في ظل ضغط الوقت الجاري على الاحتلال، تطالب جهات سياسية وعسكرية نافذة ومتزايدة بعدم الانتظار حتى انتهاء التحقيقات الميدانية الجارية في إخفاق أكتوبر أمام حماس، وفحص لجنة التحقيق الحكومية عن الفشل الذي تواجهه قوات الاحتلال في غزة، مما يستدعي من دولة الاحتلال الاستعداد على المدى القصير لهجوم مفاجئ مماثل من جبهة أخرى، من خلال استخلاص ثلاثة دروس يجب تطبيقها بشكل عاجل دون انتظار نتائج فحص مراقب الدولة.



وقال القائد السابق للقوات الجوية الإسرائيلية، الجنرال إيتان بن إلياهو، إن "الدرس الأول هو الاستعداد للمفاجأة القادمة، لأنه في فشل حرب 1973، كما في كارثة السابع من أكتوبر 2023، ورغم أن كل المعلومات كانت متاحة وواضحة، إلا أن القيادة السياسية والعسكرية أخطأت في استيعابها، فمن جهة الحرب الأولى، ولمدة ست سنوات، كان الرئيس المصري أنور السادات يستعد ويستعد لبدء حرب ضد الاحتلال، وتمت ملاحظة استعداداته، وكانت جميع المعلومات مرئية".

وأضاف بن إلياهو في مقال نشرته "القناة 12"، وترجمته "عربي21" أنه "رغم ذلك، فوجئ الاحتلال بأن حماس استغرقت 17 عاما للتحضير، وبناء قوتها، والاستعداد للهجوم المفاجئ الذي نفذته، وفي هذه الحالة أيضا كانت المعلومات مرئية، وتم إبلاغ تفاصيلها في الوقت المناسب إلى الرتب المسؤولة، ومع ذلك، كانت المفاجأة هذه المرة أيضاً كاملة، وبالتالي فإن الخطأ في الحالتين كان في أذهان المسؤولين الذين لم يترجموا المعلومات التي بحوزتهم بصورة صحيحة".


وأكد أن "الدرس الثاني يتمثل بشراء الأسلحة الكبرى:، فقد علمنا مؤخرا أن الولايات المتحدة وافقت على منح الاحتلال، إضافة للمساعدات السنوية، منحة خاصة بقيمة 26 مليار دولار، وبعد سنوات من العمل الشاق، وافق الكونغرس مؤخرا على بيع طائرات مقاتلة ومروحيات للقوات الجوية، مع العلم أن الموافقة سياسية وحساسة، وتتضمن بطبيعتها تأخيرات غير متوقعة، ولهذا السبب من الضروري البدء فورًا ودون تأخير بشراء الطائرات المقاتلة والمروحيات وطائرات التزود بالوقود الجوي والذخيرة، وقبل كل شيء تجديد مخزون أنظمة الدفاع ضد الصواريخ بجميع أنواعها: السهام ومقاليع داود والقباب الحديدية و قاذفات الليزر".

وأشار أن "الوقت من بداية الموافقة على تزويد الاحتلال بتلك الأسلحة النوعية إلى مرحلة تسليمها سوف يستغرق من ثلاث إلى خمس سنوات، وفيما وزير المالية بيتسلئيل سموتريتش يهاجم بوقاحة رئيس الولايات المتحدة جو بايدن الذي أعلن عن تأخير محدود في توريد قطعة تسليح لا تذكر، فإنه في الوقت نفسه يؤخر الشراء لأسباب سياسية، ويخرب بيديه بناء قاعدة عسكرية لجيش الاحتلال، كل ذلك يؤكد أن الوقت ضاغط، ومن الضروري التصرف على الفور".


وأوضح أن "الدرس الثالث يتعلق بإجراء الانتخابات العامة، فقد تعرضت حكومة الاحتلال لفترة طويلة إلى انتقادات شديدة لعدم عملها في غزة بالتوازي مع عمل الجيش، وعدم تحديد المكمل السياسي لعملياته في غزة، والانتقاد الرئيسي أن الحكومة لا تشكل كيانا لاستبدال حكم حماس في القطاع، لا توجد لديها خطة لـ "اليوم التالي"، رغم نشر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لخطته قبل أشهر، وطلبه من أعضاء مجلس الوزراء استناداً للنقاط المفصلة في الوثيقة، الاستعداد لمناقشتها".

وختم بالقول أن "نتنياهو الذي زعم أن الاحتلال سيحتفظ بالحرية العملياتية الكاملة في القطاع إلى أجل غير مسمى، لم يُجر مناقشة تفصيلية لذلك في مجلس الوزراء، والاحتلال لم يشكل حكومة بديلة في غزة عن حماس، علاوة على ذلك، وبأمر منه، يتقدم الجيش، ويستعد لإقامة طويلة في القطاع، مما يعني أن الإسرائيليين يواجهون واقعًا شهدناه بالفعل في الماضي، وبنفس السياسة التي بقينا في لبنان على إثرها 18 عاما، وكلفنا حياة 800 قتيل، والدرس هذه المرة أنه قبل أن تنجرّ الدولة لإقامة طويلة، وربما دائمة في غزة، من واجب الحكومة تجديد التفويض الممنوح لها، والذهاب فورا ودون تأخير للانتخابات العامة".


الاستنتاج الفوري والواضح لهذه الدروس الإسرائيلية الثلاثة أنه رغم كل التدابير الاستخباراتية، فإن خطأ الاحتلال قد يعود ويتكرر في المستقبل أيضا، مما يستدعي منه الافتراض أنه حتى في المستقبل قد تكون هناك مفاجأة، ولذلك يجب الاستعداد على طول الحدود بطريقة يمكن من خلالها وقف الهجوم المفاجئ، من خلال الوسائل التكنولوجية والأسلحة والجنود، حيث يحتاج الجيش فرقتين نظاميتين إضافيتين وفرقة احتياط أخرى، وإلا فلن يصل الجيش هناك، ولن يستطيع على الفور إعداد الخطة، وتنفيذها، وبالتالي يتحضّر للمفاجأة القادمة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيلية إسرائيل حرب غزة تقييم فشل أمني صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة

إقرأ أيضاً:

مسؤول إسرائيلي: نتنياهو يسعى لإنهاء حرب غزة في هذا الموعد

كشفت صحيفة "إسرائيل هيوم"، الإثنين، نقلا عن مسؤول أمني كبير، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لإنهاء الحرب في غزة بحلول أكتوبر المقبل، معتبرا أن هذا الموعد يمثل "الحد الأقصى" لنهاية العمليات العسكرية.

وأوضح المسؤول في تصريحات أدلى بها خلال محادثات مغلقة، أن انتهاء العملية العسكرية قد يتم قبل هذا الموعد، شريطة تهيئة الظروف الميدانية وتحقيق الأهداف الاستراتيجية.

وأشار إلى أن المنطق الذي يحكم هذا التوقيت هو عدم السماح باستمرار الحرب لفترة تتجاوز العامين.

وفي سياق متصل، شدد مصدر سياسي إسرائيلي على رفض تل أبيب لأي مقترحات تتضمن بقاء حركة حماس كقوة مسلحة في قطاع غزة.

وقال المصدر للصحفيين إن "إسرائيل لم تلجأ إلى وقف إطلاق نار شامل حتى الآن، بل فضلت خطوات تدريجية، بهدف إتاحة المجال أمام المفاوضات لتحرير الرهائن".

وأضاف: "نحن نسعى لاستنفاد جميع الجهود الممكنة للتوصل إلى صفقة، وهذا ما يؤثر على نمط العمليات. لكن صبرنا ليس بلا حدود".

وكان وسطاء مصريون وقطريون قد اقترحوا صيغة جديدة لوقف الحرب في غزة، حسبما صرح مسؤول فلسطيني رفيع المستوى مطلع على المفاوضات لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

ووفقا للمسؤول، يتضمن المقترح هدنة تستمر بين 5 و7 سنوات، وإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين، مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وإنهاء الحرب رسميا والانسحاب الإسرائيلي بشكل كامل من غزة.

 وأوضح المسؤول أن حماس أبدت استعدادها لتسليم إدارة قطاع غزة لـ"أي كيان فلسطيني يتم الاتفاق عليه على الصعيدين الوطني والإقليمي".

وأفاد الدفاع المدني في غزة الإثنين بمقتل 16 شخصا على الأقل في غارات إسرائيلية متفرقة على القطاع منذ الفجر معظمهم قضوا في استهداف منزل في جباليا.

وارتفعت الحصيلة الإجمالية للقتلى في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر 2023 إلى 52314 على الأقل، وفقا لوزارة الصحة في القطاع.

واندلعت الحرب في غزة بعد هجوم مباغت شنته حماس في جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل 1218 شخصا، معظمهم مدنيون، وفق حصيلة لفرانس برس تستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

وخطف خلال الهجوم 251 شخصا، من بينهم 58 لا يزالون في غزة، وتقول إسرائيل إن 34 منهم توفوا أو قتلوا

مقالات مشابهة

  • 21 شهيدا في غزة ودعوة أممية لوقف الكارثة الإنسانية في القطاع
  • الأمم المتحدة تدعو لمنع “الكارثة الإنسانية” في قطاع غزة
  • إعلام إسرائيلي: لا مفر من إدخال المساعدات إلى غزة خلال الأسابيع القادمة
  • تحذيرات من اغتيال الاحتلال للأسير عبد الله البرغوثي.. حالته خطيرة
  • الجيش اللبناني يداهم 500 موقع لحزب الله جنوب وشمال الليطاني والضاحية
  • مصدر أمني إسرائيلي: الجيش يستعد لهجوم واسع على غزة
  • لقاء مصري إسرائيلي لبحث وقف إطلاق النار في غزة
  • كاتب إسرائيلي .. الجيش يغرق في حرب العصابات في غزة وتتجه إلى فيتنام جديدة
  • تقرير إسرائيلي: السنوار خدعنا وأوهمنا دخوله في هدنة طويلة
  • مسؤول إسرائيلي: نتنياهو يسعى لإنهاء حرب غزة في هذا الموعد