تكنيك إيراني: دلالات كشف طهران عن تطوير ميليشيا الحوثي أنفاق ومدن صاروخية
تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لا زالت إيران حريصة على إبراز القدرات العسكرية التي يتمتع بها وكلائها المنتشرين في دول المنطقة العربية، وخاصة الميليشيا الحوثية التي لا توقف هجماتها البحرية في البحر الأحمر وبحر العرب وخليج عدن وصولًا إلى المحيط الهندي وأخيرًا البحر الأبيض المتوسط؛ وذلك ردًا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة وعلى الغارات الأمريكية والبريطانية في اليمن؛ وبجانب تأكيد مسوؤلي الحوثي بشكل مستمر على استمرار أعمالهم التصعيدية وتسليط الضوء على إمكانياتهم الصاروخية؛ فقد كشفت طهران من خلال وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" في 12 مايو 2024، أن الجماعة الانقلابية في طريقها لتطوير مدن صاروخية وأنفاق تحت الأرض في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.
مدن صاروخية
وأشارت الوكالة الإيرانية بأن التجارب الأخيرة وسنوات الحرب مع أمريكا وقوات التحالف العربي دفعت الميليشيا الحوثية لتطوير شبكة من الأنفاق تحت الأرض لتعزيز وظيفة أنظمتهم الهجومية والدفاعي، معلنة أن الدليل على ذلك ما اكتشفته صور الأقمار الصناعية مؤخرًا بشأن استخدام اليمن لأجهزة في حفر الأنفاق تحت الأرض، ومضيفة بأن الحوثيين يمضون في طريق إيران وحزب الله اللبناني باستخدام الأنفاق تحت الأرض في عمليات عسكرية.
وتجدر الإشارة أن صدور هذه المعلومات من وكالة أنباء إيرانية رسمية يؤكدها حقيقتها بنسبة كبيرة، وهو ما يفسر سبب تصريحات جميع مسؤولي الحوثي أن أعمالهم التصعيدية خلال الفترة الماضية مجرد بداية فقط وأن الميليشيا تمتلك تكتيكات أوسع وخطط أصعب إذ لجأت عليها، فإن التصعيد سيؤثر على المنطقة برمتها، بجانب أنها جاءت بالتزامن مع إعلان زعيم الميليشيا «عبدالملك الحوثي» عن انطلاق المرحلة الرابعة من التصعيد والاستعداد للمرحلتين الخامسة والسادسة إذ استمرت الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
دعم الحليف
إضافة لذلك، فإن هذه المعلومات تأتي للتأكيد على مساندة إيران ودعمها المستمر للحليف الحوثي من أجل الحصول كباقي محور المقاومة على مزيج من مشاة حرب العصابات وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية إضافة إلى الطائرات المسيرة، وهذه محاولة من إيران لتطوير القدرات الدفاعية والعسكرية لجماعتها الحوثية من أجل الاستمرار في استخدامها كـ"أداة ضغط" على باقي دول المنطقة والعالم لتحقيق أية شروط لإيران في الملفات الخارجية.
تكتيك إيراني
وحول ما تقدم، يقول الدكتور «محمد عبادى» الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، أن المدن الصاروخية هو تكتيك إيراني بالأساس لحماية المقدرات الاستراتيجية من الصواريخ والمسيرات، لذلك ليس هناك مفاجأة من نقل هذه الطريقة في حماية الصواريخ والمسيرات والأنظمة العسكرية في مدن للصواريخ.
ولفت «عبادي» في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز» أن ميليشيا الحوثي تتعرض لقصف يومي من المقاتلات الأمريكية والبريطانية على خلفية تعطيلها للملاحة في البحر الأحمر، وهذه الأخبار رسالة لأمريكا وبريطانيا مع تزايد قصفهم لأهداف حوثية، أن القدرات العسكرية الحوثية محمية تحت الأرض، في إشارة إلى استمرار الحوثي في قصف السفن.
استراتيجية جديدة
ومن جهته، يوضح الدكتور «محمود الطاهر» الباحث السياسي اليمني، المليشيا الحوثية فشلت في عملياتها التصعيدة في البحر الأحمر في استهداف أي سفينة جيدة، نتيجة الرقابة الكاملة الذي يقوم به تحالف الازدهار، والضربات التي تنفذها أمريكا على الأهداف الحوثية قبل إنطلاقها، وهو ما جعل الحرس الثوري الإيراني، يلجأ إلى استراتيجية جديدة للهروب من الهجمات الأمريكية، وتخطيط لعمليات عسكرية ضد سفن الشحن الدولية بطرق أخرى وأقرب.
وأفاد «الطاهر» في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن الحرس الثوري الذي يدير عمليات البحر الأحمر، لجأ إلى إنشاء مدن تحت الأرض في جزر ومدن يمنية، لتهريب السلاح الإيراني إليها، لتأمينها من الضربات الجوية لتحالف الأزدهار الذي تقوده واشنطن لتأمين حرية الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
وأضاف أن هذا ما يشير إلى أن إيران تستخدم الحوثيين لشن عمليات عسكرية في البحر الأحمر على المدى الطويل، مع الأخذ في عين الاعتبار عدم تعرض السلاح الإيراني إلى أي استهداف من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، مستغلين سيطرتهم على محافظة الحديدة المشاطئة للبحر الأحمر، ومدن قريبة أيضًا في البحر الأحمر.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إيران الحوثي مدن صاروخية أنفاق تحت الأرض البحر الاحمر فی البحر الأحمر تحت الأرض
إقرأ أيضاً:
ترامب يفاوض إيران عبر الإمارات
16 مارس، 2025
بغداد/المسلة:
ترامب يفاوض إيران عبر الإمارات.. من يُبدّد “الشروط المسبقة”؟
محمد صالح صدقيان
أعادت رسالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى القيادة الإيرانية والتي حملها المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الامارات أنور قرقاش إلى طهران، فتح صفحة جديدة من التفاوض الإيراني الأمريكي بشأن البرنامج النووي الإيراني وبقية القضايا العالقة بين البلدين.
حتى الآن لا توجد معلومات دقيقة عن مضمون الرسالة الأمريكية التي تسلمتها إيران يوم الأربعاء الماضي، لكن المصادر الإيرانية تتحدث عن لغة مختلفة للسلام في منطقة الشرق الأوسط استخدمتها الرسالة وإن كانت هذه المصادر تتحدث عن “شروط مسبقة للحوار” تضمنتها رسالة ترامب!
وتشي الأجواء الإيرانية بالارتياح لما تُسميها طهران “الخطوة الأميركية الأولی” في مسار المفاوضات، وبالتالي قرّرت إيران الرد علی رسالة ترامب “وهذه نقطة ايجابية، لأن أجواء طهران لا تشي بوجود إجماع على الرد والتعامل إيجاباً مع الرسالة الأميركية”، وتعتبر المصادر أن تصريحات المرشد الإيراني الأعلی الإمام علي خامنئي الأخيرة “كافية للرد علی أي رسالة تحمل شروطاً مسبقة، وهو الأمر الذي يُعارضه الإيرانيون الذين يطالبون بمفاوضات من دون شروط مسبقة لتحقيق الأهداف التي يتطلع إليها الجانبان”.
رسالة الرئيس ترامب خضعت للدراسة والبحث من قبل ثلاث لجان تابعة لمجلس الأمن القومي الأعلی؛ الأولی، لجنة خبراء؛ الثانية، لجنة اقتراح مضمون الرد؛ الثالثة، لجنة اتخاذ القرار النهائي قبل رفعه إلى مجلس الأمن القومي الأعلی الذي يرأسه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
وحسب مناخات طهران، ثمة اتجاهان في تقييم رسالة ترامب التي تزامنت مع فرض عقوبات أمريكية جديدة شملت هذه المرة وزير النفظ الإيراني محسن باكنجاد.
الاتجاه الأول يعتبر أن الرسالة الأميركية “تفتقد للجدية كونها تحتوي شروطاً مسبقة للدخول في المفاوضات وتصريحات المرشد الأعلی الأخيرة التي تزامنت مع وصول الرسالة كانت كافية لا بل حدّدت الموقف الإيراني بشكل كامل حيال المفاوضات التي يدعو إليها ترامب”.
أما الاتجاه الثاني فيعتبر أن الرسالة وإن كانت تتضمن شروطاً مسبقة “إلا أنها تضمنت لغة جديدة التزم بها الرئيس ترامب حيال السلام في منطقة الشرق الأوسط”، وتضيف المصادر أن هذه الشروط المسبقة التي تحدثت عنها الرسالة “يُمكن توضيحها في رد إيراني سيتم تضمينه روحية التعاطي الإيجابي مع الرسالة الأميركية وذلك بهدف رمي الكرة في ملعب ترامب، وفي هذه الحالة فإن واشنطن لها الخيار في قبول وجهة النظر الإيرانية أو رفضها”.
ما هي طبيعة “الشروط المسبقة” التي تضمنتها رسالة ترامب؟ تدعو واشنطن الإيرانيين إلى إعادة صياغة علاقاتهم مع حلفائهم في كل من لبنان والعراق واليمن، وهذه الدول (مع سوريا التي سقط نظامها السابق) تعتبرها طهران جزءاً من جبهة مواجهة موحدة مع الكيان الإسرائيلي؛ وجرت العادة أن يُردّد الإيرانيون أنهم رسموا خطوطاً حمراء للتعامل مع حلفائهم، بحيث لا أحد يُصادّر قرارهم أو يتحدث أحد بالنيابة عنهم أو يفاوض باسمهم، وهذا الأمر لمسه القريب والبعيد في التعامل الإيراني مع العديد من الملفات في المرحلة السابقة.
هذا الموقف المبدئي لا يمنع من القول إن طهران لم تحدد آلية واضحة حتى الآن في التعامل مع الشروط الأمريكية، فضلاً عن عدم وجود معلومات دقيقة حول المضمون النهائي للرد الإيراني لكن الأكيد أن طهران قرّرت الرد وإن كان المرشد قد صرّح أن ترامب لا يريد حل المسألة الإيرانية بقدر ما هو يريد تشديد العقوبات عليها.
وفي مسار مواز، احتضن قصر “دياويوتاي” غرب العاصمة الصينية بكين، اجتماعاً ثلاثياً صينياً إيرانياً روسياً علی مستوی معاوني وزراء خارجية الدول الثلاث وهم الروسي سيرغي ريابكوف؛ الصيني ما تشاو شو؛ الإيراني كاظم غريب آبادي، وذلك بهدف اتخاذ موقف موحد حيال العقوبات الأحادية التي تفرضها الولايات المتحدة علی إيران. نتائج الاجتماع الذي عقد أمس الأول (الجمعة) في بكين، “كانت مهمة جداً لإيران خصوصاً ما يتعلق بإدانة العقوبات الأمريكية والمطالبة برفعها؛ والتأكيد علی القرار الأممي رقم 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي؛ ودعم حق إيران بامتلاك الدورة الكاملة للتقنية النووية في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي الموقعة من قبل إيران.
هذا الموقف الثلاثي هدفه إقامة حائط صد بوجه موقف دول الترويكا الأوروبية التي دعت مجلس الأمن الدولي لمناقشة البرنامج النووي الإيراني في جلسة عقدت الخميس الفائت، برغم معارضة إيران التي انتقدت قرار عقد الجلسة واعتبرته “سابقة في تاريخ مجلس الأمن”..
واللافت للإنتباه أن كل هذه التطورات في الملف الإيراني حدثت خلال الأسبوع المنصرم، ما يؤشر علی حراك إيراني وإقليمي ودولي يتصل بإدارة المرحلة الانتقالية المقبلة مع الأخذ في الاعتبار الأحداث التي شهدتها ساحات كل من لبنان وفلسطين وسوريا.
تبقی الإشارة إلى أن تطوع دولة الإمارات للعب دور الوسيط بين واشنطن وطهران وضعه مصدر إماراتي رفيع المستوی في “في إطار العلاقات الثنائية بين البلدين ووقوف الإمارات بجانب إيران الجارة؛ والعمل معاً علی التهدئة وتجاوز المرحلة الصعبة جداً علی الجميع”.
ويبدو أن الخيار وقع علی دولة الإمارات بعدما تطوّعت عدد من الدول للدخول علی خط الوساطة مثل روسيا والسعودية وقطر والمنصة التقليدية لهذا العمل سلطنة عُمان. وهذا ما دفع دولة الإمارات إلی اختيار أنور قرقاش الذي يُمثّل رئيس الدولة محمد بن زايد لنقل رسالة ترامب. ومن المتوقع أن يقوم رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بحمل الرسالة الأخيرة للقيادة الإيرانية، إذا نجح الجانبان في تحريك المياه الراكدة بينهما، وذلك بما يُهيء الأرضية لاستئناف المفاوضات بين طهران وواشنطن في حال تطور مسار تبادل الرسائل بشكل ايجابي ولا سيما إذا نجح ترامب في ترميم حاجز عدم الثقة الكبير الموجود حالياً بينه وبين القيادة الإيرانية علی خلفية انسحابه من الاتفاق النووي في العام 2015 وفرض المزيد من العقوبات علی إيران كان آخرها في الأسبوع الماضي.
وحسب المصادر الإيرانية، “يجب أن يُدرك ترامب أن القيادة الإيرانية ليست الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي ولا أي رئيس أو زعيم آخر؛ إنها تختلف في المضمون وفي الشكل وفي التاريخ وفي الجغرافية؛ وما يستخدمه الرئيس ترامب من سلوك مع الآخرين لا يمكنه استخدامه مع القيادة الإيرانية. فلكل مقام مقال ولكل حادث حديث؛ والحكيم الذي ينجح في وضع الشيء في محله”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts