دراسة: نوعية أدوية ارتفاع ضغط الدم للحوامل تؤثر على الطفل
تاريخ النشر: 17th, May 2024 GMT
- حاجة للتوسع في تقييم وضع الحوامل المصابات بشكل أوسع
- ارتفاع الإصابة بتسمم الحمل لدى الأم وانخفاض وزن الطفل والولادة المبكرة تأثيرات واقعة على الجنين
"عمان": توضح الدراسات العلمية بأن ارتفاع ضغط الدم يعد سببًا رئيسيًا وشائعًا للمراضة والوفيات، وهو عامل خطر ومهم لأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الكلى المزمنة.
وقد ارتبط ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في وقت لاحق من الحياة. ويرجع ذلك إلى التغيرات الوعائية والتمثيل الغذائي التي لا رجعة فيها والتي قد تستمر بعد الحمل المعقد.
ما يؤكد على أهمية التحكم في ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل الذي لا يؤدي فقط إلى تحسين الحمل أثناء التعرض لارتفاع ضغط الدم مباشرة، بل أيضًا يعمل على تحسين صحة القلب والأوعية الدموية للأم على المدى الطويل.
وجاءت دراسة "الأدوية الخافضة للضغط ونتائج الفترة المحيطة بالولادة لدى النساء المصابات بارتفاع ضغط الدم المترددات على مستشفى متخصص من النوع الثالث" المنشورة في مجلة عمان الطبية التابعة للمجلس العماني للاختصاصات الطبية لتؤكد على الحاجة إلى دراسة مستقبلية شاملة للنساء المصابات بارتفاع ضغط الدم مع أو بدون أدوية خافضة للضغط في أكثر من مركز لتقييم تأثير هذه الأدوية على نتائج الفترة المحيطة بالولادة في سلطنة عمان.
وأوضحت الدراسة بأنه أثناء فترة الحمل، يعتبر ارتفاع ضغط الدم السبب الثاني الأكثر شيوعًا للوفاة المباشرة للأمهات نتيجة ما يسببه من مضاعفات في تصل إلى 7% من حالات الحمل، حيث إن 3% منهن يعانين من ارتفاع ضغط الدم الموجود مسبقًا قبل الحمل و4% يصابن بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل والذي يؤدي الى زيادة خطر الإصابة بتسمم الحمل. وعلى الرغم من تجنب استخدام الأدوية أثناء الحمل بشكل عام، إلا أن إتزان ضغط الدم أثناء الحمل أمر بالغ الأهمية بسبب النتائج الضارة الرئيسية في الفترة المحيطة بالولادة التي يمكن أن يسببها ارتفاع ضغط الدم. كما ذكرت الدراسة أن الدراسات العملية السابقة أشارت إلى أن استخدام أدوية ميثيل دوبا ولابيتالول للتحكم في ضغط الدم أثناء الحمل يقلل بشكل كبير من حدوث الولادات المبكرة. ومع ذلك، فقد ربطت بعض الدراسات هذه الأدوية الخافضة للضغط المستخدمة أثناء الحمل بالنتائج الضارة المحتملة على الطفل، مثل: انخفاض الوزن عند الولادة، وتأخر النمو المعرفي، والاكتئاب في مرحلة الطفولة، ارتفاع خطر الإصابة بالربو واضطرابات النوم أثناء الطفولة، نوبات حديثي الولادة، واضطرابات الدم. ومع ذلك، لا يوجد حتى الآن دليل قوي يدعم ويؤكد هذه الارتباطات، والآثار الضارة المحتملة لهذه الأدوية الخافضة للضغط على الحمل والولادة.
لذلك، فقد نشرت الدراسة بهدف تحديد الأدوية الخافضة للضغط الأكثر استخدامًا لدى النساء الحوامل ولتحديد تأثير هذه الأدوية على نتائج الفترة المحيطة بالولادة (الأم والجنين). وقام الباحثون بتقييم السجلات الطبية لـ 484 امرأة حامل مصابة بارتفاع ضغط الدم في مستشفى جامعة السلطان قابوس خلال فترة الدراسة بأثر رجعي للتأكد من أهليتهن. وشملت الدراسة حالات الحمل المفرد للنساء اللاتي يتناولن الأدوية الخافضة للضغط واللاتي ولدن في المستشفى.
وأفادت الدراسة بأن إجمالي النساء المؤهلات للإدراج في الدراسة بلغ 210 نساء. وكان النوع الفرعي الأكثر انتشارًا من ارتفاع ضغط الدم هو تسمم الحمل (41.4٪). وكانت نتائج التأثيرات الواقعة على الجنين والأكثر شيوعًا بين النساء المصابات بتسمم الحمل هي انخفاض الوزن عند الولادة، والولادة المبكرة، وتقييد النمو داخل الرحم، قصر عمر الحمل، ومتلازمة الضائقة التنفسية، وحالات التنويم في وحدة رعاية الأطفال حديثي الولادة أعلى مقارنة بالنساء المصابات بحالات أخرى من أنواع ارتفاع ضغط الدم. في حين كان لابيتالول هو الدواء الخافض للضغط الأكثر شيوعًا يليه ميثيل دوبا، بينما حصلت 101 من النساء على الدوائين معا بنسبة 48.1٪. وقد وجدث الدراسة أن نتائج الاثار الواقعة على الجنين الشائعة في النساء المصابات بتسمم الحمل أكثر انتشارًا في الأطفال حديثي الولادة للنساء اللاتي تلقين علاجًا مركبًا من أطفال النساء اللاتي كُن يتناولن دواءً واحدًا.
وتوصلت الدراسة إلى أن عقار لابيتالول هو الدواء الخافض للضغط الأكثر شيوعًا في هذه المجموعة، وإن النساء اللاتي يتناولن أكثر من دواء خافض للضغط للعلاج يعانين من مضاعفات أعلى بكثير على الأم والجنين. لذا أكد الباحثون في توصياتها بوجود حاجة إلى دراسة مستقبلية أكبر تشمل النساء المصابات بارتفاع ضغط الدم مع أو بدون أدوية خافضة للضغط في أكثر من مركز لتقييم تأثير هذه الأدوية على نتائج الفترة المحيطة بالولادة.
يذكر أن فريق الدراسة تضمن كلا من: الدكتور الخطاب الإسماعيلي، والدكتورة تميمة الدغيشية، والدكتورة هاجر الرجيبية، والدكتور خالد الوائلي، والدكتور خالد الرصادي، والدكتور سونيل نادار، والدكتور خميس الهاشمي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: بارتفاع ضغط الدم النساء المصابات ارتفاع ضغط الدم الأکثر شیوع ا هذه الأدویة
إقرأ أيضاً:
إثبات تأثير خطير لتدخين السجائر الإلكترونية أثناء الحمل على الأجنة
قام باحثون إيطاليون من خلال مراجعة حديثة بتقييم تأثير السجائر الإلكترونية على تطور رئة الجنين والمواليد الجدد، مع التركيز على الإجهاد التأكسدي والالتهابات.
ويمثل كل نفس يتنفسه المولود الجديد تتويجا لعملية تطور معقدة، وهي عملية شديدة التأثر بالعوامل البيئية.
وبينما ثبت أن التدخين التقليدي له آثار ضارة على نمو رئة الجنين، ظهرت السجائر الإلكترونية كبديل يعتقد أنه “أكثر أمانا”، خاصة بين النساء الحوامل. ومع ذلك، تحتوي أبخرة السجائر الإلكترونية على النيكوتين والمذيبات والمنكهات التي قد تعطل المراحل الحاسمة في تكوين الرئة.ومع تزايد استخدام السجائر الإلكترونية أثناء الحمل، أصبح من الضروري إجراء تحقيقات عاجلة حول تأثيرها طويل المدى على صحة الجهاز التنفسي.
ويحدث تطور رئة الجنين في خمس مراحل رئيسية: الجنينية، الغدية الكاذبة، القنيوية، الكيسية، والحويصلية. وتتضمن هذه المراحل تمايزا خلويا معقدا وتنظيما هيكليا ضروريا لوظيفة الرئة بعد الولادة.
ويمكن أن تعرض العوامل البيئية، بما في ذلك تدخين الأم وتلوث الهواء، هذه العملية للخطر، ما يؤدي إلى انخفاض سعة الرئة، وبنية غير طبيعية للمجرى الهوائي، وزيادة القابلية للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي.
ويؤدي التعرض لأبخرة السجائر الإلكترونية إلى إدخال مواد سامة في مراحل التطور الحرجة. وعلى سبيل المثال، يعبر النيكوتين المشيمة بسهولة ويتراكم في أنسجة رئة الجنين، ما يغير مسارات الإشارات الخلوية الضرورية لتكوين المجاري الهوائية.
وتظهر الدراسات على الحيوانات أن تركيزات النيكوتين في دم الجنين يمكن أن تكون أعلى بثماني مرات مع بعض أجهزة السجائر الإلكترونية (مثل JUUL) مقارنة بالسجائر التقليدية.
وبالإضافة إلى ذلك، تساهم المذيبات والمنكهات في السجائر الإلكترونية في الإجهاد التأكسدي، وهو محرك رئيسي للالتهابات الرئوية واختلال الوظائف.ويحدث الإجهاد التأكسدي عندما يتجاوز إنتاج أنواع الأكسجين التفاعلية (ROS) آليات الدفاع المضادة للأكسدة في الجسم.
وتحتوي أبخرة السجائر الإلكترونية على مركبات عضوية متطايرة وجسيمات دقيقة تسبب أضرارا تأكسدية. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى التهابات، وضعف تكوين الحويصلات الهوائية، وانخفاض مرونة الرئة لدى المواليد الجدد.
وتشير الدراسات إلى أن التعرض قبل الولادة لأبخرة السجائر الإلكترونية يثير استجابة التهابية تتميز بزيادة مستويات إنترلوكين-6 (IL-6) وعامل نخر الورم ألفا (TNF-α). ويمكن أن تعطل هذه العوامل الالتهابية إعادة تشكيل أنسجة الرئة، ما يزيد من احتمالية إصابة الرضع بأمراض تنفسية مثل الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) في وقت لاحق من الحياة.
ويرتبط التعرض للنيكوتين أثناء الحمل بالعديد من الآثار الضارة على الرئة، حيث يتداخل مع مسارات إشارات مستقبل “نوتش” (Notch) و”بروتين دبيلو.إن.تي” (Wnt)، التي تنظم تفرع الشعب الهوائية وتمايز الخلايا الظهارية. وتظهر الدراسات على الحيوانات أن نسل الأمهات المعرضات للنيكوتين يعاني من رئتين أصغر حجما، وتأخر في نضج الحويصلات الهوائية، وزيادة مقاومة الشعب الهوائية.
ويخضع البروبيلين غليكول (PG) والغلسرين النباتي (VG)، المكونان الرئيسيان للسوائل الإلكترونية، للتحلل الحراري، ما يؤدي إلى إطلاق منتجات ثانوية سامة مثل الفورمالديهايد والأسيتالديهايد. وتساهم هذه المواد في تهيج الشعب الهوائية وتلف الحمض النووي في خلايا الرئة.
جريدة المدينة
إنضم لقناة النيلين على واتساب