بقلم : أحمد باسم القزاز _ نيويورك ..
منذ نعومة أظافري، لم أتخيل أنني سأكتب عن شخص معين في مقال لي. فقد كنت دائماً أؤمن بمناقشة الأفكار لا الأشخاص، لأن الأشخاص يتبدلون بينما تبقى الأفكار حية لا تموت.
لكن اليوم، أجد نفسي مضطراً للكتابة عن شخصٍ هو الأستاذ هادي جلو مرعي، لأسباب أعتقد أنها تستحق الطرح والنقاش.
لتوضيح الأمور، لا تربطني بالاستاذ هادي جلو مرعي أي علاقة شخصية تذكر. كل ما يجمعنا هو اتصالان لا أعتقد أنه يتذكرهما، إذ اتصلت به مرةً لطلب نصيحة حول كيفية وأين أكتب، وقد ساعدني بالفعل. أما الإعلامي الرياضي حيدر زكي، فلا يجمعني به سوى رسالة كتبتها له ولم يقرأها حتى الآن.
منذ سنوات، كنت متابعاً وفياً لبرنامج “ستوديو الملاعب” ثم “ستوديو الجماهير”. ورغم أنني لا أهتم بمتابعة التلفاز كثيراً، إلا أن حيدر زكي كان ظاهرة فريدة من نوعها. فقد كنت مؤمناً بأطروحاته بنسبة 99%، لكنني لاحظت أنه إذا انتشر خبر عنه، فسوف تجد آلاف التعليقات من الكارهين. هؤلاء يعتبرونه شخصاً قد ابتز وتلاعب بمنظومة الرياضة في العراق، ورغم ذلك استمر في طرح أفكاره. فهو رجل صاحب فكر واضح وصريح، تدفعه غيرته على الكرة العراقية لقول ما يراه مناسباً، حتى لو كلفه ذلك فقدان جمهوره.
بعد أن أصبح حيدر زكي أول سجين رأي بعد عام 2003، تفاجأت بظهور الأستاذ هادي جلو مرعي في برنامج حيدر زكي في حلقة خاصة. لم يظهر فيها مقدم البرنامج، إذ كان يتابعه من السجن.
لقد كنت أخفي عن أصدقائي أنني متابع لحيدر زكي وأهتم برأيه، لأنني كنت أرى في تعليقاته تفسيراً لوضع العراق عبر الرياضة. كنت أخشى أن أكتب تعليقاً أو أعبر عن رأيي، خوفاً من الشتائم، رغم أن متابعيني لا يتجاوزون العشرين. لقد تابعت حيدر زكي حتى عندما كنت على فراش الموت، وأنا أتلقى العلاج الكيميائي، لأنني كنت أرى فيه صوت لوضع البلد عبر الرياضة.
رغم أنني لن أذكر سبب سجن حيدر زكي ولن أتطرق إلى ما إذا كان له الحق فيما بدى منه أم لا، ولا في تفاصيل سير القضية، لأن هذا ليس هو محور المقال والفكرة التي أرغب في إيصالها. إلا أن هادي جلو مرعي، رغم متابعيه الكثيرين، بشجاعة، دافع عن حرية التعبير وعن الفكرة ذاتها. وأعلم أن حتى زملاءه قد حذروه من الدفاع عن شخص يعتبره الكثيرون مبتزاً وانتهازياً. هؤلاء ليسوا جيوشاً إلكترونية، بل جماهير تشبعت بفكر العقل الجمعي وبنت تصوراتها على آراء الآخرين.
علينا جميعاً أن نفكر كما يفكر هادي جلو مرعي “خارج الصندوق”، لنبني لأنفسنا مبدأ ثابتاً وفكرة صلبة لا تتغير بتغير الظروف. إن تعميم ظاهرة هادي في الدفاع عن المبدأ يمكن أن يسهم في بناء أمة وشعب واعٍ.
للأسف، نحن في مجتمع يرفع الحمقى إلى مرتبة المشاهير ويحارب من هم على شاكلة هادي جلو مرعي. لذلك، من الضروري أن نتبنى مواقف شجاعة ومبنية على مبادئ ثابتة، بدلاً من الانسياق وراء التيار أو التريند. هذا هو السبيل الوحيد لبناء مجتمع قادر على التمييز بين الحقيقة والزيف، وبين الشخص والفكرة. user
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
غدا.. طاقة الشيوخ تناقش التخلص من ظاهرة تجمعات القمامة بالشوارع الرئيسية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تناقش لجنة الطاقة بمجلس الشيوخ، غدا الأحد، الاقتراح برغبة المقدم من النائب إيهاب أبو كليلة، بشأن النهوض بمنظومة النظافة بالإسكندرية للتخلص من ظاهرة تجمعات القمامة بالشوارع الرئيسية والفرعية وكذلك مناقشة الأثر التشريعي المقدم من النائبة نهى أحمد زكي للقانون رقم 102 لسنة 1983 في شأن المحميات الطبيعية.
فيما يعقد مجلس الشيوخ جلسة عامة له غدا، وذلك لاستيضاح سياسة الحكومة حول إعادة تشغيل المصانع المتعثرة.
ويهدف طلب المناقشة المقدم من النائب إبراهيم أبو كليلة، عضو مجلس الشيوخ إلى تعزيز عملية توطين الصناعات الواعدة في البلاد، ونقل التكنولوجيا، بمشاركة القطاع الخاصة وتعزيز دوره، وبما يحسن القدرة التنافسية للصناعة المصرية بالسوقين المحلية والخارجية، وخاصة عقب توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة التحرك للنهوض بملف الصناعة المحلية، وبذل كل ما يمكن من مجهودات وتعظيم الاستخدام الأمثل لكافة الإمكانات الصناعية المتاحة في البلاد.