بقلم: لحسن الجيت

اليوم لم يعد هناك مجال أمام النظام الجزائري لكي يحجب الشمس بالغربال ولم يعد هناك مجال للتملص من مسؤولية الفشل، الوقائع واضحة وليست ملتبسة على الإطلاق أمام الشعب الجزائري وليس فيها ذلك الغموض الذي يحول بينه وبين معرفة الحقيقة وتحديد المسؤوليات.

 كل ما هنالك أن النظام الجزائري، من خلال جماركه في مطار هواري بومدين، هو الذي قرر افتعال أزمة بعد أن احتجز فريق نهضة بركان، في سابقة ليس لها نظير في تاريخ كرة القدم، لمدة عشر ساعات فأفرج عنه ولم يفرج عن قميصه وكان بذلك هو المسؤول الوحيد عن عدم إجراء مباراة الذهاب بين الناديين الشقيقين.

وكان من نتيجة ذلك خسارة نادي اتحاد العاصمة.

والغريب أن النظام الجزائري، كما عهدناه، رفع السقف عاليا ووعد الجمهور الجزائري في الجزائر بأن معركته هذه سيخرج منها منتصرا مرفوع الرأس. بل أكثر من ذلك جند كل المنابر الإعلامية التي تدور في فلكه لشن حملة مجنونة ضد المغرب ككل. وأطلق المحللون الرياضيون العنان لألسنتهم للتأثير على الرأي العام الجزائري بقراءات مغلوطة وأن "الكاف" باتت محكومة من طرف رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم السيد فوزي لقجع وأن هذه الهيمنة لن تقبل بها الجزائر كلف ما كلف ذلك من ثمن. وراهن النظام الجزائري في ذلك مع أبواقه على الحكم الذي ستصدره محكمة "الطاس" وأنه سينتصر للجزائر لأن هذه المحكمة كما راج في الإعلام الجزائري بعيدة كل البعد من أن تكون تحت تأثير زيد أو عمر من الناس.

بعد هذا الوعد والعيد وما رافقه من تطبيل، رفضت محكمة "الطاس" الطلب الاستئنافي وأقرت ضمنيا بشرعية نتيجتي مباراة الذهاب ومباراة الإياب لينال اتحاد العاصمة العقاب على ما ليس له فيه ذنب. بكل القوانين الإلهية والوضعية أن العقاب يقع على من ارتكب المخالفة أو الجريمة ومن الإجحاف أن يسأل غيره في ذلك أو يتحمل البريء خطيئة من ارتكبها إلا مع ذلك النظام الجزائري الذي يرتكب الزلات ويبحث عن كبش الفدى. ما ذنب اتحاد العاصمة أن يتحمل تداعيات هذا الفشل، اين هي مسؤوليته في ذلك وبأي حق يحرم جمهور هذا النادي العتيد من التمتع بإنجازاته وانتصاراته على المستوى القاري. ثم ما هو موف هذا الجمهور من هذا التهور الذي جعل ناديه المفضل أن يدفع كل هذا الثمن.

 الوقائع بقدر ما هي واضحة وضوح الشمس بقدر ما هناك غموض كبير وخطير حول عدم القدرة على مساءلة النظام ومحاسبته. بل أكثر من ذلك أن كل من دمدم أو حاول أن يقول أو يلقي باللائمة على النظام الجزائري فسيدرج في قائمة التآمر على الوطن. الصمت هو سيد الموقف وطوق نجاة لمن أراد أن يفلت بجلده. وأين هي تلك المنابر التي كانت تتغنى بانتصار مظفر لم نعد نرى لها أثرا ولا لتلك الخرجات الإعلامية التي أصبح فيها الجميع فقهاء في القوانين الكروية.

نؤكد من جديد أنها ليست المرة الأولى التي يرفع فيها هذا النظام السقف عاليا ويمنى بعد ذلك بالفشل، نتذكر جميعا أن هذه القوة الضاربة وعدت الشعب الجزائري وأسالت لعابه بأن انضمامها إلى "بريكس" أصبح في الجيب وأن الجزائر تتهافت عليها القوى العظمى لكي تكون حاضرة في أي تكتل دولي. وقد وصل الغرور بهذا النظام إلى حد اليقين فبدأ يستعرض عضلاته قبل الأوان من خلال جاهزيته لتمويل صندوق "بريكس" بمليار ونصف المليار دولار. غير أن هذا الإغراء أو هذه الرشوة لم تضمن للجزائر مقعدا في ذلك التكتل وكان الاستحقاق لفائدة كل من الإمارات العريية المتحدة والمملكة العربية السعودية.

 مرة أخرى كيف يمكن لهذا النظام أن يرفع السقف عاليا ولا يسأل عن خيبة الأمل التي خلفها ذلك الفشل عند الشعب الجزائري الشقيق، وثبت أن الرهان على روسيا ما هو إلا وهم يسكن رأس النظام وبعيدا كل البعد من أن تكون له صلة بالواقع.

ويستمر مسلسل الكذب والبهتان غصبا على الشعب الجزائري، فها هو اليوم الرئيس عبدالمجيد تبون يواصل القفز والتحايل على تلك الإخفاقات ويحاول أن يمحوها بسرعة لكي لا تبقى عالقة في أذهان الناس من خلال حملته الانتخابية التي استعجلها عمدا قبل الأوان. وليس من باب الصدفة أن يطلق هذه الحملة من الآن أي قيل موعد الاستحقاق الرئاسي بما يقارب الأربعة أشهر. ولعلها حملة غير شرعية لأنها أولا تعطي له السبق ليسوق نفسه في وقت مبكر وعلى مدى أشهر فيما المرشحون المفترض فيهم أن ينافسوه لم يتم بعد الإعلان عنهم ولا اعتمادهم بشكل رسمي لخوض غمار تلك الانتخابات، وثانيا يخول الرئيس المرشح لنفسه الحق في استخدام الإعلام الرسمي لحملة انتخابية كان من اللازم أن يتساوى فيها جميع المرشحين من دون امتياز ولا تمييز.

اللافت أيضا في هذه الحملة الانتخابية المبكرة أنها كسابقتها في الولاية المنصرمة تجري خلف أبواب مغلقة لتلك المقرات الحكومية بدءا من قصر المرادية ومرورا بمقر النقابة الجزائرية التي حضرها رئيس هيئة الأركان المدعو شنقريحة وكان أول من يحث الحاضرين، بابتسامته العريضة وأسنانه الناصعة البياض بعد عملية التجميل، على التصفيق حينما ينتقل الرئيس تبون من جملة إلى أخرى. ولأول مرة في تاريخ البشرية يتسيد جنرال المشهد السياسي في محفل نقابي. يذكرنا حضوره هذا بحضوره في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية التي انعقدت في الجزائر.

كل المؤشرات وكل المعطيات تدل على أن الناظم لإيقاع هذه الحملة الانتخابية للرئيس تبون هو الجنرال سعيد شنقريحة بدليل أن عبدالمجيد تبون قد جيء به إلى مقر وزارة الدفاع ليخاطب من تلك القلعة عموم الجزائريين ويعلن لهم من هنالك أنه لا سيادة للجزائر بدون جيش قوي وليعلن لهم عن "ديمقراطية الحجارة" بتهديدهم أنه من تسول له نفسه بالخروج عن الصف عليه أن يعلم أنني ماسك بالحجر في يدي. إنها ديمقراطية الجزائر التي قال عنها يوما ما السيد عبدالمجيد تبون بأنها مهد الديمقراطيات الغربية. الحوار في هذه الديمقراطية لا مكان له أمام الحجارة كما أن الفوز فيها لا يجبر المرشح على الخروج إلى الفضاءات العمومية. فالجيش كفيل بأن يتدبر أمر صناديق الاقتراع والتصرف في النتائج بما يعزز مكانة القوة الضاربة التي أبانت عن مدى قدرتها في رفع التحديات من "بريكس" إلى قميص نهضة بركان

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: النظام الجزائری الشعب الجزائری فی ذلک

إقرأ أيضاً:

مجلس جامعة القاهرة يهنئ الرئيس السيسي والشعب المصري بثورة 30 يونيو

عقد مجلس جامعة القاهرة، اجتماعه الشهري برئاسة الدكتور محمد الخشت، بقاعة الاحتفالات الكبرى، بحضور نواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات وأمين عام الجامعة واعضاء المجلس من الخارج، لمناقشة عدد من الموضوعات المتعلقة بالعملية التعليمية والبحثية والخدمية.

وفي مستهل الاجتماع، تقدم مجلس الجامعة بالتهنئة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة، بمناسبة ذكرى ثورة 30 يونيو، والتي مثلت تحولًا جوهريًا وعلامة فارقة في تاريخ الوطن واستعادة هويته وحريته، والتعبير عن إرادة المصريين ووحدتهم وحمايتهم من تهديدات قوى الإرهاب.

كما أشاد مجلس جامعة القاهرة، بتصدر جامعة القاهرة للجامعات والمؤسسات المصرية وتحقيقها المرتبة 350 عالميًا بالتصنيف الإنجليزي QS  لأول مرة في تاريخ الجامعات المصرية، ودخولها ضمن أفضل 300 جامعة راقية عالمية بالتصنيف الأمريكي US-  NEWS الأمريكي لعام 2024 وجاءت في المرتبة 271 عالميًا بنسبة تقدم بلغت 40%، واخترقت حاجز أفضل 15 جامعة علي مستوي العالم في تخصصا الصيدلة والسموم بترتيب 12 عالميًا، والرياضيات في الترتيب 33 عالميًا، وعلم البوليمر 44 عالميًا، ودخول 7 تخصصات ضمن أفضل 100 جامعة عالمية.

وشدد الدكتور محمد الخشت، علي ضرورة سرعة إنتهاء الكليات من إعلان باقي النتائج خاصة لطلاب السنوات النهائية، وتقديم افادات التخرج للطلاب في حال تقدمهم بطلب الحصول عليها.

ووافق المجلس على ضم مجموعة جديدة من البرامج الدولية لجامعة القاهرة الدولية في النانو تكنولوجي والعلاج الطبيعي والصيدلة والاقتصاد والعلوم السياسية والاعلام وغيرها.

واستعرض مجلس الجامعة عددًا من التقارير التي اوضحت الموقف التنفيذي الحالي للمشروعات الكبرى التي تنفذها الجامعة ومنها مشروع تطوير المستشفيات ومستشفي 500 500 لعلاج الأورام بالشيخ زايد، ومشروع إسكان أعضاء هيئة التدريس والعاملين، ومشروع إنشاء أكبر مجمع طبي للأطفال بجامعة القاهرة الدولية بمدينة السادس من أكتوبر.

كما استعرض مجلس الجامعة تقارير حول الإنجازات التي حققتها جامعة القاهرة على مدار 7 سنوات في مجالات التعاون الدولي، والتصنيفات الدولية، ومنظومة العملية التعليمية، والجودة والاعتماد، والخطاب الديني، والمشروعات الثقافية الكبرى، والموقف المالي وأرصدة البنوك وحجم اسهام الجامعة في موازنة الدولة بما يقارب نصف الموازنة، وارتفاع الأرصدة الكلية المركزية بحوال 12 ضعفا،  ودور الجامعة في دعم ذوي الإعاقة، والخدمات التي قدمتها الجامعة لمنتسبيها من أعضاء هيئة التدريس والطلاب والعاملين.

واستمع المجلس، لعرض من الدكتور حسام صلاح عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة مستشفيات الجامعة، حول الموقف التنفيذي الحالي لمشروع تطوير المستشفيات الجامعية وما تم إنجازه من أعمال، حيث أوضح عمليات التطوير التي تمت بمستشفي أبوالريش المنيرة لعلاج الأطفال بعد معاناتها من تباطؤ الأعمال، والتغلب علي كافة التحديات والعقبات، إلى جانب التطويرات التي تمت بمستشفى المنيل الجامعي لتواكب جامعات الجيل الخامس، وقطع شوط كبير في مشروع تطوير مستشفيات قصر العيني بتكلفة وصلت حتي الآن نحو 2.5 مليار جنيه من التمويل الذاتي للجامعة، وتطوير مستشفي الطوارئ والاستقبال، ومستشفي الباطنة، وما تم إنجازه في مشروع تطوير مستشفي الفرنساوي ورفع كفاءة البنية التحتية له، وتجديد أجهزة التكييف بمستشفى الفرنساوي بعد تعطلها من عام 2005، وإجراء صيانة كاملة لقسم الأشعة وتزويد القسم بجهاز أشعة مقطعية جديد يضاهي أحدث مراكز الأشعة العالمية، وتجديد وحدة الكلي والديلزة على أعلى مستوى من الكفاءة، ورفع كفاءة المصاعد. وأشاد عميد كلية الطب ورئيس مجلس ادارة المستشفيات بالجهود البارزة لرئيس الجامعة الدكتور محمد عثمان الخشت في تطوير المستشفيات الجامعية وحجم التقدم الكبير للجامعة عالميًا بما يعكس حجم الانجازات في كل الملفات والتي انعكست على الوضع الدولي للجامعة.

ووافق المجلس، على تشكيل اللجنة العليا لمكافحة وعلاج الإدمان برئاسة الدكتور أحمد رجب نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، وعضوية كل من ممثل من صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، ومدير الإدارة العامة للشئون الطبية، ومدير عام الإدارة العامة للشئون القانونية، ومدير عام المدن الجامعية، وتختص بتقديم كافة أوجه الدعم التوعوي للقضاء على ظاهرة الإدمان، وتقدم تقارير شهرية حول الأنشطة التي يتم تنفيذها في هذا الإطار.

جانب من اللقاء جانب من اللقاء جانب من اللقاء 

ووافق المجلس، على البرنامج التأهيلي للمعيدين الجدد والمرشحين للتعيين بمركز تنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس والقيادات بالجامعة.

ووافق المجلس، على تجديد التعاقد لمجلة الإنسانيات والعلوم الاجتماعية الدولية التي تصدرها الجامعة بالتعاون مع الناشر الدولي ايمرالد لمدة ثلاث سنوات. ووافق المجلس، على إعلان اللجنة العليا لوقف المستشار الدكتور المرحوم محمد شوقي الفنجري عن مسابقة لأفضل دراسات نظرية وتطبيقية لخدمة مصر لعام 2024 تحت عنوان " الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة.. الحلول والآليات". كما وافق المجلس، على الدعم المالي لأعمال الصيانة بمركز الدراسات الشرقية التابع للجامعة بمبلغ وقدره 2.5 مليون جنيهًا.

مقالات مشابهة

  • انتخابات الجزائر الرئاسية.. 31 مرشحا بانتظار البت بملفاتهم
  • مسألة تحميل الفريق أول البرهان وحده المسؤولية خطأ كبير
  • تعزية تبون لجلالة الملك على التلفزيون الجزائري (فيديو)
  • حسن عز الدين: الشعب الفلسطيني وحده من يرسم اليوم التالي في غزة
  • مجلس جامعة القاهرة يهنئ الرئيس السيسي والشعب المصري بثورة 30 يونيو
  • عضو بـ«الشيوخ» يهنئ الرئيس السيسي والشعب المصري بذكرى «30 يونيو»
  • نقيب المحامين يهنئ الرئيس السيسي والشعب المصري بذكرى «30 يونيو»
  • الرئيس الجزائري يعزي ملك المغرب في وفاة والدته
  • الرئيس الجزائري يعزي الملك محمد السادس إثر وفاة والدته الأميرة للا لطيفة
  • تبون يعزي جلالة الملك في وفاة والدته : خبر محزن كان له بالغ الأثر