أسعار الفضة تتلقى دفعة جديدة وسط صعود الطلب ونقص الإمدادات
تاريخ النشر: 17th, May 2024 GMT
ربما يكون الارتفاع القياسي في أسعار الذهب قد تصدر عناوين الصحف هذا العام، لكن أسعار الفضة هي التي تصعد بقوة أكبر وأسرع، حيث يستفيد المعدن الأقل بريقاً من طلب المستثمرين والمصنعين القوي عليه.
ارتفعت أسعار الفضة بمقدار الربع تقريباً منذ بداية عام 2024 وحتى الآن، متجاوزةً بذلك الارتفاع الذي شهدته أسعار الذهب، مما جعلها أحد أفضل السلع الرئيسية أداءً في العام.
يتحرك المعدنان جنباً إلى جنب إلى حد كبير، حيث يقدم كلاهما خصائص تحوط مشابهة على صعيد الاقتصاد الكلي والعملة. وسجلت أسعار الذهب مستوى قياسياً وسط إقبال البنك المركزي والأفراد على شرائه في الصين، وعودة الرهانات على خفض أسعار الفائدة الأميركية، كما تتبع أسعار الفضة الاتجاه ذاته.
رواج الفضة بالسوق الفعلية
على الرغم من وجود اهتمام طفيف من المستثمرين بالصناديق المتداولة في البورصة المدعومة بالفضة، إلا أن مبيعات الفضة في السوق الفعلية ارتفعت، بما في ذلك في شركة "سيلفر بَليون" (Silver Bullion) الواقع مقرها في سنغافورة.
قال غريغور غريغرسن، مؤسس الشركة: "حتى العملاء المهتمين بشراء الذهب بدأوا يقولون: حسناً، ربما سنشتري الفضة أولاً، وننتظر حتى تعود النسبة بين سعر الذهب إلى الفضة لمستوى أكثر توازناً". وباعت الشركة في الفترة بين 1 و 25 أبريل نحو 74 أونصة من الفضة مقابل كل أونصة من الذهب، مقارنةً بمتوسط 44 في عام 2023.
"أزيموت مصر" تخطط لإطلاق أول صندوق استثمار في الفضة
صعدت أسعار الفضة الفورية فوق 29 دولاراً للأونصة في تداولات يوم الجمعة، متجهة لتحقيق مكاسب أسبوعية بنسبة 5% تقريباً. وسيكون التحدي الكبير التالي أمام الفضة هو تخطي سعر 30 دولاراً للأونصة، وهو المستوى الذي تجاوزته لفترة وجيزة في عام 2021. وإذا صعد سعر المعدن إلى 30.1003 دولار للأونصة؛ سيرفع ذلك الأسعار إلى أعلى مستوياتها في أكثر من عقد.
مقارنة بين الذهب والفضة
من حيث التناسب السعري، تقدم المعدن الأبيض بالفعل على الذهب. ففي يناير الماضي، كانت نسبة سعر الذهب إلى الفضة أكثر من 90 ضعفاً، وهي الأعلى منذ سبتمبر 2022. ويعتقد بنك "سيتي غروب" أنه إذا خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بالفعل، وظل النمو الاقتصادي قوياً في النصف الثاني، فقد تصل النسبة إلى نحو 70، لكنه حذّر من أنه في حالة تباطؤ الاقتصاد قد تتحرك النسبة في الاتجاه المعاكس، وفقاً لمذكرة.
تتمتع الفضة بميزة مزدوجة، حيث تكتسب قيمتها من استخدامها كأصل مالي من ناحية، كما تُعتبر أحد المواد الخام الصناعية من الناحية الأخرى، بما في ذلك دخولها في تصنيع تقنيات الطاقة النظيفة. ويُعتبر المعدن عنصراً رئيسياً في صناعة الألواح الشمسية، ومع النمو القوي في هذه الصناعة، يُتوقع أن يصل استخدام المعدن إلى رقم قياسي هذا العام، وفقاً لمعهد الفضة.
اقرأ المزيد: شهية العالم للألواح الشمسية ترفع الطلب على الفضة
نتيجة لذلك، تتجه السوق نحو المعاناة من عجز في العرض مقابل الطلب للعام الرابع على التوالي، ويُتوقع أن يكون نقص الإمدادات هذا العام ثاني أكبر عجز مسجل على الإطلاق.
استنفاد مخزونات الفضة
أدى هذا إلى بحث المستخدمين الصناعيين -الذين يعتمدون عادة على الشراء من شركات التعدين- عن وجهات جديدة للحصول على إمدادات الفضة، من خلال استنزاف المخزونات الكبيرة حول العالم، وفقاً لغريغرسن من "سيلفر بَليون".
وتراجعت المخزونات التي تتبعها جمعية سوق السبائك في لندن (London Bullion Market Association) إلى ثاني أدنى مستوى لها على الإطلاق في أبريل، في حين أن الأحجام المتاحة في بورصتي نيويورك وشنغهاي تقترب من أدنى مستوياتها الموسمية.
سعر الذهب عند مستوى قياسي والفضة تصعد وسط توقعات خفض الفائدة
على مدى العامين المقبلين، قد يتم استنفاد المخزونات التي تتبعها جمعية سوق السبائك في لندن نظراً لوتيرة الطلب الحالية، وفقاً لشركة "تي دي سيكوريتيز" (TD Securities). وتبالغ الأرقام الإجمالية في تقدير إمدادات المعدن المتاحة، لأنها تشمل حيازات الصناديق المتداولة في البورصة، حسبما قال دانيال غالي، استراتيجي السلع، في مذكرة صدرت خلال شهر أبريل.
قال غريغرسن: "نتجه تدريجياً نحو المعاناة من نقص إمدادات الفضة وسط توقعات بارتفاع الطلب الصناعي. وإذا أقبل المستثمرون أيضاً على شراء المعدن؛ فأعتقد أنه في غضون شهرين أو ثلاثة، قد تتحول المشكلة الأساسية من عدم القدرة على بيع الفضة إلى نقص الإمدادات".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سعر الذهب الذهب والفضة أسعار الفضة
إقرأ أيضاً:
النفط يستقر مع تقييم الأسواق لتوقعات خفض الفائدة
استقرت أسعار النفط عند التسوية أمس مع تقييم الأسواق لحجم الطلب من الصين وتوقعات خفض أسعار الفائدة بعد أن أظهرت بيانات تباطؤ التضخم في الولايات المتحدة.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت ستة سنتات، أو 0.08%، لتصل عند التسوية إلى 72.94 دولار للبرميل. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي ثمانية سنتات، أو 0.12%، إلى 69.46 دولار للبرميل.
وحقق الخامان القياسيان انخفاضا أسبوعيا قدره 2.5%.
وتراجع الدولار عن أعلى مستوى في عامين أمس ، لكنه يتجه صوب تحقيق مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي بعد أن أظهرت بيانات تباطؤ التضخم في الولايات المتحدة بعد يومين من خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) أسعار الفائدة كما كان متوقعا.
ويؤدي انخفاض الدولار إلى جعل النفط أقل كلفة لحاملي العملات الأخرى، كما أن خفض أسعار الفائدة قد يحفز النمو الاقتصادي ويعزز الطلب على الخام.
وتباطأ التضخم في الولايات المتحدة على أساس شهري في نوفمبر بعد أن أظهر تحسنا طفيفا في الأشهر القليلة الماضية، مما دفع المؤشرات الرئيسية في وول ستريت إلى الارتفاع في تعاملات متقلبة أمس .
وقالت مؤسسة الصين للبترول والكيماويات (سينوبك) المملوكة للدولة في توقعاتها السنوية للطاقة التي أصدرتها الخميس الماضي إن واردات الصين من النفط الخام قد تبلغ ذروتها في عام 2025 وإن استهلاك الصين من النفط سيبلغ ذروته بحلول عام 2027 مع ضعف الطلب على الديزل والبنزين.
وقال إمريل جميل الباحث في مجموعة بورصات لندن إن تحالف أوبك بلس، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها، سيحتاج لضبط الإمدادات لرفع الأسعار وتهدئة تقلب السوق جراء المراجعات المستمرة لتوقعاته لنمو الطلب. وخفض تحالف أوبك بلس مؤخرا توقعاته لنمو الطلب العالمي على النفط في عام 2024 للشهر الخامس على التوالي.
ويتوقع بنك جيه.بي. مورجان انتقال سوق النفط من التوازن في عام 2024 إلى تحقيق فائض قدره 1.2 مليون برميل يوميا في عام 2025، فضلا عن زيادة الإمدادات من خارج تحالف أوبك بلس بمقدار 1.8 مليون برميل يوميا في عام 2025، وبقاء إنتاج منظمة أوبك عند مستوياته الحالية.
وذكر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب اليوم أن الاتحاد الأوروبي ربما يواجه رسوما جمركية إذا لم يقلص التكتل العجز المتزايد مع الولايات المتحدة من خلال إجراء معاملات تجارية ضخمة في النفط والغاز مع واشنطن.
وفي خطوة قد تؤدي إلى تقليص العرض، ذكرت بلومبرج أن مجموعة السبع تدرس سبل تشديد فرض سقف الأسعار على النفط الروسي، مثل فرض حظر تام أو تقليص سقف السعر.
وتجاوزت روسيا سقف 60 دولارا للبرميل الذي فرض عليها في عام 2022 بواسطة "أسطول الظل" من السفن، والذي استهدفه الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بمزيد من العقوبات في الأيام القليلة الماضية.