هذا المقال بقلم بشار جرار، متحدث ومدرب غير متفرغ مع برنامج الدبلوماسية العامة - الخارجية الأمريكية، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتب ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

معلوم أنه من تداعيات حرب السابع من أكتوبر أحد ثلاثة: إما القضاء تماما على حماس وأي فصيل "مقاوم" في غزة ومن ثم الضفة وما هو قيد الإعداد لقيام دولة فلسطينية غرب نهر الأردن وشرق البحرين الأحمر والمتوسط، وإما الانضمام إلى منظمة التحرير وبالتالي القبول بالتزامات السلطة الوطنية الفلسطينية ومنها "اتفاق دايتون" الأمريكي والتنسيق الأمني مع إسرائيل، وإما تحويل التنظيم كله -بجناحيه العسكري والسياسي- إلى حزب من أحزاب الحركة أو الجماعة الأم "الإخوان المسلمين"، وهو ما يراه البعض هدنة هشة قصيرة لقرن آخر من الصراع الذي أنهك الشرق الأوسط وأثقل كاهل القوى الدولية المعنية بموارده وخطوط نقله البرية والبحرية -سبعة تريليون دولار- بحسب ما أعلن الرئيس الأسبق -وربما المقبل- دونالد ترامب.

ليس سرًا أن ترامب كان قريبًا للغاية من إعلان "الإخوان" حركة إرهابية أو على الأقل غير مرغوب بها على الأراضي الأمريكية. يرى البعض -وكاتب هذه السطور منهم- أن الحركة أو بالأحرى التنظيم -جماعة الإخوان- كان تاليا على القائمة بعد الحوثي الذي اضطر الرئيس الحالي جو بايدن لموافقة خصمه اللدود ومنافسه الشرس في إعادة إدراج الحوثيين على لائحة الإرهاب.

لم تأت القمة العربية على ذكر إيران أو حماس، في بيانها الختامي لكن كلمات من تحدث من قادتها وتصريحاتهم وما رشح عن لقاءاتها الثنائية أو المتعددة وما تحدثت عنه حتى الصورة في بعض الأحيان، كان واضحا جليا بأن "اليوم التالي" في غزة ليس الشغل الشاغل لواشنطن وحدها بل والمنطقة -الحلفاء وغير الحلفاء أيضا- بمن فيهم المتحالفون مع طهران أو الساكتون عن بعض سياسات "محور المقاومة والممانعة"، كما تبيّن ونحن على أعتاب الشهر الثامن مما فاق "النكبة والنكسة" مجتمعتين، فلسطينيا وعربيا وإقليميا.

وقوف رئيس سوريا وأمير قطر بشار الأسد وتميم بن حمد جنبا إلى جنب في الصورة الجماعية للقادة العرب في قمتهم الثالثة والثلاثين في المنامة، كان لافتا. تماما كما كانت لافتة الصورة في القمة السابقة -في المملكة العربية السعودية- التي شهدت مصافحة سريعة بين بشار الأسد والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وكلاهما عدوان لدودان للإخوان..

"الخطوة-خطوة" التي تم اعتمادها تريد إنهاء حرب الإرهاب والمخدرات عبر الحدود والتي كشفت ولأول مرة إما تطابقا أو تقاطعا لأجندات إخوانية إيرانية، كان عنوانها ومازال، بحسب ما أراه ، يحيى السنوار وإسماعيل (اسماعين) هنية أكثر من خالد مشعل الذي طعن سوريا التي استضافته بشكل مكلف سياسيا وأمنيا منذ وعيد وزير الخارجية الأمريكي الراحل كولين بأول، كما ترى دمشق التي كانت أول من حذر من الإخوان وأول من تصادم معهم على نحو دام مطلع ثمانينيات القرن الماضي لحد استخدام سلاح الجو، قبل عقود من القصف بـ "البراميل"..

الدوحة الآن محل ضغط في بعض الدوائر الأمريكية خاصة صقور الكونغرس الداعمين لإسرائيل من الحزبين الأمر الذي دفعها للكشف هي وقادة حماس (موسى أبو مرزوق- الأمريكي الجنسية) بأن الاستضافة أتت بدعوة أمريكية بعد طرد الحركة من الأردن إبان ولاية أول رئيس وزراء في عهد الملك عبدالله الثاني رجل الدولة المخضرم والمفوّه عبد الرؤوف الروابدة الذي عرف بـ "البلدوزر" لشجاعته وإقدامه وحزمه وحسمه في تنفيذ أي قرار حتى وإن بدا غير شعبي.

سواء طردت الدوحة حماس أو استقبلتهم تركيا -ثاني أكبر دولة في التعداد العسكري في حلف الناتو- فإن الأنظار تتجه إلى الحركة الأم، إلى الإخوان المسلمين، ومؤشرات يراها البعض قرب حظرهم أو التفكير جديا بحظرهم في أكثر دولتين متسامحتين معها إلى حد الحماية المكلفة وهي الكويت والأردن.

سقوط السلمية عن الحركة وسقوط تمثيلها للسنة وثبوت ارتباطها الوظيفي مع نظام الملالي في طهران ومن قبل تورطها فيما وصف "الفوضى الخلاقة" و "الربيع العربي"، أسقط كثيرا من الأقنعة حتى أتت عمليات تهريب المخدرات والسلاح لتسقط ورقة التوت الأخيرة عن التنظيم الذي حصل على ترخيصه في جميع الدول -ومن بينها الكويت والأردن- كجمعية خيرية تتبع لوزارة الشؤون الاجتماعية.

لم يعد موقف الحركة في أيلول الأبيض 1970، الذي يسميه دعاة الفوضى والإرهاب الأسود، لم يعد موقفا يعتدّ به أو جميلا "حلبته" الحركة كثيرا، حيث كشف الكثير من قوى الحركة القيادية عن مواقف وسلوكيات عدائية في أكثر المواقف خطورة التي يستهدف فيه الأمن الوطني للكويت والأردن من قبل قوى معادية مرتبطة بأجندات تصدير الفوضى وتأزيم الساحات تهيئة لأجندات في غاية الخطورة، منها المس بأسس الدولة وأركانها لا مجرد مؤسساتها الديمقراطية. ليس سرا أن كثيرا من الدول -من داخل الإقليم وخارجه- لم تكن سعيدة بتجربتي الكويت والأردن الرائدتين في الديمقراطية والسلم والأمن الأهليين والإقليميين.

أعلم يقينا أن السجال ما زال قائما بين دعاة البتر والحظر ودعاة الاحتواء والتوظيف، لكني كلما تحدثت إلى من أراد الاستماع، ذكّرته برحلة عبدالناصر بين القاهرة موسكو عندما قرأ كتيّب "معالم في الطريق" لسيد قطب، وطلب من مدير مخابراته حينها اللواء حسن التهامي بضرورة الإسراع للتعامل مع الكتاب وصاحبه. ثبت في كل الدراسات والتحقيقات الجارية مع التنظيمات الإرهابية إنها تنهل من المنهل نفسه حتى وإن مارسوا التقية السياسية ونفوا عنهم القطبية!

الساعة أتت.. فمن يدقها أولا؟ عمّان أم الكويت؟ أم واشنطن بعيد عودة ترامب إلى البيت الأبيض؟

بشار جرارباحث متخصص في قضايا محاربة الإرهاب وتعزيز حوار الأديانالأردنالكويتالأراضي الفلسطينيةالإخوان المسلمينحركة حماسعمانغزةنشر الجمعة، 17 مايو / أيار 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الأراضي الفلسطينية الإخوان المسلمين حركة حماس عمان غزة

إقرأ أيضاً:

مشروع خط السكة الحديدية بشار-غارا جبيلات: “أنسريف” تعمل على تسليم المشروع

تعمل الوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة إنجاز الاستثمارات في السكك الحديدية “أنسريف”. على تسليم مشروع الخط المنجمي الغربي بشار-غارا جبيلات (تندوف) قبل الآجال التعاقدية، نظرا ل”الوتيرة السريعة” التي تجري بها أشغال الإنجاز على مستوى المقاطع الثلاثة للمشروع.

وأوضح المدير المكلف بالإعلام بوكالة “أنسريف”، عبد القادر مزار، أنه “سيتم تسليم المشروع الممتد على مسافة 950كلم قبل الآجال التعاقدية المحددة بشهر مارس 2026”.

في هذا الإطار،أشار  مزار إلى أن شركات الإنجاز انتهت “تقريبا” من فتح كل المقاطع وعملية التسطيح، ما سمح بالانطلاق في وضع السكة على مستوى المقاطع الثلاثة.

واستعملت شركات الإنجاز تقنيات جديدة في عملية التسطيح، يضيف المسؤول الذي لفت إلى أنه “تم البدء في عملية إنتاج العوارض الخرسانية مسبقة الإجهاد لأول  مرة في الجزائر، حيث يبلغ طول العارضة الواحدة 6ر2 متر وتتميز بقدرتها على استيعاب حمولة تصل إلى 5ر32 طن، وكذا تحمل القطارات التي يصل طولها إلى 5ر2كلم”.

وتصل القدرة الإنتاجية لهذه العوارض إلى 5400 عارضة/يوم موزعة على أربعة وحدات إنتاج. تابعة لشركات “إنفراراي Infrarail”. “إنفرافير Infrafer” و”كوسيدار” والتي تنتج كل واحدة منها 800 عارضة/يوم. وكذا وحدة إنتاج تابعة  لشركة “سي أر سي سي CRCC” الصينية. تنتج 3000 عارضة/يوم.

يشار إلى أن المقطع الأول من المشروع يمتد على مسافة 200 كلم من بشار إلى حدود ولاية بني عباس. ويتكفل بإنجازه تجمع لمؤسسات عمومية. أما المقطع الثاني فيمتد من أم العسل إلى تندوف على مسافة 175 كلم. وأوكلت مهمة إنجازه هو الآخر إلى تجمع اخر لشركات عمومية.

ويمتد المقطع الثالث على مسافة 575 كلم ويتكفل بإنجازه تجمع شركات تقوده الشركة الصينية “سي.أر.سي.سي”, حيث ينقسم هذا المقطع إلى جزئين, من النقطة الكيلومترية 200 إلى أم العسل (تندوف) على مسافة 440 كلم, ومن تندوف إلى غارا جبيلات على مسافة 135 كلم.

مشروع خط الهضاب العليا الذي يمتد من تبسة شرقا إلى سيدي بلعباس غربا

من جهة أخرى تطرق  مزار إلى مشروع خط الهضاب العليا الذي يمتد من تبسة شرقا إلى سيدي بلعباس غربا, حيث ذكر أنه تم إنجاز معظم مقاطع هذا الخط, كما “أطلقنا في الأيام القليلة الماضية آخر مقطع في هذا الخط والذي يربط تيسمسيلت بغرب ولاية تيارت”.

كما  يعرف خط توقرت-الحقل البترولي حاسي مسعود. الذي يمتد على مسافة 154 كلم. “تقدما هاما” للأشغال. نظرا لسير الأشغال بوتيرة جيدة،يضيف مزار الذي أكد أن هذا المشروع سيتم تسليمه “قريبا”.

مقالات مشابهة

  • وزير الري: ننسق لمشروع إقليمي للتحلية لإنتاج الغذاء بالتعاون بين مصر والأردن وتونس والمغرب
  • كريم وزيري يكتب: الجاسوس الذي لم يكن موجودًا
  • مشروع خط السكة الحديدية بشار-غارا جبيلات: “أنسريف” تعمل على تسليم المشروع
  • «باحث»: جماعة الإخوان تستخدم حملات التشويه والأكاذيب للتعامل مع الإنجازات
  • بمشاركة مصر.. وقف الحرب في لبنان وغزة يتصدر اجتماعات مجموعة السبع بإيطاليا
  • الشرق الأوسط ومذكرة اعتقال نتنياهو على طاولة "مجموعة السبع"
  • "لقاء الأسد" يضع مرشحة ترامب لرئاسة الاستخبارات أمام أسئلة صعبة
  • مسؤول إسرائيلي يهاجم بشار المصري ويطالب بمعاقبته
  • ترامب الذي انتصر أم هوليوود التي هزمت؟
  • استكمال محاكمة 57 متهمًا في «خلية الشروق».. بعد قليل