بوابة الوفد:
2025-03-13@11:48:18 GMT

اللغة العربية فى لغات العالم الحديث

تاريخ النشر: 17th, May 2024 GMT

عرفنا كيف تفاعلت اللغة العربية مع اللغات الأخرى قديماً، وعرفنا ذلك من مصدرين؛ فكما يوجد مفتاح اللغة فى القرآن الكريم، يوجد مفتاح اللغة فى التاريخ، وهما غير منفصلين، ويمكن الاستعانة بمصادر ومراجع عديدة للعودة إلى الجذور التاريخية التى تضىء طريق هذا المبحث، من ذلك كتاب دراسات تاريخية من القرآن الكريم، فى بلاد العرب لمحمد بيومى مهران جامعة الإمام محمد بن سعود ج1 1400هـ/1980، بادئاً بالقرآن الكريم، فالحديث فالتفسير، راجعاً إلى التاريخ منذ إبراهيم الخليل، والكعبة الشريفة، ثم العاديين قوم هود، فالثموديين قوم صالح، فالمديانيين، قوم شعيب، فسيل العرم، فقصة أصحاب الأخدود، فقصة أصحاب الفيل، ومن قبل هؤلاء حصر السيوطى فى الإتقان ما فى القرآن الكريم من ثراء لغوى استوعب من لغات القبائل خمسين لغة، ومن غير العربية: الفرس والروم والنبط والحبشة والبربر والسريانية والعبرانية والقبط، وذلك عن أبى بكر الواسطى فى كتاب الإرشاد فى القراءات العشر.


والآن نصل إلى العصر الحديث، ففى نيجيريا، مثلاً، يرجع تعلم اللغة العربية إلى القرن الحادى عشر الميلادى، حيث تعددت معاهد اللغة بها، كما نقرأ فى كتاب الثقافة العربية فى نيجيريا، د. على أبوبكر بيروت 1972.غير أن الأهم هو تأثير العربية، ومن ذلك التأثير والتأثر أحصى الباحثون سيلاً من المفردات فى اللغات الأخرى من لغتنا، والعكس، حيث انتقلت كلمات عربية إلى الفرنسية قدرت بنحو مائتين وثمانين كلمة، حسبما ذكر «بييرجيرو» فى كتابه الكلمات الأجنبية، وذكرت المستشرقة الألمانية «زيجريد هونكه» فى كتابها شمس الله تسطع على الغرب أكثر من مائتين وخمسين كلمة عربية فى اللغة الألمانية، ترجمه على حسنين بعنوان فضل العرب على أوروبا، وأعاد ترجمته فاروق بيضون، وكمال الدسوقى سنة 1964بهذا العنوان، ودافعت المؤلفة عن أثر الحضارة العربية، ترجم الألمان نحو خمسة آلاف كتاب عن العربية فى عام واحد سنة 1971، وذكر «دوزى» قائمة بالكلمات الإسبانية والبرتغالية المشتقة من العربية فيها ما يربو على ألف وخمسمائة كلمة، وقارن رفائيل نخلة اليسوعى بين العربية واللغات الأخرى، وفى الإسبانية أربعة آلاف كلمة من أصل عربى، وكذلك فى البرتغالية مثل ألفاظ: 
قهوة، والكحول، وقيراط، والجبر، والنسبة إلى ابن رشد، وكلمات: تعريف، وطرح، وأمير البحر، وصفر، والعود، وصوفية، والسمت، ودار الصناعة، والإكسير، والإثمد، حيث أثرت لغتنا فى نحو مائة من اللغات واللهجات العالمية فى أوروبا وأمريكا وأستراليا، ونحو خمسين من شعوب آسيا وإفريقيا، ما يذكرنا بالصلات القديمة بين الفينيقيين الكنعانيين العرب فى الشمال الإفريقى بعد هدم القائد الرومانى «سيبون» مدينة قرطاج سنة 16ق.م مع مناطق من المحيط الأطلنطى، ووصولهم إلى أمريكا الجنوبية- نشأ تأثير لغوى، وقد كشف الدكتور البرازيلى «الأديزلونيتو»ـ كما ذكر فى الجزء الأول من كتابه الأنطروبولوجية، وما نشر فى مجلة تقويم المنصور لتوفيق المدنى، ع 1343هـ صورة رخامة، مع بحث عن كشف الفينيقيين للبرازيل، ووصولهم إلى كولومبيا، وما سجله إبراهيم هاجر فى كتابه بالإسبانية، ونشر بوينس أيرس، بالأرجنتين، كما فى مجلة المعرفة، ع10، دمشق، تحمل تلك الرخامة تاريخ 125ق.م، أى بعد احتلال الرومان لقرطاج، بعد نزوع الفينيقيين عنها بنحو العشرين عاماً، مكتوبة باللغة البونية، وفيها عشرات التراكيب مفرغة فى قالب عربى مع تحريف لا يخفى، وفى الفقرة الأولى جملة حررت بالبونية تحمل السمات اللغوية لعامية الشمال الإفريقى، ومعناها بالفصحى العربية: «هنا نحن بنى كنعان من فرانم تحملنا الاحتقار»، ومعلوم أن اللغة البونية تركزت فى المنطقة فى أعقاب انتشار الحضارة الفينيقية، انطلاقاً من مدينة قرطاج بالساحل الشمالى الإفريقى غربى المتوسط، وكما يذكر عبدالعزيز بن عبدالله، الذى نرجع إليه فيما نثبته هنا فى مقاله اللغة العربية وآثارها وراء المحيط الأطلنطيكى، مجلة الفيصل، ع50، السنة الخامسة، يونيه 1981ص18، وما بعدها، وكتابه تطور الفكر واللغة فى المغرب الحديث، القاهرة 1969ص 26، وغيرها- أن العلامة محمد المختار السوسى أوصل الألفاظ البربرية عربية الأصل إلى ما يربو على خمسة آلاف كلمة، ذات أصول جاهلية، وقد بدأت البونية تختلف تدريجياً عن الفينيقية الكنعانية بتأثير من اللهجات المحلية، أى البربرية، التى تأثرت بدورها بهجرة أهل اليمن من حمير، وإن نكر ابن خلدون عروبة تلك القبائل، بدعوى عدم إشارة مؤرخى المصريين إلى هجرة الحميريين، ويرد عليه كاتب المقال بأن هجرتهم كانت من ممر أقرب، كان مطروقاً حتى القرن الثالث الهجرى وبعده، وهو طريق من الصحراء الجنوبية عن طريق بحر القلزم (السويس الآن)، وقد صنف الأب «ساسا باتيستا»، المولود فى دمشق من أبوين عربيين، قاموساً سنة 1789م جمع فيه الكلمات التى اقتبسها البرتغاليون من العربية، وهذا القاموس فى مائة وستين صفحة، كما اشترك كل من «دوزى، وإنجلمان» فى تأليف قاموس للكلمات الإسبانية والبرتغالية المشتقة من العربية، وتو جد فى مكتبة الأسكوريال معاجم عربية يونانية وعربية لاتينية وعربية إسبانية صنفها علماء مسلمون، وحظى المغرب بحصة من ذلك التأثير اللغوى على الأندلس، وقد ذكر «شافروبيير» أن الجالية التى كانت تعيش فى المغرب فى القرن السابع عشر كانت تتراسل بعربية حشوها تعابير مغربية، وتكتب مراسلاتها بالحروف العربية، ونقل «دوزى» عن صاحب كتاب لويس وزارايبس دوطوليد أن العربية ظلت أداة الثقافة والفكر فى إسبانيا إلى عام 1570م، ففى ناحية بلنسية استعملت بعض القرى الإسبانية العربية لغة لها، حتى أوائل القرن التاسع عشر، وقد جمع أحد أساتذة كلية مدريد 1151م عقداً فى موضوع البيوع محرراً بالعربية نموذجاً متبعاً فى العقود، وقد تغنى شيكسبير فى مسرحية عطيل المغربى بمثاليته، وهناك مصطلحات يغلب استعمالها فى المغرب انتقلت إلى أمريكا مع السود والزنوج المنقولين إلى أمريكا، وانتشرت فى الإنجليزية، ومنها ما نذكره بالعربية هنا، ويمكن الرجوع إلى رسمه بالحروف اللاتينية: عابد- أبز صاحبه أى ظلمه- الطوب- عفريت- الله- البرنس- الربع «فى الميزان»- عنبر- أنجر «مرساة»- أوباش- عتيق- القبة- البور- بوس- أزيز- بردعة- يسيج الدار- لوم- قب- غراف- قط- كعك- قفة- شنق- جلطة- قطران- دافع- دله- قاطع- نور- فرن- فز- فتش- الغول- كأس- لام- وز- فنار- فلق- غربل- جنة- غرغر- قدما- الزهر- حورية- هول- عطل- جمجم- الكيف- لعق- قنديل- قسمة- كحل- عود، مخزن- مصطبة- معنى- مرابط- مارد- مثال- موال.

عضو المجمع العلمى وأستاذ النقد الأدبى بجامعة عين شمس
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: لغتنا العربية جذور هويتنا د يوسف نوفل القران الكريم اللغة العربیة عربیة فى فى کتاب

إقرأ أيضاً:

صدمة مناخية تضرب كبرى مدن العالم بينها عواصم عربية

كشفت دراسة مناخية حديثة أن التغيرات المناخية بدأت تؤثر بالفعل على المدن الكبرى في جميع أنحاء العالم، مما يؤدي إلى تقلبات صادمة بين الطقس الرطب والممطر أو الشديد الجفاف مع تفاقم أزمة المناخ.

وحللت الدراسة أكثر 100 مدينة اكتظاظا بالسكان، بالإضافة إلى 12 مدينة مختارة، ووجدت أن 95% منها أظهرت اتجاها واضحا نحو طقس أكثر رطوبة أو جفافا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2دراسة: 6 مدن من بين الـ10 الأكثر تلوثا عالميا في دولة واحدةlist 2 of 2تراجع أعداد النحل والملقّحات تهدد مصادر الغذاءend of list

وشهدت عشرات المدن الأخرى، بما فيها لكناو في الهند والعاصمة الإسبانية مدريد والعاصمة السعودية الرياض، انقلابا مناخيا خلال 20 سنة الماضية، حيث انتقلت من جفاف إلى رطوبة متطرفة، أو العكس.

ويمكن أن يُلحق تغير مناخ المدن ضررا بالغا بالمواطنين، إذ يُفاقم الفيضانات والجفاف، ويُدمر إمكانية الحصول على المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي والغذاء، ويُشرد المجتمعات، وينشر الأمراض. وتعاني الكثير من المدن في الأصل من ضعف البنية التحتية للمياه، مثل كراتشي الباكستانية والعاصمة السودانية الخرطوم.

وكان التحليل الجديد الذي أجرته منظمة "ووتر أيد" أوسع نطاقا بكثير من التحليلات السابقة، حيث تناول التغيرات في الظواهر الجوية المتطرفة كالرطوبة والجفاف على مدى العقود الأربعة الماضية في 112 مدينة كبرى.

إعلان

ووجد التقرير أن 17 مدينة حول العالم تأثرت بتقلبات مناخية كبرى، حيث عانت من تقلبات حادة في الأحوال الجوية الرطبة والجافة على حد سواء.

وشهدت هانغتشو في الصين، وجاكرتا، ودالاس في تكساس أكبر هذه التقلبات. وتشمل المدن الأخرى بغداد وبانكوك وملبورن ونيروبي. ويُربك هذا التحول السريع بين التقلبات الرطبة والجافة استعداد المدن وتعافيها، مما يُلحق الضرر بحياة الناس وسبل عيشهم، حسب الدراسة.

وأشار التحليل أيضا إلى أن 24 مدينة مرت بتقلبات مناخية حادة هذا القرن. وشهدت القاهرة ومدريد والرياض أشد التحولات من أحوال الطقس من الرطبة إلى الجافة، في حين جاءت هونغ كونغ وسان خوسيه في كاليفورنيا أيضا ضمن قائمة العشر الأوائل.

ويمكن أن تؤدي فترات الجفاف المطولة إلى نقص المياه، واضطرابات في إمدادات الغذاء، وانقطاعات في الكهرباء في المناطق التي يُعتمد فيها على الطاقة الكهرومائية.

وأشار التقرير إلى أن مدينتي لكناو وسورات الهنديتين، وكذلك كانو (ثاني كبرى مدن نيجيريا) عانت أشد حالات التحوّل من الجفاف إلى الأمطار. ومن المدن الأخرى التي شهدت تحوّلات مناخية بسبب الأمطار بوغوتا وهونغ كونغ وطهران.

ويمكن أن تسبب الأمطار الغزيرة فيضانات مفاجئة، تدمر المنازل والطرق، وتنشر أمراضا فتاكة منقولة عن طريق المياه، مثل الكوليرا، خصوصا عندما تُثقل أنظمة الصرف الصحي كاهلها.

قام الباحثون أيضا في الدراسة بتقييم مستوى الهشاشة الاجتماعية وجودة البنية التحتية في المدن. وكانت المدن التي شهدت أكبر زيادة في مخاطر المناخ مصحوبة بأعلى مستويات الهشاشة -وبالتالي الأماكن الأكثر عرضة للمخاطر- هي الخرطوم في السودان، وفيصل آباد في باكستان، وعمان في الأردن. وصنفت كراتشي الباكستانية أيضا ضمن المدن الأكثر تأثرا بالجفاف، وتشهد أمطارا غزيرة أكثر.

إعلان

وحتى في المدن التي كانت فيها التغيرات المناخية أقل حدة، لوحظت تغييرات واضحة في جميعها تقريبا. وشملت الأماكن التي ازدادت جفافا على مدى 40 عاما الماضية باريس (فرنسا) ولوس أنجلوس (الولايات المتحدة) وكيب تاون (جنوب أفريقيا) وريو دي جانيرو (البرازيل)، ويقع العديد من المدن التي ازدادت فيها نسبة الرطوبة في جنوب آسيا، مثل مومباي (الهند) ولاهور (باكستان) وكابل (أفغانستان).

ووجد الباحثون أيضا أن 11 مدينة انخفضت فيها الأشهر الممطرة أو الجافة للغاية خلال العشرين سنة الماضية، بما في ذلك ناغويا في اليابان ولوساكا في زامبيا وقوانغتشو في الصين.

وقالت البروفيسورة سونيا سينفيراتني من المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ إن النتائج الإجمالية للدراسة الجديدة تتفق مع أحدث تقرير صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، والذي وجد أن هناك منطقتين شهدتا زيادة في الأمطار الغزيرة وأخرى شهدت زيادة في الجفاف، فضلاً عن مناطق شهدت زيادة في كليهما.

مقالات مشابهة

  • مندوب الأردن بالجامعة العربية: خطة إعمار غزة تحولت لخطة عربية إسلامية
  • صدمة مناخية تضرب كبرى مدن العالم بينها عواصم عربية
  • 4 دول عربية تتصدر مستوردي السلاح في العالم
  • مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يشارك في معرض لندن الدولي للكتاب 2025م
  • رئيس جامعة الأزهر: اللغة العربية تاج البيان وأعظم وسيلة للتعبير عن الندم في القرآن
  • “روتشستـــر دبـــي” تسلط الضوء على دور الأسرة في الحفاظ على اللغة العربية بالإمارات
  • 4 دول عربية ضمن أكبر 10 مستوردي الأسلحة في العالم
  • الطلاقة اللغوية بين السياقات والصياغات.. كتاب جديد لرودينا خير وعدنان عبد الخفاجي
  • كتاب الإمام راشد بن سعيد في اجتماع كلمة أهل عُمان
  • كتاب "الطلاقة اللغوية بين السياقات والصياغات" إصدار جديد لـ رودينا خيري وعدنان الخفاجي