بوابة الوفد:
2025-03-17@13:48:31 GMT

إنها حكومة بن جفير الآن!

تاريخ النشر: 17th, May 2024 GMT

كان رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق إسحق رابين يقول إن الأصل الاستراتيجى الأول الذى تمتلكه بلاده لم يكن هذا السلاح أوذاك- ولا حتى ترسانتها النووية غير المؤكدة ولم يتم إنكارها- بل علاقتها بواشنطن. لعقود عديدة، ظلت الولايات المتحدة بمثابة المورد الرئيسى للأسلحة والحامى الدبلوماسى لإسرائيل. ومع ذلك، فى غضون أقل من ستة أسابيع، امتنعت واشنطن عن استخدام حق النقض (الفيتو) فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ما سمح بتمرير قرار فى أواخر مارس كانت إسرائيل تريد حجبه، والآن أغلقت الأبواب أمام جزء من ترسانتها على الأقل.

والأكثر من ذلك، أن هذه التصرفات اتخذها رجل يعد إلى حد ما، أكثر المؤيدين شخصياً لإسرائيل على الإطلاق الذين جلس فى المكتب البيضاوى.. وخلافاً للرؤساء السابقين، فإن تقاربه مع إسرائيل ليس فقط نتاجاً للحسابات الانتخابية: وكما يقول أنصاره اليهود، فإن هذا الانجذاب موجود فى أحشائه. وفى الوقت نفسه، برز نتنياهو فى الثمانينيات كدبلوماسى إسرائيلى يتحدث اللغة الأمريكية بطلاقة. لقد قدم نفسه منذ ذلك الحين كخبير فى المشهد السياسى الأمريكى، وهى مهارة حاسمة لأى زعيم إسرائيلى محتمل. ولعقود من الزمن، كانت رسالته إلى الناخبين الإسرائيليين هى أنه وحده- الذى يقف فى «درجة أخرى» فوق منافسيه المحليين- الذى يمكن الوثوق به فيما يتعلق بالعلاقة البالغة الأهمية بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
لكن انظر إلى حاله الآن. أصبح بايدن أول رئيس أمريكى منذ أكثر من أربعة عقود يرفض المساعدة العسكرية لإسرائيل بهذه الطريقة.. ولماذا فعل ذلك؟ لأنه فى عهد نتنياهو، أصبح قسم متزايد من الرأى العام الأمريكى غاضباً من إسرائيل بشكل لم يسبق له مثيل.
وسوف تؤدى فترة من المعاناة الشديدة الجديدة فى غزة إلى تنفير المزيد من الناخبين الذين يحتاج إليهم بايدن للفوز. لقد أصبح اختباراً للقوة لا يستطيع بايدن تحمل خسارته. لقد جعل الهجوم الشامل على رفح خطاً أحمر: إذا تجاوزه نتنياهو، فإن ذلك يجعل بايدن يبدو ضعيفاً. وفى مواجهة خصمه، ترامب، العازم على جعل القوى فى مواجهة الضعيف هو الخيار الحاسم فى الانتخابات المقبلة، لا يمكنه أن يترك هذا الأمر قائماً. نتنياهو ما زال يرفض الاستسلام، قائلاً لشعبه قبل يوم استقلال إسرائيل إنهم سيقاتلون بمفردهم، من دون أسلحة أمريكية، بأظافرهم، إذا اضطروا إلى ذلك. إنه يريد أن يبدو تشرشلياً، لكن هذه كلمات ضعف وليست قوة. فهو منجذب فى اتجاهين: واشنطن تريد منه أن يبقى خارج رفح، فى حين يصر شريكاه فى الائتلاف اليمينى المتطرف، بتسلئيل سموتريتش وإيتامار بن جفير، على بذل جهد كبير لإنهاء المهمة والفوز بالانتخابات. «النصر الكامل» على حماس.
قد يكون الدعم الأمريكى ضرورياً لمصلحة إسرائيل الوطنية، ولكن فى المنافسة بين بايدن وبن جفير، لن يكون هناك سوى فائز واحد. ودون دعم الأخير، يخسر نتنياهو ائتلافه. وفجأة، سيتعين عليه أن يواجه الناخبين المتلهفين لمعاقبته على الإخفاقات التى أدت إلى 7 أكتوبر، فضلاً عن المحاكم لاستئناف المحاكمة بتهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة. وهذا هو السبب فى أنه سوف يلتزم دائماً بالمتعصبين الموجودين على يمينه. ربما يكون عليها اسم نتنياهو، لكن هذه هى حكومة بن جفير الآن.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مصطفى محمود رئيس الوزراء الإسرائيلي الولايات المتحدة الولايات المتحدة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

مستشار الأمن القومى الأمريكى الأسبق: مصر لديها كل الأدوات لإعادة إعمار غزة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال مستشار الأمن القومى الأمريكى الأسبق جون بولتون، إن مقترح تهجير الفلسطينيين من غزة غير واقعى ونؤيد بقاءهم فى القطاع .
وأكد مستشار الأمن القومى الأمريكى الأسبق خلال تصريحاته لقناة "القاهرة الإخبارية" ضرورة العمل على إعادة إعمار قطاع غزة وتعزيز الاستجابة الإنسانية للفلسطينيين، موضحا أن الحكومة المصرية لديها كل الأدوات الفاعلة بشأن إعادة إعمار غزة.

وتابع: "نقر بالدور المصري الحيوي تجاه الوضع في قطاع غزة".
على صعيد آخر، أشار جون بولتون، إلى أن مقترح وقف إطلاق النار في أوكرانيا لمدة 30 يوما بداية حقيقية لإنهاء الحرب، مضيفا أن أوكرانيا وافقت على وقف إطلاق النار لمدة وجيزة بسبب تعليق المساعدات الأمريكية.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل وإدارة الصراع.. كتاب في استراتيجيات نتنياهو ومآلات التسوية
  • إسرائيل تشتعل غضبًا.. مظاهرات حاشدة ضد نتنياهو بعد إقالة رئيس الشاباك
  • وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق: يجب تغيير حكومة نتنياهو بأسرع وقت
  • نتنياهو أعلن الحرب.. إقالة رئيس الشاباك تثير انقساما حادا في إسرائيل
  • كتاب «نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى» بـذور التطـرف ( 2)
  • وسائل إعلام إسرائيلية تكشف عن محاولات نتنياهو لإعادة بن جفير إلى حكومته
  • فصول من كتاب «نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى».. (1) سليل الإرهاب
  • مسؤول بارز: إسرائيل أُبلغت بالضربات على اليمن قبل وقوعها
  • مكتب نتنياهو: إسرائيل ستواصل محادثات وقف إطلاق النار في غزة وفقًا للمقترح الأمريكي
  • مستشار الأمن القومى الأمريكى الأسبق: مصر لديها كل الأدوات لإعادة إعمار غزة