الوطن:
2025-12-13@16:05:35 GMT

بروفايل.. عادل إمام «الزعيم المستديم»

تاريخ النشر: 17th, May 2024 GMT

بروفايل.. عادل إمام «الزعيم المستديم»

لماذا هو الألفا فى كل العصور؟ أين تكمن براعته تحديداً؟ هل كانت هبة إلهية أم عملاً دؤوباً أو كليهما؟ كيف أجاد الاختيار بذكاء وشجاعة.. وكيف أدمن النجاح؟ كيف صقل موهبته وأدارها؟ كيف جعل من الكوميديا فلسفة؟ وكيف وصل إلى عمقها حتى فى أكثر أعماله خفة؟ كيف أصبح إماماً للفن العربى؟ وكيف تربع زعيماً على عرش الكوميديا؟ وكيف احتفظ لنفسه على مدار 6 عقود متتالية؟ ليصبح فناناً لكل العصور، كيف حافظ على بريق نجومية لم يستطع الزمن خفته؟.

. الإجابة ببساطة لأنه عادل إمام الظاهرة الفنية النادرة التى لا تحدث إلا كل ألف عام.

«عادل» هو الاسم الذى اختاره الشاويش محمد إمام محمد لنجله المولود فى 1940، الذى تربى فى عائلة ما بين أب صارم وأم حنون و3 أشقاء، وما بين شوارع وحوارى الأحياء الشعبية فى السيدة عائشة والحلمية خطا الطفل خطواته الأولى، وتفتح وعيه وإدراكه على المهمشين الذين سيكون خلال سنوات ليست طويلة بطلهم، الذى سيعبر عنهم ببراعة شديدة بعد ما أصبح لديه مخزون هائل من القصص والمشاهدات والشخصيات، لينقلهم من الهامش إلى الصدارة.

خفة دم وقدرة على التقليد ممزوجة بشقاوة غير طبيعية ميزت الطفل الصغير، ولكن لم يدرك كل المحيطين دلائل التفرد التى كانت واضحة بشدة، فكان يستمتع بتقليد أساتذته ويتحمل ألم العقاب فى سبيل ضحكات أصدقائه، مع مرور السنوات بدأت تزداد موهبة الطفل الذى أصبح شاباً ما بين التحكم فى قسمات وجهه وتغير صوته، وكان يستغل كل فرصة ممكنة للتنفيس عن موهبته، ما بين الأنشطة الفنية والمسرحيات المدرسية أو العروض الكوميدية فى ساحات الحلمية، ومع المرحلة الجامعية، بدأ عادل فصلاً جديداً مع الفن على المسرح الجامعى، فأصبح خلال فترة قصيرة من نجوم فريق التمثيل فى كلية زراعة جامعة القاهرة، حتى جاءت الفرصة الذهبية وتقدم إلى مسرح التليفزيون.

شاب نحيف يبدو مصاباً بـ«الأنيميا»، يرفع بنطاله حتى صدره، ويرتدى رابطة عنق طويلة وطربوشاً، ويردد: «بلد بتاعة شهادات صحيح»، لتنطلق الضحكات عالية تملأ أرجاء المسرح الواسع، قدم «دسوقى أفندى» عادل إمام إلى الجمهور من أوسع الأبواب، بعد ما فاز بأول دور فى حياته كممثل محترف أمام النجم فؤاد المهندس فى مسرحية «أنا وهو وهى»، لم يكن وقتها تجاوز الـ23 عاماً، تليها عشرات الأعمال بعد ما أيقن المهندس بعين الخبير أنه أمام تلميذ من طراز خاص قد يتفوق يوماً ما على أستاذه.

رحلة فنية طويلة جاوزت الـ57 عاماً ملأ فيها عادل إمام الدنيا فناً وإبداعاً وكوميديا، من خلال مئات الأعمال ما بين المسرح والدراما التليفزيونية والسينما، نجح فى أن يكون قارئاً للمجتمع بتغيراته، وعبر عنه وحارب أشباحه كما لم يفعل أحد من قبل، جلس زعيماً على عرش الفن المصرى والعربى متجاوزاً كل الصعوبات والتحديات، ليظل رقماً صحيحاً لا يقبل الكسر، وبالرغم من قرار الابتعاد ليكون برفقة الأبناء والأحفاد فى استراحة مستحقة بعد سنوات طويلة أعطى فيها الكثير من عمره وصحته وإبداعه للفن والجمهور، يظل الزعيم محتفظاً بمكانه الذى لا ولن يتغير كـ«صاحب للسعادة»

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: عادل إمام عيد ميلاد عادل إمام أفلام عادل إمام جوائز عادل إمام محمد إمام رامي إمام عادل إمام ما بین

إقرأ أيضاً:

فؤاد باشا سراج الدين .. الرجل الذى علم المصريين معنى الكرامة

منذ يومين مرت الذكرى الرابعة والعشرون لرحيل رجل من أعظم رجال مصر فى القرن العشرين؛ رجل لم يكن مجرد سياسي أو صاحب منصب، بل كان مدرسة كاملة فى الوطنية والعناد الشريف والإصرار على أن تبقى مصر واقفة مهما حاولت قوى الاحتلال أن تكسر إرادتها. 

أتحدث هنا عن فؤاد باشا سراج الدين، الرجل الذى ترك بصمة لا تمحى فى الوجدان المصرى، والذى رحل عن عالمنا فى التاسع من أغسطس عام 2000، لكنه لم يرحل يوما عن ذاكرة الوطن.

فى كل مرة تمر فيها ذكرى رحيله، أشعر أن مصر تعيد اكتشاف جزء من تاريخها؛ تاريخ لا يمكن فهمه دون الوقوف أمام شخصية بهذا الثقل وبهذه القدرة على الصمود. 

ولد فؤاد باشا سراج الدين سنة 1910 فى كفر الجرايدة بمحافظة كفر الشيخ، وبدأ مشواره شابا يحمل حلم الوطن فى قلبه قبل أن يحمله على كتفيه. 

تخرج فى كلية الحقوق، ودخل معترك الحياة العامة صغيرا فى السن، لكنه كبير فى العقل والبصيرة، وفى سن لم تكن تسمح لغيره سوى بأن يتدرب أو يتعلم، أصبح أصغر نائب فى تاريخ الحياة البرلمانية المصرية، ثم أصغر وزير فى حكوماتها المتعاقبة، فى زمن لم يكن الوصول فيه إلى المناصب بالأمر السهل ولا بالمجاملات.

لكن ما يجعل الرجل يستحق التوقف أمامه ليس كثرة المناصب، بل طريقة أدائه فيها، فقد كان نموذجا للمسؤول الذى يعرف معنى الدولة، ويؤمن بأن خدمة الناس شرف لا يباع ولا يشترى. 

ومن يعيش تفاصيل تاريخه يدرك أنه لم يكن مجرد جزء من الحياة السياسية، بل كان جزءا من الوعى العام للمصريين، وصوتا قويا فى مواجهة الاحتلال، وسندا لحركة الفدائيين فى القناة، وواحدا من الذين كتبوا بدموعهم وعرقهم تاريخ كفاح هذا الوطن.

ويكفى أن نذكر موقفه الأسطورى يوم 25 يناير 1952، حينما كان وزيرا للداخلية، ورفض الإنذار البريطانى الداعى لاستسلام رجال الشرطة فى الإسماعيلية. 

وقتها لم يتردد لحظة، واختار الكرامة على السلامة، والوطن على الحسابات السياسية، ذلك اليوم لم يصنع فقط ملحمة بطولية، لكنه صنع وجدانا كاملا لأجيال من المصريين، وأصبح عيدا رسميا للشرطة تخليدا لشجاعة رجال رفضوا أن ينحنوا أمام الاحتلال، وهذه الروح لم تكن لتظهر لولا وزير آمن برجاله وبمصر أكثر مما آمن بنفسه.

كما لا يمكن نسيان دوره الحاسم فى إلغاء معاهدة 1936، ودعمه لحركة الكفاح المسلح ضد الإنجليز، ولا تمويله للفدائيين بالمال والسلاح، كان يعلم أن المستقبل لا يهدى، وإنما ينتزع انتزاعا، وأن السيادة لا تستعاد بالكلام، وإنما بالمواقف.

وفى الداخل، قدم سلسلة من القوانين التى شكلت تحولا اجتماعيا حقيقيا؛ فهو صاحب قانون الكسب غير المشروع، وصاحب قوانين تنظيم هيئات الشرطة، والنقابات العمالية، والضمان الاجتماعى، وعقد العمل الفردى، وقانون إنصاف الموظفين. 

وهى تشريعات سبقت عصرها، وأثبتت أن الرجل يمتلك رؤية اجتماعية واقتصادية عميقة، وميلا دائما للعدل والمساواة، وفهما راقيا لطبيعة المجتمع المصرى.

ولم يكن خائفا من الاقتراب من الملفات الثقيلة؛ ففرض الضرائب التصاعدية على كبار ملاك الأراضى الزراعية حين كان وزيرا للمالية، وأمم البنك الأهلى الإنجليزى ليصبح بنكا مركزيا وطنيا، ونقل أرصدة الذهب إلى مصر للحفاظ على الأمن الاقتصادى للدولة، وكلها خطوات لا يقدم عليها إلا رجل يعرف معنى السيادة الحقيقية ويضع مصالح الوطن فوق كل اعتبار.

ورغم الصدامات المتتالية التى تعرض لها، والاعتقالات التى مر بها فى عهود متعددة، لم يتراجع ولم يساوم، ظل ثابتا فى المبدأ، مؤمنا بالوفد وبالحياة الحزبية، حتى أعاد إحياء حزب الوفد الجديد عام 1978، ليبقى رئيسا له حتى آخر يوم فى حياته، وقد كان ذلك الإحياء بمثابة إعادة الروح لمدرسة سياسية كاملة ترتبط بتاريخ النضال الوطنى الحديث.

إن استعادة ذكرى فؤاد باشا سراج الدين ليست مجرد استدعاء لصفحات من التاريخ، بل هى تذكير بأن مصر لم تبن بالكلام، وإنما صنعت رجالا مثل هذا الرجل، آمنوا أن الحرية حق، وأن الوطنية فعل، وأن الكرامة لا تقبل المساومة. 

وفى زمن تكثر فيه الضوضاء وتختلط فيه الأصوات، يبقى صوت أمثال فؤاد باشا أكثر وضوحا، وأكثر قوة، لأنه صوت نابع من قلب مصر، من تربتها وأهلها ووجدانها.

رحل جسد الرجل، لكن أثره باق، وتاريخه شامخ، وسيرته تذكرنا دائما بأن الوطن لا ينسى أبناءه المخلصين وأن مصر، رغم كل ما تمر به، قادرة دائما على إنجاب رجال بحجم فؤاد باشا سراج الدين.

مقالات مشابهة

  • "منضبط وبسيط".. رامي إمام يكشف كواليس تعاونه مع الزعيم عادل إمام
  • رامي إمام يكشف تفاصيل تعاونه مع والده عادل إمام
  • «تؤام روحي».. لبلبة تكشف عن طبيعة علاقتها بالفنان عادل إمام
  • «فخ» كأس العرب
  • فؤاد باشا سراج الدين .. الرجل الذى علم المصريين معنى الكرامة
  • الوجوه الثلاثة!!
  • دولة الاحتلال تشترط نزع سلاح حماس بعد عرض تجميده مقابل هدنة طويلة
  • دولة الاحتلال تشدد على نزع سلاح حماس بعد عرض الحركة تجميده مقابل هدنة طويلة
  • هل يمكن للشوكولاتة الداكنة أن تبطئ الشيخوخة ؟ وكيف!
  • «السيسى» وبناء الدولة