واشنطن “قلقة” من تصاعد اعتداءات المستوطنين بالضفة.. والجيش الإسرائيلي يفرق وقفة منددة بالاستيطان ويعتدي على عشرات الأهالي جنوبي الضفة
تاريخ النشر: 1st, August 2023 GMT
رام الله/ قيس أبو سمرة/ الأناضول
عبر نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الفلسطينية الإسرائيلية، أندرو ميلر، الثلاثاء، عن قلق بلاده إزاء تصاعد اعتداءات المستوطنين على المدنيين الفلسطينيين بالضفة الغربية.
جاء ذلك خلال زيارة قام بها ميلر برفقة محافظة رام الله والبيرة ليلى غنام، إلى بلدتي ترمسعيا وسنجل (وسط)، حسب مراسل الأناضول.
وأطلع المسؤول الأمريكي على آثار الاعتداءات التي نفذها مستوطنون في يونيو/ حزيران الماضي على أهالي وممتلكات البلدتين.
وقال: “الولايات المتحدة تعمل من أجل تخفيف التصعيد الحالي وتوفير بيئة تضمن للجميع العيش بحرية وأمن وازدهار”.
وطالب بضرورة اتخاذ إجراءات وخطوات عاجلة لاحتواء التصعيد وتخفيف التوتر ومنع وقوع المزيد من أعمال العنف.
وشدد المسؤول الأمريكي على أهمية محاسبة ومساءلة المسؤولين قانونياً عن هذه الاعتداءات.
من جانبها، قالت محافظة رام الله والبيرة، ليلى غنام إن “هذه الزيارة تأتي للوقوف على عنف وإرهاب المستوطنين بحق الأهالي في ترمسعيا وسنجل والقرى المحيطة”.
وأضافت “شعبنا لا يعول كثيراً على هذه الزيارات وأنه فقد الثقة بالمجتمع الدولي وبالولايات المتحدة التي لا تحرك ساكناً عندما يتعلق الأمر بشعبنا”.
وفي يونيو الماضي، تعرضت بلدة ترمسعيا وعدد من البلدات المجاورة لهجوم نفذه مئات المستوطنين، أسفر عن استشهاد شاب فلسطيني وإصابة 12 آخرين بالرصاص، إضافة إلى حرق وتحطيم عشرات المنازل والسيارات.
وفي حينه شهدت قرى وبلدات فلسطينية هجمات من قبل المستوطنين، تسببت بحرق وتدمير عشرات السيارات والمنازل، إثر قتل 4 إسرائيليين وإصابة 4 آخرين في عملية إطلاق نار نفذها فلسطينيان استشهدا لاحقا. من جهة اخرى، فرق الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، وقفة نظمها أهالي ونشطاء تنديدا بسيطرة مستوطنين على أراضي فلسطينية خاصة جنوبي الضفة الغربية وقال مصور الأناضول، إن قوة إسرائيلية اعتدت على عشرات الأهالي الذين نظموا وقفة منددة بسيطرة مستوطنين على أراض خاصة في بلدة حلحول شمالي مدينة الخليل.
وأشار إلى أن عددا من المواطنين أصيبوا برضوض جراء الاعتداءات.
من جانبه، أفاد الفلسطيني علي عقل، مالك أرض استولى عليها مستوطنون، إن “مجموعة من المستوطنين سيطروا قبل يومين على نحو 10 دونمات (الدونم يعادل 1000 متر مربع) وبنوا خياما عليها وزرعوها بالأشجار تحت حماية الجيش الإسرائيلي”.
وذكر عقل لمراسل الأناضول، أن “تلك الأرض ملك فلسطيني خاص وتحتوي على بئر مياه مشيد منذ ما قبل الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية”.
واتهم عقل الجيش الإسرائيلي بـ”توفير الحماية للمستوطنين للسيطرة على الأرض وبناء بؤرة استيطانية من شأنها السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي”.
وحسب آخر الإحصائيات لحركة “السلام الآن”، (يسارية غير حكومية)، يعيش نحو 700 ألف مستوطن في 146 مستوطنة و146 بؤرة استيطانية عشوائية مقامة على أراضي الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية المحتلة.
وتعتبر الأمم المتحدة الاستيطان الإسرائيلي أنشطة غير قانونية وتطالب بوقفها، محذرةً من أن ذلك يهدد مبدأ حل الدولتين.
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
مزرعة “حبيبة”.. طفلة تحوُّل منزلها بالضفة إلى مصدر دخل للعائلة
الثورة /
بعفويتها وبساطتها، نجحت الفتاة الفلسطينية حبيبة صلاح (12 عاما) في كسب ثقة الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتسويق لمزرعتها وبقالتها التقليدية في بلدة الخضر غرب مدينة بيت لحم شمالي الضفة الغربية.
الطفلة حبيبة التي تسكن مع عائلتها في حي صغير ببلدة الخضر، اشتهرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعملها إلى جانب والدها في مزرعة صغيرة أطلق عليها “مزرعة حبيبة”، إضافة إلى بقالة صغيرة في الحي.
وتركز المزرعة والبقالة على إنتاج وبيع المنتجات التقليدية من عسل النحل وزيت الزيتون ومنتجات حيوانات وطيور “مزرعة حبيبة”.
وللفتاة صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي توثق مع والدها الأعمال اليومية في المزرعة، وتخبر متابعيها عن منتجاتها وآخر أعمالها.
السر في البساطة
تقول حبيبة : “لدي مزرعة بسيطة أربي الحيوانات من أغنام وأيضا الدجاج والبط، مشروعي ناجح ويوميا يكبر وتتكاثر الحيوانات”.
وأضافت: “لدي أيضا بقالة صغيرة أبيع منتجات من المزرعة”.
وعن سبب شهرتها على مواقع التواصل الاجتماعي، قالت حبيبة: “الناس باتت تعرفني من المزرعة والبقالة وسر نجاحي هو البساطة في كل شيء”.
وتعمل حبيبة مع والديها في المزرعة والبقالة، كما تمتلك العائلة إلى جوار المزرعة حقل عنب وزيتون.
وقالت: “أحب مزرعتي، وأشعر بالسعادة عند قضاء الوقت فيها”، حيث تلعب حبيبة مع بعض الخراف في المزرعة وتطلق على كل واحد منها اسما خاصا، كما تطمح الفتاة الفلسطينية إلى تطوير مزرعتها وتحقيق هدفها في أن تصبح طبيبة بيطرية لتبقى مع الحيوانات وتعتني بها.
ارتباط بالأرض
بدوره يقول والد حبيبة، أحمد صلاح (45 عاما)، إن فكرة المزرعة بدأت بعد 7 أكتوبر 2023م، مع تعطل الحياة الاقتصادية جراء بدء حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة وانعكاس الحال على الضفة الغربية.
وأضاف قائلاً: “كما ترون أنا أعيش في قرية وارتباطنا بالأرض والحيوانات أمر أساسي، ولكن لم يكن يوما مصدر دخل للعائلة”.
وتابع: “بعد 7 أكتوبر وجدت نفسي بلا عمل، فاتجهت نحو الأرض لبناء الجدران الاستنادية وأعمال حقلية أخرى، وحينها بدأت حبيبة في توثيق العمل ونشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث ترافقني منذ صغرها في مثل هذه الأعمال”.
وقال أحمد: “الناس أحببت حبيبة، وأصبح الأمر منطلقا لتسويق بعض المنتجات، وهو ما استحسنه المجتمع، وباتت منتجاتنا مصدر دخل رئيسي للعائلة”.
حب الجمهور للمحتوى ولابنته حبيبة دفع والد الطفلة إلى تشييد مزرعة اسماها “مزرعة حبيبة”.
منتجات تقليدية
تقع “مزرعة حبيبة” إلى جوار مستوطنة أفرات الإسرائيلية، ويفصلها عدة أمتار عن قلقيلة شمال الضفة، حيث تمنع السلطات الإسرائيلية البناء في الموقع، لكن والد حبيبة يملك هناك منزلا شيّده منذ سنوات على أرض تعود لعائلته.
ويرى أحمد أن سر نجاح مشروع المزرعة والبقالة يكمن في صناعة وتصوير منتجات تقليدية بطريقة بسيطة وخالية من المواد الحافظة.
وقال: “قسم كبير من الجمهور يبحث اليوم عن المنتجات البسيطة والتقليدية بعيدا عن المنتجات الصناعية المستوردة أو المنتجة في مصانع كبيرة”.
وأردف: “أعمل أنا وابنتي وزوجتي في المزرعة، ونسوق المنتجات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولدينا خدمة التوصيل للمنازل”.
وعن الزبائن قال أحمد: “يأتينا زوار للمزرعة من مختلف مدن وبلدات الضفة الغربية، ومن البلدات العربية المحتلة، وخاصة من كبار السن الذين يعرفون جيدا قيمة المنتجات التقليدية”.
ويطمح الرجل في توسيع المزرعة وزراعة أنواع جديدة من الأشجار، وتربية عدد إضافي من الحيوانات.