية. وتساعد على تعزيز الوحدة الوطنية من خلال تجميع الشباب من مختلف المحافظات، مثل هذه المعسكرات تساعد على تعزيز الحوار والتفاهم المتبادل بين مختلف الفئات المجتمعية، بالإضافة إلى أن عدد الشباب المستفيدين من المعسكرات والبرامج التي يقدمها مركز الشباب من 2022 إلى ديسمبر 2024 أكثر من 51546 مستفيدا. ويؤكد تبوك أن المركز يخطط لزيادة عدد البرامج المقدمة في المحافظات، مع التركيز على تحقيق الأثر الاقتصادي والاجتماعي، وتهدف هذه البرامج إلى تنمية مهارات الشباب في مجالات مختلفة مثل ريادة الأعمال، والتكنولوجيا، والحرف اليدوية، مما يسهم في تحسين فرص التوظيف وتحفيز الاقتصاد المحلي. بالإضافة إلى أن رؤية المركز المستقبلية -بحسبه- تتمثل في توسيع فروعه في محافظات مختلفة، وقد تم الإعلان عن عدة فروع وهي: فرع مركز الشباب بمحافظة الداخلية في حارة العقر بولاية نزوى، وفرع مركز الشباب في محافظة مسندم بولاية خصب، وفرع مركز الشباب في محافظة جنوب الشرقية بولاية صور، ويجعل المركز ضمن أولياته زيادة عدد البرامج والأنشطة التي تستهدف الشباب في مختلف المحافظات من خلال تطوير برامج متكاملة تركز على تنمية مهارات الشباب في مجالات متعددة مثل ريادة الأعمال، والتكنولوجيا، والقيادة، والصحة النفسية، مما يعزز من قدرتهم على مواجهة تحديات المستقبل وتبني الحلول التكنولوجية الحديثة في تقديم البرامج التعليمية والتمكين المهني، مثل منصات التعليم الإلكتروني، وبرامج الواقع الافتراضي لزيادة التفاعل والتعلم عن بعد إضافة إلى تعزيز الشراكات مع المؤسسات الحكومية، والقطاع الخاص، والمنظمات الدولية لدعم الشباب من خلال فرص التدريب، التوظيف، والمشاريع المبتكرة.