أثارت حادثة اعتقال وحبس مؤسسي "حركة طلاب من أجل فلسطين"، مازن دراز وزياد البسيوني، بعد أيام من تدشين صفحة الحركة على مواقع التواصل الاجتماعي لدعم الفلسطينيين في ظل الحرب على قطاع غزة، موجة من التضامن والغضب على مختلف الأصعدة.

وقررت نيابة أمن الدولة العليا المصرية حبسهما 15 يوما احتياطيا على ذمة التحقيقات في القضية رقم 1941 لسنة 2024 حصر تحقيق أمن دولة عليا.

ووجهت النيابة لهما خلال التحقيقات، اتهامات بالانضمام لجماعة إرهابية، ونشر أخبار وبيانات كاذبة، وفق المفوضية المصرية للحقوق والحريات.

ونشرت الحركة الوليدة ثلاثة بيانات على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك عن مساندة الطلاب الفلسطينيين للتعليم في مصر وإعفائهم من المصروفات الدراسية، وبيان آخر يندد باجتياح رفح الفلسطينية، وبيان أخير عن ضرورة المقاطعة والمطالبة بحظر المنتجات الداعمة للاحتلال.


وقال الطالبان، في أعقاب تدشين الحركة وقبل توقيفهما واعتقالهما وحبسهما، إن المئات من عدة جامعات وقعوا على بيان الحركة، بما في ذلك عدد من أعضاء هيئة التدريس.



وقالت منظمات حقوقية وحقوقيون تحدثوا لـ"عربي21" إن محاولة تكميم الأصوات الطلابية لدعم قضية وطنية عربية إسلامية في مصر، كما هو الحال مع "حركة طلاب من أجل فلسطين"، تعكس مجموعة من الدلالات والسياسات التي تتبعها الدولة تجاه أي حركة شعبية أو تعبير سلمي يعبر عن مواقف سياسية.

يمكن تلخيص هذه الدلالات على النحو التالي:
السيطرة على الحراك الشعبي: تسعى السلطة إلى السيطرة الكاملة على المجال العام ومنع أي نوع من الحراك الشعبي الذي قد يُستخدم كمنصة للتعبير عن معارضة سياساتها أو إثارة قضايا سياسية حساسة. والدعم الشعبي للقضية الفلسطينية يمكن أن يشجع على تكوين حركات معارضة أوسع تتحدى النظام القائم.

الاستقرار الداخلي: يعتبر النظام المصري أن أي تجمع أو حراك شعبي قد يهدد الاستقرار الداخلي ويفتح الباب أمام احتجاجات أكبر، خصوصا في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.

الضغوط الدولية والإقليمية: أي موقف شعبي مصري قوي ومؤثر يمكن أن يعقد العلاقات مع بعض الدول الفاعلة في المنطقة، سواء تلك التي لها مصالح مع "إسرائيل" أو التي تدفع باتجاه تهدئة الأوضاع.


تحجيم دور المجتمع المدني: يسعى النظام لتحجيم دور المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية التي قد تستغل مثل هذه القضايا للترويج لبرامجها ضد سياسات الدولة. لذلك يتم استهداف هذه الحركات في مراحل مبكرة لمنعها من التوسع والحصول على دعم شعبي أوسع.

تجارب الماضي ومخاوف المستقبل
فسر مدير الجبهة المصرية لحقوق الإنسان في أوروبا، كريم طه، هذا التحرك الأمني ضد الطلاب "بالخوف من تداعيات هذه الحركات على الأمن القومي واستقرار النظام. ويرى النظام أن مثل هذه الحركات يمكن أن تتجاوز حدود التعبير السلمي وتتحول إلى حركات احتجاجية أوسع ضد الحكومة وسياساتها".

واعتبر طه في حديثه لـ"عربي21": أن "ما يحدث هو أمر طبيعي بالنسبة للنظام الحالي، ماكينة القبض والقمع تعمل بأقصي قدرة! النظام يلجم أي حراك، حتى التظاهرات الداعمة لفلسطين في بداية الحرب كان لها سقف، ولما تجاوزت مجموعة صغيرة السقف ودخلت ميدان التحرير ألقت القبض عليهم ومنعت أي حراك"، مشيرا إلى أن "الجامعات المصرية تاريخياً كانت داعما كبيرا لقضايا فلسطين والعراق وما قبلها، ومنظر الجامعات الآن منظر حزين".

وبيًن أن "قمع حرية التعبير والتجمع السلمي لا يعكس فقط عدم الرغبة في السماح بأي نوع من الحراك الشعبي، بل يعكس أيضا خوف النظام من فقدان السيطرة على الشارع المصري وتجنب تكرار تجارب سابقة أدت إلى تغييرات سياسية جذرية في البلاد، مثل انفتاح 2005 الذي أدى إلى سقوط النظام".

مواصلة سياسة البطش والقمع
وصفت المديرة التنفيذية للتنسيقية المصرية للحقوق والحريات"، هبه حسن، سلوك النظام المصري تجاه الأحداث في غزة بأنه "مخزي ولا يتفق مع وضع مصر الإقليمي والتاريخي ودورها في القضية الفلسطينية، وأصبح النظام المصري لديه مشكلة وتخوف دائم من أي حالة إفاقة للمجتمع أو تحرك جمعي تجاه أي قضية خارجية، وهذا بالطبع لأن النظام يعلم أن المجتمع محتقن بشكل كامل منذ سنوات، كما أنه يتحمل جزء من الأزمة في قطاع غزة".


وأعربت هبة حسن عن أسفها في تصريحات لـ"عربي21": "من تراجع الحراك المجتمعي تجاه قضايا الأمة بسبب بطش النظام الذي يعاني من تردي الأوضاع الاقتصادية وتفشي الفساد على الرغم من أن القضية الفلسطينية حركت وجدان المسلمين وغير المسلمين في كل أنحاء الطلاب واستنفرت مشاعر الغضب لدى طلاب الجامعات الغربية ضد العدوان الإسرائيلي".

تراجع قضايا الأمة على حساب مصالح النظام
اتهم الناشط السياسي المصري في أمريكا، سعيد عباسي، "السلطات المصرية بالتواطؤ مع سياسات الغرب والصهاينة في حرب إسرائيل على قطاع غزة وهذا ما يبرر قيامها بتكميم الأصوات الطلابية الداعمة لفلسطين، ولذلك تتخوف السلطات من أي تحرك طلابي قد يشعل شرارة الاحتجاج في البلاد التي تأن تحت وطأة القمع والكبت والانهيار سياسيا واقتصاديا".

وأضاف عباسي لـ"عربي21" أن "مهمة الجيش المصري الآن هو الصمت عن جرائم الاحتلال على طول الحدود مع قطاع غزة، ويحميها من وصول أي دعم للمقاومة سواء من خلال المساعدات الطبية أو الغذائية أو الوقود أو أدوات المعيشة اليومية لمواصلة القتال والتخفيف عن كاهل مليوني فلسطيني يأنون من نقص الإمدادات الأساسية".

ورأى أن "أي حراك يسمح به النظام في الشارع المصري هو لمساومة الغرب وطلب المزيد من الدعم المالي ولذلك نراه يفتح المعبر ويغلقه من وقت لآخر بما يتوائم مع مصالح النظام وليس مصالح الشعب الفلسطيني ويجني مئات ملايين الجنهيات من الفارين من الحرب لأسباب صحية أو دراسية أو غيرها عبر معبر رفح، النظام حريص في كل مرة أن "يأخذ اللقطة"، ولكنه يخشى أصداء التضامن مع فلسطين ويعمل في الوقت نفسه على رفع الحرج عن الاحتلال".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية اعتقال المصرية النظام المصري قمع مصر اعتقال قمع النظام المصري المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النظام المصری قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة تفرض عقوبات على كيانات إيرانية والحوثيين في تصاعد للتوترات.. العقوبات تهدف إلى تعطيل تدفق الإيرادات التي يستخدمها النظام الإيراني لتمويل الإرهاب في الخارج وللقمع الداخلي لشعبه

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

فرضت الولايات المتحدة عقوبات ضد عدة كيانات مرتبطة بإيران والحوثيين، وذلك قبل أسابيع من تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه. 

ومن المعروف أن ترامب يتبنى موقفاً متشدداً تجاه إيران، ومن المتوقع أن تتبنى إدارته نهجاً أكثر صرامة تجاه طهران.

وفي بيان صحفي، كشفت وزارة الخزانة الأمريكية أن العقوبات تهدف إلى تعطيل تدفق الإيرادات التي يستخدمها النظام الإيراني لتمويل الإرهاب في الخارج وللقمع الداخلي لشعبه. 

واستهدفت العقوبات أربعة كيانات متورطة في تجارة النفط الإيرانية، بالإضافة إلى ست سفن تم تحديدها كممتلكات محظورة.

تركز هذه العقوبات على الأفراد والشركات والسفن المرتبطة بتجارة النفط والبتروكيماويات الإيرانية، التي تعد مصدرًا رئيسيًا للإيرادات لقيادة طهران. 

وأشارت وزارة الخزانة إلى أن هذه الأموال تدعم البرنامج النووي الإيراني وتطوير الصواريخ الباليستية وتمويل الجماعات الوكيلة مثل حزب الله وحماس والحوثيين.

بالإضافة إلى ذلك، تم فرض عقوبات على سجن غزل حصار في إيران بسبب انتهاكاته لحقوق الإنسان. 

ووفقًا لقانون مكافحة خصوم أمريكا من خلال العقوبات (CAATSA)، تم تصنيف السجن بسبب معاملة الأشخاص القاسية وغير الإنسانية الذين يمارسون حقهم في حرية التعبير. 

هذه الخطوة تجمد أي ممتلكات أو مصالح تتعلق بالسجن داخل الولايات المتحدة وتحظر على المواطنين الأمريكيين إجراء أي معاملات معه.

أكد برادلي سميث، نائب وزير الإرهاب والاستخبارات المالية، التزام الولايات المتحدة بتعطيل العمليات المالية الإيرانية التي تمول الأنشطة المزعزعة للاستقرار.

وأشار إلى "شبكة مظلمة" من السفن والشركات والميسرين التي تستخدمها إيران للحفاظ على هذه العمليات.

وشملت السفن المعاقبة ناقلة النفط الخام MS ENOLA المسجلة في جيبوتي، المملوكة لشركة Journey Investment، بالإضافة إلى السفينة MS ANGIA المسجلة في سان مارينو والسفينة MS MELENIA المسجلة في بنما، واللتين تديرهما شركة Rose Shipping Limited المسجلة في ليبيريا واليونان.

بالإضافة إلى السفن، تم فرض عقوبات على 12 فردًا متورطين في أنشطة تمويل وشراء لصالح الحوثيين، بما في ذلك هاشم إسماعيل علي أحمد المدني، رئيس البنك المركزي المرتبط بالحوثيين في صنعاء. 

ويُتهم هؤلاء الأفراد بالضلوع في تهريب الأسلحة وغسيل الأموال وتهريب النفط الإيراني غير المشروع لصالح الحوثيين.

تجمد العقوبات جميع الممتلكات والمصالح المتعلقة بالأطراف المحددة في الولايات المتحدة، ويواجه الأفراد والكيانات الأمريكية عقوبات إذا تورطوا في معاملات معهم.

تستمر إيران في التأكيد على أن برنامجها النووي مخصص فقط للأغراض السلمية، على الرغم من المخاوف الدولية المستمرة.

مقالات مشابهة

  • حصاد 2024|نجوم الفن المصري مكرمون من المهرجانات السينمائية المصرية والعربية.. فنانو مصر تاج على رأس الفن العربي
  • علي جمعة: يمكن النظر الفوضى كمحفز للإبداع والابتكار
  • رئيس "تعليم الشيوخ" يتخوف من إقرار وتطبيق قانون المسئولية الطبية على أرض الواقع
  • سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 22 ديسمبر 2024: استقرار في البنوك المصرية
  • انقسام شعبي حاد بشأن مصير رئيس كوريا الجنوبية المعزول
  • عربي21 ترصد الأجواء بمقام السيدة زينب في ريف دمشق بعد سقوط الأسد (شاهد)
  • عربي21 ترصد تواصل الاحتفالات بسقوط النظام في ساحة الأمويين (شاهد)
  • الهيئة الدولية لدعم فلسطين: نثمن الجهود المصرية لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة
  • الولايات المتحدة تفرض عقوبات على كيانات إيرانية والحوثيين في تصاعد للتوترات.. العقوبات تهدف إلى تعطيل تدفق الإيرادات التي يستخدمها النظام الإيراني لتمويل الإرهاب في الخارج وللقمع الداخلي لشعبه
  • باحثة بالمركز المصري: مجموعة الثماني يمكن أن تكون قوة عالمية