يعمل الدماغ كالكمبيوتر العملاق داخل رأسك، حيث يساعدك على التفكير والتعلم واتخاذ القرارات اعتمادا على مناطق معينة مخصصة لوظائف مختلفة.
وفي محاولة لفهم آلية عمل الدماغ بشكل أكبر، درست جينيفر روبنسون، أستاذة علم النفس بجامعة أوبورن، الدماغ لمدة 20 عاما تقريبا، وأوضحت أن الخلايا العصبية تعتبر عنصرا رئيسيا في الدماغ، حيث ترسل وتستقبل الإشارات والرسائل حتى تتمكن من التواصل مع بعضها البعض.
وقالت روبنسون إن الدماغ يحتوي على زهاء 80 مليار إلى 100 مليار خلية عصبية.
وتميل الخلايا العصبية إلى التجمع معا لتكوين مسارات عصبية لأداء الوظائف المختلفة. فعندما تراودك فكرة معينة، تنشط الخلايا العصبية في الدماغ وتنتج نبضات كهربائية تميل إلى الانتقال عبر مسارات، مع إطلاق مواد كيميائية صغيرة تسمى الناقلات العصبية على طول المسار لإيصال الرسائل.
ومع تعلم أشياء جديدة وتجربة العالم من حولك، تصبح روابط الخلايا العصبية أقوى لتشكل "شبكات عصبية". على سبيل المثال، عندما تتعلم ركوب الدراجة، قد تجد صعوبة في التنسيق بين جميع العضلات المختلفة بالإضافة إلى قدرتك على التوازن، لكن كلما تدربت أكثر، كلما زادت سيطرة الخلايا العصبية على عضلاتك. لذا، فإن الممارسة والتكرار مهمان لتحسين مهاراتك.
إقرأ المزيدوأشارت روبنسون أيضا إلى تخزين الدماغ للذكريات، التي تساعد في تشكيل أفكارك والتأثير على كيفية رؤيتك للعالم، فقد تشعر بالسعادة والاسترخاء عند تتذكر يوم ممتع قضيته على الشاطئ.
كما يتميز الدماغ بقوة الإبداع، خاصة عندما تطلق العنان لمخيلتك. وعلى سبيل المثال، يستخدم الفنانون والكتاب والعلماء عقولهم الإبداعية لاستكشاف إمكانيات جديدة وحل المشكلات.
كيف تحافظ على صحة دماغك؟
يتفق معظم العلماء على أن النوم مهم جدا للدماغ لمعالجة المعلومات والسماح له بالراحة وتكوين اتصالات جديدة.
وبالإضافة إلى النوم، يُنصح بتناول الأطعمة الصحية وممارسة الرياضة لتعزيز قوة التفكير.
ويقول العلماء إن هناك مجموعة من الأنشطة الفكرية المفيدة لصحة الدماغ، منها: القراءة وحل الألغاز والموسيقى والفن وكتابة المقالات وتقارير الكتب وتدوين اليوميات والتفكير الإيجابي.
وعلى العكس من ذلك، فإن تدخين السجائر وشرب الكحول وتعاطي المخدرات يقتل خلايا الدماغ.
المصدر: ساينس ألرت
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: بحوث معلومات عامة معلومات علمية الخلایا العصبیة
إقرأ أيضاً:
بعد ماسك..الصين تعلن زرع شريحة دماغية في 3 مرضى
قال مشروع شراكة بين معهد أبحاث صيني وشركة تكنولوجية اليوم الإثنين أنه يسعى إلى زرع شريحة دماغية في 13 شخصاً في العام الجاري، في خطوة قد تتفوق على جهود شركة نيورالينكللملياردير الأمريكي إيلون ماسك في جمع بيانات المرضى.
وقال لو مينمين مدير المعهد الصيني لأبحاث الدماغ وكبير العلماء بشركة نيوسايبر نيوروتك إن المعهد والشركة نجحا في زرع الشريحة "بيناو 1"، الدماغية اللاسلكية، في 3 مرضى خلال الشهر الماضي، وذلك في عملية شبه جراحية. وأضاف أن من المقرر زرعها في 10 مرضى آخرين هذا العام.
وتطمح الشركة الحكومية في الصين إلى التوسع في هذه التجارب.
وقال لو للصحافيين على هامش منتدى تشونغ قوان تسون للتكنولوجيا في بكين: "بعد الحصول على الموافقة التنظيمية، سنجري تجارب سريرية رسمية العام المقبل على نحو 50 مريضاً"، دون الخوض في تفاصيل التمويل أو مدة التجارب.
وربما يؤدي الإسراع في التجارب البشرية إلى تحويل الشريحة بيناو 1، رقاقة الدماغ الأكثر استخداماً في العالم بين المرضى، ما يؤكد تصميم الصين على اللحاق بمطورين أجانب رائدين في هذا المجال.
وتعد سينكرون الأمريكية، ومن بين المستثمرين فيها المليارديران جيف بيزوس، وبيل غيتس، الشركة الرائدة عالمياً في بحوث التكنولوجيا حول الأدمغة البشرية. وأجرت سينكرون 10 تجارب على 10 مرضى، 6 منهم في الولايات المتحدة و4 في أستراليا.
كما تجري نيورالينك المملوكة لماسك حاليا تجارب حول شريحتها الدماغية على ثلاثة مرضى، وتعمل على تطوير شرائح دماغية لاسلكية تزرع في الدماغ لتحسين جودة الإشارة، بينما يعمل منافسوها على تطوير شرائح شبه جراحية، أو أنظمة بحوث تكنولوجية حول الدماغ، تزرع على سطح الدماغ. ورغم أن هذه التكنولوجيا تقلل جودة الإشارة، لكنها تحد من خطر تلف أنسجة الدماغ وغيرها من مضاعفات ما بعد الجراحة.
وأظهرت مقاطع مصورة نشرتها وسائل إعلام رسمية هذا الشهر، مرضى يعانون من نوع من الشلل يستخدمون شريحة الدماغ بيناو 1، للتحكم في ذراع آلية لصب كوب من الماء، ونقل أفكارهم إلى شاشة كمبيوتر.
وقال لو: "منذ انتشار خبر نجاح تجارب بيناو 1 على البشر، تلقينا عدداً لا يحصى من طلبات المساعدة".
وحتى العام الماضي، لم يبدأ المعهد الصيني لأبحاث الدماغ، وشركة نيوسايبر نيوروتك، بعد في تجربة الشريحة الدماغية على البشر. لكنهما أعلنا نجاح تجربة شريحة جراحية أخرى، هي "بيناو 2"،على قرد، ما مكّنه من التحكم في ذراع آلية.
وقال لو إن العمل جار على تطوير نسخة لاسلكية من الشريحة بيناو 2، تشبه منتج نيورالينك، وأن من المتوقع تجربتها على أول مريض في غضون مدة تتراوح بين 12 و18 شهراً.