“الإمارات للدراسات” و”وام” يوقعان اتفاقية للتعاون بشأن موسوعة القيادة الإماراتية “الاتحاد”
تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT
وقع مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ووكالة أنباء الإمارات “وام” أمس اتفاقية شراكة استراتيجية للتعاون بشأن تطوير محتوى موسوعة القيادة الإماراتية “الاتحاد”، وترسيخ التعاون مع المؤسسات الوطنية العاملة في قطاع الإعلام.
وقع الاتفاقية سعادة الدكتور سلطان محمد النعيمي، مدير عام المركز، وسعادة محمد جلال الريسي، مدير عام وكالة أنباء الإمارات “وام” وذلك في مقر المركز في أبوظبي، بحضور ممثلين من الجانبين.
وأكد سعادة الدكتور سلطان محمد النعيمي، بهذه المناسبة، حرص المركز على تعزيز التعاون مع المؤسسات ذات الصلة على النحو الذي يضمن تفعيل الاستفادة من موسوعة القيادة الإماراتية، وتطويرها بشكل مستمر حتى تظل المرجع الأشمل لأقوال القيادة الرشيدة، مشيرا إلى أهمية الشراكة مع وكالة أنباء الإمارات، والتي تحظى بعراقة وأصالة ومخزون كبير لفكر القيادة الرشيدة.
وأوضح سعادته أن الموسوعة تعد مرجعًا موثوقًا به للباحثين والدارسين وكل الراغبين في الاطلاع على الموروث الفكري الملهم للقيادة الرشيدة، وهي إرث للوطن، وحق للجميع، ومن الجميع لأجل الجميع، ولذلك من الضروري أن يتمكن جميع المعنيين من الاستفادة منها.
من جانبه أكد سعادة محمد جلال الريسي، أهمية موسوعة القيادة الإماراتية “الاتحاد” التي تهدف إلى توثيق الإرث الفكري للقيادة الإماراتية، في منصة واحدة، تتضمن طرقًا متعددة للبحث عن المعلومات المطلوبة، من جانب الباحثين والدارسين وكل الراغبين في الاطلاع على هذا الإرث الثري والمهم، مشيرا إلى تميز الموسوعة بسرعة وسهولة الوصول إلى المعلومات، والثقة الكاملة في محتواها .
وقال سعادته إن “وام” تحرص على تعزيز تعاونها مع المؤسسات البحثية في الدولة ودعمها وفي هذا الإطار يأتي توقيعها اتفاقية شراكة مع مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية للتعاون في تطوير محتوى موسوعة “الاتحاد” التي تقدم مواد علمية موثقة وتضم موروثا تاريخيا وثقافيا وفكريا وحضاريا هاما وذلك من خلال الترويج للموسوعة إعلاميا والتعريف بها .
وسعياً لتحقيق الأهداف المرجوّة من الاتفاقية، سيتيح المركز منصة الموسوعة بشكل مباشر على الموقع الرسمي لـ” وام”، ووضع شعار الوكالة بصفتها شريكًا استراتيجيًّا، وإتاحة الوصول المباشر للموقع الرسمي للوكالة في المنصة، وسيقوم المركز بتدريب موظفي “وام” المعنيين على استخدام محتوى الموسوعة.
من جانبها، ستعمل “وام” على إثراء الموسوعة بالإرث الفكري للقيادة الإماراتية، انطلاقًا من كونها أحد المصادر الرئيسية والأصيلة الموثّقة لهذا الإرث، كما ستعمل على ترويج الموسوعة في الموقع الرسمي لها، وفي منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بها، وتغطية كافة الفعاليات بشأن الموسوعة بصفتها شريكًا إعلاميًّا للمركز.
الجدير بالذكر أن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية أطلق موسوعة القيادة الإماراتية “الاتحاد”، في 25 يناير 2024، وتتمثل رسالتها في بناء إرث فكري وطني جامع للقيادة الإماراتية، وفق رؤية مهنية وبحثية معاصرة، وتتسم الموسوعة بأنها “مستمرة وديناميكية”، إذ تواصل جمع الإرث الفكري السابق للقيادة الإماراتية، ونتاجها الفكري حاضرًا ومستقبلًا، وتضم الآن نحو 15 ألف مادة من مقولات القيادة في مختلف المجالات، المكتوبة منها والمرئية والمنقولة وغيرها، في منصة إلكترونية تعمل بطرق تفاعلية مبتكرة.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
الجنجويد والطائرات المسيرة: سيمفونية الدمار التي يقودها الطمع والظلال الإماراتية
كتب الدكتور عزيز سليمان استاذ السياسة و السياسات العامة
في زمن يتداخل فيه الدخان الأسود برائحة البارود، وتصدح فيه أنين الأطفال وسط خرائب المستشفيات والمدارس و محطات الكهرباء و المياه ، يبدو السودان كلوحة مأساوية رسمها الجشع البشري. لكن، يا ترى، من يمسك بالفرشاة؟ ومن يرسم خطوط التدمير الممنهج الذي يستهدف بنية تحتية سودانية كانت يومًا ما عصب الحياة: محطات الكهرباء التي كانت تضيء الدروب، والطرق التي ربطت المدن، ومحطات مياه كانت تنبض بالأمل؟ الإجابة، كما يبدو، تكمن في أجنحة الطائرات المسيرة التي تحمل في طياتها أكثر من مجرد قنابل؛ إنها تحمل مشروعًا سياسيًا وجيوسياسيًا ينفذه الجنجويد، تلك المليشيا التي فقدت زمام المبادرة في الميدان، وانكسرت أمام مقاومة الشعب السوداني و جيشه اليازخ و مقاومته الشعبية الصادقة، فاختارت أن تُدمر بدلاً من أن تبني، وتُرهب بدلاً من أن تقاتل.
هذا النهج، يا اهلي الكرام، ليس عبثًا ولا عشوائية. إنه خطة مدروسة، يقف خلفها من يدير خيوط اللعبة من الخارج. الجنجويد، التي تحولت من مجموعة مسلحة محلية إلى أداة في يد قوى إقليمية، لم تعد تعمل بمفردها. الطائرات المسيرة، التي تقصف المدارس والمستشفيات، ليست مجرد أدوات تكنولوجية؛ إنها رسول يحمل تهديدًا صامتًا: “إما أن تجلسوا معنا على طاولة المفاوضات لننال حظنا من الثروات، وإما أن نجعل من السودان صحراء لا تحتمل الحياة”. ومن وراء هذا التهديد؟ الإجابة تلوح في الأفق، وهي دولة الإمارات العربية المتحدة، التي باتت، بحسب الشواهد، الراعي الأول لهذه المليشيا، مستخدمةً مرتزقة من كل أنحاء العالم، وسلاحًا أمريكيًا يمر عبر شبكات معقدة تشمل دولًا مثل تشاد و جنوب السودان وكينيا وأوغندا.
لكن لماذا السودان؟ الجواب يكمن في ثرواته المنهوبة، في أرضه الخصبة، ونفطه، وذهبه، ومياهه. الإمارات، التي ترى في السودان ساحة جديدة لتوسيع نفوذها الاقتصادي والسياسي، لم تتردد في استغلال الخلافات الداخلية. استخدمت بعض المجموعات السودانية، التي أُغريت بوعود السلطة أو خدعت بذريعة “الخلاص من الإخوان المسلمين”، كأدوات لتفكيك النسيج الاجتماعي والاقتصادي للبلاد. لكن، هل هذه الذريعة الدينية أو السياسية كافية لتبرير تدمير أمة بأكملها؟ بالطبع لا. إنها مجرد ستار يخفي وراءه طمعًا لا حدود له.
الجنجويد، التي انهزمت في المعارك التقليدية، لجأت إلى استراتيجية الإرهاب المنظم. الطائرات المسيرة ليست مجرد أسلحة؛ إنها رمز لعجزها، ولكن أيضًا لدعمها الخارجي. فكل قصف يستهدف محطة كهرباء أو طريقًا أو مصدر مياه، هو رسالة موجهة إلى الحكومة السودانية: “لن نوقف حتى تجلسوا معنا”. لكن من يجلسون حقًا؟ هل هي الجنجويد وحدها، أم القوات المتعددة الجنسيات التي تجمع بين المرتزقة والمصالح الإماراتية؟ أم أن الجلسة ستكون مع الإمارات نفسها، التي باتت تتحكم في خيوط اللعبة؟ أم مع “التقدم”، ذلك الوهم الذي يبيعونه على أنه مخرج، بينما هو في الحقيقة استسلام للعدوان؟
هنا، يجب على الحكومة السودانية أن تتذكر أنها ليست مجرد ممثلة لنفسها، بل هي وكيلة عن شعب دفع ثمن أخطاء الحرية والتغيير، وأخطاء الإخوان المسلمين، وأخطاء السياسات الداخلية والخارجية. الشعب السوداني، الذي قاوم وصبر، يطالب اليوم بموقف واضح: موقف ينبع من روحه، لا من حسابات السلطة أو المصالح الضيقة. يجب على الحكومة أن تتحرى هذا الموقف، وأن تعيد بناء الثقة مع شعبها، بدلاً من الاستسلام لضغوط خارجية أو داخلية.
ورأيي الشخصي، أن الحل لا يبدأ بالجلوس مع الجنجويد أو راعيها، بل بفك حصار الفاشر، وتأمين الحدود مع تشاد، ورفع شكاوى إلى محكمة العدل الدولية. يجب أن تكون الشكوى شاملة، تضم الإمارات كراعٍ رئيسي، وتشاد كجار متورط، وأمريكا بسبب السلاح الذي وصل عبر شبكات دول مثل جنوب السودان وكينيا وأوغندا. كل هذه الدول، سواء من قريب أو بعيد، ساهمت في هذا العدوان الذي يهدد استقرار إفريقيا بأكملها.
في النهاية، السؤال المرير يبقى: مع من تجلس الحكومة إذا قررت الجلوس؟ هل مع الجنجويد التي أصبحت وجهًا للعنف، أم مع القوات المتعددة الجنسيات التي لا وجه لها، أم مع الإمارات التي تختبئ خلف ستار الدعم الاقتصادي، أم مع “صمود” التي يبدو وكأنها مجرد وهم؟ الإجابة، كما يبدو، ليست سهلة، لكنها ضرورية. فالسودان ليس مجرد ساحة للصراعات الإقليمية، بل هو تراب يستحقه اهله ليس طمع الطامعين و من عاونهم من بني جلدتنا .
quincysjones@hotmail.com