هذا الموضوع يختصر لك فهم الحياة في أوروبا فهي ليست كما يتصورها الكثير فانت داخل حلبة صراع الكل فيها محترف ويجب ان تكن بمستوى محترف، فان حبيت تهاجر اليها حتى تكون غني بوظيفة وراتب محترم، فانت فيها غلط كونها أنظمة ضرائبية يقتضي ان تفهمها ويقتضي ان تعمل بشكل مستمر وتتعلم تدخر القليل لكي تجد اثر. وان حبيت تهاجر اليها حتى تستثمر فيها فسوف تدخل سوق عنيفة تنهكك بالضرائب والقانون والمنافسة لاسيما اذا لم تكون خارق الإمكانيات وتتأقلم وتفهم وملم باللغة.
وان كنت تبحث في الغرب عن تحقيق ذاتك، فليس فيها طريق يخضع للصدفة كما تتصورها، ولا الفرص توزع كيانصيب، وانما عمل وتأهيل وتطوير مستمر ومنافسة لن يترك لك وقت للراحة والفسح وحفلات الجريل والسمر. ومن يفكر ان يبحث فيها عن وطن لأطفاله، فهم لن يكونوا لك كما في مجتمعك في نهاية المطاف لاسيما وثقافة المدرسة طاغية على ثقافتك ومتفوقة على ما تطرح، أي بعد سن ١٨ لن تجدهم معك كما تتصور وتحلم، ومن سن ١٦ لن تحكمهم الا بتوافق كونهم سوف يعرفون القانون اكثر منك، أي لن تقدر ان تجبرهم على شيء.
ومن يظن ان الرعاية الاجتماعية سوف تكفي، فلن يكون ذلك وسوف تضطر ان تعمل بدون مقابل من اجلها، أي بيورو واحد فقط في الساعة، بجانب ذلك سوف تلاحقك النظرات أينما كنت، وسوف تحس انك تكملة عدد لا اكثر. ومن ادخر فيها مال فلن يحق له الرعاية الاجتماعية ان فقد العمل بعد ١٢ شهر لاسيما وهو لازال معه مال. واذا كان مرتبك هنا الصافي ٢٤٠٠ يورو فهذا لن يكفي إيجار وحياة وادخار واهتمام بالأطفال الا بحدود الدنيا بمعنى شقة لا تتجاوز ٨٠ متر مربع، ولذا هنا ما يقارب من ١٤ مليون شخص يعيش في مستوى الفقراء بسبب الغلاء والتضخم. ومن معه بيت ولم يصمد في العمل ل ٢٠ سنة اقلها يخدم القروض، يصير البيت عبئ عليه ومكلف الصيانة والتشغيل مع رحيل كل طفل خارج البيت. ومن يظن سوف يكفيه مرتب التقاعد وهو على المعاش ومرتبه كان أقل من ٢٤٠٠ يورو صافي ولم يشتغل هنا منذ عمره ٢٧ او حتى ٣٠ سنة دون انقطاع فهو واهم كون التضخم يتوسع اكثر، وسوف تجده امامك اكبر كما ان مرتبك التقاعدي لن يكفي بشكل تام لاسيما اذا زوجتك لم تشتغل او انت مخطط ترتاح مثل الالمان برحلات وفسح بعد التقاعد.
ومن يبدأ يشتغل بها بعد عمر٤٠ سنة فسوف لن يكفيه ٢٧ سنة عمل حتى يستلم تقاعد محترم بمعنى سوف ينتهي به الحال الى الرعاية الاجتماعية تكمل له النقص من المعاش، ومن لم يتقن اللغة فالمشاكل سوف تزداد وتتمدد في مجتمع لا يوقف وصول الرسائل والأوراق فيه اليه حتى اطفاله سوف يخجلون به في المدرسة وامام اصحابهم من دون ان يشعر.
ومن عنده أطفال سوف يستفيد من الدعم في البداية لكنه سوف يدفع الكثير فما بعد. ومن يظن العناية الصحية سوف تستمر بنفس الجودة للجميع لن يكون ذلك دون تأمين صحي إضافي وتحمل جزء من النفقات. ومن يظن ان يعمل هو بينما زوجته في البيت لن يكون بمقدوره ان يدخر لاسيما والزوجة في البيت وان خرجت فسوف تخرج على محلات التخفيض، اي جلستها مشكلة وخرجتها مشكلة من حيث الانفاق لشخص بسيط ينتظر الراتب، ومن تشتغل زوجته لن يكون بمقدوره ان يعيش جو الاسرة العربية وسوف يظل يتذمر ومتضايق ومنهك كما ان الضرائب سوف ترتفع، اي سوف يموت مثل الفقير اليهودي. ومن يظن ان يجد وظيفة طويلة و مريحة بوجود اسرة واطفال معه لن يجد بسهولة دون حرق افضل سنوات العمر للوصول لها، ومن يضع رجل هنا ورجل في بلده يخسر الرهان ويفتلخ كما نقول، لذلك حدد هدفك مع الواقع، واعرف ماذا يمكن ان تأخذه منها.
ونصيحتي لمن يدخل أوروبا بعد فهم كلامي -وليس تفسيره انه محبط- اولا تعلم اللغة واتقنها وافهم اين انت؟ وماذا تريد؟ وماهي قواعد اللعب هنا وكيف تتكيف معها؟ اي افهم انك انت هنا لحالك لن تجد احد بجانبك غير زوجتك. اعرف اشخاص لهم ٦ سنوات لن تجدوا لديهم حتى ٢٠٠٠ يورو وهم بصحتهم الان فكيف مع تقدم السن. لذا علم زوجتك اللغة واعطيها الفرصة تتأهل حتى تساعدك اقلها مع مشاكل الاطفال والمدرسة، واستغل وقتك فيما يفيد ويحسن حياتك، وابتعد عن الجاليات العربية والاسلامية والجمعيات مسافة محدودة، فهي تضيع وقتك وترهقك كلما قربت اكثر فاكثر، ولا توسع الافق، وتسمم العلاقات كلما ارتبطت بمن فيها اكثر ودون مسافات كون الفراغ عند بعض الناس منا يجعلهم يخضون في خصوصياتك مما يشغلك عن التركيز في الاهم والمهم، وفي الاخير يظل العربي والأجنبي مرهق هنا ومحصور فكره واحلامه بما يدور في وطنه، فعليه ان يوازن بين المهم والاهم ان اراد يستمر في سوق صراع الوظائف والانتاج في الغرب. غير ذلك مشاكلك لن تنتهي و سوف تنهزم في تحقيق ماتريد كمحصلة، وتخرج من الدنيا مثل الفقير اليهودي كما نقول في اليمن.
وفي الاخير الحياة ميزان تاخذ من طرف وتدفع من طرف اخر، فحاول توازن حياتك بحيث تعيش كما تريد سعيد اينما كنت و تنجح. فقبل كم اسبوع كنت اتحدث مع صديق هو هنا ايضا في الصفحة، فقال يعرف شخصين هنا أحرقوا شبابهم واعمارهم، وكانوا ناجحين وجمعوا ثروة هنا، لكن كان ينهدم جزء اخر في مكان اخر في حياتهم، وفي النهاية يعيشون الان الجزء الأخير من حياتهم في ملل وعزلة، وهذه ضريبة الحياة اذا لم تجد لها ميزان وتحدد ماذا تريد وماهو الثمن .
تذكرت في اهم وانجح فيلم صنع في هيولود “اند جيم” ان الحصول على حجر كريم عند “تانوس” كان لابد ان يضحي باغلي شيء عنده، وهذا الامر كان طفلته، هو وصل لما يريد واستنفر كل حياته من اجله لكن خسر اعز شيء معه لايمكن استرجاعه، وانت يمكنك تصل لما تريد لكن ماهو المقابل.
لذا كلامي دائما أصلحوا بلدكم تعيشون بها حياتكم بسعادة ولن تخسروا شيء ذو اهمية لكم ويمكن ان تفتحوا ابواب لابنائكم وبناتكم وانتم اسياد على ماتملكون، او اذا كنتم تريدون ان ترحلوا لاتنظروا للخلف وتعلموا لغة البلد بشكل مكثف حتى لاتزيد العوائق والمعاناة اكثر فتهزم وتنكسر وانت لوحدك.
واخيرا لا اريد احد يقول انني لا انصحه ان يسافر لان هذا قرار لك ولم اقوله في منشوري اصلا، لكن اقول يجب ان تجهز نفسك انك داخل معترك الكل داخله بمستوى محترف، ولايجب ان تنهزم به او تتبهذل كون لم تعرف قواعد اللعب وتركض دون فائدة فينتهي عمرك دون ان تصل لشيء، بمعنى اعتبر كلامي خريطة ترسم طريق لك!!!!!
*بروفيسور يمني يعيش في ألمانيا
*نشر على صفحته الرسمية في فيسبوك
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق آراء ومواقفWhat’s crap junk strategy ! Will continue until Palestine is...
الله يصلح الاحوال store.divaexpertt.com...
الله يصلح الاحوال...
الهند عندها قوة نووية ماهي كبسة ولا برياني ولا سلته...
ما بقى على الخم غير ممعوط الذنب ... لاي مكانه وصلنا يا عرب و...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: فی الغرب فی الیمن لن یکون دون ان
إقرأ أيضاً:
الأونروا: استئناف الحرب على غزة حولها إلى أرض لا مكان فيها للأطفال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، إنه لأمر مفجع أن أرواحا صغيرة في غزة تُزهق في حرب ليست من صنع الأطفال.
مشيرا إلى أن استئناف الحرب سلبهم من جديد طفولتهم، وحول غزة إلى أرض لا مكان فيها للأطفال. قائل "إنها وصمة عار على إنسانيتنا المشتركة".
وأضاف لازاريني بحسب مركز إعلام الأمم المتحدة- أن وقف إطلاق النار في مطلع العام منح فرصة لأطفال غزة كي يبقوا على قيد الحياة، وأن يعيشوا طفولتهم.
وشدد على عدم وجود ما يُبرر قتل الأطفال، أينما كانوا، داعيا إلى استئناف وقف إطلاق النار الآن.
من جهته.. قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إن آلاف العائلات فرت غربا في قطاع غزة في أعقاب أمر نزوح آخر أصدرته القوات الإسرائيلية يغطي أجزاء من مدينة غزة.
وحذر المكتب الأممي، من أن أوامر النزوح هذه عرضت المدنيين لأعمال عدائية وحرمتهم من الوصول إلى الخدمات الأساسية اللازمة لبقائهم على قيد الحياة. وذكَّر (أوتشا) بأن جميع المعابر لا تزال مغلقة وهو الأمر الذي دخل شهره الثاني، ومن ثم لا يمكن إدخال أي إمدادات إلى القطاع. وحذر برنامج الأغذية العالمي من أن مخزون الغذاء في غزة آخذ في النفاد، وأن برامج المساعدة التي يديرها تغلق تدريجيا.
ولفت (أوتشا) إلى أنه من المرجح أن يتدهور وضع الصرف الصحي في جميع أنحاء غزة بما يهدد الصحة العامة. وأضاف أن ثلاثة مواقع نزوح مؤقتة في منطقة المواصي تُبلغ الآن عن إصابات بالبراغيث والعث التي تُسبب طفحا جلديا ومشاكل صحية أخرى.
وأشار إلى أن علاج هذه الإصابات يستلزم مواد كيميائية ومواد أخرى لن تتوفر إلا بعد إعادة فتح المعابر لدخول الإمدادات. وحذر المكتب كذلك من تزايد أعمال النهب الإجرامي وانعدام الأمن العام، المرتبطة بالإغلاق ونقص الإمدادات الأساسية.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن عشرات الآلاف من الأشخاص ما زالوا نازحين، وغير قادرين على العودة إلى ديارهم بسبب العمليات المستمرة التي تشنها القوات الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية، وخاصة في جنين وطولكرم. وأوضح أن الشركاء في المجال الإنساني يقدمون مساعدات عاجلة ودعما نفسيا واجتماعيا للمتضررين.