توقعات مؤتمر بروكسل الثامن:سوريا غير آمنة... والنازحون حيث هم
تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT
قبل أيام قليلة من موعد انعقاد المؤتمر الثامن لـ"دعم مستقبل سوريا والمنطقة" في بروكسل في 28 من الجاري، وصلت إلى المسؤولين معلومات كافية تخطرهم بما يعرفونه سلفاً عما يُنتظر من المؤتمر، وما سيسمعه لبنان في داخله وعلى هامشه حيال معضلة النازحين السوريين على أراضيه. سيتيقن أكثر من ذي قبل أن فرصة إصغاء المجتمع الدولي عبر الاتحاد الأوروبي إليه صمّاء: لا عودة للنازحين إلى بلادهم حتى إشعار آخر.
أورد الآتي:
1 ـ يقتضي الأخذ في الحسبان أن المفوضية العليا للاجئين مفصلية. لا خيار سوى التنسيق معها للوصول إلى أي حل، والتوقف عن انتقادها، بل العمل والتعاون معها.
2 ـ عندما التقى المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليب غراندي الرئيس السوري بشار الأسد، سمع منه استعداد سوريا لاستقبال مواطنيها النازحين في الخارج. إلا أن الزائر الأوروبي لمس في ما بعد عدم مطابقة ما سمعه منه مع الواقع الحقيقي داخل سوريا، ما حمله على الاستنتاج أنه لا يحبذ عودتهم في الوقت الحاضر. لمس أن الشروط الكريمة والآمنة للعودة غير متوافرة، ومناطق سوريا غير آمنة بدورها. تحقق من أن الوضع يسوء أكثر من ذي قبل، ما يجعل تحقيق شروط العودة مسؤولية سوريا أولاً وأخيراً.
3 ـ ما دام ليس ثمة تغيير في الوضع في سوريا، فلا تغيير في موقف الاتحاد الأوروبي منها المعلن والمتكرر. عندما سمحت تركيا للاجئين السوريين لديها بالذهاب إلى سوريا لتفقد ممتلكاتهم بعد زلزال شباط 2023 مع إمكان عودتهم إلى تركيا إن هم رغبوا، فإن 93% منهم عادوا إلى تركيا بدعوى أن شروط الحياة الكريمة واللائقة غير متوافرة. كان الاتحاد الأوروبي استفتى عدداً من السوريين في مواقع لجوئهم، كانت إجاباتهم سلبية من العودة نظراً إلى الوضع الأمني والخوف والاعتقال والتجنيد العسكري الإلزامي.
4 ـ حذّر الاتحاد الأوروبي الدول العربية من عواقب عودة سوريا إلى كنف الجامعة العربية بلا شروط. كانت سوريا سلّمت للسعودية وثيقة من 12 صفحة لم تطلع عليها المفوضية الأوروبية. ما استخلصه المسؤول الأوروبي أن دولاً عربية عدة غير مقتنعة بعودة سوريا إلى الجامعة العربية لعدم قيامها بالخطوات المطلوبة منها.
5 ـ ينصح الاتحاد الأوروبي لبنان لدى مشاركته في المؤتمر الثامن باتخاذ موقف متجرد واقعي، وأن ينأى بنفسه عن أي رد فعل شعبوي متناقض. ما لا يعرفه أن موضوع العودة معقّد أكثر مما يعرضه البعض له من حلول مبسطة غير واقعية وغير متاحة في الوقت الحاضر. يطلب السياسيون اللبنانيون تمويل السوريين في بلادهم، يطلبون كذلك المزيد من المساعدات، ويتباكون حينما تقل الموارد المخصصة لما يُعرف بالشبكة الاجتماعية للأمان المرتبطة بهذه المساعدات. الشعور السائد في الاتحاد الأوروبي أن لبنان يمارس نوعاً من الهروب إلى الأمام بعدم مواجهة مشكلاته الأساسية، وهي انتخاب رئيس للجمهورية والإصلاحات الاقتصادية.
في ما حملته المعلومات إشارات سلبية إضافية حيال المنتظر من مؤتمر بروكسل:
ـ قررت الولايات المتحدة عشية انعقاده خفض دعمها له بنسبة 30%، ما يحمّل الاتحاد الاوروبي الوزر.
ـ تصر أوروبا على المضي في الانعقاد الدوري لمؤتمر بروكسل بغية ضمان مشاركتها وانخراطها في إيجاد حل للأزمة السورية، دونما إحراز أي تقدم حتى الآن في هذا الحل. يتمسك الأوروبيون بشروطهم من نظام الأسد بإجراء تعديلات دستورية أساسية وتقديم ضمانات أمنية بإلغاء التجنيد العسكري الإجباري وعدم ملاحقة المعارضين.
ـ ما يطلبه الرئيس السوري لابتزاز المجتمع الدولي برفض إعادة النازحين إلى بلادهم، وهو إلغاء قانون قيصر وإعادة إعمار سوريا شرطاً مسبقاً لعودتهم، لن يدفع الاتحاد الأوروبي إلى أي إعادة نظر في موقفه منه ومن نظامه ومن رؤيته إلى الحل السياسي في سوريا. تالياً لا يسمح بعودة النازحين السوريين إلى بلادهم قبل تحققه من إبصاره سوريا جديدة في المنطقة. ليس المقصود، ولم تعلن أوروبا مرة أنها تريد إسقاط نظام الأسد. إلا أنها جازمة تريد وتتوقع أن ترى سوريا أخرى ذات يوم.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی
إقرأ أيضاً:
هل أحبطت إسرائيل مخطط تركيا بنشر قوات في سوريا؟
نقلت رويترز عن 4 مصادر قولها إن إسرائيل استبَقت تحرك تركيا لنشر قوات تابعة لها في قواعد سورية، وقامت بقصفها وتدمير بعضها بشكل شبه كامل.
وقالت المصادر الأربعة إن تركيا تفقدت 3 قواعد جوية على الأقل في سوريا قد تنشر قواتها فيها ضمن اتفاق دفاع مشترك مزمع قبل أن تقصف إسرائيل المواقع بضربات جوية هذا الأسبوع.
ويشير هذا القصف إلى احتمال نشوب صراع بين جيشين قويين في المنطقة بشأن سوريا التي تشكلت فيها حكومة جديدة بعد الإطاحة بالرئيس المخلوع بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضيين.
وجاءت الضربات الإسرائيلية، ومن بينها قصف مكثف مساء الأربعاء، على المواقع الثلاثة التي تفقدتها تركيا، على الرغم من جهود أنقرة لطمأنة واشنطن بأن زيادة وجودها العسكري في سوريا لا يستهدف تهديد إسرائيل.
وأثار الحكام الجدد بدمشق الذين أطاحوا بالأسد قلق إسرائيل التي تخشى ممن تصفهم بالإسلاميين على حدودها وتضغط على الولايات المتحدة للحد من النفوذ التركي المتزايد في البلاد.
وتستعد أنقرة، وهي حليف قوي لفصائل الثوار التي أطاحت بالأسد، للعب دور رئيسي في سوريا بعد إعادة تشكيلها، بما في ذلك إبرام اتفاق دفاع مشترك محتمل قد يشهد إقامة قواعد تركية جديدة وسط سوريا واستخدام المجال الجوي للبلاد.
إعلان
زيارات "غير معلنة"
وقال مسؤول مخابراتي إقليمي ومصدران عسكريان سوريان ومصدر سوري آخر مطلع إنه في إطار التحضيرات، زارت فرق عسكرية تركية خلال الأسابيع القليلة الماضية قاعدة "تي فور" وقاعدة تدمر الجويتين بمحافظة حمص السورية والمطار الرئيسي في محافظة حماة.
ورفضت المصادر الكشف عن هوياتها خلال مناقشة أمر هذه الزيارات التي لم يعلن عنها من قبل.
وقال مسؤول المخابرات الإقليمي إن الفرق التركية قيّمت حالة مدارج الطائرات وحظائرها وغيرها من البنى التحتية في القاعدتين.
وأضاف مسؤول المخابرات والمصدران العسكريان السوريان أن زيارة أخرى كانت مقررة إلى قاعدتي "تي فور" وتدمر في 25 مارس/آذار الماضي ألغيت بعد أن ضربت إسرائيل القاعدتين قبل ساعات من موعد الزيارة.
وقال مسؤول المخابرات الذي عرض صورا للأضرار إن الضربات على قاعدة تي فور "دمرت المدرج والبرج وحظائر الطائرات وطائرات على الأرض وبعثت برسالة قوية مفادها أن إسرائيل لن تقبل بوجود تركي موسع".
وقال مصدر سوري رابع مقرب من تركيا "قاعدة تي فور لم تعد صالحة للعمل بالمرة الآن".
لا تأكيد رسميا
في حين قال مسؤول في وزارة الدفاع التركية -ردا على سؤال عن الزيارات- إن "التقارير والمنشورات المتعلقة بالتطورات في سوريا، سواء كانت حقيقية أو مزعومة، يجب ألا تؤخذ بعين الاعتبار ما دام أنها لم تصدر عن السلطات الرسمية، لأنها تفتقر إلى المصداقية وقد تكون مضللة".
وامتنع متحدث باسم وزارة الدفاع السورية عن التعليق.
ووصفت وزارة الخارجية التركية أمس الخميس إسرائيل بأنها "أكبر تهديد للأمن الإقليمي". وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان لرويترز -اليوم الجمعة- إن تركيا لا تريد أي مواجهة مع إسرائيل في سوريا.
في الأشهر الأربعة التي تلت الإطاحة بالأسد، سيطرت إسرائيل على أراض في جنوب غرب سوريا وفتحت قنوات تواصل مع الدروز وضربت معظم الأسلحة والمعدات الثقيلة التابعة للجيش السوري. وكانت ضربات الأربعاء الماضي هي الأشد قوة حتى الآن.
إعلانوقالت وزارة الخارجية السورية إن إسرائيل قصفت 5 مناطق منفصلة في غضون 30 دقيقة، مما أدى إلى تدمير شبه كامل لقاعدة حماة وإصابة عشرات المدنيين والجنود.
وقالت إسرائيل إنها قصفت قاعدة "تي فور" الجوية وقدرات عسكرية أخرى في قواعد جوية في محافظتي حماة وحمص، بالإضافة إلى بنية تحتية عسكرية في منطقة دمشق.
ووصف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الضربات الجوية بأنها تحذير بأننا "لن نسمح بالإضرار بأمن دولة إسرائيل". واتهم وزير الخارجية غدعون ساعر أنقرة بالسعي إلى إقامة ما وصفها "بمحمية تركية" في سوريا.
وقالت نوا لازيمي، المتخصصة في سياسات الشرق الأوسط في جامعة بار إيلان، إن إسرائيل تخشى أن تضع تركيا أنظمة روسية مضادة للطائرات وطائرات مسيرة في قاعدة "تي فور".
وأضافت "ستمكن القاعدة تركيا من تحقيق التفوق الجوي في هذه المنطقة، وهذا يشكل مصدر قلق كبير، لإسرائيل لأنه يقوض حريتها في العمليات في المنطقة".
محاولة طمأنة
وتحاول تركيا طمأنة الولايات المتحدة بأنها تريد العمل على تحقيق استقرار جارتها الجنوبية سوريا.
وقال دبلوماسي إقليمي كبير مقرب من تركيا ومصدر في واشنطن إن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أبلغ مسؤولين أميركيين في واشنطن الشهر الماضي بأن الرئيس السوري أحمد الشرع لن يشكل تهديدا لدول الجوار.
وقال أحد المصدرين العسكريين السوريين إن فيدان ومسؤولين أتراكا آخرين أبلغوا الشرع في وقت سابق بأن أنقرة تدرس خطواتها بدقة نحو إبرام اتفاق دفاعي حتى لا تثير غضب واشنطن، وهو ما لم تؤكده تركيا.
وقال مسؤول في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا لرويترز "ستدفع تركيا، وليس إسرائيل، أغلى ثمن بين دول المنطقة إذا حدث فشل أو زعزعة استقرار في سوريا، ويتضمن هذا مسألتي اللاجئين والأمن"، في إشارة إلى حرص أنقرة على إحلال الاستقرار في سوريا.
إعلانوقال سونر جاغابتاي مدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن إن تركيا وإسرائيل على "مسار صدام أيديولوجي، لكن يمكنهما تجنب التصعيد العسكري من خلال وساطة واشنطن"، وفق تعبيره.
من جانبها، تؤكد إسرائيل أنها لا تريد مواجهة ولا تموضعا تركيًا على حدودها.
ونقلت هيئة البث الرسمية اليوم الجمعة عن مسؤول سياسي إسرائيلي قوله "سنعمل على منع إقامة قواعد بحرية أو جوية تركية في سوريا".