في اليوم الـ224 من عدوانه على غزة، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجازر جديدة بحق المدنيين، ومن جانبها تواصل المقاومة خوض المعارك الضارية في الشمال والجنوب مكبدة الاحتلال المزيد من الخسائر في الأرواح والعتاد.

وبينما تواصل إسرائيل والولايات المتحدة مباحثاتهما بشأن ترتيب ما يسمى "بعد الإطاحة بحماس" أطلّ الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة ليؤكد صمود المقاومة مقدما حصيلة عن عملياتها في الأسبوع الأخير متوعدا الاحتلال بهزيمة نكراء.

وعلى الجبهة اللبنانية، واصل حزب الله عملياته ضد المستوطنات والمواقع العسكرية الإسرائيلية، بينما استمرت غارات الاحتلال على بلدات وقرى جنوب لبنان.

وعلى الصعيد الإنساني، وصلت للرصيف العائم على شاطئ غزة أول شحنة مساعدات إنسانية، بينما أكدت الأمم المتحدة أن هذا الميناء المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر البرية.

وفيما يلي أبرز تطورات اليوم الـ224 من العدوان الإسرائيلي على غزة:

جيش في الجحيم

قال أبو عبيدة الناطق باسم كتائب عز الدين القسام إن مقاتلي القسام استهدفوا خلال 10 أيام 100 آلية عسكرية للاحتلال، مؤكدا استعداد المقاومة لمعركة استنزاف طويلة مع "العدو" وقدرتها على الصمود والقتال.

وأضاف أبو عبيدة -خلال كلمة حصلت عليها الجزيرة- أن "العدو الإسرائيلي" وبعد 32 أسبوعا من يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يدخل "الجحيم" من جديد في غزة ويواجه مقاومة أشد، في ظل حرب غير متكافئة ودفاع "أسطوري" من شعب غزة ومقاومته ضد "همجية" الاحتلال.

مصر وإسرائيل واليوم التالي

جددت الولايات المتحدة، اليوم الجمعة، مطالبتها إسرائيل بتوضيح خطتها بخصوص من سيحكم غزة بعد الحرب، وشددت على ضرورة حل الخلاف بسرعة بين القاهرة وتل أبيب بشأن الأزمة في القطاع.

جاء ذلك في مقابلة أجراها السفير الأميركي لدى إسرائيل جاك ليو، مع صحيفة هآرتس الإسرائيلية الخاصة.

وأشار السفير الأميركي إلى اتفاق بلاده مع إسرائيل على ضرورة إقصاء حماس من حكم غزة، وعلى ألا يقوم الجيش الإسرائيلي باحتلال دائم للقطاع.

واعتبر أن التعاون بين إسرائيل ومصر بالغ الأهمية لأمن الطرفين والمنطقة، وأن هناك وعيا بالحاجة الملحة لحل هذا الأمر بسبب الوضع الإنساني في غزة. ودعا "ليو" القاهرة وتل أبيب لحل خلافاتهما بشأن معبر رفح.

عمليات نوعية للمقاومة

نفذت المقاومة الفلسطينية في غزة، اليوم الجمعة، عمليات نوعية ضد جنود وآليات جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي أقر بصعوبة الوضع الميداني.

وقد بثت كل من كتائب القسام وسرايا القدس تسجيلات مصورة توثق عمليات قنص وقصف واشتباك نفذتها ضد جنود الاحتلال شمال وقطاع غزة.

مجازر جديدة للاحتلال

من جانبها، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب، الساعات الـ24 الأخيرة، 4 مجازر راح ضحيتها 31 شهيدا و56 جريحا.

وبذلك ارتفع العدد الإجمالي لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 35 ألفا و303 شهداء، و79 ألفا و261 جريحا، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

75 صاروخا في يوم

قال الجيش الإسرائيلي إن 75 صاروخا أطلقت اليوم من لبنان باتجاه منطقة إصبع الجليل شمالي إسرائيل وجنوب الجولان.

وقد أعلن حزب الله تنفيذ 3 هجمات ضد مواقع إسرائيلية بالجليل والجولان، وقال إنه قصف بـ50 صاروخ كاتيوشا قاعدة "تسنوبار" بالجولان.

ومن جانبه، قال الدفاع المدني بجنوب لبنان إن 3 أشخاص استشهدوا، بينهم اثنان من الجنسية السورية في غارة إسرائيلية على بلدة النجارية، كما نعى حزب الله مقاتلا قضى في الغارة.

وأعلنت حركة حماس في لبنان استشهاد القائد شرحبيل أبو عمرو بعد استهدافه من طائرات الاحتلال في البقاع الغربي.

المقاومة ترفض أي وجود عسكري أجنبي

أكدت حركة حماس وجميع فصائل المقاومة مجددا رفض أي وجود عسكري لأي قوة أجنبية على الأراضي الفلسطينية.

وقالت إن أي طريق لإدخال المساعدات، بما فيه الرصيف المائي، ليس بديلا عن فتح كل المعابر البرية وبإشراف فلسطيني.

 13 دولة تحذر إسرائيل من هجوم رفح

قالت وكالة الأنباء الألمانية إن وزراء خارجية 13 دولة -من بينهم مجموعة السبع باستثناء الولايات المتحدة- طالبوا في خطاب موجه لنظيرهم الإسرائيلي يسرائيل كاتس بتوفير المزيد من المساعدات للشعب الفلسطيني، محذرين إسرائيل من الهجوم على رفح.

كما طالبوا الحكومة الإسرائيلية بالتخفيف من الأزمة الإنسانية المدمرة والمتفاقمة في غزة، ودعوا إلى فتح كل المعابر الحدودية أمام المساعدات بما في ذلك معبر رفح.

وذكرت الوكالة أن الخطاب وقعه أيضا وزراء خارجية أستراليا والدانمارك وفنلندا وهولندا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية والسويد.

مواجهات بقلقيلية وشهيد بطولكرم

اندلعت مواجهات بين قوات جيش الاحتلال وشبان فلسطينيين في بلدة كفر قدوم، شرق مدينة قلقيلية بالضفة الغربية، بينما شيع أهالي محافظة طولكرم جثمان كريم اعمير الذي استشهد برصاص الاحتلال الذي اقتحم بلدة بلعا الليلة الماضية.

وعقب خروج المظاهرة الأسبوعية المناهضة للاستيطان والمنددة بالجرائم الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة، اندلعت مواجهات بين قوات جيش الاحتلال وشبان فلسطينيين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات جیش الاحتلال فی غزة

إقرأ أيضاً:

مبتورو الأطراف بغزة.. معاناة تتفاقم مع الحصار والإبادة الإسرائيلية

في إطار حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة والمدمرة على غزة منذ أكثر من عام ونصف، تزداد أعداد ومعاناة وآلام مبتوري الأطراف، معظمهم من الأطفال والنساء، لا سيما مع النقص الحاد في المعدات الطبية والأدوات اللازمة لتصنيع الأطراف الصناعية، بسبب استمرار الحصار الخانق على القطاع.

ومن بين هؤلاء، الفلسطيني رائد أبو الكاس، الذي يجلس داخل مركز الأطراف الصناعية والشلل في مدينة غزة، بانتظار دوره في تلقي خدمة العلاج الطبيعي والتأهيل الجسدي لاستخدام الطرف الصناعي، بعد أن بترت قدمه في قصف إسرائيلي أثناء ممارسة عمله في تشغيل آبار المياه.

وتجسد قصة أبو الكاس، أحد موظفي بلدية غزة، حجم المأساة الإنسانية التي خلفتها الحرب الإسرائيلية، فقد بترت قدمه اليمنى واستشهد اثنان من زملائه. وبينما كان يحاول الجيران وأبناؤه إسعافه وسط الدمار والدخان، لاحقتهم الطائرات من جديد، فقتل أحد أبنائه وأصيب الآخر بإصابات بليغة أدت إلى بتر قدمه لاحقا.

يتذكر رائد أحداث ذلك اليوم بصوت يختنق بالألم يقول: كنت أفتح محابس المياه للمواطنين، وكنت أظن أن عملي في خدمة الناس سيحميني، لكن الاحتلال لم يترك لنا أي أمان. استهدفونا ونحن عُزّل، بترت قدمي أمام عيني، واستشهد ابني، وتعرض محمود لإصابة غيرت حياته للأبد.

إعلان

أما محمود، الذي كان يحلم بأن يصبح لاعب كرة قدم محترفا في صفوف ناشئي نادي الشجاعية، فيروي قصته لمراسل الأناضول، بصوت حزين: كنت ألعب كرة القدم يوميا، كان حلمي أن أرتدي قميص النادي وأسعد عائلتي، لكن الاحتلال دمر حلمي وبتر قدمي.

وأضاف: الآن أجلس على كرسي متحرك وأحلم فقط أن أركب طرفا صناعيا متطورا يساعدني على الوقوف مرة أخرى، حتى أعين والدي الذي بترت قدمه.

خلال الأشهر الماضية، خضع رائد ومحمود لعدد كبير من العمليات الجراحية داخل مستشفى المعمداني، في ظل ظروف طبية صعبة ونقص حاد في الإمكانيات، وتم تركيب أطراف صناعية لهما عبر مركز الأطراف الصناعية، إلا أن نقص المعدات والكوادر الفنية يؤثر على عمل المركز.

اليوم، يقضي الأب والابن عدة ساعات يوميا داخل مركز الأطراف، يتدربان على استخدام أطرافهما الصناعية، ويتلقيان جلسات التأهيل والتدريب، ووسط هذه الرحلة الشاقة، يحدوهما حلم واحد: السفر إلى الخارج لتركيب أطراف صناعية متطورة تمكنهما من استعادة جزء من حياتهما الطبيعية.

وبهذا الخصوص، قال رائد، وهو ينظر إلى نجله محمود بعينين حزينتين: لم يتبق لي من أبنائي إلا محمود، وزوجتي التي تتحمل العبء الأكبر في رعايتنا، وحلمنا أن نركب أطرافا خفيفة نتمكن من خلالها أن نساعد بعضنا بعضا ونعيش بكرامة.

ويقاطعه محمود قائلا: أحلم بالسفر، أريد أن أركض مجددا، أن أعود للعب الكرة ولو بشكل بسيط مع أصدقائي (..)، الاحتلال دمر أحلامي، لكن لم يدمر إيماني بأننا سنعود للحياة.

 أعداد مضاعفة

ويشهد قطاع غزة تصاعدا كبيرا في أعداد المصابين بحالات البتر نتيجة الإبادة الإسرائيلية المدمرة المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسط نقص حاد في المعدات الطبية والأدوات اللازمة لتصنيع الأطراف الصناعية، بسبب الإغلاق المستمر للمعابر ومنع دخول المستلزمات الأساسية.

إعلان

وسُجلت 4700 حالة بتر بسبب الحرب الإسرائيلية، ضمن قوائم برنامج صحتي، الذي تنفذه وزارة الصحة الفلسطينية بالشراكة مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومركز الأطراف الصناعية والشلل التابع لبلدية غزة، في كافة محافظات القطاع، وفق مسؤول الإعلام والعلاقات العامة في المركز حسني مهنا.

وشدد مهنا، للأناضول، على أن تضاعف أعداد حالات البتر المسجلة منذ بداية الحرب الإسرائيلية ناتج عن الاستخدام المكثف للأسلحة المتفجرة والاستهداف المباشر للمدنيين.

وقال: إنّ مركز الأطراف الصناعية استقبل نحو 600 حالة من مبتوري الأطراف منذ بدء العدوان الإسرائيلي، ويتم متابعتهم دوريا عبر المختصين والطواقم الفنية.

وأضاف أن المركز تمكن منذ بداية الحرب من تركيب أطراف صناعية لنحو 100 مصاب، كما قام بتسليم عشرات الأجهزة التعويضية والكراسي المتحركة للمحتاجين.

وأشار مهنا إلى تزايد الطلب على خدمات المركز يوميا.

وحذر من أن استمرار الحرب سيؤدي إلى ارتفاع عدد الحالات بشكل كارثي، خاصة أن 48% من حالات البتر الجديدة هي لسيدات، و20% لأطفال،مما يفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل خطير.

 نقص حاد

وأشار مسؤول الإعلام والعلاقات العامة إلى أن المركز يعاني من نقص في المواد الخام الأساسية لتصنيع الأطراف الصناعية، بالإضافة إلى حاجة ماسة للأجهزة والمعدات الطبية وقطع الغيار اللازمة للمعدات الموجودة، مما يعيق تقديم الخدمات بشكل فعال للمصابين.

وبين مهنا أن الطواقم العاملة في المركز، التي تعمل تحت ضغط شديد وبإمكانيات محدودة، تكافح يوميا لتلبية احتياجات الأعداد المتزايدة من المصابين، مع الحاجة إلى مضاعفة الكوادر البشرية لمواكبة هذه الزيادة الكبيرة.

وتخضع حاليا 320 حالة للعلاج الطبيعي داخل مركز الأطراف الصناعية والشلل، حيث تُقدم خدمات العلاج الطبيعي والتأهيلي ومتابعة تركيب الأطراف الصناعية والصيانة الدورية لها، بحسب مهنا.

إعلان

وفي مطلع مارس/آذار الماضي، صعَّدت إسرائيل من جرائمها باتخاذ قرار تعسفي بإغلاق جميع المعابر المؤدية إلى القطاع، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية وشاحنات الوقود بشكل كامل.

وفي 18 مارس/آذار الماضي، تنصلت إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الساري منذ 19 يناير/كانون الثاني الماضي، واستأنفت حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، رغم التزام حركة حماس بجميع بنود الاتفاق.

وتسبب تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته من الاتفاق وعدم إكمال مراحله في إبقاء المحتجزين الإسرائيليين قيد الأسر لدى حماس، حيث تشترط الحركة وقف الحرب وانسحاب كافة القوات الإسرائيلية من قطاع غزة.

وبدعم أميركي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 170 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • مبتورو الأطراف بغزة.. معاناة تتفاقم مع الحصار والإبادة الإسرائيلية
  • حماس: تصاعد جرائم الاحتلال الإسرائيلي بغزة تستوجب تحركًا عاجلًا للجمها
  • حماس: “الحرب الشاملة محاولة إسرائيلية يائسة لكسر المقاومة الفلسطينية
  • عاجل | القناة 12 الإسرائيلية: شركة فيرجين أتلانتيك البريطانية لن تعود للعمل في إسرائيل وتغلق خطها الجوي إلى تل أبيب
  • بدء العد التنازلي لنتنياهو
  • حماس تنفي رفض المقاومة الفلسطينية “صفقة شاملة” توقف الحرب على غزة
  • عاجل - إلياس حنا: قرار الجيش الإسرائيلي بإلزام الجنود بالبقاء يعكس عجزه عن حسم الحرب في غزة
  • غزة بين فكي التصعيد والمراوغة.. إسرائيل توسع عدوانها والتهدئة معلقة
  • استشهاد 15 صحفيًا في اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي خلال الربع الأول من العام الجاري
  • محلل سياسي يكشف آخر تطورات الأوضاع بين إسرائيل وحماس