“هجان” يفتتح عروض مهرجان روتردام للفيلم العربي
تاريخ النشر: 17th, May 2024 GMT
متابعة بتجــرد: أعلن مهرجان روتردام للفيلم العربي عن إقامة دورته الرابعة والعشرون هذا العام في هولندا، في الفترة من 30 مايو/ايار إلي 2 يونيو/حزيران.
وبحسب بيان، فإن هذه الدورة تتميّز بتركيزها على عرض التنوع والغنى الذي تقدمه السينما العربية من خلال منصة تعبر عن الأحلام والرؤى الاجتماعية والإنسانية للمخرجين العرب سواء من الوطن العربي أو المهجر.
وقال روش عبدالفتاح مدير المهرجان: “تصميم بوستر مهرجان روتردام للفيلم العربي يحمل في طياته رمزية عميقة، متمثلة في المثلث الأحمر الذي اختير كعنصر رئيسي، فهذا الشكل الهندسي، الذي استخدم بكثافة في الفترة الأخيرة، لم يعد مجرد عنصر بصري، بل تحول إلى رمز من الرموز الفلسطيني، ويعكس البوستر التزام المهرجان بطرح وتسليط الضوء على القضايا الفلسطينية بشكل بارز، فالمهرجان كمنصة فنية حرة تُتيح للمخرجين العرب من الوطن والمهجر فرصة لعرض قصصهم ورؤاهم المتنوعة، سواء كانت اجتماعية، إنسانية، دينية، اقتصادية أو حتى سياسية، وندعو الجمهور للمشاركة في هذا الحدث الفريد، الذي يجمع بين العمق الفني والاحتفاء بالثقافة العربية في بيئة تعبر عن الحرية الفنية بلا قيود”.
ويُفتتح المهرجان بعرض فيلم “هجان”، الفيلم السعودي البارز من إنتاج مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء”، وإخراج أبو بكر شوقي، مما يُعكس النمو والتطور الملحوظ للسينما السعودية على الساحة العالمية.
وعن الفيلم قال روش عبدالفتاح: “الفيلم يستعرض جمال الصحراء العربية ويعكس التقاليد الثقافية للمنطقة، مع التركيز على رياضة سباق الجمال، واحدة من الرياضات الأكثر شعبية وعراقة في المنطقة، وتم تصوير معظم مشاهد الفيلم في منطقة تبوك الخلابة، مما يضفي على العمل بعداً بصرياً يليق بالقصة العاطفية والمغامراتية التي يقدمها، وهو إنتاج مشترك بين مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي ‘إثراء’ والمنتج المصري محمد حفظي، وقد شارك في بطولته ممثلون سعوديون بارزون، مما يمثل خطوة مهمة في تطور السينما السعودية وتقديمها على الساحة الدولية”.
أحداث الفيلم تدور حول “مطر”، وأخيه “غانم” اللذين يعيشان في صحراء داخل المملكة العربية السعودية، ويؤدي وقوع حادث مؤسف إلى اتجاه مطر لرياضة سباقات الهجن ومن أجل أن يحافظ على ناقته “حفيرة”يُضطر للعمل لدى مالك الإبل القاسي جاسر، حيث يتعين على الصبي مطر بذل أقصى ما لديه لإنقاذ حياة حفيرة، في دراما مؤثرة عن بلوغ سن الرشد.
وختم حديثه قائلا: الفيلم يُقدم رؤية فنية فريدة تجذب الجمهور العالمي والعربي على حد سواء، مما يجعله الاختيار المثالي لافتتاح المهرجان الذي يسعى لعكس الأصوات العربية المتنوعة والغنية.
وقام المهرجان في دورته الماضية بتكريم كل من: ليلى علوى وجمال سليمان، تقديرًا لما قدماه طوال مسيرتهما الفنية، وأحيا المهرجان كذلك ذكرى مرور 100 عام على وفاة الموسيقار المصرى سيد درويش بحفل موسيقى خاص، وكذلك تكريم مارتن فوندس الملحن الأول فى هولندا، وتم تقديم برنامج أسبوعي عنه لمدة شهرين علي الراديو الهولندي، ومن المنتظر أن يتم الإعلان عن الأفلام المشاركة في دورة هذا العام والتكريمات خلال الأيام القليلة المقبلة.
main 2024-05-17 Bitajarodالمصدر: بتجرد
إقرأ أيضاً:
“روتشستـــر دبـــي” تسلط الضوء على دور الأسرة في الحفاظ على اللغة العربية بالإمارات
ألقت جامعة روتشستر للتكنولوجيا في دبي الضوء على الأسباب الكامنة وراء التحول اللغوي للغة العربية، وكيف يمكن الحفاظ على اللغة الأم في دولة الإمارات بين الأجيال القادمة وذلك مع تزايد عدد الوافدين العرب في الدولة الذين يعتمدون اللغة الإنجليزيـــة كلغة أساسية للتواصل.
وتقول الدكتورة ريم رازم، الأستاذة المساعدة في الأنثروبولوجيا جامعة روتشستر للتكنولوجيا في دبي ، إن الأداة الأساسية للحفاظ على اللغة العربية تتمثل في سياسة اللغة العائليــــة (الشراكــــة العائلية المحدودة)، وهي عبارة عن نهج تصاعدي من أسفل إلى أعلى، إذ يمكن أن تــــؤدي التغييرات الصغيرة في المنازل والمجتمعات إلى تحول مهم في التواصل المجتمعي. يلعب الأهــــل دور المحفز للتغيير المجتمعي غير الرسمي، في حين أنّ اللغة الأم تخلق صلة حيوية بين النسل وآبائهــــم، وتربط الأجيال بماضيهم ومستقبلهم.
وشرعت الدكتورة رازم في إجراء دراسة لاستكشاف مدى انتشار التحدث باللغة الإنجليزية لدى الجيل الثاني من العائلات العربية، مستلهمةً لهذا الغرض من ملاحظتها لأبنائها خلال جائحة كوفيد-19.
وأوضحت رازم، وهي مغتربة أردنية وأم باحثة: “لدي 3 أبناء يجيدون لغتين، وعندما اضطررنا للبقاء في منازلنا بدأت أتساءل عن سبب تحدث أبنائي باللغة الإنجليزية مع بعضهم البعض وأحيانًا يردون بالإنجليزية عندما أخاطبهم باللغة العربية. تطور هذا الأمر إلى مشروع بحثي ذاتي حيث قمت بتصوير محادثات أولادي أثناء فترة التباعد الاجتماعي. وقد كشف ذلك أنّ 30-40% من حديث أبنائي كان باللغة الإنجليزية، في حين أنّ المحادثات بيني وبين زوجي وعند مخاطبة أبنائنا كانت باللغة العربية بنسبة 90-95%”.
وتابعت رازم: “ثم استكشفت سبب استخدامهم للغة الإنجليزية في المحادثة في المنزل. عادةً ما كان ذلك للحديث عن القضايا المتعلقة بالتعلم عبر الإنترنت؛ ففي كل موضوع يتعلق باللغة الإنجليزية مثل القضايا المتعلقة بالتكنولوجيا، كانوا يتحولون إلى اللغة الإنجليزية. كان الاتجاه الثاني مثيرًا للاهتمام، لأنه في كل ما يتعلق بالترفيه، كانوا يتحولون إلى اللغة الإنجليزية أيضًا. سواء كانت الموسيقى، أو الأفلام، أو المسلسلات التي أرادوا التحدث عنها، كانوا يتحولون على الفور إلى اللغة الإنجليزية. وهذا يعني أنهم لم يكن لديهم الكلمات العربية لمناقشتها”.
ووسّعت الدكتورة رازم نطاق بحثها ليشمل مجتمع المغتربين الأردنيين الأوسع نطاقًا لاستكشاف ما إذا كانت العائلات الأخرى تشهد الظاهرة نفسها.
وأوضحت: “أنا جزء من مجموعة على وسائل التواصل الاجتماعي للأمهات الأردنيات في الإمارات العربية المتحدة، حيث لاحظت الكثير من المنشورات التي تتطرق إلى التحول اللغوي، وعدم رضا الآباء والأمهات وإحباطهم من فقدان اللغة العربية، وعدم فهم أطفالهم للغة العربية أو تقديرهم لها. كانت غالبية المنشورات حول هذا الموضوع تسعى للحصول على نصائح حول كيفية غرس حب اللغة العربية وتنشيط اللغة العربية والحفاظ عليها في تربية أطفالهم وتشجيعهم على استخدام اللغة العربية في المنزل وفي مجتمعاتهم”.
ووجدت الدكتورة رازم أنّ هناك عددًا من القضايا التي تؤثر على مهارات الكتابة والقراءة باللغة العربية، بما في ذلك التحول إلى اللغة الإنجليزية كوسيلة للتعليم في المدارس والجامعات، مما يعني أنّ اللغة الإنجليزية أصبحت لغة التواصل والتعليم.
وأشارت أيضًا إلى تصرفات صغيرة غير واعية، مثل اختيار اللغة الإنجليزية على العربية في أجهزة الصراف الآلي، والتي ساهمت في انخفاض استخدام اللغة العربية.
وخلصت الدكتورة رازم إلى أنّ “هناك تقاطع بين دور الوالدين في المنزل ودور المجتمع المباشر، ثم الدور الحاسم للتعليم المدرسي. نحن بحاجة إلى اتخاذ خيار واعٍ للحفاظ على اللغة من خلال نهج تصاعدي من القاعدة إلى القمة. الأسرة هي نواة للتغيير الاجتماعي واتخاذ خطوات صغيرة لزيادة الوعي وممارسة اللغة العربية يمكن أن يساعد في خلق حركة واسعة النطاق. وعلى غرار تأثير الفراشة، حيث يمكن أن تؤدي رفرفة أجنحة صغيرة على ما يبدو إلى نتائج بعيدة المدى، فإنّ القرارات التي يتخذها الآباء والأمهات يوميًا، مثل اللغة التي يختارون التحدث بها في المنزل، والمدارس التي يختارونها، والممارسات الاجتماعية والثقافية اليومية التي يؤكدون عليها، تحمل القدرة على عكس التحول اللغوي والحفاظ على اللغة العربية كحجر زاوية للهوية والتراث”.