خبراء: مصر تستخدم أدواتها الدبلوماسية لكبح جماح الحرب في غزة
تاريخ النشر: 17th, May 2024 GMT
أعلنت مصر خلال الأسبوع الحالي، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، عن اعتزامها التدخل رسميًا لدعم الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية للنظر في انتهاكات إسرائيل لالتزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها في قطاع غزة. وأوضحت مصر في البيان أن التقدم بإعلان التدخل في الدعوى المشار إليها يأتي في ظل تفاقم حدة ونطاق الاعتداءات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، والإمعان في اقتراف ممارسات ممنهجة ضد أبناء الشعب الفلسطيني من استهداف مباشر للمدنيين وتدمير البنية التحتية في القطاع، ودفع الفلسطينيين للنزوح والتهجير خارج أرضهم، مما أدى إلى خلق أزمة إنسانية غير مسبوقة وظروف غير قابلة للحياة في قطاع غزة، وهذا يشكل انتهاكا صارخا لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واتفاقية چنيف الرابعة لعام ١٩٤٩ بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب.
وطالبت مصر في بيانها إسرائيل بالامتثال لالتزاماتها باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، وتنفيذ التدابير المؤقتة الصادرة عن محكمة العدل الدولية التي تطالب بضمان نفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية على نحو كاف يلبي احتياجات الفلسطينيين في قطاع غزة، وعدم اقتراف القوات الإسرائيلية أي انتهاكات ضد الشعب الفلسطيني باعتباره شعبا يتمتع بالحماية وفقًا لاتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية.
العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح أهدافها خبيثةوقال اللواء أركان حرب "عادل العمدة"، مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات الاستراتيجية، إن الضربات الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية تشير إلى أن الجانب الإسرائيلي يرغب في تصفية القضية الفلسطينية وإبادة الشعب الفلسطيني، على الرغم من جهود الدولة المصرية الكبيرة لتقريب وجهات النظر وتحقيق اتفاق. ولكن، نجد أن إسرائيل تتصرف بشكل فردي، مما يضطر الطرف الآخر إلى اتخاذ إجراءات مضادة، وبالتالي يكون الشعب الفلسطيني هو الضحية في النهاية.
وأشار اللواء "عادل العمدة" إلى أن إسرائيل لديها نية منذ البداية أن تعرقل المفاوضات وتجعلها تمتد لما لا نهاية، وهو ما يسعى إليه الحكومة الإسرائيلية الحالية، وقد ظهر ذلك بتكثيف الضربات الجوية والعسكرية على رفح الفلسطينية في الأيام الماضية، بهدف تحقيق أهداف خبيثة لإبادة شعب غزة.
مصر تستخدم أدواتها الدبلوماسية لكبح جماح الحربفي السياق ذاته أكد اللواء أركان حرب "محمد الشهاوي" مستشار كلية القادة والأركان ، أن لدور المصري لدعم القضية الفلسطينية مازال مستمر، ومصر تستخدم كافة الأدوات الديبلوماسية لكبح جماح الحرب، سواء علي صعيد العمل مع كافة الأطراف الاقليمية والدولية المعنية بذلك، أو من خلال الدور الذي تقوم به القاهرة بالوساطة مع الولايات المتحدة الأمريكية ومع دولة قطر، وكذلك علي صعيد منظمات العمل الدولية أيضًا.
وأضاف اللواء أركان حرب "محمد الشهاوي" أن هناك نشاطا مصريا داخل المظمة الأممية ومنها هيئة الأمم المتحدة كذلك مجلس الأمن، ومصر تتحرك وتعمل وتستخدم كافة أوراق الضغط لديها، ولن تتنازل عن دعم القضية الفلسطينية وفق ثوابت محددة وضعتها القيادة السياسية المصرية منذ بداية الأزمة وهي رفض التهجير القسري وتصفية القضية الفلسطينية وستظل مصر صاحبة الدور الأهم والمحوري في دعم القضية الفلسطينية مشيرًًا إلي أن الجانب الإسرائيلي عليه أن يدرك أن المفاوضات هي الطريق الأقصر لحقن الدماء الوصول لحل عادل وأمن للمنطقة العربية والشرق الأوسط.
استمرار نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة فى التصعيد بمثابة انتحار سياسيوعلق "جمال رائف" الباحث فى الشأن السياسي علي اعتزام مصر التدخل لدعم الدعوة التي رفعتها دولة جنوب إفريقيا أما محكمة العدل الدولية قائلًا، " القاهرة تستخدم أدوات الدبلوماسية الخشنة فى التعامل مع الموقف الراهن في قطاع غزة وخاصةً في مدينة رفح الفلسطينية، هكذا يمكن أن نُوصف تحركات مصر الديبلوماسية وذلك على صعيد التحذيرات التي أطلقتها القاهرة من خطورة الأوضاع في مدينة رفح، أو من خلال دعوة مصر للإنضمام للدعوة التى تقدمت بها دولة جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية من أجل إدانة الجانب الإسرائيلي بجريمة الإبادة الجماعية ".
وقال "جمال رائف"، الحديث الآن عن مسار عمل إضافي تقوم به القاهرة، فهناك مسارات عمل اتخذتها مصر على عدة أصعدة سياسية ودبلوماسية وإنسانية، والأن تحتم علي القيادة السياسية القيام بمسار القضائي، ومصر لديها من الخبرات القانونية في ذلك المجال مما يتيح لها أن تكون عنصر فاعل يدعم القضية الفلسطينية، ويمكن هذه الدعوة من الوصول لأهدافها.
وأشار الباحث فى الشأن السياسى أن التصعيد الإسرائيلي الأخير في مدينة رفح الفلسطينية يهدد بكارثة إنسانية وأيضاَ يهدد بفوضى إقليمية واتساع دائرة الصراع ودخول المنطقة في دوامة من الفوضى، خصوصا ً ونحن نتحدث عن تحذيرات من الولايات المتحدة الأمريكية نفسها وتغير لهجة الاتحاد الأوروبي تجاه القضية الفلسطينية منذ بداية الحرب، وهذا إدراك من الجانب الغربي بخطورة هذا التصعيد وخطورة الأوضاع داخل مدينة رفح الفلسطينية سواء على الصعيد الإنساني أو الميداني وبالتالي أنا اعتقد أن استمرار نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة نحو هذا التصعيد هو بمثابة انتحار سياسي لحكومته ومحاولة لكسب الوقت، كطوق نجاة، وكل الشواهد تقول أن تلك لمعركة هي الأخيرة لنتنياهو نفسه، واستمرار تأزم الأوضاع الإنسانية يعني القضاء على مستقبله السياسي.
وأضاف "رائف"، أن استمرار التصعيد الذى تقوم به حكومة نتنياهو سينعكس على المجتمع الإسرائيلي نفسه، وهو ما ظهر خلال الفترة الماضية القريبة من مظاهرات مناهضة للحرب والسياسية التي اتبعها رئيس الحكومة الإسرائيلية منذ بداية الحرب، فالشعب الإسرائيلي الآن بات منقسما علي نفسه وهذا أمر خطير للغاية، بل أن الجيش الاسرائيلي نفسه أصبح بداخله انقسامات وحالات انتحار عديدة سجلت فى الأشهر الأخيرة إلي جانب موجة من الاستقالات في صفوف الجيش والتي تريد أن تهرب قبل أم تغرق السفينة كما يقولون.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: فلسطين مصر الدبلوماسية وزارة الخارجية الشعب الفلسطيني محكمة العدل الدولية جنوب أفريقيا الفلسطينيين المفاوضات المساعدات فلسطينيين دولة قطر انتهاكات إسرائيل دبلوماسية عادل العمدة الفلسطيني محكمة العدل مدینة رفح الفلسطینیة محکمة العدل الدولیة القضیة الفلسطینیة الشعب الفلسطینی فی مدینة رفح فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
برلماني أيرلندي: القضية الفلسطينية هي ما دفعني للانخراط في السياسة
جاء ذلك في حلقة من برنامج المقابلة، حيث تحدث عن تجربته الشخصية وآرائه حول الاحتلال الإسرائيلي والنضال الفلسطيني.
وبدأ باريت حديثه بالإشارة إلى أن القضية الفلسطينية كانت دائما قريبة من قلبه، وهي السبب الرئيسي وراء انخراطه في العمل السياسي.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4تادغ هيكي.. كوميدي أيرلندي وظف موهبته لدعم القضية الفلسطينيةlist 2 of 4هل يتعرّض “مؤتمر فلسطين” في ألمانيا للحظر؟list 3 of 4برلماني أيرلندي: الحكومة الأميركية تعتقد أن بقية العالم أغبياءlist 4 of 4أيرلندا تقر تعيين أول سفيرة فلسطينية لديهاend of listوأضاف أنه ذهب إلى "إسرائيل" في 1987 للعمل في صحراء النقب دون معرفة مسبقة بالواقع الفلسطيني، لكنه سرعان ما أدرك الحقيقة عندما التقى عمالًا فلسطينيين قادمين من مخيمات اللاجئين بالخليل.
وشرح له هؤلاء العمال معاناتهم تحت الاحتلال، وربطوا حكاياتهم بالنكبة عام 1948، الأمر الذي فتح عينيه على نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، وهو ما دفعه للقول إنه عاد من فلسطين بعد أن كان ذاهبا إلى إسرائيل.
وأكد باريت أن تجربته مع العمال الفلسطينيين، ومشاهداته للانتفاضة الأولى التي اندلعت في وقت لاحق من نفس العام، جعلته يعود إلى أيرلندا عازما على التحدث عن الظلم الذي شاهده، مما أدى إلى انخراطه الفعلي في العمل السياسي.
محدودة ومغلوطة
عند سؤاله عن رؤيته السابقة لفلسطين قبل زيارته، قال باريت إن الصورة لديه مثل معظم الأوروبيين، كانت محدودة ومغلوطة، مضيفا أنه كبقية الغربيين كان متعاطفا مع الشعب اليهودي بسبب معاناته التاريخية مع النازية، لكنه لم يكن يعلم شيئًا عن معاناة الفلسطينيين أو نظام الاحتلال الإسرائيلي.
إعلانوأشار إلى أن الإعلام الغربي غالبا ما قدم الفلسطينيين بصورة نمطية مشوهة، مما صعّب عليه وعلى غيره فهم طبيعة الصراع.
وأكد باريت أن زيارته لفلسطين لم تكن فقط لحظة سياسية، بل تجربة إنسانية عميقة غيّرت نظرته للعالم، وأوضح أن قراءته لكتاب الاستشراق للمفكر الفلسطيني إدوارد سعيد ساعدته على فهم الخطاب الغربي الاستعماري تجاه العالم العربي، وهو ما عزز قناعاته المناهضة للعنصرية والاستعمار.
وأضاف باريت أن نشاطه السياسي بدأ يتبلور بشكل أكبر عند عودته إلى أيرلندا، حيث انضم إلى مجموعات حقوقية وسياسية للحديث عن القضية الفلسطينية.
ورغم عدم وجود حملات مباشرة عن فلسطين في ذلك الوقت ضمن منظمات مثل العفو الدولية، فإنه واصل البحث عن منظمات تتبنى القضية، مما قاده إلى التحالفات اليسارية.
الموسيقى والسياسة
وفي حديثه عن بداياته السياسية، كشف باريت أن الموسيقى كانت من العوامل التي أثرت على وعيه السياسي، وذكر أن موسيقى البانك والرغي في السبعينيات والثمانينيات كانت مرتبطة بحركات مناهضة للعنصرية وداعمة لحقوق العمال.
وأوضح ان هذه التجارب الموسيقية شكلت وعيه الاجتماعي والسياسي، خاصة في قضايا مثل العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان.
ويعد باريت من الأصوات البارزة في البرلمان الأيرلندي المناهضة لسياسات الاحتلال الإسرائيلي، حيث طالب مرارا بطرد السفير الإسرائيلي من أيرلندا وفرض عقوبات على إسرائيل بسبب ممارساتها القمعية ضد الفلسطينيين.
كما شبّه في مشاركاته السياسية والجماهرية المختلفة ممارسات إسرائيل بالاجتياح الروسي لأوكرانيا، مشيرا إلى المعايير المزدوجة في التعامل الغربي مع القضايا الدولية.
وشدد باريت على أن القضية الفلسطينية تمثل بالنسبة له قضية حقوقية عادلة يجب أن يدعمها الجميع، مضيفا أن زيارته لفلسطين كشفت له أن الاحتلال الإسرائيلي ليس مجرد نزاع سياسي، بل نظام قمعي يتطلب تضامنا عالميا لإنهائه.
إعلان 15/12/2024