المبعوث الأمريكي: لم يتم تحديد موعد لمفاوضات جدة المقبلة

قطع المبعوث الأمريكي الخاص للسودان «توم بريلو» بأن وجود الإسلاميين يمثل مصدر قلق لبلاده وللسودانيين على سواء، وفي رده على سؤال «التغيير»  أوضح أن ليس وجودهم فقط كعناصر داخل الجيش ولكن أيضا انضمام مقاتلين من خارج السودان لصفوفهم يشكل مصدر قلق لديهم.

التغيير/ نيروبي ــ أمل محمد الحسن

وأكد بيرلو  بأن بلاده تعمل مع السودانيين كشركاء وليس الجيش أو الإسلاميين، وقال إن أهدافهم الأساسية تتمثل في إنهاء الحرب وتوصيل المساعدات الإنسانية وألا تكون هناك ثمة بوابة خلفية لعودة المؤتمر الوطني للسلطة مشيراً إلى أن تحقيق تلك الأهداف يتم عبر عملية شاملة يقودها السودانيون ويحددون عبرها مستقبل بلادهم.

سنستمر في استخدام العقوبات من أجل إيقاف الحرب

وكشف المبعوث الأمريكي الخاص للسودان عن عدم تحديد موعد لجولة مفاوضات جدة المقبلة مشيرا إلى أن لقاءاته بالسودانيين في عدد من الدول تعتبر جزءا من عملية التفاوض. وأضاف: “لا يمكن رهن قرار وقف الحرب بالجنرالين”. مشيرا إلى أن الحرب باتت تؤثر على كافة دول الإقليم.

وقال “بريلو” في لقاءه مع السودانيين بالعاصمة الكينية نيروبي إن تغير الأوضاع الحالية ستجعل من جولة المفاوضات المقبلة مختلفة مشيرا إلى أن أحد عوامل هذه الاختلافات تتمثل في انضمام كل من الإمارات ومصر والإيغاد والاتحاد الإفريقي حيث تم اشراك من يملكون القدرة والقوة على إيقاف الحرب.

لا يمكن رهن قرار وقف الحرب بالجنرالين

وحول مشاركة دولة الامارات في محادثات جدة بعد اتهام الجيش لها بتمويل الدعم السريع قال إنه لن يتحدث باسم الجيش ولكنه سيرحب بوجودها لو كان في مكانه.

وقطع بريلو بأن جولة المفاوضات المقبلة سيتم فيها تضمين كل ما تم التوصل إليه في جولات المفاوضات السابقة في جدة والمنامة والقاهرة.

وقال في حديثه أمام عدد من السودانيين إن الأطراف التي تشترك في منبر جدة هي الأطراف المناسبة لإدارة حوار حول إيقاف الحرب لكنهم ليسوا الأشخاص المناسبين لتحديد مستقبل السودان السياسي مشددا على انه متروك للسودانيين للتقرير حوله.

وحول الدول التي تغذي الصراع بدعم طرفي الحرب قال إنه يريد أن يرسل لهم رسالة مفادها «إننا لا نريدهم فقط أن يتوقفوا عن دعم الحرب ولكننا نريد أن يكون لديهم موقف ايجابي من الشعب السوداني».

الأطراف المشاركة في جدة مناسبة لوقف الحرب وليس لتحديد مستقبل السودان السياسي

وفي رده على سؤال «التغيير» حول خيار التدخل العسكري حال فشلت المفاوضات المقبلة أشار إلى وجود حديث حول لعب الايغاد والاتحاد الافريقي دورا في حماية المدنيين قاطعا بعدم اعتماد فكرة تدخل الجيش الأمريكي.

وتحدث المبعوث الخاص حول العقوبات التي تمت مؤخرا على قيادات الدعم السريع مشيرا إلى أنه تم تحذيرهم من أن دخولهم إلى الفاشر ستكون له عواقب وخيمة قاطعاً بأن العقوبات لن تحد فقط من حصولهم على التأشيرة ولكنها ستمنع ايضا حركة الأموال والأعمال.

وأضاف: “نتمنى أن تنضم إلينا دولا أخرى في العقوبات لزيادة التكلفة عليهم”.

وأكد أن العقوبات هي إحدى الطرق التي ستستمر بلاده في استخدامها من أجل ايقاف الحرب وأنهم يعولون على أدوات أخرى تتمثل في الاصطفاف الإقليمي والدولي إلى جانب السودان والصوت الموحد للسودانيين، وقال “يمكن أن يختلف الناس سياسياً كما في جميع الدول لكنهم جميعاً يتفقون على ضرورة تحقيق السلام لبلادهم”.

وقطع بريلو بأن هناك أموراً يجب أن تترك للسودانيين ليقرروا حولها مثل قضية العدالة والمحاسبية مشيراً إلى أن الشعب السوداني والوسطاء سيراقبون الجيش والدعم السريع في الفترة المقبلة ليعرفوا من يلتزم بعملية السلام مؤكدا ان التاريخ سيحكم عليهم.

وقطع المبعوث الخاص بضرورة وجود جيش مهني يوفر الأمن ويكون مصدر فخر للسودانيين.

وأكد المبعوث الأمريكي بأن الانتخابات الأمريكية المقبلة لن تؤثر على موقف بلاده من السودان لأن السياسات الأمريكية ليست حزبية إلى جانب أن الحزبين الجمهوري والديمقراطي متفقين على أهمية التحول الديمقراطي في السودان. وأشار إلى حديث سفيرة بلاده لدى الأمم المتحدة ليندا توماس التي قطعت بأن السودان ضمن 3 دول لها أولوية قصوى لدى الولايات المتحدة الأمريكية.

الوسومالسودان العقوبات المبعوث الأمريكي توم بيريلو

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: السودان العقوبات المبعوث الأمريكي توم بيريلو

إقرأ أيضاً:

العدوان الأمريكي على اليمن وإفشاله

 

ارتكب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عدّو العالم كله، خطيئته العسكرية، أو خطأه العسكري الأوّل، بشنّ حرب عدوانية على اليمن. فقد أخطأ ترامب، من حيث لا يدري، أنه ذهب إلى الحرب ضد شعب اليمن، الذي طالما هزم دولاً كبرى، معتمداً على عدالة قضيته (تعرّضه للعدوان العسكري)، ومستنداً إلى مناعة جباله، وشدة شكيمة شعبه وإيمانه، وحساسية موقعه الاستراتيجي، ولا سيما سيطرته على باب المندب، من جهة، ووجوده الخليجي، في العصر الراهن، المؤثّر في الاقتصاد العالمي، في حالة تهديده لإنتاج النفط، أو خطوط نقله، من جهة أخرى.

فإلى جانب دروس التاريخ المتعدّدة، في مناعة اليمن على السيطرة العسكرية والاحتلال، ثمة تجربة الحرب الأخيرة، التي لم تحقّق انتصاراً، من خلال القصف الكثيف، لسنوات كذلك. أي إن تهديد ترامب، بالتدخل العسكري البرّي، سيواجَه، يقيناً بالصمود، وبمقاومة قاسية، تنتظره حيثما حلّ أو تحرّك.

إذا كان العدوان العسكري الذي شنّه ترامب في 15 /3 /2025، مصيره الفشل، ما لم يتدحرج إلى حرب إقليمية أوسع (هذه لها حساب آخر) في احتمالات الفشل أيضاً، فإن ترامب يكون قد ذهب إلى الاختبار الأقسى لاستراتيجيته التي لم تترك دولة، أو قوّة، في العالم، إلّا عادتها، بشكل أو بآخر، ولا سيما بالتهديد والوعيد، أو بالحرب الاقتصادية، من خلال العقوبات، أو رفع الجمارك، كجزء من الحرب الاقتصادية، والضغوط، بما هو دون استخدام القوّة العسكرية، التي تبقى كمسدس، تحت طاولة المفاوضات.

في الواقع، إن ما يُهدّد به ترامب، في شنّه الحرب على اليمن، لا يمكن اعتباره جديداً، لأن إدارة بايدن وبريطانيا، مارستا القصف الجوّي، والتهديد، من قبل، ولكن من دون نجاح، أو تحقيق هدف العدوان العسكري الجويّ، في التأثير على قدرات اليمن الصاروخية، أو استراتيجيته، المساندة، حتى المشاركة، للمقاومة في قطاع غزة. بل وصل الأمر، بعد كل ذلك، وبعد تهديدات ترامب، إلى توسّع اليمن في دعم المقاومة والشعب في قطاع غزة، ردّاً على سياسات التجويع، ووقف المساعدات الإنسانية. أي الانتقال إلى درجة أعلى وأقوى، في الوقوف اليمنيّ، إلى جانب المقاومة والشعب في قطاع غزة.

على أن التأكيد أعلاه، على فشل ترامب، في مغامرته العسكرية العدوانية ضد اليمن، لا يعني أن أحداً في اليمن، يمكنه أن يقف متفرجاً، أو شامتاً، وإنما يجب أن يتّحد اليمن كلّه خلف قيادة أنصار الله. بل يجب على الدول العربية، والشعوب العربية، والدول الإسلامية، والشعوب الإسلامية، وكل أحرار العالم، أن يرفعوا الصوت عالياً، ضدّ ترامب وعدوانه، وأن يقفوا، وفي المقدّمة الشعب الفلسطيني وفي طليعته المقاومة والشعب في غزة، إلى جانب اليمن الفلسطيني العربي المسلم، الحرّ الشجاع، القدوة والنموذج.

* كاتب وسياسي فلسطيني

 

مقالات مشابهة

  • العدوان الأمريكي على اليمن وإفشاله
  • مصدر إسرائيلي: سنتفاوض حول وقف الحرب إذا وافقت حماس على مسار ويتكوف
  • خالد الشناوي يكتب: الحرب الصهيو أمريكية
  • من هي الجهة التي وجهت بقطع تغذية الجيش وعرقلة صرف مرتباتهم.؟
  • شاهد بالفيديو.. فتاة سودانية تكشف عن بطنها وتقدم فواصل من الرقص الفاضح داخل كافيه خارج السودان
  • الجيش خاض أربع معارك رئيسية كانت سببا في انهيار الميليشيا في وسط السودان
  • إعلام عبري: إسرائيل ستواصل التفاوض مع حماس مع استمرار الحرب
  • مصدر صدري: عدم مشاركة مقتدى بالانتخابات دعما للفساد والجريمة وتجارة المخدرات
  • السودان .. سيطرة الجيش على الخرطوم بداية لـ «الاستقرار» أم استمرار لـ «الحرب»
  • اليمن .. الجيش الأمريكي يستهدف الحوثيين في صنعاء وصعدة والجوف