أكدت مخرجات الحوار الاستراتيجي الإماراتي الفرنسي السادس عشر، على تعزيز العلاقات الثنائية الاستراتيجية بين البلدين الصديقين وخاصة في القطاعات الحيوية الهامة لكليهما، والتزامهما الثابت بمواصلة توطيد وتوسيع الشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد بينهما في المجالات ذات الاهتمام المشترك.

جاء عقد الاجتماع السادس عشر للجنة الحوار الاستراتيجي الإماراتي – الفرنسي بأبوظبي في إطار الشراكة الاستراتيجية الوثيقة وطويلة الأمد بين البلدين، وتماشياً مع توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، وفخامة الرئيس إيمانويل ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية.

ويهدف الحوار الذي ترأسه كل من معالي خلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية، وسعادة آن ماري ديسكوت الأمينة العامة لوزارة أوروبا والشؤون الخارجية في فرنسا، إلى مواصلة تعزيز التعاون بين البلدين في المجالات الرئيسية ذات الاهتمام المشترك.

وضم الجانب الإماراتي المشارك في لجنة الحوار الاستراتيجي، معالي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان وزير دولة، ومعالي الدكتور أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، ومعالي سارة عوض عيسى مسلم وزيرة دولة للتعليم المبكر رئيسة دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، ومعالي منصور المنصوري رئيس دائرة الصحة – أبوظبي، إلى جانب

سعادة هند مانع العتيبة سفيرة الدولة لدى فرنسا، وسعادة نيوكولاس نيمتشينوف سفير الجمهورية الفرنسية لدى الدولة، وعدد من المسؤولين من المؤسسات التي تمثل القطاعات الحيوية في البلدين.

وركزت المناقشات الاقتصادية في الحوار الاستراتيجي على استمرار الجهود لتوطيد العلاقات الثنائية في عدة مجالات كالتجارة والاستثمار والطاقة والطاقة المتجددة والبنية التحتية والطيران والأمن الغذائي والتكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والتمويل الأخضر والمستدام وحقوق الملكية الفكرية ومكافحة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب.

وجدد الطرفان خلال الاجتماع التزامهما بتكثيف الجهود الرامية إلى تعزيز الفرص المشتركة والتصدي للتحديات التي تواجه العمل والاستثمار في كلا البلدين.

وأكدت المخرجات على مواصلة البلدين شراكتهما المثمرة وتعاونهما الصناعي في مجال الطاقة النووية من خلال عدد من البرامج المشتركة التي تركز على التدريب والبحث والتطوير والتشغيل والصيانة.

ويسعى الطرفان في الوقت الحالي إلى بحث سبل تعزيز التعاون النووي في عدد من المجالات المحتملة بما في ذلك تشييد محطات الطاقة النووية المستقبلية، والمفاعلات النووية النموذجية والصغيرة.

كما يواصل البلدان التأكيد خلال المناقشات متعددة الأطراف على أهمية الطاقة النووية في المساعدة على إزالة انبعاثات الكربون من أنظمة الطاقة؛ وجدد الطرفان التزامهما بتشجيع المؤسسات المالية الدولية على دعم التوسع في استخدام الطاقة النووية وبلوغ هدف مضاعفة القدرة الإنتاجية للطاقة النووية حول العالم بثلاث مرات كما تمت الإشارة عنه خلال مؤتمر الأطراف (COP28)، وأكدت دولة الإمارات وفرنسا مجددا دعمهما الكامل لتطوير سوق عالمية للهيدروجين المتجدد ومنخفض الكربون.

وعلى صعيد التعاون الثنائي في مجال الفضاء، أكدت المخرجات على التزام دولة الإمارات والجمهورية الفرنسية بمواصلة تعزيز التعاون في مجال استكشاف الفضاء والتركيز على مهمات استكشاف القمر؛ كما أكدا التزامهما المشترك بتوسيع نطاق استخدام البيانات الفضائية في مواجهة تحديات التغير المناخي.

وفي إطار السعي لتعزيز الروابط بين الأنظمة البيئية الفضائية للبلدين، قرّر الطرفان توسيع نطاق اللجنة الفرعية للفضاء لتضم أطرافًا فاعلة من هيئات الفضاء البارزة في البلدين، لتضم على سبيل المثال مراكز الفضاء والمؤسسات الصناعية والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة والجامعات وشركات التشغيل.

وفي ما يتعلق بمجال التعليم، أكد الجانبان التزامهما باستمرار توسيع شبكة المدارس الفرنسية في دولة الإمارات والتي تعد حاليا الأكبر على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، وتستوعب أكثر من 12 ألف طالب.

واستعرض الجانبان الأهمية المستمرة للتعاون الثنائي في مجال التعليم العالي مع التركيز بشكل خاص على الخطة الاستراتيجية الجديدة المعدّة لجامعة السوربون – أبوظبي (2024-2028) والتي أطلقت خلال انعقاد مؤتمر الأطراف COP28 “معهد المحيطات لتطوير البحوث”؛ وتركز الجامعة حاليًا على عدد من التوجهات الأكاديمية الجديدة في إطار الفرص المستجدة والأولويات الاستراتيجية لدولة الإمارات، كما رحب الطرفان بتخريج الدفعة الأولى من دفعة مدرسة “42 أبوظبي” المقررة في يونيو 2024، والدور الحيوي المرتقب للخريجين في التحول الرقمي المستمر في أبوظبي ودولة الإمارات عموما.

وبموجب المخرجات تواصل دولة الإمارات وفرنسا تعاونهما المثمر في القطاعات الثقافية والإبداعية، وأشاد البلدان بالنجاح المستمر الذي يحققه متحف اللوفر أبوظبي كونه المتحف الأكثر استقطابا للزائرين في المنطقة، واحتفلا بإطلاق برنامج MusePro في فبراير 2024، وهو برنامج تدريبي للمتخصصين في المتاحف، وشارك في تنسيقه خبراء من البلدين، كما بحث الحوار مشروع تجديد قصر تريانون الكبير في فرساي، وسبل دعم دولة الإمارات لهذا المشروع المهم.

ويعتزم البلدان خلال عام 2024، مواصلة توسيع التعاون الثنائي في مجالات الموسيقى والفنون والحرف اليدوية؛ وسيشهد شهر يونيو المقبل تنفيذ برنامج “الاندماج الثقافي والإبداعي الفرنسي” في دولة الإمارات، وتم الإشارة إلى أهمية المشاريع الجديدة الخاصة بالثقافة والشباب ومساهمتها في تعزيز التواصل الثقافي والابداعي المتنامي بين البلدين.

وفي ما يتعلق بالتعاون في مجال الصحة، ناقش الجانبان فرص التعاون وتسهيل التبادل المعرفي ومشاركة مجالات مختلفة من الخبرات ودفع عجلة التقدم في مجال الصحة العامة والابتكار والبحث العلمي؛ وشدد أعضاء اللجنة الفرعية للصحة أيضا على الالتزام المشترك بتعزيز الخبرة الدولية في مجال رعاية المرضى وتوسيع برامج الإقامة الأكاديمية.

كما تضمن الحوار مناقشة بنّاءة للقضايا الاستراتيجية ذات الأهمية الإقليمية والدولية، وبحث الجانبان عددا من القضايا الأمنية الإقليمية، وأكدا التزامهما الدائم بتحقيق السلام والاستقرار والأمن في المنطقة، مشددين على ضرورة التوصل لوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وضمان الوصول الكامل للمساعدات الإنسانية، والتأكيد على حل الدولتين باعتباره السبيل الواقعي الوحيد لتحقيق السلام وتهدئة التوتر الإقليمي.

وشدد الطرفان على ضرورة إيجاد حل سلمي للحرب في أوكرانيا في إطار القانون الدولي، والمساعدة في تحسين الوضع الإنساني على أرض الواقع.

كما أشاد الطرفان بنجاح مؤتمر باريس الإنساني الدولي بشأن السودان وبلدان الجوار الذي انعقد في 15 أبريل، ورحبا بالمساهمات المقدمة لصالح المدنيين؛ واتفقا على أهمية التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار وإيجاد حل سلمي للأزمة، واستعادة الحكم المدني في السودان.

وأشاد الطرفان كذلك بالتعاون البناء بين البلدين في إطار مجلس الأمن الدولي خلال فترة عضوية دولة الإمارات غير الدائمة في المجلس، واتفقا على ضرورة مواصلة التصدي لجميع أشكال التطرف الذي يهدد الأمن الإقليمي والدولي.

وفي ختام الاجتماع السادس عشر للحوار الاستراتيجي الإماراتي الفرنسي، أكد الجانبان التزامهما الثابت بمواصلة توطيد وتوسيع الشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد بين دولة الإمارات وفرنسا في المجالات ذات الاهتمام المشترك.

حضر الاجتماع من الجانب الإماراتي، سعادة سعود الحوسني وكيل دائرة الثقافة والسياحة أبوظبي، سعادة سعيد الهاجري مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية والتجارية، وسعادة حمد الكعبي الممثل الدائم لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية سفير الدولة لدى جمهورية النمسا، وسعادة إبراهيم القاسم نائب مدير عام وكالة الإمارات للفضاء.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

روسيا والبحرين تبحثان تعزيز العلاقات الثنائية

تناولت روسيا والبحرين، مباحثات حول مجموعة واسعة من قضايا التعاون التجاري والاقتصادي في قطاعات مثل الصناعة والطاقة والزراعة والبناء والثقافة وفي تكنولوجيا المعلومات، كذلك تحسين الأطر القانونية.

 

وحسبما ذكرت "روسيا اليو" أجرت وزيرة الثقافة الروسية أولجا ليوبيموفا ووزير الصناعة والتجارة البحريني عبدالله بن عادل فخرو محادثات في المنامة اليوم بصفتهما رئيسيين مشاركين للجنة الحكومية الروسية البحرينية للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتقني.

 

ومن أبرز المواضيع التي تم بحثها، مناقشة الاستعدادات للاجتماع المقبل للجنة البارالمبية الدولية، المقرر عقده في روسيا هذا العام.

 

كما تم إيلاء اهتمام خاص للتحضيرات لمشاركة البحرين بصفة ضيف شرف في منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي الدولي السابع والعشرين، وتم الاتفاق في هذا الصدد على تنفيذ مشروع يظهر الثقافة الفريدة والعريقة لمملكة البحرين خلال مشاركتها في الحدث.

 

وأكدت وزيرة الثقافة الروسية على العلاقة المتميزة التي تربط البلدين وأهمية التعاون الثنائي في كافة المجالات مما يسهم في زيادة عمق العلاقات وتطويرها.

 

بدوره، أكد الوزير البحريني على اهتمام المملكة وحرصها الدائم على تطوير علاقاتها بكافة الدول الشقيقة والصديقة، لافتا إلى أهمية الزيارات المتبادلة والفعاليات المشتركة في تعزيز العلاقات الثنائية والارتقاء بها إلى مستويات متقدمة.

 

روسيا والصين يبحثان سبل التعاون الغنية في 2025


قال السفير الروسي لدى الصين إيغور مورغولوف إن روسيا والصين ستعملان على إطلاق العنان لإمكان التعاون العملي الثنائي بشكل أكبر في عام 2025.. بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الروسية "تاس".
وأضاف مورغولوف في رسالة تهنئة نشرتها صحيفة جلوبال تايمز بمناسبة حلول العام القمري الجديد (الذي يصادف هذه المرة يوم 29 يناير): "أنا واثق من أن هذا العام سيشهد أيضا الكشف عن الإمكانات الغنية للتعاون العملي بين البلدين في جميع المجالات".

حجم التجارة بين روسيا والصين بلغ 244.8 مليار دولار العام الماضي 

وأكد الدبلوماسي الروسي أن العلاقات الاقتصادية بين روسيا والصين "تظهر ديناميكية مثيرة للإعجاب"، واستشهد على وجه الخصوص بإحصائيات الجمارك الصينية، التي تفيد بأن حجم التجارة بين روسيا والصين بلغ 244.8 مليار دولار في عام 2024.
وأوضح السفير أنه "للعام الثاني على التوالي، تم تجاوز الهدف الذي حدده رئيسا الدولتين للوصول إلى علامة 200 مليار دولار في التجارة المتبادلة بشكل كبير".

الحوار بين الزعماء يضمن تطوير العلاقات الروسية الصينية

كما أكد السفير الروسي لدى الصين إن الحوار القائم على الثقة بين زعماء روسيا والصين يضمن التطور التدريجي للعلاقات بين البلدين في جميع الاتجاهات، وقال : "التقى الزعيمان شخصيا ثلاث مرات في العام الماضي، ويضمن الحوار السياسي الجوهري والسري التطور التدريجي للمجمع الكامل لعلاقاتنا الثنائية".

وأشار مورغولوف إلى أن عام 2024 يصادف الذكرى الخامسة والسبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. 
واستكمل أنه "في ظل القيادة الاستراتيجية للرئيس الروسي فلاديمير بوتن والرئيس الصيني شي جين بينج، وصلت الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي بين روسيا والصين إلى مستوى غير مسبوق".


 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • سلطنةُ عُمان وتايلند تبحثان تعزيز العلاقات الثنائية
  • التعليم العالي: تعزيز التعاون البحثي بين مصر وفرنسا في المجالات الحيوية
  • الرئيس الإماراتي يؤكد الحرص على دفع العلاقات مع دولة المجر في شتى المجالات
  • السيسي يستقبل رئيس جمهورية كينيا لبحث تعزيز العلاقات الثنائية اليوم
  • طرابلس تحتضن منتدى الأعمال الليبي الصربي لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين
  • مناقشة تعزيز العلاقات الثنائية مع النمسا بكافة المجالات
  • روسيا والبحرين تبحثان تعزيز العلاقات الثنائية
  • إشادة واسعة بجهود الإمارات.. و«الهيئة الوطنية» تؤكد: تعزيز حقوق الإنسان «أولوية»
  • عبدالله بن زايد يستقبل وزير خارجية الهند ويبحثان العلاقات الاستراتيجية بين البلدين
  • عبدالله بن زايد ووزير خارجية الهند يبحثان العلاقات الاستراتيجية بين البلدين