الأفكار المتطرفة.. وأثرها على العقل المتلقى (1)
تاريخ النشر: 17th, May 2024 GMT
بون شاسع بين المصطلحين، عقل المتلقى والعقل المتلقى، فعقل المتلقى هو الذى يقود الفكرة بمعنى يحللها ويناقشها وينقدها وبعدها يرى هل سيقبلها أم لا، فهو الذى يقود الفكرة لا الفكرة التى تقوده.
أما العقل المتلقى فهو العقل التقليدى التخزينى، كالوعاء الذى نملؤه بأنواع متعددة من المحتويات، سلة يجمع فيها السمك واللبن والبيض لا يستطيع حتى أن يقرر أيها يقبل.
نأتى إلى موضوعنا الحيوى والحساس فى هذا المقام.
سنتناوله بشكل مختلف بعض الشىء، سنتناوله بعين باصرة ناقدة مهمومة بقضايا واقعنا المعاصر، لعلنا نصل إلى حلول لها من خلال تقديم رؤية نقدية تعتمد على فكر وسطى مستنير، وهذا دأب كل مفكر مهموم بواقعه الذى يحياه وبقضايا وطنه.
لكن فى البداية دعونا نقدم تعريفاً للتطرف ومن هو المتطرف.
التطرف فى اللغة: هو حد الشىء وحرفه، وعلى عدم الثبات فى الأمر والابتعاد عن الوسطية.
ليس هذا وحسب بل هو خروج عن المألوف البشرى ومجاوزة الحد والابتعاد عن الجماعة، بمعنى أن المتطرف يسير بفكره فى اتجاه والقوم يسيرون فى اتجاه آخر، أى اتجاهه معاكس لما توافق عليه الجميع.
التطرف اصطلاحاً: هو الشدة أو الإفراط بشىء أو موقف معين أو النهاية والطرف أو الحد الأقصى.
أما المتطرف فهو الذى يتجاوز حد الاعتدال ويميل بكليته إلى ما ذهب إليه ضارباً عرض الحائط بآراء الجميع، وهذا هو التمادى فى الإفراط الذى يؤدى إلى حد السفه الذى يضر بصاحبه قبل أن يضر بالآخرين.
وهذا ما يمكننا أن نطلق عليه النظرة أحادية الجانب التى مبناها على عدم تقبل الطرف الآخر والاستبداد بالرأى.
ولعل من أبرز أسباب التطرف، الفقر الذى يتفشى بين أفراد المجتمع ويتم استغلاله من قبل المتطرفين، فيضربون على هذا الوتر الحساس مستغلين هؤلاء الفقراء وتجنيدهم فى أعمال عدوانية ضد أفراد المجتمع، ضد الدول، بل استغلالهم فى القيام بعمليات إرهابية تتسبب فى إزهاق أرواح الأبرياء مقابل إغرائهم بالأموال، فيشذون عما هو مألوف ويحيدون عن الطريق المستقيم ويصبحون قتلة وإرهابيين وسارقين، وحدث ولا حرج، بل يصبون جام غضبهم على المجتمع، ولماذا هؤلاء عندهم ونحن لا نجد حتى ما نتقوت به.
أيضاً من الأسباب المهمة التى تشكل شخصية المتطرف، الظلم الذى يتعرض له، كأن يعزل من عمله دونما سبب، أو لا يجد فرصة عمل وغيره من ذوى الوساطة والمحسوبية يجدونها بسهولة ويسر، أو قد يكون متفوقاً فى دراسته ولا يعين فى وظيفته المرجوة ويعين آخر أقل منه فى الكفاءة، فيشعر بظلم وقع عليه، ويشعر بالاضطهاد، فيبدأ بسلوك عدوانى متطرف، يضرب فى ناحيتين، ناحية نفسه، فينطوى ويعزل نفسه عن القوم وقد يصاب بالأمراض النفسية التى قد ينهى معها حياته بالانتحار وكل يوم نسمع ونشاهد حالات كثيرة وبالتحرى عنها نجد أنها تعرضت لظلم أو جور أو اضطهاد وقع عليها، فتضيق الأرض عليهم بما رحبت ولا يجدون وسيلة للخلاص إلا إنهاء حياتهم.
أما المنحى الثانى، فيصب جام غضبه على المجتمع، ويبدأ إثارة الفتن ونشر الفوضى بين الناس، كأن يقول وما الفائدة من التعليم، ولماذا نتعلم طالما أننا لا نقدر، ويقع فريسة سهلة ولقمة سائغة للمتطرفين يستغلونه أبشع استغلال.
الأزمات السياسية التى تتعرض لها الدول، ولم يكن ذلك جديداً فمنذ وفاة النبى صلى الله عليه وسلم، وبدأ النزاع حول الخلافة، فهناك من تطرف واعتزل الناس، وهناك الخوارج الذين أحدثوا شروخات وتصدعات فى جدار الدولة الإسلامية عن طريق إثارة الفتن التى حتى لم تنتهى بمقتل عثمان وعلى بل استمرت إلى الآن، فلكل عصر خوارجه ومتطرفوه.
أيضاً من الأسباب المهمة، المشاكل الاجتماعية التى تنتشر بين أفراد المجتمع التى تدعو لحصول حالات تطرف لدى إحدى الجماعات، ومشاكلنا الاجتماعية كثيرة لا يمكننا حصرها هنا، ولكن نضرب مثالاً بمشكلة البطالة، فمشكلة التسرب من التعليم، الزيادة السكانية وضوابط الاستفادة منها، الزواج المبكر وما يترتب عليه من بلايا ورزايا. مشكلة الأمية وما يترتب عليها من تفشى الجهل المرضى، وهذا تعبيرى، نعم لأن هناك جهلاً صحياً، بمعنى جهل يقود صاحبه إلى التعلم والبحث عن سبل تعليمه، أما الجهل المرضى، فهو استفحال مرض الجهل وتغلغله فى النفوس، فمهما حاولت تعليمه لا ولن يتعلم لأنه أصبح لدى الجاهل قناعات شخصية أنه هو كذلك متشبث بهذه القناعة ومتشبث برأيه وأنه هو الصواب، فهذا جهل مرضى.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
لوسي : فايزة الشبح فى «فهد البطل» لا تشبهني.. وأنا إنسانة طيبة
كشفت الفنانة لوسي عن حقيقة وجود تشابه بين شخصيتها وشخصية فايزة الشبح فى مسلسل “فهد البطل” الذى عرض فى رمضان الماضي.
وقالت لوسي، فى تصريح خاص لـ"صدى البلد": “فايزة الشبح لا تشبهني فى قوتها لأنى شخصية طيبة ولا أستطيع فعل ما قامت به فايزة الشبح، ولكن فى نفس الوقت لا أترك حقوقي”.
لوسي تكشف الصعوبات فى فهد البطلكشفت الفنانة لوسي عن الصعوبات التى واجهتها في مسلسل “فهد البطل” الذى عرض فى رمضان الماضي.
وقالت لوسي، فى ندوة “صدى البلد”: “عندما عرضت علي شخصية فايزة الشبح سببت لى حيرة شديدة بسبب أنها شخصية بها كثير من التناقضات، تارة طيبة وتارة أخرى شريرة”.
وأضافت: “قررت قبل التصوير الجلوس مع العوضي والمخرج محمد عبد السلام للوقوف على الشخصية وأبعادها النفسية، وبناءً على هذا الاجتماع قررت تقديمها بهذه الطريقة وأن تكون مليئة بهذه التناقضات”.
كشفت الفنانة لوسي عن كواليس تعاونها مع أحمد العوضى فى مسلسل “فهد البطل” الذى عرض فى رمضان الماضي.
وقالت لوسي: “أحمد العوضى فنان موهوب ولديه جماهيرية كبيرة ويستطيع تقديم كل الألوان الفنية وليس الشعبى فقط، خاصة أنه يمتلك قدرات فنية عالية”.
وأضافت: “ربنا وهب العوضي حب الجمهور وهو يستحقها لأنه قبل أن يكون ممثلا فهو إنسان حقيقى مليء بالطيبة والجدعنة".
من ناحية أخرى، كشفت الفنانة لوسي عن أنها فى أى عمل فنى تشارك فيه تعطي كل أحاسيسها وجوارحها للعمل الفني، وهو ما تحقق فى مسلسل فهد البطل.
وقالت لوسي: “أنا شخصية حامية وأحب عملى بشدة وأن أقدم الشخصية كما يراها المخرج وأتصورها وغيورة على عملى كثيرا”.
وأضافت: “هذا ما واجهته فى مسلسل “فهد البطل” الذى يعد من الأعمال المهمة والتى قدمت دراما مختلفة ولاقت إعجاب الجمهور، لكن هذا أيضا لم يخل من بعض الانتقادات، وأرى أن كل منهم له رؤيته فى أى عمل فني”.
مسلسل لام شمسيةمن ناحية أخرى، كشفت الفنانة لوسى عن رأيها فى مسلسل “لام شمسية” الذى عرض فى رمضان الماضى وقام ببطولته الفنانة أمينة خليل ومحمد شاهين وأحمد السعدنى.
وقالت لوسى: “إن هذا الأمر يشير إلى قضية فى غاية الأهمية، وهنا لا بد أن أؤكد أن دور الفن أيضا أن يناقش قضايا اجتماعية شائكة ومهمة لا بد أن نلقي الضوء عليها، وأتمنى أن نشاهد عددا أكبر من الأعمال الفنية المهمة”.
وأضافت: “مسلسل “لام شمسية” تعمق فى قضية التحرش بالأطفال وهذا يساهم فى توعية المشاهد والأسر المصرية التى يجب أن تربى أولادها على ما طرحه العمل وتوعيهم، وهذا كنت أفعله مع ابنى، حيث حذرته كثيرا من التفاصيل”.