خسائر جيش الاحتلال في غزة تثير غضب العسكريين ضد نتنياهو
تاريخ النشر: 17th, May 2024 GMT
تشعر القيادات الأمنية والعسكرية في "إسرائيل" بحالة من السخط على خلفية الخسائر الكبيرة لـ"الجيش" في غزة، وعدم اكتراث رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في سبيل بقائه في منصبه.
ونشرت مجلة "ذي أتلانتيك" الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن رفض بنيامين نتنياهو الالتزام بقبول إدارة فلسطينية لغزة بعد الحرب، وذلك إرضاء اليمين المتطرف، ما دفع قيادات أمنية وعسكرية للتصدي له.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري أقدم على خطوة مفاجئة الثلاثاء حين وجّه سهام النقد نحو الحكومة الإسرائيلية بعد أن تورطت قوات الاحتلال في الأيام الأخيرة في معارك مع حماس في أجزاء من شمال غزة كان يفترض أنه تم تطهيرها سابقا من المقاتلين.
وعندما سأله الصحفيون حول ما إذا كانت حماس قد تمكّنت من إعادة فرض وجودها بسبب عدم تمكن "إسرائيل" من إقامة إدارة فلسطينية بديلة في هذه المناطق، كان بإمكان هاغاري التهرب من السؤال إلا أنه قرر الإجابة بالقول: "لا شك أن حكومة بديلة لحماس سوف تخلق ضغطا على حماس، ولكن يجب توجيه هذا السؤال إلى المستوى السياسي".
وأشارت المجلة إلى أن ملاحظة هاغاري على صغرها كانت مقدمة الانتقاد الموجه للقيادة الإسرائيلية، وقد تلاها سيل من الانتقادات في اليوم الموالي. إذ أن يوآف غالانت، وزير الحرب والجنرال السابق في الجيش والعضو في حزب الليكود الذي يقوده نتنياهو، هاجم في خطاب له متلفز الحكومة الإسرائيلية على ما اعتبره فشلها في وضع مخطط لما بعد الحرب في غزة. كما طالب نتنياهو بأن يلتزم شخصيا بإقامة إدارة فلسطينية للقطاع، عوضا عن احتلال أو مستوطنات إسرائيلية.
واعتبر غالانت أنه بدون هذه الإستراتيجية السياسية، لن تنجح أي إستراتيجية عسكرية، وسينتهي المطاف بـ"إسرائيل" إلى احتلال غزة والتورط في حرب بلا نهايه ضد حماس، تستنفذ كل الموارد العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية للدولة.
وقد ختم وزير الحرب كلامه بتوجيه تحذير قال فيه: أدعو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاتخاذ قرار وإعلان أن إسرائيل لن تفرض سيطرة مدنية على قطاع غزة، ولن تفرض فيها حكما عسكريا، وأن البديل عن حماس في إدارة القطاع سوف يتم وضعه بشكل فوري". ومن خلال هذه الكلمات، أطلق غالانت بشكل فعلي ثورة ضد حكومة نتنياهو وأحلام الجناح اليمين المتطرف فيها، بإغراق قطاع غزة بالمستوطنين الإسرائيليين.
وأضافت المجلة أن غالانت ليس الوحيد الذي بدأ يسلط الضغوط على نتنياهو لاتخاذ قرار بهذا الشأن، إذ أن جو بايدن وإدارته طالبا إسرائيل بالعمل مع السلطة الفلسطينية لإقامة إدارة جديدة في غزة. كما أن بيني غانتس وغادي أيزنكوت، القائدان السابقان في الجيش الإسرائيلي، كانا في المعارضة ثم التحقا بحكومة نتنياهو بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر بشرط تشكيل لجنة لوضع خطة للخروج من غزة.
ولكن رغم كل هذه الضغوط الداخلية والخارجية لم تبلور أي خطة ملموسة، والسبب واضح بحسب المجلة، وهو أن نتنياهو لا يمكنه التصريح بالتزامه بخطة لما بعد الحرب في غزة تتضمن مشاركة الفلسطينيين، في حين أن خطة شركائه من اليمين المتطرف تنص على التخلص من هؤلاء الفلسطينيين.
في هذا الصدد أشارت المجلة إلى أن الوزير اليميني المتطرف إيتمار بن غفير ألقى كلمة يوم أمس من على منبر كتب عليها بحروف مزخرفة: "الإستيطان في غزة سيجلب الأمن"، وقال فيها إن الطريقة الوحيدة لهزيمة حماس هي بـ"العودة إلى الديار" في غزة وتشجيع الهجرة الطوعية للشعب الفلسطيني، في عبارة اعتبرتها المجلة كناية عن التطهير العرقي.
ويذكر أن استطلاعات الرأي في "إسرائيل" تشير إلى أن الغالبية لا ترغب في إعادة الإستيطان في غزة، إلا أن نتنياهو وائتلافه الحكومي مرتهنون بشكل كامل للأقلية المتطرفة التي ترغب في ذلك. وكان تحالف الأحزاب الذي يقوده نتنياهو قد حصل على 48.4 بالمئة من الأصوات في الانتخابات الأخيرة في 2022، وبدون دعم اليمين المتطرف سينهار هذا الائتلاف ويعجز نتنياهو عن إيجاد حلفاء لتشكيل حكومة أخرى في حال دارت انتخابات جديدة. وبالتالي فإن التخلي عن المتطرفين لن يعني فقط نهاية حكومة نتنياهو، بل أيضا نهاية مسيرته السياسية.
وهكذا تتضح صعوبة الخيارات التي يواجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بين الالتزام بإدارة فلسطينية في غزة بعد الحرب وفقدان دعم اليمين المتطرف، أو السماح بالإستيطان في القطاع وفقدان دعم غالبية الرأي العام الإسرائيلي والمجتمع الدولي. ولذلك فإنه يستمر في نفس السلوك المتمثل في اختيار أن لا يختار أي طرف، وتأجيل اتخاذ القرار أكثر ما يمكن. ولكن غالانت هذه المرة وجه أصابعه نحو هذا التكتيك بالقول "إن عدم اتخاذ قرار هو أيضا قرار… وله تبعات".
وأشارت المجلة إلى أن الجنود الإسرائيليين تورطوا خلال هذا الشهر في معارك محتدمة مع حماس في مناطق من حي الزيتون وجباليا، كان يفترض أن الجيش انتهى من تطهيرها سابقا. وبدون أي خطة لإدارة هذه المناطق، يبدو أن الجيش حقق انتصارات تكتيكية في غزة ولكنه عانى من هزيمة إستراتيجية بعودة حماس لملء الفراغ الذي تركه. وأمام تزايد الخسائر في صفوف الجنود الإسرائيليين في القطاع، وتحركات اليمين المتطرف للمطالبة بالاستيطان، والانتقادات الخارجية للحملة الإسرائيلية التي تبدو بلا نهاية، شعر غالانت بأنه مضطر للخروج والحديث حول الوضع، ليخرج بذلك للعلن النقاشات التي كانت سابقا تجري وراء الأبواب المغلقة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الخسائر نتنياهو اليمين نتنياهو خسائر غضب اليمين دولة الاحتلال المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إدارة فلسطینیة الیمین المتطرف بعد الحرب إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يقرر مواصلة مفاوضات الصفقة استنادا لمقترح ويتكوف
قرر رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء السبت، مواصلة مفاوضات صفقة تبادل الأسرى واتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، استنادا للمقترح الذي قدمه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف.
وقال مكتب نتنياهو في بيان، عقب مشاورات أجراها الأخير مع وزراء وطاقم المفاوضات ورؤساء أجهزة الأمن، إنّه "جرى نقاش معمق حول قضية المختطفين".
وأضاف أنه "في ختام المباحثات وجه رئيس الوزراء فريق التفاوض بالتحضير لاستئناف المحادثات وفقا لرد الوسطاء على اقتراح ويتكوف، بالإفراج الفوري عن 11 أسيرا حيا ونصف القتلى".
وفي وقت سابق السبت، بدأ نتنياهو، جلسة لمجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر "الكابينيت" تضم وزراء ورؤساء الأجهزة الأمنية، بهدف بلورة قرارات بشأن المرحلة المقبلة من صفقة التبادل.
وعلى خلاف ما ورد في بيان مكتب نتنياهو بشأنّ مقترح ويتكوف، فإنّ قناة (12) ووسائل إعلام عبرية أخرى أشارت إلى أنّ المقترح يتضمن الإفراج عن 5 محتجزين أحياء، بينهم الأمريكي- الإسرائيلي عيدان ألكسندر، وجثث 10 قتلى، مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين ووقف العمليات العسكرية لمدة تراوح بين 42 و50 يوما، يتم خلالها التفاوض على إنهاء الحرب.
والخميس، أعلنت حماس استئناف المفاوضات مع الوسطاء (قطر ومصر) والجارية في الدوحة بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في ظل تنصل الاحتلال الإسرائيلي من الالتزام بالاتفاق وبدء المرحلة الثانية منه.
وأبدت الحركة مجددا مرونة في التفاوض من خلال إعلانها الجمعة، موافقتها على مقترح الوسطاء بالإفراج عن جندي إسرائيلي- أمريكي و4 جثامين لمزدوجي الجنسية، وذلك لاستئناف مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى.
بينما ادعى نتنياهو حينها بأن حماس، "تواصل الانخراط في التلاعب والحرب النفسية".
ويريد الاحتلال تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين دون تقديم مقابل أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق.
بينما تؤكد حماس التزامها بتنفيذ الاتفاق، وتطالب بإلزام الاحتلال بجميع بنوده، داعية الوسطاء إلى الشروع فورا في مفاوضات المرحلة الثانية، التي تشمل انسحابا إسرائيليا من القطاع ووقفا كاملا للحرب.
وبدعم أمريكي، يرتكب الاحتلال منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.