كان رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق إسحق رابين يقول إن الأصل الاستراتيجى الأول الذى تمتلكه بلاده لم يكن هذا السلاح أوذاك- ولا حتى ترسانتها النووية غير المؤكدة ولم يتم إنكارها- بل علاقتها بواشنطن. لعقود عديدة، ظلت الولايات المتحدة بمثابة المورد الرئيسى للأسلحة والحامى الدبلوماسى لإسرائيل. ومع ذلك، فى غضون أقل من ستة أسابيع، امتنعت واشنطن عن استخدام حق النقض (الفيتو) فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ما سمح بتمرير قرار فى أواخر مارس كانت إسرائيل تريد حجبه، والآن أغلقت الأبواب أمام جزء من ترسانتها على الأقل.
لكن انظر إلى حاله الآن. أصبح بايدن أول رئيس أمريكى منذ أكثر من أربعة عقود يرفض المساعدة العسكرية لإسرائيل بهذه الطريقة.. ولماذا فعل ذلك؟ لأنه فى عهد نتنياهو، أصبح قسم متزايد من الرأى العام الأمريكى غاضباً من إسرائيل بشكل لم يسبق له مثيل.
وسوف تؤدى فترة من المعاناة الشديدة الجديدة فى غزة إلى تنفير المزيد من الناخبين الذين يحتاج إليهم بايدن للفوز. لقد أصبح اختباراً للقوة لا يستطيع بايدن تحمل خسارته. لقد جعل الهجوم الشامل على رفح خطاً أحمر: إذا تجاوزه نتنياهو، فإن ذلك يجعل بايدن يبدو ضعيفاً. وفى مواجهة خصمه، ترامب، العازم على جعل القوى فى مواجهة الضعيف هو الخيار الحاسم فى الانتخابات المقبلة، لا يمكنه أن يترك هذا الأمر قائماً. نتنياهو ما زال يرفض الاستسلام، قائلاً لشعبه قبل يوم استقلال إسرائيل إنهم سيقاتلون بمفردهم، من دون أسلحة أمريكية، بأظافرهم، إذا اضطروا إلى ذلك. إنه يريد أن يبدو تشرشلياً، لكن هذه كلمات ضعف وليست قوة. فهو منجذب فى اتجاهين: واشنطن تريد منه أن يبقى خارج رفح، فى حين يصر شريكاه فى الائتلاف اليمينى المتطرف، بتسلئيل سموتريتش وإيتامار بن جفير، على بذل جهد كبير لإنهاء المهمة والفوز بالانتخابات. «النصر الكامل» على حماس.
قد يكون الدعم الأمريكى ضرورياً لمصلحة إسرائيل الوطنية، ولكن فى المنافسة بين بايدن وبن جفير، لن يكون هناك سوى فائز واحد. ودون دعم الأخير، يخسر نتنياهو ائتلافه. وفجأة، سيتعين عليه أن يواجه الناخبين المتلهفين لمعاقبته على الإخفاقات التى أدت إلى 7 أكتوبر، فضلاً عن المحاكم لاستئناف المحاكمة بتهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة. وهذا هو السبب فى أنه سوف يلتزم دائماً بالمتعصبين الموجودين على يمينه. ربما يكون عليها اسم نتنياهو، لكن هذه هى حكومة بن جفير الآن.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د مصطفى محمود رئيس الوزراء الإسرائيلي الولايات المتحدة الولايات المتحدة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
محمد أبو شامة: هناك ثلاث أزمات كبرى تحاصر حكومة نتنياهو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال محمد مصطفى أبو شامة مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر، إنّ حكومة بنيامين نتنياهو تحاصرها 3 أزمات كبيرة، أثارت الشارع الإسرائيلي فخرج في مظاهرات حاشدة ربما تكون غير مسبوقة في تاريخ هذه الحكومة التي وصلت إلى سدة الحكم في نوفمبر 2022.
وأضاف أبو شامة، في حواره مع الإعلامية أية لطفي، مقدمة برنامج "ملف اليوم"، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ الأزمات هي أزمة الرهائن التي تحتجزهم حماس، بالإضافة إلى الإقالة المفاجئة لرئيس جهاز الشاباك، وكذلك استقالة أو إقالة المستشارة القضائية للحكومة.
وتابعت: "هذه الأزمات مجتمعة ربما تكون ساهمت في زيادة حدة الاحتجاجات الداخلية التي وصلت إلى مظاهرات غير مسبوقة في تاريخ الحكومة الحالية، التي تولت السلطة في نوفمبر 2022".
وذكر، أنّ الأزمات الداخلية تعكس عمق الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي، حيث تصاعدت الخلافات بين نتنياهو وبعض أعضاء حكومته، وقد ظهرت التوترات بشكل خاص بعد محاولات رئيس الحكومة الإصلاح القضائي التي أثارت مظاهرات متواصلة، وخاصة بعد "طوفان الأقصى".
وواصل: "كما يشهد النظام السياسي الإسرائيلي انقسامات حادة، مما أدى إلى الحديث عن وجود "حرب أهلية" لأول مرة في تاريخ البلاد، إضافة إلى ذلك، يواجه نتنياهو صدامات مستمرة مع الأجهزة الأمنية، وعلى رأسها جهاز الشاباك، وهو ما دفعه إلى إجراء تغييرات شاملة في الفريق الأمني".