متى ضحى العرب بكأس العالم رفضا للتطبيع وما هي قصة طرد الاحتلال من آسيا؟
تاريخ النشر: 17th, May 2024 GMT
لا تعد المساندة الحالية من قبل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لنظيره الفلسطيني في السعي لتعليق عضوية "إسرائيل" في الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، الأولى من نوعها، بل إن لها جذور تاريخية متعلقة بجهود كويتية لطرد الاحتلال من عضوية اتحاد آسيا.
ويأتي المسعى الفلسطيني لتعليق عضوية الاحتلال في "الفيفا" على خلفية جرائم الاحتلال المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، وضم أندية موجودة في المستوطنات غير الشرعية بموجب القانون الدولي.
ما هي قصة طرد "إسرائيل" من الاتحاد الآسيوي؟ ومتى ضحى العرب بفرصة اللعب في نهائيات كأس العالم رفضا للتطبيع الرياضي؟
بعد صدور وعد بلفور عام 1917، بمنح وطن قومي لليهود في فلسطين، وحلول النكبة عام 1948، قام الاحتلال بتغيير اسم اتحاد كرة القدم من الفلسطيني إلى الإسرائيلي، ثم انضم إلى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عام 1954، بمساعدة إيرانية من نظام شاه الذي سبق الثورة الإسلامية في البلاد.
وتعدّ "إسرائيل" من مؤسسي الاتحاد الآسيوي حينها ، وشاركت في كأس آسيا 3 مرات متتالية وصلت فيها إلى النهائي عامي 1956 و1960، وفازت بالبطولة التي نظمتها سنة 1964، دون مشاركات من الدول العربية التي كانت تسعى حينها إلى نيل استقلالها من دول الاحتلال والاستعمار.
مبادرة الكويت
مع بداية دخول العرب إلى كرة القدم عن طريق الاتحادات الدولية الرسمية، كانت مواجهة بين نادي هومنتن اللبناني ونادي هابويل تل أبيب "الإسرائيلي" خلال بطولة الأندية الآسيوية، ما دفع النادي اللباني إلى بالانسحاب رفضا للتطبيع.
وتتكرر الموقف عندما كان من المفترض أن يلعب نادي نادي مكابي تل أبيب مع فريق الشرطة العراقي، الذي رفض أيضا التطبيع الرياضي وضحى باللقب.
وبسبب ذلك جاءت فكرة طرد "إسرائيل" من الاتحاد الآسيوي، بمبادرة رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم حينها، أحمد السعدون، الذي بدأ نهاية الستينات حملة لدعوة كافة الدول العربية الآسيوية للانضمام إلى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم من أجل تشكيل موقف موحد ضد "إسرائيل"، بحسب ما جاء في صحيفة "سيدني مورنينج هيرالد".
ومع انضمام البحرين والعراق والأردن وسوريا وقطر والإمارات إلى الاتحاد، جاء الطلب الرسمي من الاتحاد الكويتي إلى الاتحاد الآسيوي من أجل طرد الاتحاد الإسرائيلي خلال الألعاب الآسيوية عام 1974، ليتم تجميد عضوية "إسرائيل" حتى إشعار آخر.
وفي عام 1976، خلال مؤتمر عقد في كولالمبور، صدر القرار الرسمي بطرد "إسرائيل" من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في قرار صوت عليه بالإيجاب 17 دولة، مقابل 13 دولة صوتت من أجل بقاء "إسرائيل"، في حين امتنعت 6 دول عن الإدلاء بصوتها، وهو ما كشفه السعدون في لقاء مصور أجري عام 2012.
وقال السعدون في اللقاء: "قمنا باتصالات وبعثنا برسائل لكل الاتحادات العربية في آسيا واتحادات كرة القدم في آسيا، وطلبنا منهم الانضمام وشرحنا لهم الأسباب".
ونتيجة ذلك بقي الإتحاد الإسرائيلي دون أنشطة رياضية رسمية منذ خروجه من الاتحاد الآسيوي حتى تم قبول عضويته في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم عام 1992، رغم أنه ليس عضوا في الاتحاد ولا تنتمي إلى القارة الأوروبية.
كأس العالم
شهدت تصفيات كأس العالم في نسخة 1958 التي أقيمت في السويد، ضربة أخرى إلى الاحتلال الإسرائيلي الذي كان يحلم بالمشاركة في نهائيات البطولة العالمية الأبرز، وتمثلت برفض عدد من الدول العربية وغيرها استكمال المنافسة في التصفيات وعدم اللعب ضد المنتخب الإسرائيلي.
في تلك النسخة، لم يكن النظام القاري للمنتخبات معتمدا بعد، وذلك قُسمت التصفيات لأوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية، ودمجت آسيا وأفريقيا في تصفيات واحدة مشتركة يتأهل فيها منتخب وحيد من أصل 8 منتخبات موزعة على 4 مجموعات.
وكانت بداية الانسحابات من طرف تركيا، التي رفضت المشاركة احتجاجا على عدم تصنيفها مع المجموعات الأوروبية لتتأهل "إسرائيل" بدلا عنها، ثم في الجهة المقابلة انسحبت قبرص بسبب الظروف السياسية لتتأهل مصر، ثم تأهلت إندونيسيا التي تفوقت على الصين، والسودان التي أقصت سوريا.
وبعد ذلك رفضت إندونيسيا لعب المباراة مع "إسرائيل" داخل الأرضي المحتلة أو حتى استقباله على أرضها، واقترحت اللعب على أرض محايدة، وهو ما رفضه الاحتلال، فأعلنت إندونيسيا انسحابها، ليتأهل الاحتلال لمقابلة الفائز من مباراة مصر والسودان.
وبسبب ذلك، أصبحت مصر والسودان أمام خيار مواجهة الاحتلال في الجولة القادمة من التصفيات، فاستبقت مصر الموقف وأعلنت انسحابها قبل مواجهة السودان، ثم اتخذت السودان ذات الخطوة، وتتأهل "إسرائيل" عن مجموعة آسيا وأفريقيا افتراضيا.
ونتيجة ذلك، رفض "الفيفا" تأهل "إسرائيل" إلى كأس العالم دون خوض أي مباراة، فقرر عقد مباراة ملحق بينه وبين منتخب ويلز ليحدد المتأهل إلى مونديال السويد، وتمت المباراة بالفعل التي كانت على نظام الذهاب والإياب، وخسر الاحتلال بمجموع المبارتين (4-0).
تحيز الفيفا
اتخذ الاتحاد الدولي لكرة القدم إجراءات ضد دول أعضاء بناء على تصرفات حكوماتها، فجمّد مشاركة الأندية الروسية في المسابقات الدولي بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022، وسبق أن قرر الاتحاد الأوروبي بالاتفاق مع "فيفا" استبعاد المنتخب الروسي من الملحق الأوروبي المؤهل لبطولة كأس العالم 2022، التي أقيمت تقام في قطر.
ورغم ذلك، لم يتم استبعاد "إسرائيل" من أي بطولة قارية أو عالمية بعد الحروب المتواصلة ضد قطاع غزة في أعوام 2009 و2012 و2014 و2021 والحرب الحالية منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، التي تزامن العديد منها مع بطولات عالمية بارزة.
????BREAKING: The FIFA Council has refused to put Palestine’s bid to ban Israel to a wider vote. Instead, they will order a legal assessment & meet before 20 July to consider the matter. In summary, GROSS INJUSTICE against Palestinians continues.#Gaza #Israel #FreePalestine #FIFA pic.twitter.com/iVP2pnnKi6 — Dr Lens Veritatis (@LensVeritatis) May 17, 2024
ولم تتخذ الفيفا أو اليويفا أي إجراءات بعدما شنت "إسرائيل" الحرب على لبنان، وتوغلت قواتها داخل الأراضي اللبنانية في يوليو/ تموز 2006، تزامنا مع بطولة كأس العالم التي أجريت في ألمانيا.
ومع انطلاق بطولة كأس العالم 1982 التي استضافتها أسبانيا، شنت "إسرائيل" غزوا شاملا على لبنان، وارتكبت مجازر بشعة أبرزها "صبرا وشاتيلا"، دون أن تتخذ الاتحادات الرياضية أي إجراء أيضًا بحقها.
#فيديو | رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب
• أوضحنا موقفنا وقدمنا طلبًا لتعليق عضوية إسرائيل في الاتحاد الدولي FIFA
• طالبنا بمساءلة إسرائيل على جرائمها المرتكبة بحق شعبنا
• رد إنفانتينو بتأجيل البت في القرار لشهرين دليل موافقة على النظر في الأمر بشكل جدي pic.twitter.com/YkGuFsAnNG — صحيفة المناطق السعودية (@AlMnatiq) May 17, 2024
ولم تكتفي الفيفا بتجاهل جرائم الاحتلال، لكنها بادرت لترويج مشاريع سياسية ودعمها على الأرض، حيث دعا رئيس الفيفا إنفانتينو خلال زيارته للأراضي المحتلة في تشرين الأول/ أكتوبر 2021، إلى تنظيم نسخة مشتركة من كأس العالم تقام بين "إسرائيل" والإمارات.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الفلسطيني إسرائيل الفيفا الكويت إسرائيل فلسطين الكويت اسيا الفيفا المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاتحاد الآسیوی لکرة القدم من الاتحاد الآسیوی إلى الاتحاد فی الاتحاد کأس العالم
إقرأ أيضاً:
"الآسيوي": البطولات الجديدة ستحصل على الوقت للتطور
قال مسؤول كبير في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم إن مسابقات الأندية المجددة ستحصل على الوقت للتطور قبل النظر في تعديلات أخرى، وذلك مع وصول دوري أبطال آسيا للنخبة إلى منتصف المسابقة.
أعاد الاتحاد الآسيوي تشكيل برنامج بطولاته للأندية قبل الموسم الذي بدأ في سبتمبر (أيلول) الماضي في محاولة لتشجيع الاستثمارات الجديدة مع مستوى أعلى وأكثر انسيابية ومباريات أكثر في أبرز بطولات الأندية بالقارة.
وتستأنف المرحلة الافتتاحية غداً الاثنين، إذ تلعب الفرق ثماني مباريات بنفس نظام الدوري السويسري، ما يعني أن كل فريق لا يواجه نفس المنافس مرتين خلال الجولة الأولى. ويريد المسؤولون إعطاء الوقت الكافي للبطولة لتثبت نفسها.
وقال داتو ويندسور جون الأمين العام للاتحاد الآسيوي: "إنه مفهوم جديد ونموذج جديد لذلك نحتاج إلى رؤية كيف ستسير الأمور قبل إجراء أي تغييرات أخرى".
وأضاف: "إنه بالفعل تغيير هائل للأندية والجماهير وما إلى ذلك. وحتى نرى كيف يتم تجربته واختباره، حينها فقط يمكننا إجراء التعديلات أو التغييرات".
وتابع: "إذا كنا عازمون على إحداث تغييرات، فلن يتسنى لنا تحقيقها إلا بعد خمس سنوات على الأقل. إن التغيير من أجل التغيير فقط ليس بالأمر الجيد دون وجود بيانات وإحصاءات مناسبة".
وتقلص عدد الأندية المشاركة في بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة من 40 إلى 24 نادياً، بينما تشهد بطولة دوري أبطال آسيا 2 الجديدة مشاركة فرق من اليابان وكوريا الجنوبية والسعودية إلى جانب أندية من دول أقل تصنيفاً لأول مرة.
وقال ويندسور جون إن مشاركة أندية من البطولات المحلية الكبرى في القارة في دوري أبطال آسيا 2، الذي حل محل كأس الاتحاد الآسيوي، سيكون له تأثير إيجابي طويل الأمد على منافسات الأندية في جميع أنحاء القارة.