لجريدة عمان:
2025-04-02@10:36:58 GMT

«الندامة».. هل أعيت من يداويها؟

تاريخ النشر: 17th, May 2024 GMT

تحل الندامة، وهي نتيجة مفتعلة لمواقف قد لا تكون مخططًا لها سلفا، يحدث ذلك انعكاسا لعوامل كثيرة، بعضها مادية «فعل فاعل» وبعضها الآخر نفسية، وثالثها حاصلة بتأثير الآخر على البيئة المحيطة، ومع أن الندامة يختلط في نتائجها القصد، وغير القصد، إلا أنها تظل ثقيلة على النفس، ومؤلمة إلى درجة كبيرة، ويظل أثر الهزيمة النفسية التي تتركها عند الفرد فترة طويلة، يتشكى على نفسه من خلالها، حيث تكثر أسئلته مثل: ما كان ينبغي أن أقوم بهذا الفعل/ القول؟ ماذا لو تريثت قليلا؟ كيف حدث ذلك وأنا مخطط ودارس لجميع ظروف هذا الأمر؟ ماذا سيقول الآخرون عني؟ لماذا تتوالى عليَّ مثل هذه الإخفاقات، وكأنني لم أتعلم من تجربة الحياة شيئا؟ وتتوالى الأسئلة محدثة أثرًا غائرًا متعبًا على النفس، مع أن حياة كل فرد منا قائمة على تجربة الخطأ والصواب، ولا يمكن بأي حال من الأحوال الخروج من هذه المراوحة بينهما دون أن تتعرض النفس لشيء من كدر الندامة.

والـكسعي الذي يضرب بندمه المثل؛ فندمه حاصل عن كسله؛ وعدم تحفيز نفسه للتأكد من النتائج التي حدثت أمام عينيه، في مسافة -ربما- لا تتجاوز بضعة أمتار من موقعه، وموقع سقوط الظباء الثلاث التي اخترقتها سهامه، وهذا يعكس حالة التململ التي ترافق الإنسان عادة عند الإقدام وعدمه في كثير من شؤون حياته اليومية، وإلا ما الذي يضيره لو تحرك خطوات قليلة؛ ليتأكد مما آلت إليه نتائج محاولاته في أمر ما، كما حدث عند «الكسعي» لمَّا فقد قوسه الذي تعهده بالعناية والرعاية، وعقد صفقة ربح مع نفسه بأن القوس الذي تعهده بالعناية والرعاية ستكون له نتائج ممتازة، يتحدث عنها العرب، وتأتي المقاربة ذاتها عند الناس عندما يبذلون الغالي والنفيس في المرحلة التربوية الأولى لأبنائهم، ومن ثم يسْلِمونهم للمجتمع دون رقيب، ثقة بهم، فيقع كثير من هؤلاء الأبناء في مفترق طرق المجتمع، وفي كثير من التشابكات والتقاطعات التي تصدم الإنسان من ذوي الخبرات، حيث يحار فيما يفعل، فما بالك بطفل يظهر للتو بين دهاليز المجتمع الـ«ماكر» المليء بالتعقيدات، وبالإخفاقات، وبالمصادمات، وبحسابات الربح والخسارة التي يتقصدها البعض، ويستغلها البعض الآخر، فماذا ينفع الندم بعد ذلك فيما لو وقع هذا الطفل في شيء من هذا كله، وهو أمر وارد؟

قد تحفز بعض المواقف الآخر لأن يدخل تحديًّا غير محسوب النتائج، لتأخذه العزة بالإثم، فيقع في الإثم الأكبر، فيندم، فيكون حاله كحال الفرزدق عندما تشاعر مع جرير في حضرة الخليفة عبدالملك بن مروان -كما جاء في المصدر- وقد تعهد بتطليق زوجته إذا غلبه جرير في المرة الثانية -وقد كان- عندها أنشد الفرزدق قائلا:

ندمت ندامة الكسعي لما،

غدت منى مطلقة نوار

وكانت جنتي، فخرجت منها،

كآدم حين لج به الضرار

وغالبا، ما تنتهي حالات التحدي بين الأطراف إلى أضرار قاسية، تورث ندما أكثر قساوة وانهزامًا على النفس، ولذلك من الحكمة البالغة أن يتجنب الإنسان مواقف التحدي التي يكثر فيها هيجان النفوس، والأخذ والرد، حيث يتلاعب الشيطان بالعقول والنفوس، فيوردها موارد الهلاك والندم.

وفي السياق ذاته لن تخرج الحماقة عن الندامة، فالعلاقة عضوية بين الاثنتين، انعكاسًا لما تؤدي إليه نتائجهما من مآسٍ، ولذلك - كما قال أبو الطيب -: «لكل داء دواء يستطب به، إلا الحماقة أعيت من يداويها».

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

عودة الإسم القديم الجديد فی خطاب العيد !!

بأمر الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن البرهان حامل كل الأوسمة والأنواط، القاٸد العام لقوات الشعب المسلحة، بتاريخ 29 مارس 2025م الموافق 29 رمضان عام 1447 هجرية. يعود إسم قوات الشعب المسلحة، ق. ش. م. المسمی الذی أطلقه الرعيل الأول علی اسم الجيش السودانی، الذي تلیٰ مسمیٰ قوة دفاع السودان،ثم جاء إسم القوات المسلحة، الذی أعقبه مسمیٰ قوات الشعب المسلحة،ثمَّ أُعيد إسم القوات المسلحة، حتی أصدر القاٸد العام الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إسم قوات الشعب المسلحة إلی الجيش في خطاب النصر والعيد السالف ذِكره. فماذا يعنی ذلك؟

في إختصار غير مخلٍ ذكر القاٸد العام الإسم الرسمي للجيش وزاد علی ذلك ذكره لإختصاره التلغرافی ق. ش. م. فی تأكيد علی الإسم الجديد، الذی يجب علی الجميع التعامل به فی كل المكاتبات والمخاطبات الرسمية وعلی لوحات المركبات والآليات واللافتات والعلامات والإشارات، وهذا ليس مجرد تغيير لإسم من الأسماء بل هو إشارة قوية للإعتراف بالدور الشعبي في حرب الكرامة، مساندةً لجيشه الذی قال عنه القاٸد العام هذا تجسيد لشعار (شعبٌ واحد، جيش واحدٌ) الذي تنزَّل من فضاء الشعارات إلیٰ أرض الواقع فی ساحات معارك حرب الكرامة التی ميَّزت الخبيث من الطيب، والوطني من العميل، كما جاء فی خطاب القاٸد العام بمناسبة عيد الفطر المبارك والذی جاء فی روحه خطاباً للنصر، الذی لن يكتمل إلَّا باجتثاث آخر فرد من مليشيا آل دقلو الإرهابية المجرمة، في أي بقعة من أرض بلادنا، مع ترك الباب موارباً لكل من يثوب إلیٰ رُشده ليستفيد من العفو العام؛ وقد أوضح القاٸد العام بأن الترتيبات العسكرية مقدور عليها. وكيفية التعامل المكفولة بالقانون متاحة، وسكت سعادته عن الحق الخاص لأنه بيد أصحابه.

وأكَّد علی إن قوات الشعب المسلحة تقف علی مسافةٍ واحدة من كل مكونات الشعب السودانی، ولا تنحاز لأی جهة دون أخریٰ، ووضع بهذا رسالة في بريد كل من روَّج لمقولة إن الجيش جيش الkeyزان والفيلول، وأضاف القاٸد العام رساٸل أخریٰ، أهمها كانت إلیٰ مواطني شمال كردفان ودارفور وقال لهم (نحن قادمون) بعدما أشاد ببطولاتهم وصبرهم علی الحصار الذی فرضته عليهم مليشيا آل دقلو الإرهابية، والفظاٸع التی إرتكبتها فی حق السودانيين مما جعلهم أمام (خيارات صفرية) فلا تفاوض ولا إتفاق إلا بالتسليم التام ووضع السلاح. ثم تجری العدالةُ مجراها حَتَّیٰ لا يُفلت أی مجرم من العقاب.

التحية لقوات الشعب المسلحة وما بذلته من مجاهدات دفعت فيها من دماء أبناٸها أثماناً باهظةً، والتحية لكل فرد من أبناء الشعب السوداني الذين وقفوا مع قواتهم المسلحة التي هی منهم وإليهم تأتمر بأمرهم وتحقق تطلعاتهم فی العيش الكريم في وطن يسع الجميع إلَّا من باع ضميره بثمن بخس دراهم معدودة.

ومبروك الإسم القديم الجديد وعيد سعيد بلا جنجويد وكل عام والسودان بخير والشعب السودانی بخير وقوات الشعب المسلحة ق. ش. م. بخير.

-النصر لجيشنا ق .ش. م. الباسل.
-العزة والمنعة لشعبنا المقاتل.
-الخزی والعار لأعداٸنا وللعملاء

محجوب فضل بدري

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • موقع لبناني عن السفير الروسي: تبرير الضربات الإسرائيلية لبيروت بأنها دفاع عن النفس غير مقنع
  • سيارة تعبر الطريق وتصطدم بأخرى في القاهرة الجديدة بدون إصابات
  • عودة الإسم القديم الجديد فی خطاب العيد !!
  • دار الأوبرا.. مسارح القاهرة التي لا تنام
  • الخارجية الأمريكية تصف غارات إسرائيل على لبنان: دفاع عن النفس
  • نفحات رمضان بمنزلة الهدايا القيِّمة
  • (مناوي) الذي لا يتعلم الدرس
  • خطبة العيد من الجامع الأزهر: ما يحدث في غزة يدعو إلى وحدة الأمة لننتصر لإنسانيتنا وعروبتنا وديننا
  • روشتة لتفادي خناقات العيد فى البيوت المصرية
  • بالفيديو .. من هو الشيخ الذي عاتب الشرع بسبب التهميش؟ مؤيد لنظام الأسد