تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

مع تَقَلُّب مجريات الحرب التى أعلنتها روسيا على أوكرانيا منذ أكثر من عامين، تسللت مخاوف إلى أروقة البيت الأبيض فى واشنطن، حيث أفادت تقارير صحفية بأن إدارة الرئيس جو بايدن فى قلق متزايد، خصوصًا مع تغير مسار المعركة فى الأشهر الأخيرة، مما يثير مخاوف بشأن انعكاساته على الوضع العسكرى والسياسي.

ووفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز"، كانت هناك مناقشات داخلية فى البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية قبل ١٨ شهرًا فقط، تطرقت لاحتمال انهيار القوات الروسية فى أوكرانيا وطردها من البلاد، ولكن الوضع تغير بشكل كبير، مما دفع الإدارة الأمريكية إلى إعادة تقييم استراتيجيتها ومواجهة الواقع الجديد الذى يتسم بتغير ديناميات الصراع.

وأضافت الصحيفة، أنه بعد فترة من التقدم البطيء للقوات الروسية على الأرض واستخدامها للتكنولوجيا الحديثة لمواجهة الأسلحة الأمريكية، تزداد قلقًا داخل إدارة الرئيس جو بايدن بشأن قدرة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين على تغيير مسار الحرب فى أوكرانيا.

حملة عسكرية جديدة تشنها القوات الروسية بالقرب من مدينة خاركيف الأوكرانية، الأمر الذى دفع الحكومة الأوكرانية لنقل قواتها للدفاع عن المنطقة، وذلك بعد أن تم استعادة هذه المنطقة من القوات الروسية فى العام الماضي.

تقنيات الحرب الإلكترونية الروسية أظهرت فعاليتها الكبيرة فى تعطيل المدفعية والطائرات بدون طيار التى قدمتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسى "الناتو" لصالح أوكرانيا، الأمر الذى يعتبر نقلة تكنولوجية قد تغير ديناميكية الميدان بشكل كبير، وهو ما يثير قلق الولايات المتحدة وشركائها فى الناتو بشكل خاص.

أشارت الصحيفة إلى جدل مستمر فى واشنطن لعدة أشهر حول إمكانية إرسال حزمة تبلغ قيمتها ٦١ مليار دولار من الأسلحة والذخائر إلى أوكرانيا، والتى استغلتها روسيا بشكل واضح، على الرغم من موافقة الكونجرس فى النهاية على التشريع.

وأوضحت "نيويورك تايمز" أن الزخم الروسى الجديد يظهر بشكل أكبر فى خاركيف، التى كانت موقعًا لإحدى أهم معارك الدبابات فى الحرب العالمية الثانية.

وشهدت المدينة فى عام ٢٠٢٢ بداية الصراع، حيث تعرضت لقصف مدفعى من القوات الروسية المتقدمة.

بعض الخبراء يحذرون من الهدف الاستراتيجى الحقيقى لروسيا فى استيلائها على الأراضى حول خاركيف، حيث يهدف ذلك إلى إجبار القوات الأوكرانية على نقل تعزيزاتها إلى المدينة، مما يؤدى إلى ضعف الخطوط الأمامية فى مناطق أخرى، وهذا يعتبر فرصة لروسيا لشن هجوم آخر فى دونباس شرق أوكرانيا، خلال الشهر المقبل.

تسعى الولايات المتحدة أيضًا لتعزيز المشورة الفنية لأوكرانيا، بهدف مواجهة التقدم التكنولوجى الروسي. وفى بعض الحالات، نجحت روسيا فى تضليل أجهزة استقبال نظام تحديد المواقع العالمى (GPS)، مما أدى إلى استهداف الأسلحة الأوكرانية، بما فى ذلك الصواريخ التى تم إطلاقها من منصات إطلاق هيمارس، والتى تم تقديمها لأوكرانيا من قبل إدارة بايدن العام الماضي.
على الرغم من ندرة وجود هذه القاذفات، إلا أن الروس أصبحوا أكثر نجاحًا فى تتبع حركاتها وتدميرها حتى عندما تكون مموهة بشكل جيد، وهو ما يجعل الميزات العسكرية هذه ذات طابع مؤقت فى ساحة المعركة.
وتشير التقارير إلى أن الوضع العسكرى قد يختلف بشكل كبير بعد مرور ١٨ شهرًا من الآن، مما يعنى أن الأشهر القادمة قد تكون حاسمة بالنسبة لإدارة بايدن.
وعلى الرغم من هذا الواقع، يشعر الفريق الرئاسى الأمريكى بأن الشهور القليلة القادمة قد تكون مصيرية، حيث يمكن أن ينتقل الطرفان فى النهاية نحو وقف إطلاق النار من خلال التفاوض، وهو سيناريو يشبه إلى حد ما الهدنة التى حدثت فى كوريا عام ١٩٥٣، أو حتى الانتقال إلى مرحلة "نزاع مجمد".
 

تراجع التفاعل الأمريكى أحدث فارقًا
وفى تقرير نشرته "نيويورك تايمز" الثلاثاء الماضي، أشارت الصحيفة إلى عدة عوامل عززت التقدم العسكرى الروسى فى ساحة القتال، من بينها التأخير فى توريد الأسلحة الأمريكية والابتكارات التكنولوجية التى تقدمها موسكو، وأكدت أنه قبل ١٨ شهرًا فقط، كانت هناك مناقشات فى البيت الأبيض والبنتاجون حول إمكانية انهيار القوات الروسية فى أوكرانيا وطردها من البلاد.

وأوضحت الصحيفة أن القوات الروسية نجحت فى معارك خاركيف باستخدام تقنيات الحرب الإلكترونية الروسية، حيث استطاعت القضاء على المدفعية والطائرات بدون طيار التى قدمتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسى بشكل فعال.

وسلطت "نيويورك تايمز" الضوء فى تقريرها على الجدل الطويل الذى شهدته العاصمة واشنطن بشأن إرسال حزمة من الأسلحة والذخائر بقيمة ٦١ مليار دولار إلى أوكرانيا، حيث تمت الموافقة عليها من قبل الكونجرس فى النهاية، ولكن بعد فترة من التأخير، كما أشار التقرير إلى أن هذا التأخير خلق فجوة استغلتها روسيا بوضوح، حيث تمكنت من تحقيق مكاسب إستراتيجية بارزة فى الميدان العسكري.

وفى ظل تأخر تقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا، عانت القوات الأوكرانية من نقص فى الذخيرة والأسلحة، مما أدى إلى تفوق روسى فى الساحة العسكرية.

وعبر المسؤولون الأمريكيون عن ثقتهم فى أن العديد من هذه المكاسب التى حققتها روسيا يمكن التراجع عنها بمجرد وصول الأسلحة الجديدة بالكامل، والتى من المتوقع أن تصل فى يوليو المقبل، مما يعزز قدرة القوات الأوكرانية على مواجهة التحديات العسكرية بفعالية أكبر.

وأجرى وزير الخارجية الأمريكي، أنتونى بلينكين، زيارة غير معلنة يوم الثلاثاء الماضي، إلى العاصمة الأوكرانية، حاملًا معه أخبارًا مهمة بخصوص المساعدات العسكرية الأمريكية الموجهة لأوكرانيا.

وأكد بلينكين أن جزءًا من هذه المساعدات قد وصل بالفعل إلى البلاد، مشيرًا إلى أن هناك المزيد من المساعدات فى الطريق، ما سيحدث "فرقًا حقيقيًا" فى مواجهة الهجوم الروسي.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: روسيا أوكرانيا الولایات المتحدة القوات الروسیة نیویورک تایمز البیت الأبیض

إقرأ أيضاً:

بعد موقعة البيت الأبيض.. أوكرانيا تستعد لوقف الدعم الأمريكي

تستعد أوكرانيا لاحتمال وقف الدعم الأمريكي لها، وتتطلع إلى تحالف أقوى مع أوروبا ضد الغزو الروسي، عقب المشادة الكلامية الحادة بين الرئيسين دونالد ترامب، وفولوديمير زيلينسكي، في البيت الأبيض، أمس الجمعة.

وصاح ترامب ونائبه جي دي فانس في زيلينسكي، واتهماه بعدم إبداء "الامتنان"، وبرفض قبول شروط السلام المقترح. 
ووصف المحلل السياسي فولوديمير فيسينكو المشادة الكلامية بأنها "هزيمة لكلا الجانبين"، لكنه قال إنها كانت "ستحدث عاجلاً أم آجلاً".

U.S. support for Ukraine in doubt after Trump-Zelenskyy public brawl https://t.co/7kCB89WP2E

— USA TODAY (@USATODAY) March 1, 2025

وتابع فيسينكو: "لم تعد الولايات المتحدة حليفة لأوكرانيا"، مضيفاً أنه "لا ينبغي أن يكون هناك أي أوهام بشأن استمرار الدعم العسكري الأمريكي"، محذراً من أن التأثيرات قد تكون "كبيرة"، لأن الدعم الأمريكي لا يشمل فقط توريد الأسلحة، بل وأيضاً الاستخبارات العسكرية والاتصالات.

ورغم المواجهة في المكتب البيضاوي، قال زيلينسكي لشبكة فوكس نيوز إنه "يعتقد بالطبع أن العلاقة مع ترامب يمكن إنقاذها، واعترف بأن القتال ضد روسيا سيكون صعباً دون الدعم الأمريكي".

الناتو يدعو زيلينسكي إلى "إصلاح العلاقات" مع ترامب - موقع 24دعا مارك روته، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى "إيجاد وسيلة" لإصلاح علاقته بنظيره الأمريكي دونالد ترامب، بعد مشادتهما الكلامية في البيت الأبيض، وذلك في تصريحات لبي بي سي، السبت. تحالف جديد مع أوروبا 

وقدمت الولايات المتحدة لأوكرانيا 64 مليار يورو، كمساعدات عسكرية منذ بدء الغزو الروسي، وفقاً للأرقام الرسمية.

وذكر معهد كيل، وهو هيئة بحثية اقتصادية ألمانية، أنه من عام 2022 حتى نهاية عام 2024، قدمت الولايات المتحدة ما مجموعه 114.2 مليار يورو (119.8 مليار دولار)، كمساعدات مالية وإنسانية وعسكرية، وساهم الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية الفردية بنحو 132.3 مليار يورو.

وقال مصدر عسكري أوروبي في وقت سابق، إن "الوضع سيصبح معقداً للغاية بالنسبة لأوكرانيا، بحلول مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين، دون دعم أمريكي جديد فوق ما تعهدت به الإدارة السابقة بالفعل".

وأفاد مصدر في  رئاسة أوكرانيا بعد المشادة الكلامية أن "التحالف الجديد مع الدول الأوروبية سيحمي الحرية والديمقراطية وقيمنا المشتركة".
وذكر المصدر أن الخلاف يمثل "إجابة منطقية على سؤال ما هو التالي، ومن هو صديقنا ومن هو عدونا. هذا أمر جيد بالفعل"، مضيفاً أن "أوكرانيا تعتقد الآن أن ترامب وفانس يصطفان بشكل علني مع روسيا".

مشادة ترامب وزيلينسكي..فخ نصبه الأمريكي للأوكراني لخدمة الروسي - موقع 24يرى الخبير السياسي الألماني توماس يغر، أن الفضيحة التي تفجرت في اجتماع الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، كانت عملاً مخططاً له من ترامب. حماقة مطلقة

وأثار التحول المفاجئ الذي أحدثه ترامب في الموقف الأمريكي من أوكرانيا، وتهميش كييف وأوروبا وسعيه للتقارب مع فلاديمير بوتين، قلق دول الناتو. وأكد حلفاء أوكرانيا الأوروبيون، الذين من المقرر أن يجتمعوا في لندن، غداً الأحد، وقوفهم إلى جانب  زيلينسكي.

ورأى  إيليا نيسخودوفسكي، رئيس معهد التحول الاجتماعي والاقتصادي، أن "أوكرانيا يجب أن تعتمد بشكل أكبر على الدعم الأوروبي"، لكنه تساءل عما إذا كان الأوروبيون "مستعدين للتحرك بسرعة كافية".
وتابع "كان من الصواب أن يدافع زيلينسكي عن كرامتنا، لكن كان من الخطأ الدخول في نزاع".

وأعرب العديد من الأوكرانيين العاديين عن دعمهم لزيلينسكي، وأشادوا به، ولكن النائب المعارض أوليكسي غونشارينكو انتقده، واصفاً الجدال مع ترامب أمام وسائل الإعلام بأنه "حماقة مطلقة". وأضاف "رأينا  نهاية علاقتنا مع ترامب الآن"، محذراً من "العواقب السيئة للغاية لوقف  المساعدات العسكرية الأمركيية".

ولكن صحيفة "يوروبيان برافدا" الإلكترونية، كتبت في افتتاحيتها إن "واشنطن ليست في عجلة من أمرها لحرق الجسور، على الرغم من الخلاف مع ترامب". وأشارت إلى رد فعل "معتدل" نسبياً من البيت الأبيض بعد الخلاف، موضحة أنه لم تكن هناك بيانات رسمية حول وقف المساعدات.

بعد طرد زيلينسكي من البيت الأبيض..أوكرانيا في مهب الريح بسبب المشادة مع ترامب - موقع 24انفض اجتماع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب على نحو كارثي الجمعة، بعد مشادة لفظية غير عادية بين الزعيمين أمام وسائل الإعلام العالمية في البيت الأبيض بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

وتابعت الصحيفة "في الوقت الحالي، كل ما يمكننا قوله بالتأكيد هو أن فترة عدم اليقين التي بدأت في الأسابيع الأخيرة، بسبب تصرفات الحكومة الأمريكية الجديدة قد اشتدت بشكل كبير".

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض يُؤكد تعليق المساعدات العسكرية لـ "أوكرانيا"
  • كاريكاتير.. مجنون أمريكا يطرد كلب أوكرانيا من البيت الأبيض
  • الكرملين: بيان قمة لندن لا يهدف لتسوية الحرب الروسية الأوكرانية
  • مسئول سابق بالبنتاجون: لست متفائلا.. القمة الأوروبية لن تغير موازين الحرب في أوكرانيا
  • أوكرانيا: القوات الروسية تقصف إقليم نيكوبول 17 مرة في يوم واحد
  • بريطانيا وفرنسا تتجهان لإعداد خطة لوقف الحرب الروسية الأوكرانية
  • أوكرانيا: تضامن شعبي مع زيلينسكي بعد مشادته الكلامية مع ترامب في البيت الأبيض
  • أوكرانيا: القوات الروسية شنت هجومًا بصواريخ باليستية على أوديسا
  • “نيويورك تايمز”: أزمة سيولة حادة في سوريا بسبب قيود السحب من البنوك
  • بعد موقعة البيت الأبيض.. أوكرانيا تستعد لوقف الدعم الأمريكي